أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مخمل أزرق 1986(ديفيد لينش):عندما يقسم لينش الواقع الى مستويات














المزيد.....

مخمل أزرق 1986(ديفيد لينش):عندما يقسم لينش الواقع الى مستويات


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 18:34
المحور: الادب والفن
    


مخمل أزرق 1986(ديفيد لينش):عندما يقسم لينش الواقع الى مستويات
الفيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش،ولا نستطيع القول أن هذا الفيلم منسوج خياليا من واقع احلام،بل يحافظ فيه لينش على خيط قوي من الواقع،ولكننا في النهاية لا نستطيع الحكم ان كان الذي يحدث امامنا هو من الواقع الحقيقي أو من الخيال،وحتى لو حكمنا جذافا ان هذا الفيلم هو من الواقع ضمن مستوياته التي سوف نذكرها لاحقا،إلاانه تبقى الكثير من الأمور غير المفهومة على الرغم من ان لينش انكر انكارا تاما غرابة العناصر التي استخدمها في هذا الفيلم...
لنتحدث مبدأيا:
هناك شخص ما تلدغه حشرة وهو يسقي النباتات في حديقة منزله...يشير ديفيد لينش الى الارض..إلى داخل الكامن من الأرض،إلى الخط المختفي تحت الأرض أو تحت التربة،ولكن الموضوع هو ليس عن حشرة بالتأكيد،والعالم الذي يستخدمه لينش للتعبير مستقى من عناصر ومكونات حلمية سوريالية...والأبرز في مسيرة لينش الفيلمية هو اتقانه اخضاع السينما للتعبير عن الحلم،ولكن هذا الكلام لايبدو دقيقا بالنسبة لهذا الفيلم..
جيفري هو ابن السيد المقروص الذي يجد في الأعلى(فوق الأرض) أذنا مقطوعة يمشي عليها النمل،يسلمها لمركز الشرطة،للسيد ويليامز بالتحديد الذي يطلب من جيفري أن لايتحدث عن اكتشافه لأحد،وتتعقد الأمور قليلا ويصبح المكان موضعا للشبهة وموضعا للتحقيق.
نحن نعرف وكمشاهدين محترفين ان لينش تعمد أن يضع ويليامز في موضع شبهة،على ان هذا ليس بالضروري أن يكون حقيقيا،كما أن لينش يحاول أن يفتح ملفا فنتازيا ويقدم له هذا السؤال:
لماذا لا تكون هذه الأذن لأب جيفري ليس إلا...الاجابة لن تكون بهذه السهولة الغير متوقعة مع لينش تحديدا
حكاية الفيلم الحقيقية حتى لو كان احد معطياتها أو مقدماتها القوية اب جيفري المسجي في المستشفى ومن حول رأسه جهاز يخفي موضع اذنه المصابة،وهنا يتعمد لينش ايضا ان يخفي علينا شيئا نريد معرفته...
الأمر يتعلق بالمغنية (دورثي لانج) التي تعيش بالقرب من ذلك المكان الذي وجدت فيه تلك الأذن،في مبنى يبدو غريبا ومخيفا في الطابق السابع وتحديدا في الشقة رقم 710...ولكن لا تبدو للأرقام معنى في هذا الفيلم أو أحجية على شاكلة الأحجية التي حيرنا فيها لارسن فون تراير في فيلم (مانوخوليا)...
دورثي لانغ تلبس في منزلها بالعادة روبا من مخمل أزرق وتغني دائما أغنية (مخمل أزرق)،وتدعى في النادي الذي تغني فيه ب(السيدة الزرقاء)،ويبقى اسم الفيلم ككناية التي من الممكن أن تكون غير واضحة أو محددة حتى نهاية الفيلم.
ومن ثم يتعمد لينش أن يروي قصة في عالم آخر...على الأقل فنحن مقتنعين بأننا لسنا في عالم متعارف عليه ضمن مستوى قصة دورثي تحديدا،لأن كل تصرفات الشخصيات ضمن هذا العالم(عالم دورثي لانج) ليست ضمن النطاق المتعارف عليه...ليست ضمن المنطق ولاحتى المنطق الجنوني..عالم فنتازي آخر يشبه عالم القصص المصورة.
هناك شخص اسمه فرانك يستغل دورثي استغلالا جنسيا لأنه خطف أبنها وزوجها،بشكل يشبه العبودية الجنسية،ودورثي أيضا امرأة شبقة جنسيا مريضة بالمازوشية الجنسية.
أذا حكاية مخمل أزرق ذات ابعاد كثيرة...ذات مستويين من الواقع أحدهما يبدو واقعي تماما غير مشكوك فيه،بينما يبدو الآخر مستقى من عالم قصص مصورة كأفضل وصف نراه مطابقا له.
هناك قصة بوليسية يخوضها اثنين من المراهقين،وهناك موضوع جنسي قوي،ولكن الموضع الأقوى والذي يظل يلوح في الأفق هو عن العلاقة بين مايحدث في ذلك العالم وبين مايحدث في ذلك العالم الآخر...
والعلاج يبدو بسيطا لكل هذه الأمور حين يكشف لينش عن مسار جريمة ويفلسف الأمور بشكل منطقي في عالم يبدو غير منطقي،ولكن ما علاقة المخمل الأزرق بكل ما يحدث؟
بيوت دعارة،ورحلة ليلية ذات نفس فنتازي واضح،ومن ثم نهاية سعيدة،ولكن حتى لو كان العصفور الجميل الذي يظهر مع نهاية الفيلم وهو يأكل حشرة قبيحة،فالمخمل الأزرق لون جميل من الممكن ان يخفي من تحته الكثير.
طرح لينش العديد من المواضيع في هذا الفيلم،ويبدو بأنه لو اكتفى بشيء واحد لكان أجدى له حتى لو كان هذا الشيء عبارة عن حلم ليس إلا...عن شيء غير مترابط...عن واقع مستوعب...عن تحقيق ليس إلا...
ولكن كل تلك الأمور لا تنفي أن مخمل أزرق هو فيلم صفق له النقاد بشدة...
بلال سمير الصدّر 19/10/2013



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الفيل 1981(ديفيد لينش):عن عوالم ديفيد لينش والخلط بين ...
- طعم الكرز 1997(عباس كيارومستاني):عن عباس كيارومستاني والانتح ...
- فهرنهايت451/فرانسوا تروفو1966: بل هو شيء اراد أن يقوله تروفو ...
- جولي وجيم (1962) / فرانسوا تروفو -:فيلم يقف عملاقا في الموجة ...
- ممثل أومبعوث الشيطان 1942(مارسيل كارنيه):عن مارسيل كارنيه وا ...
- اطلق النار على عازف البيانو1960(فرانسوا تروفو): درس في اخرج ...
- استراتيجية العنكبوت 1970 برناردو برتولوتشي:برتولتشي يعيد تشك ...
- عن فرانسوا تروفو والموجة الجديدة والاربعمائة ضربة (1959) وغو ...
- إشكاليات صياغة خطاب النهضة العربية الثانية
- Pieta2012(كيم كي دك):عن سينما في ظاهرها تبدو قاسية ولكن مسار ...
- Dream 2008كيم كي دك:جنوج الى الفلسفة في عالم من السريالية وا ...
- الساحرات 1967:عن حضور واداء الممثلة Silvana Mangano
- أمبرتودي1952:افضل فيلم انتجته نظريات الواقعية الجديدة
- Breath 2007(كيم كي دك):عن حالة بشرية ترغب في انهاء الانفاس
- Time(الزمن)كيم كي دك:العلاقة بين الرجل والمرأة وفقا للمقياس ...
- امرأتان 1961(فيتوريو دي سيكا):عن الجوع وعن قسوة الحياة وعن ا ...
- 3-Iron(ثلاثة اقنعة) للمخرج الكوري كيم كي دك:فيلم عن مقدار ال ...
- Samaitan girl2004 للمخرج الكوري كيم كي دك:حبكة غير مقنعة وفي ...
- سارق الدراجة1948(فيتوريو دي سيكا):عن فيتوريو دي سيكا وسارق ا ...
- فيلم الفصول 2003 (كيم كي دك):عدم ايذاء اي كائن حي


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مخمل أزرق 1986(ديفيد لينش):عندما يقسم لينش الواقع الى مستويات