أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..














المزيد.....

في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..


علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)


الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


تولدالاجناس الأدبية وتختفي تبعا لإشترطات ذاتية محضة وأخرى موضوعية , ويبدو ان هذا المبدأ لايقتصر على زمان ثقافي معين مثلما لايقتصر على جنس ادبي بعينه .
وقصيدة النثر لا تشذ عن هذه القاعدة فبوصفها جنسا ادبيا فرض نفسه بشكل واضح في السنوات الأخيرة لابد ان تخضع لتلك الاشتراطات وبالتالي يصبح البحث عن المبررات التي أوجدت ميلاد قصيدة النثر واستمرارها سؤالا عن شرعية هذه القصيدة , ولابد ان يتساوق هذا السؤال مع السليقة المنطقية التي ترى ضرورة ارتكاز الاشياء جميعا على شروط موضوعية وذاتية متحكمة في وجودها وديمومتها , وعلى الرغم من كثرة المعارضين لقصيدة النثر , والشاكين في شرعية وجودها الادبي , يمكن القول ان هذا النوع من الادب لم يكتسب وجوده لو لا توافر تلك الاشتراطات التي تمثل تطورا طبيعيا للشعر واستجابة لمتغيرات الزمن .فلم يكن هناك اي بد من مسايرة اليومي والعرضي والمسكوت عنه في زمن لم تعد المعالجات الكلاسيكية ولا الرومانسية قادرة على الكشف عن مخبئاته لذلك كان ميلاد قصيدة النثر بعد مخاض عسير ابتداءا من احتفاء الشاعر بجماليات اللغة لينتهي الى الاهتمام بانطباعاته الحدسية ليصوغها في تقريرية تداولية لم تكن معهودة من ذي قبل في معالجات الكلاسيكية للواقع الاجتماعي اوفي المعالجات الرومانسية لعلاقات المجتمع الرأسمالي , ولا في معالجات السوريالية المحكومة بمخلفات الحرب العالمية الثانية . وبذلك كانت محاولات : بودلير, وملارميه, ورامبو , واليوت, وباوند , وطاغور .وغيرهم استجابة طبيعية محكومة بزمانها وظروفها .
وفي واقعنا العربي يمكن تحديد البدايات المبكرة لميلاد قصيدة النثر مع بزوغ النهضة العربية الحديثة فكانت كتابات نقولا فياض , وخليل مطران , وجبران خليل جبران , وامين الريحاني .
لكننا مع مجلة شعر ، ومحاولات محمد الماغوط وانسي الحاج وادونيس ويوسف الخال يمكن ان نجد تأسيسا واضحا لقصيدة النثر العربية متأثرة بالنموذج الفرنسي لا سيما تنظيرات سوزان برنار في كتابها قصيدة النثر ، على الرغم من ان تلك النماذج ـ اذا استثنينا كتابات ادونيس ـ لم تكن بمستوى ذائقة القارئ العربي وبذلك ظلت معزولة بعيدا عن متناول المتلقي العربي ، ويبدو ان هذا النفس المغترب ظل مسيطرا على قصيدة النثر حتى السبعينات , يقول الاستاذ عبد العزيز موافي((وهكذا بدأ النموذج الجديد في الصعود من الهامش الى المتن .... وفي نفس اللحظة بدأ التجريب الحداثي مصحوبا بالتجديد الذي بدا بدوره جزءا حيويا من منظومة التغيير الشامل في الذاكرة الشعرية فالتجريد يعني غياب المضامين وبمعنى اخر غياب الواقع ومن خلال الحدس الصوفي او الميتافيزيقي بدأ الشعراء في خلق عوالم اخرى ما ورائية ليس فيها من الواقع الا مجرد واقع لغوي ... كلمات تتمرد على الدلالة واشكال تتمرد على مضامينها) ص21 .
ومع صعود الاصوات المعارضة بدأ كتاب قصيدة النثر بالتخفيف من حدة التجريد اللغوي مع الاحتفاظ بما ذكرته سوزان برنار من ضرورة الايجاز او الكثافة والتوهج او الاشراق واللازمانية, والاهم من ذلك ارتباط الشاعر باللغة وحدها وانسلاخه من اي ترسبات ايديولوجية او توجهه كليا الى الاهتمام بالمحايثة اللفظية والابتعاد عن التصوير البصري واتباع آليات كثيرة في الصنعة الكتابية مثل : السردية والتداعي والتكرار والفراغات والتنقيط والتناصات الواعية مع علوم الطبيعة والرياضيات ,لكن هذا كله ــ في رأي البعض ــ جعل من قصيدة النثر خيمة مفتوحة قد يكون الدخول اليها دون صعوبات , في حين يرى آخرون ان قصيدة النثر اصبحت في احيان كثيرة لاتمتلك هوية محددة فبالكاد يميزها القارئ عن الاجناس الاخرى كالقصة القصيرة او الخاطرة او الكتابة العادية على الرغم من ان اغلب كتاب قصيدة النثر يعتبرون كتاب سوزان برنار (قصيدة النثر) انجيلا لهم لكنهم لم يأخذوا بنظر الاعتبار قولها ((وتفترض قصيدة النثر ــ وهو ماسبق ان قلناه ـارادة واعية للانتظام في قصيدة ,لابد ان تكون كلا عضويا مستقلا فيما يسمح بتمييزها عن النثر الشعري ..)



#علي_حسين_يوسف (هاشتاغ)       Ali_Huseein_Yousif#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة الإنسانية بين الفلسفة والأدب....... صورة الذات الشري ...
- النص ومستويات التحليل الاسلوبي
- مراحل الانتقال الكبرى في التاريخ الحضاري
- فعل المثاقفة بين السلب والايجاب
- في نقد النقد ... محاولة تصنيفية
- من المشكل إلى الإشكالية ... مسيرة مفهوم .
- النقد العربي المعاصر وإشكاليات الدرس والتوصيف
- من اشكاليات الخطاب النقدي العربي المعاصر


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسين يوسف - في قصيدة النثر ... سؤال الهوية ..