|
التحريف النفسي للعنف البشري
محمد لفته محل
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 18:22
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العنف ظاهرة نفسية واجتماعية في البشر اختلف الباحثين من العلوم الإنسانية والطبيعية في تفسيرها مابين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية، وطرحت نظريات عديدة حولها، أجابت عن أسباب العنف إلا إنها لم تسلط الضوء على التبرير النفسي للعنف و شرعنته (أي جعله شرعيا) اجتماعيا وفكريا بحجج وبراهين بالعلن أو بالسر أو ضمنيا! من مؤسسات ودول وعقائد؟ رغم التحريم الإنساني له أخلاقيا ودينيا وقانونيا؟ فالإنسان قادر على التحكم بالعنف حيث يحضره على جماعته ويبيحه على الغرباء والأعداء؟ وهذا ما سأبحثه العنف من زاوية التبرير النفسي ومن ثم التشريع الاجتماعي له، التي اعتقد أنها لم تأخذ اهتمام وتركيز من الباحثين، وسأطرح نظرية التحريف النفسي المستوحاة من منهج التحليل النفسي، ونظرية حماية الهوية المستوحاة من الانثروبولوجيا الاجتماعية. كيف يتأتى للإنسان أن يرتكب العنف ضد نظيره الإنسان؟ بهذه القسوة والبشاعة والظلم والحقد والكراهية؟ كما نراها في الإبادات الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحروب من الماضي حتى الحاضر؟ وهو المتميز عن بقية الكائنات بإنسانيته وحضارته وعقله؟ فإذا كانت الحروب القديمة مقبولة بكونها كانت مرحلة متدنية في سلم التطور الحضاري، فبماذا نفسر أذن الحروب الحديثة التي فاقت بقسوتها وبشاعتها وإبادتها الحروب القديمة مجتمعة! ابتداءاً من الحرب العالمية الأولى التي استخدمت فيها الغازات السامة والكيميائية إلى الحرب العالمية الثانية التي استخدمت فيها الأسلحة النووية إلى الحروب الأخيرة التي استخدم فيها اليورانيوم والفسفور والعنقودي والنابال والإشعاعات! ويبدوا أن التطور التكنولوجي لم يرافقه تقدم أخلاقي موازي له، وهذا السر في بقاء العنف البشري على مدى التاريخ رغم التشريعات القانونية والتحريمات الدينية والأخلاقية التي تحظره، ورغم المنظمات والاتفاقيات العالمية التي تجرّم العنف وتحضره، كلها لم تستطيع منع أو تغيير واقع أن الأقوى فوق القوانين وهو من يتحّكم بها بل ويشرّعها في استخدام العنف! كما هو بادي اليوم في أمريكا وإسرائيل؟ فأمريكا تبرر العنف وحروبها الاستباقية بأمنها القومي ومكافحة الإرهاب، وإسرائيل تبرر العنف ضد الفلسطينيين والعرب بحجة الدفاع عن وجودها وأمنها! لماذا يلتزم الإنسان السلام مع أخوته في الأسرة والقبيلة والدين والقومية والأمة بينما يتجرد منها تجاه المختلفين معه ثقافيا أو دينيا أو عرقيا؟ هل هذا التجرد خاضع لأسباب نفسية أم اجتماعية؟ وحتى الالتزام بالأخوة والسلام العالمي الحاصل تجاه الأمم الأخرى التزام انتقائي مبني على المصالح الاقتصادية والسياسية أو بسبب توازن القوة العسكرية والاقتصادية أو تحالف إستراتيجي! وليس لأسباب إنسانية أو أخلاقية كما تمارسه الدول المتقدمة مع بعضها أو مع الأمم النامية، وهنا اطرح نظرية (التحريف النفسي) استنبطتها من ملاحظاتي على المجتمع العراقي أثناء الحرب الأهلية الطائفية عام 2006 ثم رأيتها تصلح لتفسير تبرير العنف البشري عامة، وهي تكشف الحيل النفسية لعنف الإنسان ضد الإنسان، وكيف يلتزم بها مع أخوته في الهوية. (نظرية التحريف النفسي) واختصارها (تحريف الانتماء للنقيض) وهي حيلة نفسية تقوم بها الأنا بتحريف انتماء الآخر للنقيض السلبي أي الحيوان، ليصّنف الآخر بعدها خارج هذه المحظورات وتباح عليه بعدما يصبح بالتحريف مجرد حيوان، مع إعطاء هذا الانتهاك غاية نبيلة أو سامية وذلك بتحريف انتماء ألانا للنقيض الايجابي أي الملاك والرب، ليصبح أعلى من البشر وفوق المحظورات، وبهذا يصبح الانتهاك غير متعارض مع قيم الضمير الأخلاقية والدينية التي تحضر العنف وتحرمه ضد الإنسان إلا في حالة الدفاع عن النفس أو العقيدة أو الوطن أو مبدأ ما، بعدما أصبح المُنتهِك رب والمنتهَك حيوان، أي إن الضمير يبقى محافظا على قيمه لكن انتماء ألانا والآخر هو الذي يتغير بالتحريف. إن أول شرط لممارسة العنف ضد الإنسان وذلك بتحريف انتماء الآخر للنقيض! ليخرج من تصنيف البشر ويصبح نقيض الإنسان أي الحيوان! الغير مشمول بالمحرمات الأخلاقية والدينية والقانونية العالمية التي تدين وتجرم العنف على الإنسان حصرا، ويخرج من الإخوة البشرية أو العائلة الإنسانية، وهذه مرحلة نفسية مهمة لتبرير العنف ليلقى دعما من الضمير والأخلاق والدين ويصبح الإنسان وحشا بربريا منفلتا على نظيره لا يشعر بأي ذنب أو جرم أو جناية وهذا اخطر أنواع العنف، فتتغير اللغة تجاه الآخر بالوصف والتسمية بعد تحريف انتماء الآخر للنقيض، فيتجلى هذا التحريف بداية بالشتائم ضد الآخر كفرد (سافل، ساقط، منحط) وهذا التحريف التمهيدي ليتم الانتقال إلى تحريف أصله الوراثي من الأبوين (ابن الساقط، ابن السافل، أو أبن الساقطة أو ابن السافلة)، ثم الانتقال إلى تحريف انتماء جماعته (ساقطين، سفلة، منحطين) ثم الانتقال إلى تحريف أصل الجماعة (أبناء الساقطين، أبناء السفلة، أولاد المنحطين)، وهذا التحريف السلالي وهي مفردات ذات مغزى نفسي تدل على التسفيل والتسقيط والحط أي النزول بانتماء الآخر لنقيضه الأدنى وهو الحيوان، وهي عملية تمهيدية للتحريف النوعي ليعتبر الآخر من غير البشر بعدها، لهذا دائما يقال عن الأعداء والعبيد (هؤلاء ليسو من البشر، بل حيوانات) أو يقال (إنهم ليسو من بني آدم) أي لا ينحدرون من سلالة آدم جد البشرية في الأساطير الدينية، فيسمونَ بغير أسمائهم البشرية (حيوانات، كلاب، خنازير، حشرات، حمير، طليان) وبما أن الحيوان لا يولد إلا من حيوان يتم حيّونة أصلهم كذلك (أبناء الكلاب، أبناء الخنازير، أبناء الحمير) أي أن التحريف ينتقل كالآلية السابقة التحريف السلالي من الفرد إلى الأصل الوراثي الأسري له ثم إلى جماعته واصلها، مع الانتباه إلى أن الحيوانات المختارة للتشبيه هي الحيوانات ذاتها المستأنسة للبشر؟ وهذا التشبيه له دلالة نفسية مهمة، ثم يتم تنجيسهم وتقذيرهم كالحيوانات فيوصفون (الأنجاس أو القذرين أو الحثالة أو العفنين أو الزبالة أو الخيسة) ثم يحرّم الأكل معهم والتزوج منهم واستقذارهم كالحيوانات حتى برائحتهم فيقال عنهم (رائحتهم نتنة، أو عفنة)، وهذا الانتهاك يتعدى انتماء الإنسان وأصله إلى اغتصاب ممتلكاته ونسائه وأطفاله ومصادرتها! فيصبح الإنسان اقل كرامة حتى من الحيوان، وهنا تكتمل سلسلة تحريف انتماء الآخر وحيونته من تصنيف ووصف واسم وأصل وراثي من الأبوين الحيوانين! فكما قتل أو استئناس أو سجن الحيوان مباح كذلك يصبح البشر المُحرف انتمائهم الإنساني للحيوان، حيوانات مباح سجنها أو قتلها أو استعبادها أو استغلالها أو اضطهادها، وإذا أراد أن يعطف عليها فيعاملها معاملة الرفق بالحيوان! وهذه ليست مجرد شتائم مجازية بل تعكس واقع نفسي ضروري لشرعنة العنف رغم أن الشتائم هي درجة أولية في التسقيط تمهد للعنف، ثم تتغير حتى لغة الأمر بينهما حيث تصبح جبرية تحقيرية تبدأ ب(عليك، يجب، هششش، هيييي) مع تغير نبرة الصوت للصراخ والاستهزاء والاستخفاف وانعدام مفردات الشكر والجزاء والاحترام، وإذا وجدت فهي معاملة الآخر كالحيوان الذي يستأنس ويُروّض لخدمة المربي، ويجب تبرير هذا التحريف للانتماء ب(نبل الغاية)، لهذا نرى المستعمر والمحتل يرفع شعار التحرير أو الفتوحات أو التغيير أو الدفاع عن الأمة أو العقيدة أو نشر قيم الحرية والعدالة الخ كحيلة نفسية في اغتصاب هذه الدول! وأي شيء يفعله من قمع وظلم وعنف مبرر لأجل هذه الغايات (النبيلة) و (الشرعية)! لان هذه الشعوب أدنى من البشر وتحتاج إلى ارتقاء بمساعدة منه كما يرها الغازي (المتحضر) عليها، أو تبقى منحطة متخلفة همجية ليبرر استغلالها واستعبادها في خدمة هو أرقى منها! إذن حيلة تحريف الانتماء للنقيض يلازمها نبل الغاية السامية؟ وهذا ما يفسر لنا قسوة الجنود المحتلين وبشاعتهم الصادمة في حين أنهم في بلدانهم مواطنين صالحين مسالمين يكنون مشاعر الحب والأخوة والعطف لأبناء جلدتهم الآخرين، لكن كيف يتسنى للإنسان تبرير التحريف بنبل الغاية؟ ذلك أن الإنسان يمارس تحريف الانتماء للنقيض على نفسه أيضا وليس على الآخر فقط، فإذا كان تحريف انتماء الآخر للنقيض سلبي، فإن تحريف انتماء الأنا للنقيض ايجابي؟ وإذا كان الحيوان والشيطان النقيض السلبي للإنسان، فان الملاك والرب هو النقيض الايجابي للإنسان؟ لهذا يعتبر ألانا من شعب الله المختار، أو من حزب الرب، أو من الفرقة الناجية، أو من الدين الحق، أو من الجنس المتفوق، أو من خير امة، وإنهم من نبي أفضل وآخر الأنبياء عند الله، فيكونوا أعلى من بقية البشر، وان سلالتهم مقدسة أو ذات دم نبيل أو أصيل، فيسمون الأتباع المؤمنين أو الإخوة في الإيمان أو الدين، أو أبناء الله، أو أحباب الرب، أو عباد الله الصالحين، وكل ما عداهم ضالين، كفره، مشركين، جهلة، همج، متخلفين، لهذا يسهل تحريف انتماء الآخر للنقيض السلبي حين نريد استغلالهم أو استخدام العنف ضدهم بعد إن نحرف انتمائنا للنقيض الايجابي. وهناك حيلة أخرى غير الحيونة بعد تحريف انتماء الآخر للنقيض، وهي سلاح نفسي في الحروب والاضطهاد العقائدي بين دينين مختلفين أو من نفس الدين، إنها شيطنة ألآخر والشيطان نقيض الإيمان والإنسان كما هو معروف في الأساطير الدينية وعدو الإنسان والله، وهو رمز للشر والظلال والمعصية والكفر والحيلة، ومحاربته تعني نصر للرب والتقرب إليه! وإن وصف الآخر بالشيطان يعني إسقاط جميع صفاته الشريرة عليه وتصبح محاربة الآخر واضطهاده واستغلاله وقتله سيكون في سبيل الله والعقيدة وليس في سبيل الرغبة والمصالح؟ ويصبح الشعار (القضاء على أعداء الله والدين) غاية العنف وشرعيته! ولان صورة الشيطان تقترن باللون الأسود بشعره الكثيف يوصف الآخرون ب(الوجوه السوداء، أو وجوه الشياطين، أو المسخمة، أو القردة، أو الغربان، أو ليس فيها رحمة) لان الشيطان مرفوعة عنه الرحمة كما تصفه الأساطير الدينية، إن هذه الحيل النفسية تستعمل للأمم المختلفة ثقافيا، لكن الإنسان قادر أيضا على تبرير وشرعنة العنف حتى على أخوته بالجماعة بذات القسوة التي يرتكبها تجاه الغرباء كما نجده في الحروب الأهلية! فهل هي الوسائل ذاتها في تحريف انتماء الآخر للنقيض؟ أي تحريف سيمارس وهم من نفس العرق أو الدين أو الثقافة؟ إن حيلة تحريف الانتماء تبقى لكن نوع الانتماء يتغير فبدل تحريف انتماء للآخر للحيوان، يحل محله تحريف الانتماء الوطني للنقيض أي التخوين للآخر واتهامه بالخيانة وهو تحريف تمهيدي، إذ لابد من إخراجه من الهوية أو الإخوة ليصبح كالغريب وكألاجنبي بعمالته لهم، فيعامل عندها كما يعامل الآخر المختلف ثقافيا أي تحريف انتماء الآخر للحيوان أي التحريف النوعي، فيقال عنهم (هؤلاء ليسوا من وطننا) فيتم إسقاط الجنسية عنهم كنتيجة منطقية، وإذا كانت الحرب الأهلية دينية فحيلة تحريف الانتماء للنقيض تبقى ويتغير نوع الانتماء أيضا، أي بدل تحريف الانتماء الوطني يكون تحريف الانتماء الديني وذلك بتكفير الآخر فيطرد من الإخوة الدينية إلى الكفار والمرتدين وهو تحريف تمهيدي أيضا فيعامل بعدها معاملة الآخر المختلف دينيا أي تحريف الانتماء الإنساني لنقيضه الشيطان وهو تحريف نوعي كما في الحروب العقائدية، وهكذا فإن التحريف النفسي للعنف البشري لابد أن يسبقه تحريف تمهيدي الإنسان من انتماءاته فيتغير تصنيفه كحيوان أو شيطان لشرعنة هذا العنف وتبريره مع نُبل الغاية، وهذا هو مختصر نظرية تحريف الانتماء للنقيض التي طرحتها، وهذا التفسير النفسي لتبرير العنف. (نظرية حماية الهوية) بقي التفسير الانثروبولوجي لشرعنة ألعنف، ويمكن تسمية هذه النظرية (حماية الهوية) والتي هي إن كل جماعة بشرية لها مشتركات تجمعها ثقافية أو دينية أو عرقية تشكل هويتها لابد أن تحافظ على هذه الهوية وتوريثها للأجيال لتحافظ على وجودها الاجتماعي وتلاحمها وذلك بحامية الهوية من الداخل والخارج باستخدام العنف والتقديس والتوريث والزواج الداخلي والسكن المشترك. إن كل جماعة بشرية تقسم البشر إلى صنفين أخوة وغرباء، ولكي تحافظ على تلاحمها يجب أن تحمي نفسها داخليا من العنف والانتهاك والخروج بتقديس هويتها وتحريم قتل بعضها ومعاقبة جناتها، ولتحافظ على نفسها من الخارج وذلك بتشريع العنف ضد الغرباء أو استعداءهم وعدم التواصل معهم، وكما يقال (الغريب كالذئب) فيقسم البشر إلى (نحن وهم) وكل جماعة لها مشتركات تجمعها كالدين أو الثقافة أو العرق وعادات وقيم سلوكية وفكرية، لابد أن تحافظ عليها لتضمن تماسكها وتلاحمها الاجتماعي، وهذا الخطر يأتيها من الغرباء المختلفين ثقافيا أو دينيا أو عرقيا، لهذا يجب تحريم مصاهرة الغرباء أولا والحذر منهم بل استعدائهم وتحليل الزواج الداخلي فقط، للحفاظ على وحدة الهوية ونقاءها، ويجب تقديس الهوية وشيطنة الغرباء، وهنا تلتقي الأسباب النفسية مع الاجتماعية في شرعنة العنف وتبريره، فهنا الخوف على الهوية من الغرباء وتقديسها يبرر لنا شيطنتهم أو استعدائهم، ويمكن القول إن لكل جماعة وسائل دفاعية لهويتها تحميها من الخروج والانتهاك والمخالفة و النقد والاختراق لها، ليضمن بقاءها وتوريثها للأجيال وهذه الآليات هي: 1_ التقديس سواء كانت هذه القداسة تاريخية أو اجتماعية أو رمزية تميزها عن الأشياء الدنيوية بالتبجيل والهالة والاحترام. 2_ العقاب المادي والمعنوي للخارجين والمخالفين من الأتباع، العقاب المادي يعتمد العنف الجسدي كالضرب والتعذيب والقتل، أما العنف المعنوي فيعتمد العنف الرمزي كالنبذ والتحقير والمقاطعة والطرد الاجتماعي، مع شعور الفرد بالاغتراب والضعف والوحدة والدونية. 3_ توريثها للأجيال بالتلقين والتعليم والتقليد حتى تصبح عادات سلوكية ومعرفية ووجدانية. 4_ مكافئة الملتزمين بها والمحافظين بالانتماء للهوية والإحساس بالأمن والحب والاحترام والاندماج مع الجماعة. 5_ جعل المنطلقات الأساسية للثقافة أفكارا قبلية أو بديهية سواء كانت مكتوبة أو شفهية أو ضمنية لا تحتاج إلى مراجعة أو إثبات أو نقد لأنها حقائق قائمة بذاتها، لتصبح لاواعية بالعقل بمرور الوقت، تنبني على أساسها وجهات وتصورات ومواقف. 6_ حظر مصاهرة الغرباء والأجانب وتشريع الزواج الداخلي فقط للحفاظ على توريث الهوية ونقائها. 7_ الحذر من الغرباء واستعدائهم وعدم الاتصال والتواصل معهم، وإباحة العنف ضدهم إذا اقتضت الضرورة أو الغاية. 8_ السكن الجماعي المشترك جغرافيا. 9_ تنظيم طقوس دورية جماعية سواء كانت دينية أو اجتماعية تقوي تواصلهم وتلاحمهم ومشتركاتهم. 10_ التوحد الجمعي في مواجهة الأخطار الخارجية والداخلية. ولولا هذه الوسائل الدفاعية لاندثرت هويات ثقافية كثيرة وما استطاعت البقاء والاستمرار تاريخيا بوجه التحديات كالغزو الثقافي والعسكري والتثاقف الحضاري إلى الوقت الحاضر. وبهذا تكتمل النظرية بشقيها النفسي والانثروبولوجي، ولا بد فيها من الأخطاء التي لم انتبه لها، لأنها منطلقة من جهد فردي غير مطلع على نظريات سابقة تشبهها. إن الحيل النفسية عمليات نفسية غير واعية تجري في النفس وظيفتها خداع الضمير لأفعال أو أفكار يحرمها ليصبح مؤيدا لها بتبريرات تجعلها تتسق مع قيمه، وفي حياتنا اليومية نرانا نوصف الآخر بمهنته مثل عامل بناء حتى نبرر لضميرنا إجهاده بالعمل أو نحتقره لكونه صباغ أحذية أو نزاح مجاري أو راعي غنم؟ ونصبح نسميه بمهنته تماشيا مع التبرير، أي ينزل درجة من الكرامة البشرية.
#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقد الديمقراطية العراقية
-
مقتدى الصدر ماله وما عليه
-
نظرية المؤامرة في المجتمع العربي
-
ثقافة الموبايل في المجتمع العراقي
-
نقد الفكر الطائفي السني الشيعي*
-
مدخل نفسي وانثربولوجي لأسطورة الشيطان
-
الطائفية الاجتماعية بالعراق*
-
التحريف النفسي للاستبداد السياسي العربي*
-
الطائفية الماسوشية بالعراق
-
مدخل إلى علم اجتماع الشيعة
-
متى يدخل إبليس الجنة؟
-
فلسفة (بروس لي) وعبقريته
-
فلسفة الإنسان
-
مستقبل سوريا بعد الحرب
-
(هذا أبو إسراء)!
-
بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي
-
مدخل اجتماعي ونفسي لظاهرة ألاعتقاد بالأشباح
-
تسونامي الاحتلال الأمريكي للعراق
-
ثقافة الخرافة في المجتمع العراقي
-
ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|