|
الفصل السادس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
سعدي عباس العبد
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 17:12
المحور:
الادب والفن
فأحس بظلوعي تؤلمني تحت ضغط صدر [ م ] ..الذي راح يتوغل في غابة مشتهاة يانعة ..يتذوق ثمارها ......... غابة الجندي .. الغابة التي اغتصبها [ م ] ..والحرب ... والأمّ ... وأنا الغابه المباحة...كانت يداه تمرّان على فخذيّ ..وعلى نصفي الاسفل العاري ..تمرّان تحت عينيّ الجندي في الصورة ..كان [م ] باركا فوق سجادة من اللحم ..جاثما بكامل شبقه ..يعدو بشفتيّه فوق كامل المساحة الطرّية النابضة .. المتنامية كعشب برّي ...... فاشعر كأني اتوغّل في اغوار ذلك اليوم البعيد الذي التحمنا فيه انا والجنديّ في اتصال حميم في مجرى يكتظ بفيضان هادر من النشوة المشحونة ، المفعمة بالدفء والأحلام البهيجة المحتلة كامل مساحات المساءات الغاربة .. التي اتشمم رائحتها الآن عبر كلّ ذلك البعد ..! اشمّها كأنها تضوع الآن من هذا الجسد الجاثم فوقي ... رائحة نفاذّة كأنها لما تزل ماسكة بانفاسي ، معرشة في مفاصلي .......... كأنها لما تزل مطبوعة آثارها على الجدران وعلى جسدي المشدود ......... كأنها تتدفق الآن في فيضان عارم من وجه الجندي في الصوره ........... الجندي الذي بات بلون العتمة وبنكهة التراب الرطب في الحفر .... سمعنا طرقا على الباب الخارجي ، تلاه صوت أمّي تنادي عليّ نهضت من تحت الجسد الضاغط في بروك لاهث والذي غدا في لحظة متماسكا ، كأنه جاء لبيتنا توا ...... كان الصوت يعلو في الخارج ... الصوت الذي بدّد لحظة شبقة كانت من امتع اللحظات ..فظل طعم قبلّته حارا يسري مذاقها المزحوم بالاكتظاظ في لساني وعلى شفتيّ ..حتى عقب ان دخلت أمّي الغرفة لم تتبخر طراوة شفتيه .. فما زالت ليونتها تلعق لساني وتحدث رعشات تلوح آثارها على ملامحي وفي نبرة صوتي ، فأتمالك نفسي ... بالرغم من إني كنت متيقنة من ان أمّي كانت على دراية بما يحدث بيننا ، انا و [ م ] في السر ... ذهبت الى المطبخ لتحضير الغذاء ..وانا افكّر بالقوّة الذكورية التي يتمتع بها [م ] قوّة مسرفة بالشبق كفيلة باشباع رغبة اكثر من إمرأة في آن واحد ... قوّة متأججة تحرق الواحدة في اتون من النشوة ..... قوّة متأججة تحرق الواحدة في اتون من النشوة ، فقد قضيت معه شطرا من الوقت الحار ! عبرنا خلاله جسرا من اللذة ... مما جعلني ازداد تعلّقا وانجذابا وهياما به ، كما جعلني ازداد نسينا واهمالا للجنديّ .... تساءلت ..ترى كيف سيكون الأمر بعد الزواج __ زواجي من [ م ] بالطبع !! __ ......... بالتأكيد سوف تجري الأمور على نحو حسن وربما اكثر بهجة ومتعة .....فتحسست بقلبي يخفق في رفيف متّصل ! وانا استعيد عبر مخيلّتي ذلك الضغط اللاهث في فيض من الزفير اللافح المحموم..فتعتريني إحاسيس غامضة ، ومن اعماق تلك الاحاسيس يبرز وجه الجنديّ بملامحه المتجهمة المفعمة برائحة يأس يغلي ..ويحفر عميقا في روحه .... وجه ينؤ باثقال من الوجع المر ، وجه ينضح ألّما وتشويها ودموعا ... مثل وجوه كلّ الجنود في الحرب ........ مثل كل تلك الوجوه التي قذفت بها الحرب ... فخرجت من معطفها مشّوهة معطوبة معاقة والتي تطالعنا في الجرايد والمشفيات والشوارع .......... وجه كأنّه بزغ من جنح الظلام ..ظلام عميق ورطب يشابه ظلام القبور ........ وجه نسيته بكامل تشويهه وعتمته ويأسه إلا من ذكريات تأبى ان تغادر ذاكرتي ................... وجه لم أره ..! مرّ وقت طويل عصيب دون ان التفت اليه ..... بيد إنّي كنت اسمع صوته وهو يهتف بإسمي ..... أجل كنت اسمع ذلك الصوت ...أسمعه كما لو إنّه يتدفق من ماض بعيد ، موغل في النسيان .......... حتى اجدني غالبا ما اتساءل .......... ترى أين سمعت ذلك الصوت او النداء ...وغالبا ما كنت اعصر ذاكرتي ، كي استخرج علامة ذلك الصوت الفارقة ..!! وكم كان يبدو الأمر غريبا .لما استرجع عبر ذاكرتي كل ذلك ...فأكتشف إني ما زلت اتوق لذاك الماضي ، وذلك النداء .. ولكن ما يحدث ليّ الآن أمرا يكتنفه الغموض ويبعث على الاضطراب ، ..فأنا لا ازال اعد نفسي جزءا حميما من ذلك الماضي .فانا لا ازال أعد تفسي جزءا حميما من ذاك الماضي ..وعلى الرغم من إني ما أزال اخال الجنديّ المعاق هو غيره في الماضي .. فاني ايضا لا استطيع ان أصل او اربط عبر ذاكرتي بين الشخصيتين ...فاني مازلت اتصّور ان ذلك الوجه القديم الماثل في ذاكرتي ..لا يعود لهذا الجندي القابع في الحجرة ..... حتى إني لم استطع ان اعقد اي مقارنة . فشتان ما بين الوجهين ..احدهما قد محت ملامحه الحرب محوا ..اما هذا المنزوي لا يعدو ان يكون نسخة مشوّهة ..وقد انسحب للظل تماما ...... وكاد ان يتلاشى من ذاكرتي حالما وقعت في هيام [ م ] ، فقد اكرهني تعلقي الحميم به على نسيان وجه الجندي او الجندي بكامل وجهه وملحقاته المشّوهة . فلم اعد اعبأ بما يحدث له ..كما لم اعد اكترث بمتطلباته ..... فشرعت اتحاشى النظر اليه ... وبات محض ذكرى شاحبة ، ذكرى باهته لم تشغل حيزا في ذهني الذي شغله [ م ] بكامل رائحته الذكورية ............ فلم يشغل ذهني عداه ! ... لم يمرّ وقت طويل حتى شعرت كم انا بحاجة لوجود [ م ] بجانبي .. اكتشفت اني كنت متعلّقة به حتى من قبل ان يلمس جسدي !! فجعلت اتمسك به ولم يشك هو من ناحيته بمدى اندفاعي في حبّه .. فلم يسبق ليّ ان احببت بهذا القدر من العمق !!! فلم يسبق ليّ أنّ أحبّبت بهذا القدر من العمق سوى مرة واحدة ..كان حبّي ل [ م ] يتدفق من اعماق جففّها الجدب ..وعفرها اليأس وغمرتها العتمة ... فمس [ م ] تلك الاعماق باصابع من الهيام والتوق فاحالها الى واحة تزخر بالينابيع .. واضاء تلك العتمة المترسبة وحرك ذلك الركود المخيف .. ولم يبق سوى ان تكنس أمّي تلك النفاية او الجنديّ لا فرق ..!! وتقذف به خارج مدار احلامنا ..فأمّي مصّرة على قذفه خارج وجودنا . ذلك أمر يسير لديها ... تطرده كيما تتيح لنا انا و[ م ] ان نقف على سفح من احلام جديدة ....احلام تنضح رائحة حياة لا تشوبها منغصات .......... كان زوجي يعرف انّه بات اقرب ما يكون إلى الضيف الطارء ___ او صار كذلك ___ منّه الى الزوج ! كما كان يعلم ان مصيره بات معلّقا على سفح من القدر الساخر ، شديد الأنحدار نحو الهاوية ....... قدر مخيف تمثله الأمّ سيحسم مصيره خلال الايام القريبة القادمة في طريق الهاويه ..وسيكون في عداد الذكريات والماضي والنسيان ... فذلك التشويه المريع الذي يطبع ملامحه ويغطي وجهه بطبقة كثيفة من المحو سيتلاشى ويغدو محض ذكرى ......... سيغادر حتما سيغادر ..هذا ما كانت تردّده الأمّ باستمرار ........... ولكن إلى أين ؟ ..ذلك شأنه لم يشغل احد منا ذهنه بهذا الامر ..ولم نعره ادنى اهتمام .. اما الجنديّ فلم يكن غافلا عما يدّبر له بالخفاء وما يحاك حوله من فخاخ ......... فقد امسك اليأس باعماقه تماما ..فلم يعد يعبأ لمصيره المتأرجح على قمة هاوية ...... فقد نسي ما كان يجب عليه ان يفعله او لم يعد بوسعه ان يفعل شيئا من شأنه ان يبّدل من مسار واقعه ......فقد انهك اليأس قواه ..فبات كحطام او كتلة تالفة مكومة فوق السرير تنتظر لحظة انطمارها ..ولم يعد هناك ما يدعو لأهتمامه ..حتى مصيره !! ولم يكن هناك من احد يؤازره في محنته .ولم يكن هناك من احد يؤازره في محنته ، فقد غدا وحيدا تماما .. عقب تناولنا الغذاء ، انصرفت أمّي لشأن ما ،..ما أن تخطت عتبة الباب حتى جذبني [ م ] من يدي وغمرني بقبلاّت حارة رقيقة ، يلثم عبرها اشد البقع يبوسة وجفافا في حسدي كما لو نسيم عذب يلامسني في نهار قائظ ..قال بنبرة تنضح رقّة __ : أتظنين ان الطريق سالك او ممهد ...... قلت __ : بالطبع ....... أمّي قالت ، سأكنسه كما افعل مع الغبار والاشياء التالفة ... قال __ : يا لتلك السنوات الضائعة ... السنوات التي لم أركِ فيها كحبيبة ! كنتِ على الدوام تحت عينيّ وانا كما لو كنت اعمى ..لم ارك ...هل كنت حقا اعمى ..اعمى من الداخل !! ..أحقا ستكونين في متناول احلامي .......... اي حلم هذا الذي اعوم في مجراه ......... ولكني بحاجة لسقف من الطمأنينة استكين في ظله ..يكاد القلق يخلخل اتزاني ..... بحاجة لشيء ما ، يحفظ ليّ اتزاني ..اشعر كما لو اني سافقدك في لحظة ما ..لحظة غامضة ... لحظة ربما ستهب رياحها من نافذة الجندي .. من شبحه الماسك بذاكرتي ........ من طوافه المستديم في مخيلّتي ........ أحقا بات حطاما ؟ تالفا عقيما ...ثم رفع عينيه إلى الصورة ...أذهله ذلك الوجه المصلوب على جدار السنين ..لا احد يعرف متى سيقذفون به .. بعد ان قذفته الحرب ..احالته الى حطام فائض !......... سيتم التخلص منه .. سيتم قذفه ثانية ويغدو اكثر حطاما ..وعلى حين غرة اعتراه الخوف ..ماذا لو اصابه التشّويه والعقم كما حدث للجندي ........ هل سيقذفونه ..انتفض في موضعه ..وشعر كما لو انه هو ذاك المحنّط في الصورة ، المصلوب على الجدار ...كما لو هو الذي سيقذف به الآن ، او بعد سنوات فيما لو حدث ان نال منه العطب .............شعر فجأة بالوهن يدب في اوصاله .** ... فشعر بالوهن يدب إلى اوصاله ،وخيل اليه كأنه الجندي مستقبلا !..كأنه الصورة في السنوات الراكض نحوه في الطريق المغلق بسدود من التكهنات ...... الصورة التي ستصلبها زوجته على مذبح الحائط !! بدلا عن صورة الجندي المعاق ..والذي ربما سيكونه [ م ] في سنوات الخوف القادمة في الطريق .. شعر برعشة تتسلل في غفلة وخلسة إلى روحه..رعشة اقرب ما تكون الى صوت ساخط يتدفق من عمق الصورة الممعن في البعد ..صوت مزدحم بنبرة الأثم والتهتك ! يخرج من بدنه ....... رعشة تشابه نبرة البكاء او الأنين او النداء المترع بالألم ... صوت يخرج حزينا من اقصى مساحة الروح . من بقعة بعيده في الروح اقرب ما يكون إلى صحوة متأخرة ..ثم بغتة قال __ : انا بحاجة لطمأنينة تحفظ توازني ..... قلت __ : اظن إني سمعت هذا الكلام من قبل ...... ماذا تقصد بالطمأنينة ..قال __ : مصير الجندي المنشور على حبل واه من القدر تعبث فيه رياح الأمّ ..هو ما يقلقني ..لا اريد ان يطوحّه كف القدر اكثر مما هو ........لا اريد ان يحدث له مكروه.. قلت __ ولكن ..كيف سنتزوج ، أنّ ذلك لن يتم إلا من خلال عبورنا على جسر الجندي ..اقصد بالعبور انفصالي عنه وذلك سوف لن يحدث إلا بكنسه ..وقذفه الى الخارج كأي نفاية ..ليس لدينا خيار آخر ! ....... دع الأمر لأمّي هي تتصرف ..دعنا نتركها تفعل ذلك ... قال __ لماذا يصرّ على عدم الانفصال انه لشد ما يثير دهشتي . قلت __ : مئات المرات قلت لك ..ولكن الى من سيلتجىء لو حدث وان انفصلنا.. هذا ما يشغل ذهنه .. وفي ظهيرة احد الأيام وانا عائدة من بيت [ م ] في الضاحية فوجئت بخلو الغرفة التي يقطنها زوجي او الجندي .وانا عائدة من بيت [ م ] في الضاحية ، فوجئت بخلو الغرفة التي يقطنها زوجي او الجندي المعاق ..تطلعت في ارجاء البيت ... كانت أمّي مستلقية على السرير ، تغط في نوم رخي مشبّع بانفاس طمأنينة نادرة ! .. اشمّها في السكينه المرينة او المفروشة على وجهها ...اتلفت ناحية الجهات كلّها . فلم أر له أثرا ..لم المح ذلك الوجه المشّوه ، وجه الجنديّ ..الوجه الذي احتل مساحة مخيفة من ذاكرتي . كما لو كان جزءا منها ..فما زالت ملامحه تلتصق بقوّة في جدار ذاكرتي ..مطبوعة كأثرا لا يمحى !! . كان الممر االمفضي الى الغرفة خاليا . والهواء الراكد في الغرفة ، ما زال مشبّعا برائحته .. كما لو إني ما أزال اسمع صوته يتوغل في اركان المكان متلمسا أذنيّ ! وكان السكون مخيمّا ..سكون مدهش كأني ألمسه باصابعي .. لا تعكّر انسيابه ادنى نأمة ! .. فتراجعت وانا افتح عينيَّ على اخرهما فأرتطم كتفي بالباب ، فاصدر صريرا واهنا موحشا متدرجا ..صرير خافت يتلاشى في الهواء الراكد ويوحي بالفقدان والفراغ .. لم أر ، شيئا من حاجياته ..كانت الغرفة خالية ..والدولاب مفتوح على سعته ..يخلو من ثيابه ..لم اشاهد اثرا لمخلّفاته ..كانت الغرفة تعوم في فيضان من نور الظهيرة ..مغمورة بصمت شامل ثقيل !! لا يخدّش تدفقه ، سوى المشاعر المواّرة التي تعتمل بداخلي والناتجه عن المفاجئة كانت هذه هي المرة الاولى التي ارى فيها الغرفة تخلو من من حاجياته ...كانت هذه هي المرة الاولى التي اراها على هذه الدرجة من التوحد والعزلة والسكينة والفراغ .... الفراغ الذي يخفق بشدة ! ويمرّ كثيفا وهو يتلمس السرير المهجور ويوغل في سكون النافذة ... فراغ اتحسسه يتجسد في الدولاب المشرع ..كأنني اتحسسه بيدي ..فراغ لم اشعر به كثيفا من قبل ..منذ غيابه في حفر الباطن او الحرب .. فوجدتني اخطو متباطئة كأني أراوح في موضعي .. قادتني قدماي بخطى متعثرة كأني اخطو على حافة منحدر الى السرير ..كان نظيفا . لم أره منذ أمد على هذه الدرجة من النظافة ... فأحسست بملمسه ناعما وانا استلقي فوقه ... اتمدد بطول قامتي ..كان يضوع رائحة تذكّرني بتلك المساءات الغاربة ... مساءات الجندي التي نسيتها ..في ركن قصي من ذاكرتي ..تغمرها العتمة والغبار ، غبار النسيان ..كنت ما ازال ممدده عندما احسست بيد تمرّ من تحت ثيابي !! فتسمّرت في تمددي ! على الفراش . تجمدت في مكاني او منامي . كان الخوف الذي اصابني شديدا للغاية ....... احسست برائحة الجندي نفاذّة تضوع من يده ...لمحت في مرآة الدولاب وانا استدير على جنبي مذعورة بالاتجاه المضاد او المعاكس وجه الجندي المشّوه ..كانه تسلل خلسة عبر النافذةوانا عائدة من بيت [ م ] في الضاحية ، فوجئت بخلو الغرفة التي يقطنها زوجي او الجندي المعاق ..تطلعت في ارجاء البيت ... كانت أمّي مستلقية على السرير ، تغط في نوم رخي مشبّع بانفاس طمأنينة نادرة ! .. اشمّها في السكينه المرينة او المفروشة على وجهها ...اتلفت ناحية الجهات كلّها . فلم أر له أثرا ..لم المح ذلك الوجه المشّوه ، وجه الجنديّ ..الوجه الذي احتل مساحة مخيفة من ذاكرتي . كما لو كان جزءا منها ..فما زالت ملامحه تلتصق بقوّة في جدار ذاكرتي ..مطبوعة كأثرا لا يمحى !! . كان الممر االمفضي الى الغرفة خاليا . والهواء الراكد في الغرفة ، ما زال مشبّعا برائحته .. كما لو إني ما أزال اسمع صوته يتوغل في اركان المكان متلمسا أذنيّ ! وكان السكون مخيمّا ..سكون مدهش كأني ألمسه باصابعي .. لا تعكّر انسيابه ادنى نأمة ! .. فتراجعت وانا افتح عينيَّ على اخرهما فأرتطم كتفي بالباب ، فاصدر صريرا واهنا موحشا متدرجا ..صرير خافت يتلاشى في الهواء الراكد ويوحي بالفقدان والفراغ .. لم أر ، شيئا من حاجياته ..كانت الغرفة خالية ..والدولاب مفتوح على سعته ..يخلو من ثيابه ..لم اشاهد اثرا لمخلّفاته ..كانت الغرفة تعوم في فيضان من نور الظهيرة ..مغمورة بصمت شامل ثقيل !! لا يخدّش تدفقه ، سوى المشاعر المواّرة التي تعتمل بداخلي والناتجه عن المفاجئة كانت هذه هي المرة الاولى التي ارى فيها الغرفة تخلو من من حاجياته ...كانت هذه هي المرة الاولى التي اراها على هذه الدرجة من التوحد والعزلة والسكينة والفراغ .... الفراغ الذي يخفق بشدة ! ويمرّ كثيفا وهو يتلمس السرير المهجور ويوغل في سكون النافذة ... فراغ اتحسسه يتجسد في الدولاب المشرع ..كأنني اتحسسه بيدي ..فراغ لم اشعر به كثيفا من قبل ..منذ غيابه في حفر الباطن او الحرب .. فوجدتني اخطو متباطئة كأني أراوح في موضعي .. قادتني قدماي بخطى متعثرة كأني اخطو على حافة منحدر الى السرير ..كان نظيفا . لم أره منذ أمد على هذه الدرجة من النظافة ... فأحسست بملمسه ناعما وانا استلقي فوقه ... اتمدد بطول قامتي ..كان يضوع رائحة تذكّرني بتلك المساءات الغاربة ... مساءات الجندي التي نسيتها ..في ركن قصي من ذاكرتي ..تغمرها العتمة والغبار ، غبار النسيان ..كنت ما ازال ممدده عندما احسست بيد تمرّ من تحت ثيابي !! فتسمّرت في تمددي ! على الفراش . تجمدت في مكاني او منامي . كان الخوف الذي اصابني شديدا للغاية ....... احسست برائحة الجندي نفاذّة تضوع من يده ...لمحت في مرآة الدولاب وانا استدير على جنبي مذعورة بالاتجاه المضاد او المعاكس وجه الجندي المشّوه ..كانه تسلل خلسة عبر النافذةبيد إني لم استطع ان انسي الجسد المتصل بي في التحام حار ..والذي كان ذات وقت ما ، حميما دافئا ... كانت رائحة الجندي ما تزال تضوع لما لاح ليّ عبر المرآة وجهي ماثل لوحده ..شاخص بمفرده ، يحتل كامل مساحة المرآة ... ولم يكن ثمة احد يظهر معي في المساحة المضيئة ..فشعرت كما لو إنّي افقت من حلم مخيف ..ولكن شيئا ما . كالخيط المر الذي يتذوقه اللسان يغلق فمّي ..شيء له مذاق الدم الحار ، ..شيء كنكهة الصدىء ..له طعم ما ..!! يحشو فمّي ........ تمددت وانا اباعد مابين ذراعيّ ، اعبْ مزيدا من الهواء الراكد ... ثم رايتني في المرآة ..كما لو كنت اجري في دوران مغلق ..في مساحة موصده . اعود باستمرار إلى ذات النقطة ..نقطة الشروع ....... فخيّل ليّ ، إني أرى الجنديّ او زوجي ___ هذه المرة في المرآة لوحده ___ يشغل الفراغ المضيء .... المحه في هيئات مختلفة ..متابينة ...اراه بوجوه عده، منهكة ..ومطمئنة ..و مبتهجة ..وشديدة التعاسة للغايه ........... !! اراه في وجوه متنوعة متداخلة غالبا !..فتراءى ليّ عبر المرآة او في ذاكرتي الوجه الذي رأيته فيه أوّل مرة ...كان وجها مشّعا يشي بالالفة والطمأنينة ..كان يبتسم بعينيه المتموجتين ببريق اخاذ ..كان فمه مغلق في اطباقة خجولة . بينما عيناه تسترسلان بالكلام ..تبوحان بدلا عن اللسان ... قلما كان فمه يتحرك بالكلام .................. لم اعد اذكّر كيف كان يتدفق بالكلام !!....... فقد مرّت عذابات مهولة على تلك الاوقات المضيئة .... لكني اتذكّر كان غالبا مايرتدي بنطلونا فضفاض بلون لحاء .ولكني اتذكّر ، كان غالبا مايرتدي بنطونا فضفاض بلون لحاء الاشجار ..وقميصا باكمام واسعه مطويه دائما ! حد المرفقين ..وعلى الدوام كان وجهه مضيئا ،وخدوده موّرده بالسحر والجمال . كأنهما تتفتحان للتو ! والآن تماما .... !تطبع خده اليمين [ شامه ] تذكّرني باستمرار بالممثل العالمي عمر الشريف ..عدا ذلك كان لون بشرته يميل لسمار خفيف يطبع سحنته ..كنت اذا ما تحسست اصابعه اشعر بالدفء يتفجر من كامل بدنه .ويتسرب إلى مساماتي ..كما لو ان دفئه برمته احتشد في راحته ! فكان يمنحني دفئه كاملا وبسخاء .... يمنحني كامل اشواقه ورائحته وحنينه ...... كلّ تلك الاشياء مجتمعه تشكل ملامح شخصيته او جزء منها ... ولكن تلك الاشياء انتهكت .......... انتهكتها الحرب ..فسببت ليّ خسارات مهولة : الحرمان من الأمومة ولذائذ الجسد وسوها ........ تلك الاشياء كانت ذات اهمية قصوى ..تعني لديّ الشيء الكثير ....... تعني الحياة .....كنت ارى فيه كل تلك الاشياء ............ ولكنه افتقدها برمتها ! لقد شعر هو بذلك ..لمس عمق الخراب الذي الحقته به الحرب..لمس ذلك بحدسه وبفطنته ما كان يخالجني من مشاعر تنزع نحو الانفصال ..لمس كل ذلك ..ولكنه كان يأبى ان يساق نحو الهاوية ..هاوية الانفصال .. فتولدت لديّ مشاعر الكراهية من ذلك الحين ...!! وانتظرت طويلا ان يغيّر موقفه ..ويذعن لمطلبي ..لكن دون جدوى ..عبثا كنت انتظر .... كأني لم الاحقه باستمرار بذلك المطلب ! مسلّحة بالكراهية والنفور والاهمال ... حتى تلبسني حزن ثقيل مما يحدث .... لا اعرف كيف انعتق من اغلاله .لا اعرف كيف انعتق من اغلاله ... كنت قد هجرت الغرفة ...ولم نعد ننام معا على السرير ..لم نعد نلتحم فوق السرير ..اردت بذلك ان اخرجه عن طوره ، وأشعره بمدى قوّة الكراهية التي اضمرها والتي تمور في داخلي في غليان مطرد ! ... ولكن المرء لا يتعلم إلا بمرور تجارب طاحنة ..إلاّ عقب اوقات متخمة بالأندحار ...حسنا فعلت أمّي ...... قبل أنّ أشيح بوجهي عن المرآة ... قبل ان أخرج رأيته واقفا عبر المرآة . كأنّه يتهيأ لألتقاط صورة ... بدا كأنه شبح شاخص في عراء ...كان وجهه متأهبا ! يشبه وجها مهيأ للألتحاق للجنديه .... كان وجها صارما ..محت ملامحه الوسيمة ذكرى الجندية ! الذكرى المخيفة التي امحت من عينيه تلك الابتسامة الساحرة وحلّت بدلا عنها نظرة ثابنه صارمه حادة.......... ظل يحدّق ليّ بتلك النظرة المشحونة عبر المرآة...كانت نظراته تنم عن سخط وهو يمسك بوجهي عبر نظراته ........... ثم ظهر فجأة في المرآة هذه المرة بهيئة جندي ... لاح بكامل احمال الجندي حالما توارى الوجه الصارم !...مضاء وسط نور النهار ..مغمور بضوء فضّي ... كأنه يعوم في حوض من نور ..بدا كما لو مستغرق في معاينة او ملاحقة وجهي وهو ينؤ باثقال الجندي المشاة..ثم فجأة رأيته يجري في نهار مغبر ....... لا ادري تحت اي سماء محايده كان يعدو ...بيد إنّي رأيته يتذوق نكهة النهار الذي كان عالقا في الهواء ........ فيخيّل ليّ كأني اسمع وشيشا يأتي عبر سنوات غاربة وانا ارى يده تمتد عبر الغبار .... فتفوح رائحة دم نفاذّة ...رائحة كأني اتشممها وهي تنشر اشرعتها في المدى...في حين مكثت الريح المغبرة تقود الجندي .في حين مكثت الريح المغبرة تقود الجندي ..فتطالعه الجهات كلّها ..كلّها عالقة في الريح والغبار ...كما رأيت في المرآة موتى سبقوا الجندي بمساءات شاحبة إلى الموت ..كنت انصت اليه وهو كأنه يهتف بأسمي ! فأنذهل ......كيف لا يزال يتذكّرني ..ثم أرى حواجز في الريح تنأى به ...كم رغبت ان اعرف ما يحدث هناك ...هناك في حفر الباطن ...... أنّ اطل على المرافىء المشرعة على الصحراء ............ ثم رأيته يجري ولكن بهيئة طفل هذه المرة ..بينما النهار يغرقه في بركة من نوره ..يغمر بدنه الضامر ، المسرف في النحول ..... فتلوح لعينيّ اطياف اطفال يتنامون عبر المرآة ..بسراويل رثة يعباون داخلها ابدانهم الناحلة الرفيعة ثم رأيت الجندي الذي كان طفلا .. والذي كان زوجي ..والذي بات محض شبح ..رأيته يلوذ بكنف شجرة شاخصة عند طرف خندق ..رأيته كأنّه يفكّر بي ..انا المرأة التي سوف يتزوجها في إجازته الدورية القادمة ... في عودته في إجازة من شرق البصرة او شرق دجلة او الفاو او الشلامجه او ...... لا ادري لم اعد اتذكّر ....... لكني اتذكّر حدث ذلك في حربنا الأوّلى ..فيشتد توقي لتلك الأيام ..وتضيق بي الغرفة ... فيصعب عليَّ ان اتبينه في زحام الصّور ... صوّره المكتظة بها ذاكرتي ...فأراه في طرف الخندق يترك الزناد ويضغط على قلبه الحافل بذكرياتنا ... بينما كان الوقت يمرّ عليه ، يسيل مثل عصير عنب مر ! ..وقت كأنه كان يمرّ عليّ في بيتنا القديم .. وقت غارب ... ولكن لا اتذكّر ، اين كنت في ذلك الوقت ..ربما كنت في الجامعه ..جامعة المستنصرية ..في المرحلة الاخيرة .. الاحق مع الطلبة اخبار الجبهة ..كنت في غمرة انشغالي في المحاضرات....... اتابع اخبار الجبهة في حربنا الاولى .اتابع اخبار الجبهة في حربنا الاولى .. كان وقتنا ..وقتا مزدحما بالحروب والغارات والسجون ... وقت مكتظ بالنميمة والتلصص ... ثم لاح ليّ يطل من بعيد عبر المرآة ..يخفق في النهار عند طرف الخندق ..عالق في ورطه...تراءى ليّ كأنه فاق من سطوة فزع .. كنا ما نزال في منتصف الحرب ...كنت افكّر انذاك بايامنا القادمه ..ترى ماذا تخبىء في معطفها .. فغدا عند اوّل الضحى موعد إجازته الدورية .... لا اتذكّر الآن ايّ غد كان ...كنت اعلم بموعد الإجازة ...كانت ايام الإجازة غالبا ما تكون ، حافلة بالبهجة والمسرّات ......... كلّ الاجازات . إجازاته الدورية ، تشكّل علامة فارقة في مسيرتنا العاطفية ... خيل ليّ وانا اتخيّله جاثما عند حافة الخندق ، يفكّر بي ...وذهنه مشغول بطيف المرأة التي هي انا ...اتخيّله كأنّه يقول : هل سأرها غدا عند اوّل الضحى ..وهل اقوى على تقبيّل شفتيها الطريّتين ... امسح فمها الريان ، العقه بشفتيّ المتيبستين .... وألملم طراوة خدودها المورّده باصابعي المتجمده على الزناد ... ثم رأيته عبر المرآة يتقوّس اسفل الشجرة ... كانه لمح شيئا غامضا يدنو منه ، يتدحرج قبالته ويسد الممشى الوحيد السالك ...... فيعتريني إحساس مخيف وانا اتذكّر كل تلك التفاصيل كما كان يرويها ليّ في إجازاته ...فأراها تتجسد الآن عبر المرآة ... كان يروي ليّ كل ما كان يحدث هناك ..في الجبهة ..فبقيت اغلب تلك المرويات عالقة في ذاكرتي ........... وكأني اراها تحدث الآن عبر المرآة !!! وانا ارى اليه كأني اسمعه عبر المرآة يقول ؛ بات مساء الغد بعيدا ..وضربا من الوهم .. رأيته يتقوّس كثيرا ..فضاق به فضاء الخندق ...رايته يتحسس عنقه .. بدا ليّ في المرآة متخشبا يابسا ..كأنه متجمد منذ وقت طويل .كأنه متجمد منذ وقت طويل ..فاغمض عينيه فبات لا يرى ذلك الشيء المتدحرج المريب ..ولكنه لا يتذكّر متى فاق او اندهش على صرخة فاترة مخنوقة ..خفقت راعشة في الريح ..ولما التفت لاح لعينيه ، فوق السفح جنديّ واقف فوق فوق رأسه ..كان جنديا صديقا في مهمة .. سمعته يردّد عبر المرآة : متى يأتي الغد ..؟ ثم فرش بدنّه على المنحدر وهو يضغط على الزناد ..لم يرفع بصره وهو يحادث الجنديّ بكلام مبهم ..كان العراء ينضح باللاجدوى تحت سماء بدت في المرآة واطئة قاسية ............... سمعته يقول : لا تسعفني الحرب بأستذكار وجه المرأة ، _ التي هي انا _ ثم يضيف :كأن ذكرياتي باتت حطاما ! كأن الحرب اصابتها بالعمى ! ..كان يشوب كلامه وشيّش قصف هاونات ..فمكث يتلفت خائفا .. فأرى الدهشة تعلو ملامحه ، كأنّه يقول : كأني غير جدير بالمرأة __ التي هيّ انا __ والتي تنتظرني عند الضحى ... إنّها تعلم متى اعود في إجازة ،..فخيّل له ، انّه يتذكّر المرأة في يوم لا مثيل له ..تنتظره عند الضحى ...ضحى بعيد ما عاد يتذكّر ملامحه ..كأنه ضحى من انتاج الخيال .... بيد انّه ما زال يتذكّر زفير المرأة او انا ..لا فرق ،وهو يلاحق خدودها وزفيرها بقبلاّت حارة ......... فقلت وانا اشيح وجهي عن المرآة : ولكن متى حدث ذلك ..متى حدث ان التحمنا في اتصال حميم حار ، ينضح توقا وزفيرا ورغبة ولهفة ..فانا بدأت ارتاب في ذاكرتي التي شرعت في الآونة الاخيرة تنسج الحكايات الملّفقة .......أكان ذلك الضحى وهما من نسج خيالي ، ام حقيقة حدثت على الارض ..لا ادري ..غير إنّي لما ادرت رأسي ناحية المرآة ... رأيت الجندي الذي كان ما يزال مفروشا على السفح مثل كومة اسمال رثة ! .مثل كومة اسمال رثة ...او كأنه ينتظر قدوم الموت ....... سمعته عبر المرآة يقول : ماذا لو هويت في لحظة في براثن الموت ووجدتني جثة مكوّمة عند حافة الشق او داخل الخندق ملطّخا بالدم ومبتلا بندى ادغال واعشاب السفح ..فتمرّ السنوات على جثتي او موتي ..تمرّ متباطئة ..فتحيلني إلى اعشاب برّية ... اذا حقا لقيت حتفي هنا عند السفح المدغل ..منْ يدلي حبيبتي على قبري او نومي الخالد فوق السفح ..نومي الذي سيكتظ برفيف الهوام والاعشاب من يدلي أمّي او يقودها إلى قبري او رفاتي وسط الخندق ...سوف اشبع موتا لسنوات مديدة تحت سماء سوف لن تتبدل ابدا ..من دون ان يقود احد حبيبتي الى قبري ........... ثم فجأة توارى الجندي او زوجي المعاق ..غاب في اعماق مجهولة .. ثم لاح لعينيّ وهو يبرز من وراء حافة السفح ، تحيط به الاشجار ... ثم بغته رأيت امّي تدخل الغرفة فتلاشى الجندي في آماد مظلمة ..لاحظت أمّي امارات الدهشة تعلو ملامحي .. فخرج صوتها في نغمة تشي كأن ثقلا جاثما على ظلوعها وأنزاح : كنسته صباحا __ الجنديّ __ ألم اقل لكِ سوف ازيحه عن طريقي كما ازيح النفاية ...أخذَ حاجاته الضرورية ، علقّها على الكرسي المتحرك وغادر .. ولكن لا ادري الى اين ؟ .... فشعرت ان شيئا من الماضي قد مس مشاعري مسا خفيفا ... شيء من الذكرى البعيدة ..احدثت هزه عابره في خلجاتي ..قادتني الى اعماقي ..فاستغرقت اتملى الماضي ..الماضي كلّه ..اتوقف عند اجمل المحطات
#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الحادي عشر . من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل العاشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل التاسع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثامن من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل السادس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الخامس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الرابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثالث من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثاني من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الاوّل من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
محض رأي عابر
-
منظر من زاوية حادة
-
مراثي الامهات
-
في تلك الايام .. / مقطع
-
معا .. ومعا تماما في المعبد الحرام
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|