أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد














المزيد.....

الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 22:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد

إن كانت الفلسفة منذ إن ولدت لا تقبل الافتراض لوحده دون برهان كما لا تقبل النتائج بدون مقدمات وأنتزعت لنفسها طريق الجدية والصرامة في البحث عن جوهر الحقيقية عبر سلسلة من الأسئلة والبراهين والأجوبة لتصل لتشخيص صورة ذهنية للأشياء تبدو في كل وقت أنها الأمثل في التفكير , وهذا ديدنها لا أعتراض عليه , ولكن من حق العقل أن ينتهج أسلوب أكثر تحررا من مفاهيم الفلسفة ومقولاتها عبر التحرر من أشتراطات الفرض والبرهان والتحقق ومن خلال منهج يضع لكل شي فرض ويسير بهذه الفروض إلى نهايتها المعتادة من غير أن يمر بكلاسيكية المنهج الإثباتي .
في هذا الطرح سيقول البعض أن مجرد التفكير بهذه الطريقة ستخرج الفكرة من أطار الفلسفة أصلا لترميها في ما يسمى أدب التخيل أو التأمل الفلسفي ولا يمكن أن تكون هناك فلسفة تبنى على الافتراضات وتتميز به وإن كانت المسألة الفلسفية أساسا تعدد أفتراضات ,كذلك كيف يمكن لنا أن نسلم للنتائج التي تطرحها الفلسفة الإفتراضية المزعومة ونحن لم نكتشف قابليتها على أثبات منطقها ويعوزنا الدليل الحتمي لها , وهناك تساؤل أهم كيف سنبني هيكلية هذه الفلسفة بعيدا عن منطق المعرفة بأعتبار أن الفلسفة أصلا هي المعرفة المتعالية بالمنطق المحكم.
قبل المباشرة بالإجابة لا بد لنا أن نعرف ما يعني الافتراض والافتراضية لو أضيفت إلى مبنى لفظي أخر ,فهناك سلسلة من المعارف يطلق عليها العلوم الافتراضية وهناك مقدمات فكرية كثيرة تتصف في مرحلة ما من وجودها بأنها افتراضية ,كما أن الافتراض بحد ذاته أسلوب تكويني لمباني فلسفية وفكرية تقود حتما للبرهان ونتائجه وهي بذلك تعد من منهاج الوصول للغايات الفكرية وليست مجرد رؤى تطرح كأنها مجردة تدور في عالم الفكر تنتظر التصديق,الافتراضية طريقة تمهيد وإنشاء وتكوين وهي أحدى مهام التفكر والتدبر العقلي اللازمة للتقرير,ولا يمكن تمر أي عملية إبداعية دون التطرق والتوصل بالسلسلة الافتراضية من المقدمة التأملية وحتى البناء التصوري الذهني الذي يجعل الفكرة في جهوزية كاملة للبرهان , إذن ليس غريبا على الفلسفة اعتماد الافتراضية من ضمن وسائلها العملية.
علية يكون الفرض المتقدم بقبول فكرة إبتداع نتاج معرفي يلاقح بين الفلسفة المجردة الأصولية وبين التحرر من واقع السلفية الفكرية والتزمن بالمنطق والافتراضات المحكمة ليس بالأمر المستصعب لأن واقع المعرفة اليوم يتجه نحو الافتراضية التامة في كل شيء متناسقا مع مفهوم العلم المتوسع والمعرفة اللا متناهية , كان الأمس الفكري والمعرفي محكوم بثوابت صلبة فضحها عالم النانوية الرقمية المتعدد الاتجاهات والمتشعب في التفاصيل إلى أدق الدقيق من الأمور بنتاج علمي وعملي لا يمكن لأحد أن يفترض حدا تقف عنده أفتراضات هذا العالم ’نحن اليوم نسير بعجلة لا تستثني شيء بافتراضاتها العملية ولا تستبعد حتى إثبات العدم طالما أن العقل خرج من سجن المنطق والثوابت المقيدة له.
من المعقول المعرفي أن نفتح بوابات العقل على مصراعيها لكل ما هو ممكن ومتخيل ومحتمل وحتى للمتوهم بمعنى دورانه بين الممكن والمستحيل ,العقل في حالة تحرر من حالة النسبية والمطلق يرفض كل شيء يوضع في خانة المطلق دون أن يثبت هذا المطلق كونيته بقاعدة مطلقة لا تقبل النقض وبما أن إثبات المطلق بمطلق أخر عملية مركبة تحتاج لدليل صحة المطلق الثاني فسوف ندور بتوالي الإثباتات دون أن نصل لنتيجة محددة وهذا هو المحال المطلق بمعنىى أننا عاجزون عن تصور المطلق وتحديد أوصافة خارج ما هو ذاتي له ,وتصبح بذلك الحقيقية مجرد افتراض مقبول على أنه محل شك دائم,وسيغيب الحد الفاصل بين الثابت والمقترض طالما أن مساحة البعد بين الحقيقية وخلافها تتسع يوما بعد يوم مع تقلص حدوديات الأشياء لصالح القبول الأفتراضي بالواقع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لك أخي الراحل _ كلمات للراحل د محمد بديوي الشمري
- غير أني لا أتذكر _ قصة قصيرة
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح2
- أشتراطات التغيير والعمل السياسي في العراق ح1
- امرأة من حرير _ قصة قصيرة
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح3
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي ح2
- الهوية الفكرية للمجتمع العربي
- الحب الأول _قصة قصيرة
- الإسلام وواقع المسلمين ج2
- الإسلام وواقع المسلمين
- من يمنحني روح
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح2
- الدين بدالة التدين أفتراق في الجوهر والمضمون ح1
- حلم بلون العسل ..... المر _قصة قصيرة
- البعدية وأعلان أنتصار العقل
- الدين والقومية والجغرافيه
- المرأة بين حق الوجود وحق الوجوب
- الفكر العربي بين روميو وجوليت وعنتر وعبله
- شيخوخة الفلسفة وأزمة العقل


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفلسفة الافتراضية وجه أخر لعالم جديد