أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد فاخر - «معركة القرم» تثبّت عالماً متعدد الأقطاب














المزيد.....

«معركة القرم» تثبّت عالماً متعدد الأقطاب


أحمد فاخر

الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 13:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


حقّقت السياسة الروسية انتصاراً مهماً في الصراع الدائر مع الغرب الاستعماري حول أوكرانيا. تعاملت مع أوراق القوة التي تمتلكها ببراعة منقطعة النظير، بعدما فهمت أن الصراع الأساسي في تلك المنطقة يدور حول عزل شبه جزيرة القرم عن روسيا، وبالتالي عزلها عن البحر الأسود، ما يعني قطع اتصالها بالبحر الأبيض المتوسط، وذلك بعدما وضع الغرب نظرته الاستعمارية القديمة في أهمية وضرورة عزل روسيا عن المياه الدافئة موضع التنفيذ، لكن القيادة الروسية أدركت منذ اللحظة الأولى أن القرم هو الهدف الرئيس لهذه المعركة، فقامت بتأمين شبه الجزيرة في معركة سياسية ضخمة انتهت بإجراء استفتاء شعبي، عبّرت فيه شعوب القرم عن شعورها بطلبها الاستقلال عن أوكرانيا، والانضمام إلى الاتحاد الروسي.

ويُرجح أن تعمد روسيا، بعدما أمّنت حدودها الجنوبية، لفترة على امتصاص النقمة الغربية والأميركية لمفاعيل إعادة ضمّ القرم إليها، من أجل إعادة الهدوء وتبريد الأجواء المشحونة، ثمّ البدء بهجوم سياسي معاكس يضمن استقرار الأوضاع السياسية في أوكرانيا، ومعها المصالح القومية لروسيا.
بات واضحاً أن الصعود الثاني لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1990 والصمود السوري الأسطوري في وجه المؤامرة الدولية عليها أدّيا إلى تراجع هيمنة أميركا والغرب الاستعماري، وظهور عالم متعدد الأقطاب، يستطيع أن يُجهض مخططات الغرب، بل ويرد عليه بحزم وقوة، وبات الغرب مرغماً على التفكير قبل الإقدام على مغامرة غير محسوبة، وخير دليل على فقدانه هيبته وتراجعه هو عدم قدرته على اتخاذ اجراءات ضد موسكو وحلفائها على مستوى العالم. يبدو هذا جليّاً من تلك العقوبات التي يُهدّد بها موسكو، فقد جاءت هزيلة غير ذات معنى سوى الرغبة في إظهار أنه لا يزال يمتلك المبادرة، وأنه قادرٌ على فرض شروطه على من يشاء... حتى على دولة بحجم روسيا!
من غير المعلوم ما إذا كان الغرب يُدرك أنه بفشل مقاطعته لروسيا سيفقد جزءاً آخر مهماً من قدراته الاقتصادية بالضغط على الشعوب الأخرى، وبالتالي سيجري القضاء على قدرته في استغلال سلاح العقوبات الاقتصادية. واقع سيفتح المجال أمام دول المقاومة للمشروع الغربي لخلق آليات اقتصادية جديدة على المستوى الدولي، بعيداً عن نفوذ وتأثير الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ويبدو من صلابة الموقف الروسي أنه جرى البدء باتخاذ الخطوات العملية لمثل هذا المشروع الدولي والمهم.
اليوم يظهر العجز على أميركا وأوروبا إزاء القضية الأوكرانية، من إشارات رئيس الوزراء الأوكراني يتسنيوك (الصورة) في خطابه الأخير قبل يومين بقوله: «إنّ مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ليست مطروحة في الوقت الراهن، وذلك بهدف الحفاظ على وحدة البلاد، وكذلك تأجيل توقيع الجزء الاقتصادي من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي تحسباً لقلق المناطق الصناعية شرق البلاد، وأن التوقيع سيكون فقط على الجزء السياسي من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي سيجري في 21 آذار». قال ذلك بالرغم من القناعة السائدة بأن هذا الأمر سيؤجّل أيضاً، كما قدم رئيس الوزراء تعهداً واضحاً بنزع السلاح من كافة المجموعات المسلحة، وجمّد قرار منع اللغة الروسية وغيرها من الأمور التي إن عنت شيئاً، فهو الاستجابة للمطالب الروسية، والسعي إلى تهدئة الأمور مع موسكو، والبحث عن سبل الحل السياسي. فهمت كييف أنّ الولايات المتحدة والغرب غير قادرين على مساعدتها سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً، وليس لديهما إلا «النوايا الخبيثة»، حسب تعبير الرئيس الروسي. ويتضح من مسار الأحداث أن على الغرب الآن البحث عن وسيلة للاقتراب من روسيا وتهدئة غضبها، بعدما فشل مخططه في إبعاد موسكو عن شبه جزيرة القرم. بات يُدرك أن البحث عن المواجهة مع روسيا سيكون مكلفاً وفوق طاقات وقدرات الغرب، الذي سينحصر همّه لاحقاً في صد الهجوم الروسي السياسي في دول شرق أوروبا، بعدما أيقنت هذه الدول عدم قدرة الغرب على حمايتها، وأنها ليست سوى أدوات في معركته الرئيسية مع روسيا.



#أحمد_فاخر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «مشروع كيري» دعوة إلى الاقتتال الداخلي
- نحو نظرية للأمن القومي المشرقي المشترك
- إيران والمشرق العربي: حلف الأنداد
- التحالف المشرقي: معاً ضد الوهابيّة
- العراق في مواجهة السعودية، خطوات مشرقية
- البديل المشرقي، الفرصة الممكنة لإنقاذ الأردن
- الجيوسياسية السورية ستظل تطغى
- أحمد فاخر عضو الأمانة العامة لحركة اليسار الاجتماعي الأردني ...
- الأردن على خط النار


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد فاخر - «معركة القرم» تثبّت عالماً متعدد الأقطاب