|
حقيقة السادة المره
حامد رمضان المسافر
الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 21:11
المحور:
الادب والفن
سيدي القاضي لم اتكلم ولم ارد لكوني اعلم ان الكلام في حد ذاته كفر ..حيث تزوق الالفاظ ..وحيث يدافع كل انسان عن نفسه وكأن الارض لم ترى فاضلا مثله..وحيث يظن الابلغ انكم ستنحنون لكلماته انحاء الروح لكلمات الله..لقد تكلم الجميع ونطق كل بما املاه عليه ضميره ان بقى ضمير في الدنيا او شيطانه ان كان الشيطان قد فاز واستوى على اغلب النفوس..ولكوني من التراب الذي يحوي الصلوات والخطيئات فلن ادافع عن نفسي..نعم لن ادافع مستعينا بقول سيدنا المسيح ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر )...وانا قانع بقدر الله فلن يصيبني حجر اذا لم يرد القدر ..وكل الذي سأفعله انني سأسرد القصة من بدايتها..ولن ازخرف الكلمات بل ولن الون الحروف...سأتركها تمضي على سجيتها..وكأي بشر هو مزيج من الخير والشر ..العظمة والضعة على حد قول نهرو سأتحدث..فلسنا ملائكة لكننا بشر نراوح في تجربة الحياة بين اخطائنا وخطايانا ... ولدت في البصرة جنوب العراق من عائلة كانوا يسمونها اقطاعية ولااعرف السبب..هل هو كثرة الاراضي الزراعية التي كان يملكها والدي سيد رمضان ام لغناه وحبه للملكية كنظام حكم عادل في العراق؟..لاادري..كل الذي اتذكره ان والدي كان من اشرف اشراف البصرة ..وانه كان يذهب الى قهوة التجار في ذلك الزمن الجميل مع ال الذكير وال البسام وال النقيب...الخ وانه حين كان يهز عصاه غاضبا كان البصرة كلها تهتز وليس قهوة التجار فقط..وكنا الوحيدون من ال مسافرالذين كنا نملك بيتا كبيرا بشناشيله الجميلة في القشلة وكان رقم دارنا 1/1/11 ..وكان البيت الذي ولدت انا به يعج بالناس صباحا و مساء..وكانت مهمة امي الوحيدة هي الطبخ من صلاة الفجر الى الظهيرة حيث يتوافد العمام سيد حسين وابنائه و غيرهم لتناول الغذاء المكون يوميا من سمكة كبيرة مشوية ودجاج على رز ( مطبك كما يقال بالعراق ) واللحوم المشوية وتلك المطبوخة مع الخضار..و نفس الشيء يحدث ليلا...وكانت امي لاتقبل ان تتدخل الخادمة بالطبخ للسادة ال مسافر ( النبلاء )....واتذكر يوما كان لدينا عمي سيد ناصر و كانت ايام العدوان الثلاثي على مصر وكان عمي هائجا يحدث ابي عن الموقف قائلا ( الغناة هايجة سيدنا ..هايجة )..فأخذنا نسميه ( سيد غناة ) بدلا من سيد ناصر.. كان ابي هو الوحيد المتمكن ماليا من ال مسافر اللئام..وكان اقرب واحب الناس افزوجته فليه هو اخيه سيد حسين المسافر الذي لم يكن من سكنة العشار مركز مدينة البصرة بل قرويا من قرية بعيدة عن الحضارة والعمران يسمونها مجازا ( ابو غرب )..اذلك اقترح عليه والدي سيد رمضان ان يوءجر له بيتا في العشار وانه مستعد ان يساعده ماليا فقال له سيد حسين ( اريد تكتب لي بالطابو نصف ارضك في نهر عمر بالهارثة )..فقبل سيد رمضان ضاحكا بقلبه الابيض المحب لكل الناس خاصة سيد حسين..وشرط عليه سيد رمضان ان يتزوج واحده متمدنه من اهل العشار لكون زوجته (ام الاولاد ) اصبحت عجوزا في الثمانين و لاتستطيع ( اما نعيمه ) السكن في العشار فهي لاتترك ابقارها و عجولها التي تربيهم بمساعدة هنية بنت سيد رمضان زوجة سيد على بن سيد حسين... و كان اولاد سيد علي جبار وناظم وكاظم وصلاح يعيشون في ( ابي غرب ) ويدرسون في مدرسة ابتدائية من طين ويشربون الماء الملوث من الترع ويوءمنون بالطنطل وام المساحي ..لذلك يأوون لفراشهم مبكرا كل ليله بدشاديشهم الممزقة المرقعة..لكون والدهم سيد علي كان يعمل بلاما يعبر الذي يريد العبور من احدى ضفاف شط العرب الى الضفة المقابلة..وكان العابر يعطيه فلسا واحدا للعبرة الواحدة.. وتزوج سيد حسين امرأة جميلة فاضلة من اهل العشار ومن اسرة معروفة هي سعدة السواد (ام لوءي ) رحمها الله ..وكنت كلما زرتها وجدتها تقرأ القران بصوت جميل اخشع له...اما سيد حسين وابناوءه فكانوا لايصلون ولاحتى يوءمنون بالله...كان هدفهم اغتصاب وسرقة كل اراضي وممتلكات سيد رمضان...لذلك حين انهى جبار دراسته الابتدائية في ( ابي غرب )..طلب سيد حسين من زوجته الفاضلة ( ام لوءي ) ان تقبل جبارا في بيتها الذي اجره لها على ضفاف ( نهر الخندق ) ليكمل دراسته المتوسطة والثانوية ..فقبلت المرأة الفاضلة ولم يكن لديها مكانا لتضع هذا الهمجي الحافي الذي لايعرف كيف يلبس البنطلون..فأختارت له ( اشكبشكان الدجاج ) كغرفة له الى ان يتمدن و تعطيه غرفة مثل كل البشر.. بعد ثورة 14 تموز 1958 اصبح والدي رجلا مريضا بالمرارة ..وتدهورت حالة تجار البصرة الكبار فرجع ال الذكير وال الابراهيم وال النقيب وال البسام الى السعودية والكويت..لذلك جاء البلام سيد علي سيد حسين المسافر الى والدي وطلب منه ان يعينه كاتبا لمصنع التمور الخاص بوالدي والمسمى ( شركة رمضان مسافر ) والواقع لليوم في نهر عمر في الهارثة ..وكانت اغلب اسهم الشركة مسجلة بأسمي 2/3 والثلث الباقي بأسم والدي..وجائت هنية سيد رمضان الى ابيها لتترجاه ان يعين زوجها سيد علي في مصنع التمور وقبل سيدنا ذلك وقبل ان تنتقل هنية ( ام جبار ) من ( ابي غرب ) مع دوابها و بقرها وعجولها الى البيت الملحق بمصنع التمور على شط العرب في منطقة جميلة لايتصوره الخيال مهما جنح للجمال.. و سيطر البلام سيد علي وابنائه الهمج ياسيادة القاضي على مصنع التمور ..وقبل ان يموت سيد رمضان اوصى سيد علي باليتامى وقال له ( حافظ على اموالهم ) واقسم له سيد علي على ذلك ويده فوق المصحف الشريف...وابعدني سيد علي عن مصنع التمور كليا كما ابعد شقيقي ابراهيم عنه ..وكانت حججه اننا لانعرف كيف نتعامل مع العمال...وكنت اعيش العذاب كله فأنا الكبير و لم اقدر ان انفذ وصية والدي الذي قال لي بالحرف الواحد ( ارض نهر عمر لك ولشقيقك ابراهيم و لتوفيق ورابحة اعطوها كما امر الله للرجل مثل حق الأنثيين )...وبدأوا ينهبون...باعوا بيتنا الذي ولدنا فيه بالقشلة ولم نستلم فلسا منه..وكان سيد علي يخاف بصورة لاتصدق من ابن خالتي ( كاظم عبيد سنافي )...وحين استشهد كاظم في الحرب ارتاح باله وقال لي بالحرف الواحد ( شفت الله شسوى بيكم ابن خالتكم رجعوه جثة محروقة الله يلعنه كان يريد يستولي على مصنع التمور )..واقسم بالله العظيم انني صدمت فلم اتوقع من رجل اكل خير والدي ان يكون جاحدا و قاسيا بل وبربريا الى هذا الحد...ومنذ ذلك اليوم وانا استعمل حبوب الفاليوم لأنام.. ثم جائتني هنية زوجة سيد علي الى غرفتي في احدى الامسيات فقالت لي ( بيع ارضك وتزوج ) فقلت لها ( لكن سيد رمضان اوصاني ان اوزع الارض على اخواني وانا اخاف الله واخاف لعنة سيد رمضان الطاهر الشريف )..فردت ( انت مجنون ابني محمد-وكانت تسميني محمد- هو بعد ظل واحد يخاف من الله..كل واحد عايش لنفسه ..هسه كلام سيد رمضان راح وياه )...ولم اصدق بل ذهلت و تذكرت قول شكسبير ( البعض ترفعه الخطيئة، والبعض تسقطه الفضيلة.)...هل تغيرت القيم وصارت الرذيلة افضل من كل فضيلة...وهل اصبحت اعشاش العصافير البريئة بيوتا للدعارة؟ اه ياسادة الشر الهذا تدعون؟ اليس فيكم انسان يفكر بأنسانية الحيوان الذي لايقتل حين يشبع؟ هربت من البصرة و اشتغلت استاذا جامعيا بكلية طب بغداد و نشرت العديد من البحوث العلمية وحصلت على درجة بروفسور و براتي اختراع عن ايجاد بديل للانسولين لمعالجة مرضى السكر و استخلاص مادة الفنكرستين والفنبلاستين من نبات يعيش بالعراق لمعالجة مرضى السكر..وتزوجت من استاذة بكلية الصيدلة ..وحين وجدنا ان رواتبنا لاتكفينا لدفع ايجار مشتمل في اليرموك و ضروريات الحياة من ملبس ومأكل ..ذهبنا الى الرئيس صدام حسين رحمه الله و معنا طابوات الارض ومصنع التمور في البصرة..وقلنا له ان الفيلق الثالث يسكن الان في ارضنا بقيادة الفريق ( ماهر عبد الرشيد )..ونحن نعاني ماديا رغم اننا علماء في مجال عملنا..فرد علينا ( سأرسل لجنة من وزارة الدفاع برئاسة ضابط كبير من ضباطي و ستصاحبون انتم اللجنة الى البصرة )..ثم قال لي ( انت بروفسورنا اختصاصك مايكروبيولوجي ونحن لدينا مشكلة في تصنيع البلوتانيوم فقد نجح علمائنا بتصنيع السائل لكنهم فشلوا في تصنيع الغبار السبورات فهل تساعدنا ) ..فقلت له ( حاضر سيادة الرئيس )...فقال تنقلون للعمل في جامعة الانبار و هنالك تود مختبرات البولوجي و سأوقع على اعطائكم قصرا يليق بكم على نهر الفرات..و غدا صباحا تذهبون مع اللجنة من المطار للبصرة لمعاينة الارض و حساب التعويض.. ذهبنا للبصرة مع اللجنة فعاينت اللجنة الارض ثم طلب منا اللواء رئيس اللجنة الذهاب الى مصلحة التمور بالعشار قذهبنا وقابلنا حبيب ( ابن ام ناجي )..فرفض اعطائنا اي معلومات الى ان يأتي المدير المفوض لشركة سيد رمضان مسافر..فذهبنا انا وزوجتي المرحومة ميسلون العاني وجلبنا سيد علي من بيته..وبقت اللجنة مع سيد علي و حبيب ابن ام ناجي مجتمعين لمدة ساعة تقريبا و نحن خارج قاعة الاجتماع..ثم خرجوا و عزمهم سيد علي على قوزي ففرحوا بذلك ووعدونا بتعويض مجزي للجميع..رجعنا لبغداد انا والمرحومة زوجتي ..ونقلونا الى جامعة الانبار و فتحنا صيدلية هنالك ..وكان البيت الذي اهدانا اياه السيد الرئيس اكثر من رائع فعملنا له بجد وانتجنا غبار البوتالينيوم...وكرمنا صدام حسين مرة اخرى بوسام الرافدين لكل واحد منا..ابتعدنا عن البصرة واهلها و عشنا بسعادة لايمكن للكلمات ان تصفها الى ان قررنا الهرب الى الامارات فدفعنا الكثير للمخابرات للحصول على جوازات سفر وهربنا عن طريق الاردن واشتغلنا عند الشيخ محمد بن راشد..زوجتي الصيدلانية الخاصة لسموه وانا المستشار العلمي له..وفي احد الايام رأيت قريب لي في مطعم كنتاكي الرئيسي في شارع الشيخ زايد بدبي فهنأني بالتعويض الذي اعطانا اياه صدام كما قال فقلت له ( لم استلم ولافلسا والله العظيم ) فقال بلهجة عراقية ( علينا الظاهر سيد علي استلم كل الخمسين مليون الله اعلم ).....وماتت زوجتي ..فقدر لي الله ان اهرب للندن...والان احمد الله على كل شيء...نعم لقد سرقونا ..ويدعون باطلا انني بعت الارض التي لازالت بأسمي ولن اقول سيدي القاضي في النهاية انني لا اطلب عدلا الا من الله و المال كما قال شكسبير ( MONEY ARE THE COMMON WHORES OF THE HUMAN KIND) ...تمتعوا ياارذل خلق الله بمال سيد رمضان الذي سرقتموه ظلما وافكا ونذالة ولم تقيموا لله وزنا ولاحدا في كل افعالكم الدنيئة..وهذه هي حقيقتكم المرة ياسادة الغدر والكفر ويلعديمي الضمير ..و (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ-;- ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ-;- وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) صدق الله العلي العظيم
#حامد_رمضان_المسافر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مبادئكم
-
تحبون المال حبا جما
-
متى ينتهي الظلم في العراق؟
-
رساله
-
رسائل جيمس جويس الجنسيه لحبيبته نورا ( ممارسة الجنس كتابة ؟)
-
صدق نظرية داروين
-
حلم
-
من اكاذيب القران
-
عدل علي المطلق
-
الشيطان مظلوما
-
اكاذيب الاسلام العلميه
-
هذا كلام احد الشيوخ
-
مامعنى البحث عن الزمن الضائع؟
-
لن يأتي لا المهدي ولا غودو؟
-
عمائم الكفر
-
ابتسام
-
ماهو الاسلام الحقيقي؟
-
نزار اللعيبي
-
القران عاريا -- الجزء السابع
-
ولهى
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|