أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو عبد العظيم - لماذا يخشي أروغان من حجب موقع التواصل الاجتماعي تويتر؟.















المزيد.....

لماذا يخشي أروغان من حجب موقع التواصل الاجتماعي تويتر؟.


عمرو عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع للشأن التركي علي المستوي السوسيو-سياسي، يري أنثمة تحولات اجتماعية وسياسية تعيش فيها تركيا اليوم، كشفت زيف زعم ادعائها، بأنهاتملك نموذجا ديمقراطي جاء نتاج لصراعات في حقيقتها بين دولة علمانية مدعومة بالعسكر، وبين قوي إسلامية طليعية تشكلت بقيادة سياسية استطاعت أن تحظي بدعم شعبي كبير؛ كان بمثابة داعم لتوجهاتها السياسية في تشذيب قيم العلمانية، والحد مننفوذها وتغلغلها كقوي مهيمنة في المجتمع التركي والتي تملك صناعه القرار فيه علي كافه قطاعات المجتمع التركي.

أذن أضحي لتركيا نموذجا، أرتاءات فيه أنه يصبح نموذجا ذوصفة « معولم» ، جاهزا ويصلح لتدويله لجميع الدول الطامحة في استيراد تجربة سياسية واقتصادية هي بحق واعدة واستطاعت أن تثبت نجاحها علي مستوي تحديث البني الاجتماعية والاقتصادية؛ وغيرت من شكل توازن القوي في الاورومتوسطي - اتحاد الدول المطلة علي البحر المتوسط - وعززت من دور تركيا كقوي طليعية هي والبرازيل في عدة محافل عالمية مرتبطة بإشكاليات الطاقة والغذاء والبيئة، علاوة علي دعم توجهات تركيا السياسية إقليميا وبخاصة داخل نفوذها الإسلامي أسيويا وعربيا وبخاصة توجهاتها من القضية الفلسطينية... ألخ

علينا أن نعترف أن نموذج التجربة التركية، نجح علي كافةالأصعدة ،وبخاصة الاقتصادية تلك التي لم تراعي فقط البُعد الاجتماعي للتنمية، بتلكالصورة التي نقلت فيها المواطن التركي وغيرت بصورة كبيرة في نمط حياته الاقتصاديةوالاجتماعية في كافة المجالات وبخاصة التعليم، الصحة، المرافق الخدمية وغيرها، تلكالأبعاد التي رعت فيها تركيا وبحق يشهد لها قيم دولة الرفاه والرعاية الاجتماعية؛عبر عديد من الأشكال والممارسات التي صاغها وبإشادة أردوغان..

لست في معرض هنا للحديث عن بنية تلك التحولات الاجتماعية والسياسية في تركيا وما تشهده من صراعات سياسية؛ يراها البعض أنها قد تعصف بتلك التجربة، والتي وأن نجحت فيها تلك الصراعات في إقصاء مهندسها الإسلامي أردوغان صانعها العبقري، ومحركها الدؤوب هو وحزبه العدالة والتنمية رمز الجمهورية والديمقراطية، التي يري البعض قبيل تك التحولات واعدة، وأؤكد أن نجحت تك الصراعات التي باتت تدور في خضم ما هو مدني - مدني، عقب نجاح أردوغان في تفكيك وتغيير وإعادة تركيب القوي العلمانية – العسكرية، التي ما فتئت أن تصارعه علي السلطة؛ حيث كان الصراع يدور بين ما هو مدني (إسلامي) - عسكري(علماني)، بالإشارة إلي أن الصراع يدور حاليا بين كلا من أردوغان بحزبه الإسلامي وحركة جولن (كولن) ذات الأصول الإسلامية معززة بدعم ليبرالي من اقوي الاحزاب المعارضة في تركيا.

وللإجابة علي سؤالي لماذا يخشي أروغان – سليٌطُ اللسان وحاٌدالنقد السياسي المبرح بعنتريته المعهودة وكاريزميته المشهودة - تويتر؟

الاجابة لا تعود للربيع العربي وفقط؛ بالإشارة إلي الدورالذي لعبته تكنولوجيا الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي، في تلك الثورة والتي صنعها الإعلام البديل بكافة مكوناته، حيث يُعد الإنترنت الشريك الأبرز في صناعة الثورة وتوثيق مراحلها وتتبع درجات تطورها؛ وبصفته – أي الأنترنت- عالما افتراضيًا يعكس تجليات الواقع وتشابكه وتعقيداته السياسية والاجتماعية، مثلما كان هذا الدور في ثورتي الربيع العربي بمصر وتونس؛ حيث كان الأنترنت كأداة ووسيلة وطريقة اتصال للحركات والجماعات الاحتجاجية، والتي خرجت من العالم الافتراضي إلي الواقع، وهي ذات التجربة وان اختلفت من دولة إلي أخري.

لماذا يخشي أروغان تويتر؛ الخشية تعود إلي امتلاك الحركات الاحتجاجية وتوظيفها السياسي لتويتر في فضح وكشف زيٌف ديمقراطية أردوغان،حيث نجحت تلك الحركات التي قادت الاحتجاجات، والتي تشكلت عقب حادث «تقسيم» الشهير ،في أن تزعزع من استقرار ديمقراطية أردوغان، والذي ما بَرح في بيان ما يمثله تويتر من « تهديدات للجمهورية التركية»، متوعدًا المعارضه بأن قرار الحجب سيؤكد علي بقاء قوة تلك الجمهورية.

تويتر، لم يعد فقط فضاء لفضح انتهاكات يراها أردوغان أنها مُفبركة؛ بالقدر الذي يرتعد فيه خوفا من استمرار تلك التسريبات التي تُبث عبرتويتر، من خلال عدة تسجيلات تدين وتفضح فساد جمهورية أردوغان هو وأنصاره من حزبالعدالة والتنمية في تركيا؛ ولعل هذا الإجراء يكشف ضعف قدرة أردوغان، ويثبت تورطه بصورة أو بأخري كشريك أو متسترًا علي تلك الممارسات التي تناهض الديمقراطية في ذاتها، وإلا فلماذا يرتعد أردوغان من تويتر؟! سوي تلويث سمعته وطهارته وذمته وبراءته مما نًسب إليه من اتهامات، في ذاك الوقت الذي قد يُحيل فيه هذا الامرللقضاء للبت فيه؟!.

المسائلة لم تقف علي تويتر؛ بل امتددت إلي جوجل أيضًا،حيث لم تتورع جوجل عن تصنيف تركيا من أكثر الدولة التي تمارس سياسيات تًهدف إليمحاولة حجب محتوي Block Content من موقع يوتيوب YouTube؛ مصنفًابذلك تركيا والصين، والتي تعدان من أبرز الدول التي تضغط علي جوجل في إطار فرض رقابة علي المحتوي الذي يبث عبرها، وهو الذي يتعارض مع سياسية استخدام موقع جوجل Google Policy Statement، حيث لعبتُ وزارة الداخلية التركية دورًا لا يختلف عن هذا الدورالذي قامت به وزارة الداخلية بمصر في إطار السعي لحجب عدة مقاطع فيديو، عبرت عن فظاعة عمليات فض حادثة «تقسيم» الشهير.

إلا أن المعارضة التركية، لم تقف عند التوظيف السياسي لشبكات التواصل الاجتماعي في إطار صراعها السياسي مع أردوغان فقط، في إطار حشدوتعبئة الرأي العام التركي، ومحاولات تعبر عن دور المعارضة التركية في تشكيل اتجاهات الرأي العام؛ معبرًا عن تخوفها وما يمثله أردوغان وحزبه وأنصاره من تهديد يقوًض مشروع الديمقراطية والحلم التركي ويحافظ علي مكتسبات ديمقراطيته وإن انحرفت وتحولت عن مسارها، في وقت يراه البعض أن أردوغان بات يتحول إلي ديكتاتورًا جديدًابما حققه من إنجازات، وكثيرًا ما تري التحليلات أن من يمكث في السلطة لقرابة 10سنوات يصاب بالديكتاتورية، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من تدويل وتداول للسلطة داخل حزب العدالة والتنمية التركي وإقصاء ديمقراطي للمعارضة – وهو تخوفًا مشروع في حد ذاته؛ في ظل ما يقوم به إردوغان من تشريعات وقوانين مستندة علي كتلته البرلمانية؛ وذلك تمهيدًا تنصيبه رئيسًا للجمهورية التركية واستعادة الحلم العثماني القديم.

قرار حجب تويتر، إن نم؛ فينم عن أردوغان لم يستفيد ويعي درس الربيع العربي؛ وإن قرار الحكومة المصرية بحجب الاتصالات والانترنت أبان ثورة25 يناير، كان بمثابة عامل تحًدي للثوار، سًاهم في منح الثورة زخمها الثوري، علاوة علي أن قرار الحجب الذي استند فيه أردوغان أن حماية للجمهورية التركية؛ يعبر عن تخوف وتهديد حقيقي يمثله تويتر ويعكس حالة التوتر التي يعيش فيها أردوغان حاليًا؛فلا خوف علي ديمقراطيات مستقرة من فضاء اليكتروني؛ قد يوظف سياسيًا في حماية تلك الديمقراطية وقيامها عبر دوره في كشف الفساد، وانتهاكات حقوق الإنسان إلي غيرها من أدواره الاجتماعية الأخرى.

فالديمقراطية التي تخشي على نفسها من تويتر، ديمقراطيةزائفة مزيفة. مهترئة مرتعدة وسرعان ما تذوب وتفني.



#عمرو_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم «الميدان» .. تأريخ حي للثورة المصرية
- المال السياسي للاستحقاقات الانتخابية ما بعد ثورة 25 يناير
- ملاحظات نقدية لمقالة د.سمير نعيم -حكومة ممتدة بوجوه مختلفة - ...
- المسئولية المجتمعية للبرجوازية الوطنية في ظل تحولات ثورة  ...
- موقف شباب الثورة من جبهة الإنقاذ الوطني


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو عبد العظيم - لماذا يخشي أروغان من حجب موقع التواصل الاجتماعي تويتر؟.