|
الشعراء العرب في ظل أزمة الهوية
منصور بختي دحمور
الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 20:02
المحور:
الادب والفن
كان الشعر يسمى ديوان العرب، وكان فطاحلة الشعراء تعلق لهم القصائد على جدران البيت العتيق ببكة، وكانت قصيدة امرئ القيس على ألسنة الجهلة والعلماء، وكانت المنظومة الواحدة لزهير بن ابي سلمى تستغرق حولا كاملا لتخرج الى الناس في أُبّهة العروس ليلة زفافها. ربما كان هؤلاء عربا، ولم يبق للعرب اليوم نبرة لسان فيما تركه البحتري وأصحابه، ولكننا حتى اليوم لم نرثي حال الشعر العربي الذي يتخبط في غياهب مجهول أهل الجهل من ناظمي اليوم أو لنقول ناعقي اليوم ولو بقصيدة تشبه احدى ما قالته الخنساء في أخيها. سنوات عجاف تلك التي ضربت مصر زمن يوسف، ولكنها وجدت حاميها وراعيها من البقرات التي أرادت أكل السمان منها، ولكننا لا نرى اليوم الا النزر اليسير ممن عاد الى أرض الجاهلية الاولى أو صدر الاسلام الى زمن خاتم شعراء الحقيقة الشعرية أبي الطيب المتنبي. ليس غريبا أن نسمع ونقرأ عمن يدعوا الى استبعاد الدين عن السياسة والعرقية عن الأدب ويطالب بماسونية الابداع وعالمية الكتابة التركيبية التي لا تمتّ بصلة الى اصالة الادب العربي الى ان وصل بنا الحال الى الولوج في جحر الضبّ الأدبي الذي يسمى انه عربي، ولكن في حقيقة ما نراه لا يمتّ بصلة الى نسب قحطان او عدنان وليس له في ارض نجد ولا حِمْيَر ولا غيرها من قبائل العرب شاة ولا بعيرا. كثيرا ما نسمع عن التجديد التجديد والتجديد ولكننا في الواقع المرئي لا نرى الا خردوات وأسمال الغرب التي نستر بها عورة إبداعاتنا أو نكفّن فيها مجدنا الادبي الذي ورّثه أجداد وأباء الأدب العالمي في الشعر والابداع. الحقيقة اننا نستحي اليوم في عرف الكل من أهل الادب الذين تناسوا مفهوم الادب من العودة الى الماضي لأن نظرة أهل الفلسفة التاريخية أو بالاحرى اهل السياسة التي تقول ان تاريخنا مظلم وانما هو لم يجاوز تاريخ الدموية والغباء الحضاري في ثوب يصطبغ في أفواه من يقول هذا بعداء داخلي غير مصرح به للثقافة العربية بصبغة التغريب أو بالاحرى الغربنة على وزن الغربلة الثقافية التي تُخرج صفوة الماسونية الأدبية العربية التي لا تمت بصلة الا نسبها وأجدادها منها براء. في الواقع ليس الصراع صراعا أدبيا ولا ابداعيا ولكنه في صميمه صراع خفي ضد الهوية العربية التي لم تتناسى أن يكون الشعر من أحجار أساساتها، وبكل تأكيد هو حجر أساس ضخم تحدى به رب العرب والغرب ألسنة العرب لأنها كانت أبلغ وأفصح وأقدرألسنة العالم في محاجة البشرية جمعاء. تلك هي حقيقتنا كعرب، ففي الوقت الذي كان لابد أن يستمر الشعر العربي والابداع الصحراوي ان صح التعبير والرقي البدوي الاصيل في تحديه للعالم صار في زمن هو زمننا لا زمن من سبقنا من الآباء سلاحا ضد الذات والهوية لنكون مخترعي التبعية الأدبية بعد كنا ومانزال رغم الكل تابعين في أمور أخرى حددت مصائنا على مدار السنوات الماضية. علينا ان نفتح دواويننا التي لا يجدر بنا تسميتها بالدواوين، علينا أن نفتح تسعين ديوانا من أصل مائة ولننظر بكل موضوعية وبكل عين ناقدة عربية بلاغية وابداعية إذا وجدنا كتابا واحدا نستطيع تسميته بديوان شعري عربي. صحيح أن فولتير وهوجو وغيرهم هم من فطاحلة الشعري الغربي دون منازع ودون خلاف، ولكن ذلك يبقى في حدود نسبية أنشتاين، لأن هؤلاء فطاحلة في أقوامهم وليسوا كذلك في قوميتنا وهويتنا العربية. لماذا لا نقارن بين هومروس وامرئ القيس، أو بين هوجو وأحمد شوقي وغير ذلك من الثنائيات الغير متطابقة في منهجية النقد الاصيل البلاغي، لا يمكن المقارنة، لأننا بكل تأكيد نسئ الى امرئ القيس ونسيء الى شوقي بطريقة أو بأخرى لأن البلاغة العربية باتعراف الغير والذات أبين من أن تناقشها لجان لا تتقن نطق الضاد أوالعين، ذلك أن العين بالعين؟ هذه هي حقيقة الصراع الادبي العالمي الذي دخله الشعر عن جهل خباياه بكل جرأة تتبرؤ من ذوابتها وبلاغاتها لاجئة الى أفكار لا تتناسب مع الواقع العربي ولا مع المجتمع الذي سئم هرطقات مدعي الشاعرية، تلك الشاعرية التي تتدفق في مصب نهر اللورين وأقصى مبتغاها بلوغ قمة الألب. هي في الحقيقة دعوة أخوية عن غيرو عربية في نبرة أبوية من جهتة مغربية لا غربية تحاول ايقاظ همم الادب العربي الاصيل لصناعة أدب عالمي جديد يكسر حواجز اللنظرة العالمية للأدب. تحياتي الى كل العرب والمسسلمين
دحمور منصور 22/03/2014
#منصور_بختي_دحمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسرح العربي بين الإبداع واللهو
-
أغنية بلا كلمات
-
الى أين ؟
-
قراءة في رواية -الصوت- لغابرييل اوكارا
-
العنف عند فرانز فانون
-
لا أريدك
-
سأكتبك
-
قبر قصائدي
-
غدر القوافي
-
ما قولك يا أنا؟
-
في يومك الأول
-
إلى أستاذة
-
-دموع قافية-
المزيد.....
-
-انحناءة- بيزوس أمام ترامب تتسبب باستقالة رسامة كاريكاتير في
...
-
ترجمة مُضللة لتصريحات وزير دفاع أمريكا عن ضربات ضد الحشد الش
...
-
-لا أرض أخرى-.. البدو الفلسطينيون يجبرون على الرحيل تحت غطاء
...
-
قائد الثورة..ضرورة زيادة النتاجات العلمية والفنية عن هؤلاء ا
...
-
الأردن يعلن إرسال وفود لدراسة الحالة الفنية والأمنية لإعادة
...
-
ألبر كامو: قصة كاتب عاش غريباً ورحل في ظروف غامضة
-
كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية
-
ترامب يعتبر جلسة تحديد عقوبته بقضية الممثلة الإباحية -تمثيلي
...
-
-زنوبيا- تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيال
...
-
عمرها 166 مليون سنة.. اكتشاف آثار أقدام ديناصورات في أوكسفور
...
المزيد.....
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
المزيد.....
|