من اللحد الى الملحد

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 23:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

يبدأ كل شيء بالاصل بالواقع بالمادة على الاقل على الارض و كما يكرر الفيلسوف الالماني الكبير هايدغر الاصل دائما المنبع و لكن الانسان يحاول الخروج من دكتاتورية المادة و الاصل (و الماركسية) و الدهر الى نسخة مصورة او صورة مجازية metaphor لاجل توسيع و تجريد المعنى بعيدا عن المنبع و الا لبقت لغة الانسان و عقله سجين المادة و الواقع. هكذا تفيض القيمة.

ماذا يعنى هذا؟ بالتاكيد يعني ان قابلية الخلية على الاستنساخ و قابلية الانسان على تصوير اللغة المادية هي التي طورته الى ما هو عليه اليوم او بعبارة اخرى نحن نعيش كما يقول George Lakoff في كتابه The Metaphor we Live byعلى التصوير و الاستنساخ:
http://en.wikipedia.org/wiki/George_Lakoff

يبدأ اللحد (كلمة عربية الاصل) سفرته من المنبع من الحفرة او الانحناء اي يبدأ من اللحد القبر كما في من (المهد الى اللحد) الى الميل و التوجه الى او الاشارة و التلميح الى ان ينحرف الانسان و يتبع الطريق اللاديني و الانكار او يشوه السمعة و يلمح باشارات او بعبارة اخرى ينتقل من الانحناء المادي الى الانحراف المجازي.

احيانا يستمر التصوير و الاستنساخ الى التصوير من الصورة و كلما صورت نسخ من صور كلما شحبت الصورة الجديدة الى ان تتلاشى عندما يتطور الالحاد الى الالحاد الاكبر و الاصغر او يتفنن علماء الاسلام في ماهية الالحاد وانواعه دون ان يختلطوا مع الملحدين (الجمع: الملحدون و الملاحدة). النتيجة هي: الابتعاد عن الملحد و الخوف منه.

يعرف الملحد ان الحياة جميلة قصيرة لايمكن اثقالها بالواجبات الدينية و هو هادئ في قناعته بالمقارنة مع غوغاء المؤمن. ما قيمة الايمان اذا كان المؤمن يكذب و يغش و يقتل؟ ليست هناك حقيقة مطلقة لذا تمتع بواقعك طالما انت على قيد الحياة و كما قال الشاعر البريطاني William Blake ان الدين يبعد الانسان عن طبيعته و انسانيته او كما يعبر الفيلسوف الالماني نيتشه عن حيرته مع الدين: يعطيك الخالق مجموعة من الغرائز وفي نفس الوقت يصدر تعاليم بحرمانك منها في الحياة ليرجعها لك بعد الموت في الجنة.

لا تنسى ان تلحد او تميل لسانك لتتعلم لغات اخرى و لا تكتفي بالعربية فقط و تقول الالمانية هنا ان الذي يركزعلى الماعون (المركز) و لا ينظر الى اطراف الماعون (الجوانب) فانه سجين عقليته و لغته. و لكن الا يعني هذا ان الملحد سجين العقل و المادة؟ الا يحرر الدين الانسان من القيود المادية بغيبياته حتى اذا كانت ساذجة؟ هكذا نرجع الى نقطة الصفر.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات