عبدالكريم الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4399 - 2014 / 3 / 20 - 00:25
المحور:
الادب والفن
حين كانوا أو كنَّ
---------------
حينَ كانوا أو كُنَّ
وهماً
كانتْ عيناكَ تومضُ بالمسير
بالوجعِ تختنقُ خطوتُك
وحولك بطونٌ غرثى تحملقُ في مساءٍ لم يعدْ .
في المدى حواسٌ تستحمّ بالفضيحة
وأخرى فرائس لم تطأ الرؤى
عَصَوا أنفاسَكَ وطاعوا شهوة ً
تخبطُ ُالأنخابَ
لستَ طيراً هوى
حينَ اجتبتْ خطواتُهم معبدَ الأنا .
* * *
إنّي اخترتُ نخلكَ المصلوب
على جدائل شجيراتِ الحنّاء
حينَ كانوا وكنَّ
يداعبون مؤخراتِ المدن
لتستقرَّ ضغينة ً فوقَ الجراح .
ومضيتَ ومضيتُ ،
وحيدان مضينا
نشتعلُ برائحةِ البارود
يدكّنا الموتُ
بقذائف تحملُ أسماءَ الآلهةِ
تحاصرُنا أرغفة ُخبزٍ سوداء
أو حمراء
لستَ طيراً هوى
حين َ اجتَبَتْ خطواتُهم معبد الأنا
* * *
لسنا مَنْ استترَ بعجلٍ له خوار
ولسنا مَنْ يفخّخُ طرقاً معصوبة َ الخطى
أو سواقي تغرقُ بموجِ العرش
كنّا بحراً لم يمنعه سدٌّ
يمدُّ جدائلَهُ للعابرين عشقاً
سيأتي المساءُ الذي غابتْ نسائمُهُ
يعانقُ نهراً يمدّ شواطئَهُ
وحياً لقصائدِنا
أو فوقَ شذا الحرائقِ يطوفُ همساً
لكنّ صدى الغواية
ترسمنُا عزلة
غربة ترسمُنا
غواية عهرِ خضراء الدمن
تطلّ من غلالة ثقبٍ في( المرحاض)
يرافقها شفة ٌ تصهلُ بالعري
تلوكُ سجدتي ضحكة ُغانية
فأصلبُ فوقَ صهيلِ الفراغ
نخلة ً مقطوعة اليد
كانَ جسدي النحيلُ
يحلّقُ بينَ حكاياتٍ من طين
وأنا أتشبثُ بقصيدة تنسلّ من عباءةِ الكون
كانتِ الذاكرة ُيغزوها النسيان .
#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟