|
الفصل الخامس عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
سعدي عباس العبد
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 04:37
المحور:
الادب والفن
كان الديك وهو يقترب من حافة السرير يتلفت متأهبا ..ولما وجدني مستكينا لا ابدي حراكا ، تمادى في الأقتراب من قدميّ ..كما لو يطلب منّي مغادرة الفراش ! واغرق هناك تحت الشمس ،في فيوضات النور ..وحالما اطلقت سعالا ممدودا رفيعا قوّيا .. رأيته يفر مرتبكا ،فاردا جناحيه في الهواء .. مصطدما بالقطة التي عادت حال مغادرة الأمّ . والتي عافها القط الضخم عقب افراغ شحنة الشبق داخل وعاءها ...عافها تتدحرج على سفح من النشوة ..او على ارضية الغرفة وهو يرمقها بنظرات مازالت تتوهج ..ويهز ذيله منتشيا ويخطو على مقربة من قدميّ كدت اصرخ ثانية بتلك النبرة المخذولة المليئة بالحرمان والوجع ..إلا إنّي عدلت عن ذلك لما رأيت زوجتي متكئة على ظلفة الباب ..فيما كانت يدها الاخرى ضاغطة على الحائط .. سألتني بلهجة حانقة تنم عن كراهية تتنامى في اوقات متسارعة ! بدت جليّة على ملامحها المقطّبة ، المعتّكرة __ : عما اذا كنت علمت بعزمها على الأنفصال ... قرار اتخذته ، ولابد من تنفيذه ... يمكننا مراجعة المحكمة في أي وقت تشاء ......... ثم لا ادري متى عادت ووضعت طبق حساء قبالتي على طرف السرير ... كنت قد امتلاءت تماما حد التخمة اذ تناولت مواعين عديدة من من الهموم والنكد والمكابدات !! فلم اعد بحاجة إلى صحون من الاحزان !..فقد انغلق باب شهيتي ..او بقي مشرعا لرياح من الخواء ...... افقت من نوم طويل فرأيت نور الصباح يغمر فضاء الغرفة ، يسيل لامعا عبر النافذة المشرعة على الخارج __ في غرفتي نافذتين مشرعتين واحدة تطل على الصالة والثانية على الخارج__ ويندلق على السرير القائم اسفل قاعدة النافذة وعلى الجدار المقابل ، وعلى ثيابي الرطبة ..... تطلّعت الى عظامي البارزة من تحت الجلد _ كم بت نحيلا ! _ كان النور يهطل غزيرا عندما لمحت المزيد من النتؤات العظمية .... فأيقنت من إني في متناول يد الهلاك .فأيقنت من إني في متناول يد الهلاك.. وإني ازحف حثيثا صوب حافات الموت ..ازحف عبر سفوح ومنحدرات وشعاب وعرة كلّها تقودني او تفضي بي إلى الهلاك الذي لابد منه !! فبدا كلّ شيء يتموج في ضباب غائم كثيف ..لاادري الى متى ساظل فريسة للخواء والنكد ... لقد خرجت من ظلام الحروب بوجه تكسو ملامحه آثار تشّويه مدعاة للنفور والأستياء..وعقم مزمن يخذلني على الدوام ..حتى بت معه لا استطيع التواصل او مجارات زوجتي التي راحت تبدي نفورها على نحو لا يقبل الشك ... فهي تطلب الانفصال وهذا الأمر يزيد اضطرابي وقلقي ويشوّش ذهني المكتظ بالتشويش اصلا ! والوساوس ، فضلا عن انه ما عاد يسعفني على رؤية مايحيط بي بوضوح ..فغالبا ما كان يستبد بي القلق .. قلق عات يجرفني عبر امواجه الصاخبة إلى ساحل مقفر من عزلة مفتوحة لا فكاك من شِِراكها ..فهي باتت ملاذي الأثير اجتر عبرها ذكريات غائمة تمور في ذاكرتي التي ما تكاد تفلت من أسر ذكرى ما ، حتى تهوي في قاع ذكرى اكثر فتكا وهولا ....... وكأن ليس لديّ سوى الطواف في متاهة من ذكريات ..الطواف عند محطاتها التي تركت آثارها عليّ على نحو غاية في الوضوح .. او كأن ليس عندي الا الماضي ..احتمي بكنفه من هجوم الحاضر ومن تعاسته وعطبه ..اتمسك بكل ما اوتيت من رغبات بمساره المرتد للوراء باستمرار .. انا من جانبي كنت انظر الى الحاضر يأسا ..واهجسه عاطلا يراوح في ثباته ورسوخه .. ليس ثمة مستقبل غير مستقبل الماضي المترع بالطفولة ... ليس هناك مايشكلّ شيء يبدو مسكونا بالخوف ، يعرش في مفاصله عذاب مطبق وعزلة مشّربة بصمت مفتوح شامل مر ...لا يبدّد اي تغيّر يطرء على مجرى حياتي وينعطف بها نحو مسارات مشرقة مضيئة تدفعني الى عبور ذلك الطريق الموصد بحاجز من الكراهية .................. منْ ألبسنّي هذا الوجه المشّوه الدميم ..!!؟ الذي صد زوجتي عني وجعلها تنأى عني .. لم حرز من الحرب غير هذا الخراب الذي يتوّج وجهي بنياشين الخيبة والأندحار .. يتوّج ذكورتي بأوسمة من الخواء والخسارات التترى والعقم ...غير هذا التشّويه المهول الذي ما انفك يقض مضجعي .................. ما كان احد يلتفت ليّ، كنت انا الوحيد الذي يرى كل الوجوه ، وما من احد يراني ، وإذا حدث ذلك فسرعان مايشيحون بوجوههم ..لم يبادلني احد نظرة عابرة __ او هكذا كان يخال ليّ __ ...فأبقى متأملا وجهي في عيون الاخرين ...او اكتشف مدى التحامي بينهم بما فيهم زوجتي التي اكرهتني على ان ابقى رهين عزلة تضّج بالخواء ..معلّقا في فضاء انسانيتي الناقصة ..انتظر متى تهوي بي ..لشد مايؤلمني هذا الأقصاء القسري الذي ظل ينسج حولي خيوطا من التوحّد المربك يطوّق إرادتي وتطلعاتي المشلولة ..ويسيّج لهفتي إلى زوجتي بحبال من الرفض الأعمى ... كم حاولت ان اكسب ودّها ولكن دون جدوى ..عبثا كانت تذهب محاولاتي ... لا اظن ان هناك من تضّرع في فيضان محموم متصل من الرجاءات والتوّسلات لزوجته كما فعلت انا !! لقد تعذبت ...كنت على الدوام اطلب اليها ان نبدأ من جديد ..بيد انها كانت تأبى ...وتزداد عنادا .......... اطلب اليها مئات المرات وكأني لم اطلب ذلك ولا مرة واحدة ..وكأني لم اتوسل اليها بمئات الرجاءات ... كم من مرة دفعني شوقي اليها الى معانقتها ..اعبّر بذلك عن لهفتي وحبّي ... ولم اتردّد في ان ابوح اليها بكل ما يجيش بي بالطمأنينة ..يلوح في افق حياتي القاتم... كلّ شيء يبدو مسكونا بالخوف يعرش في مفاصله عذاب مطبق ............ ولكن دون جدوى .. فقد كان وجهي الدميم الذي شوهّته الحرب ، ! كعلامة فأل شؤم يحول بيني وبينها .... ما كنت في ذلك الحين قد تألفت بعد مع مشاعر الكراهية التي كانت تبديها زوجتي حيال ادنى فعل يبدر مني يفيض بالرأفة والحنو .. وبمرور الوقت الناضح مرارة وجدبا وقسوة ، بدأت ادرك عمق الهوى التي باتت تفصلني عنها .. بعمق الحاجز الذي كان يحول دون اتصال مشاعرنا ، والذي كان يزداد اتسعا وصعودا ... حاجز مخيف من الكراهية ..مشيّد من مشاعر لم تعد تعرف سوى الكراهية .. حاجز شرعت بأنشاءه بدأب ومثابرة ! وقسوة . كان يزداد نموا وصعود وجحودا وجفاءا يوما اثر آخر في تعاقب مطرد لا هواده فيه !!... كم سعيت لتحطيم صرح ذلك الحاجز الذي ينهض بيننا كقوّ ة انفصال مرعبة ..ولكن عبثا تذهب مساعييّ ..تذهب خائبة ادراج الريح .. لن انسي ما حييت إنها كانت تحبّني حبّا لا مثيل له !! مفعما بمشاعر جياشة من الود والتوق واللهفة ...كنا معا ننسج احلامنا بخيوط من البهجة والحبّ ..نغزلها باصابع من المسّرات والغبطة خيطا خيطا ... احلام كانت على [ قدّنا ] او على مقاسنا ناعمة وعذبة وطريّة... بيد ان الحرب اطلّت بغتة خربّت كل شيء ..اطاحت بتلك الاحلام اليافعة الفتيّة الباذخة المسرفة بالجمال والسحر ........... عصفت بها رياح صفراء ..واعاصير من الخذلان واليأس والعطب والتشوّيه ..فألبستنّي هذا الوجه الدميم ..ارتديه قسرا في حلي وترحالي ! ..وكان عليّ ان اواجه البشر والحجر والشمس والليل والصباحات والنجوم والاشجار والربيع والانهار و نفسي انا وزوجتي والقطط والجدران والكلاب والايام ، بهذا الوجه المشّوه القبيح الدميم الذي انتجته الحرب ..خرج من مصانعها المهولة يحمل ماركتها او علامتها الفارقة ... قلت لها مرات عديدة لا حصر لها !_ : ما كان الأمر بيدي ..تلك مشيئة الحرب ..او إرادتها العمياء ..ما كانت تعلّق بشيء ..او تولي الأمر ادنى اهتمام ... بيد إني ايقنت من إنها اكتشفت بديلا عني .بيد إني ايقنت من إنها اكتشفت بديلا عني كان البديل [ م ] الذي لم تنل منه الحرب ..لم تعصف به تلك الأعاصير ... منذ تلك اللحظات المشحونة ..النابضة بالخوف والضغينة ، خمدت جذوة ذلك الحبّ ، خمدت مرة واحدة وإلى الأبد !!..انطفأ وهج ذلك الذي كان ..تحت رماد كثيف من الكراهية ..... لقد بدأ حبي لها رغم ذلك الحاجز المخيف يأخذ منحى آخر ..لا يسعني إلا ان أذعن لسطوته الكافرة التي جعلت تقودني بقسوة وانا مستكين خائر ومخذول ..تقودني إلى متاهات من العذاب والضّياع ....... منذ متى وانا ابكي بكل هذه المرارة !! التي كانت توخز ظلوعي وروحي وعظامي ................. ولا احد بوسعه انّ يغلق باب العذاب غيرها ويتصدى للأسى المتدفق من كل مفصل من مفاصل روحي ... فقد راح حبّي لها ينمو من جديد رغم الكراهية والقسوة التي كانت تبديها ..ينمو ويزهر حتى غدا حقولا شاسعة من الحبّ والصدود والجفاء .. ينمو في قلبي مترعا بعذوبة واحلام الماضي ..الماضي ذلك الحقل الخصب المجتزء من غابات الزمن ..زماننا انا وهي .. لا اظن إني سأجد مخرجا انفذ عبره ... فلا ارى سوى مسالك وعرة تفضي بي الى الخراب ...... كلما احاول ان اخرق ذلك الحاجز المتماسك المخيف ..اخرقه بفيض من المشاعر الحميمة ..تصدني بجفاء .... فابقى وقتا طويلا نهبا لعذابات تنضح يأسا ووجعا .. تدفعني للخوض في مجرى الذكريات الغاربة .. وما ان اخرج من المجرى الحميم حتى اجدني اعوم فيه , اعوم في انغمار طويل ....... اجوس في شعاب الماضي الغابر ..لعلي اجد مبررا لكل هذه الكراهية العجيبة __ عدا التشويه والعوّق اللذين ما كانا مبررين كافيين حسب ظني __ الماثلة قبالتي ... والتي اهجسها تنبع من كل شيء ..من الجدران ومن الهواء والصمت السادر المخيف وحتى من غزلتي .وحتى من عزلتي ..ولكني اعود باستمرار خائبا ...يسحلني حبل من الخذلان والخيبة إلى آفاق الماضي المشرق بنور المسّرات ..مسرّات مدهشة للغاية ..لا تضاهى ، تنضح دفئا وعذوبة وسحرا ........... لشد ما كنت اصاب بالذهول وانا اشعر بالكراهية تنمو بقوّة تترى ! .......................... فمازالت آثار اصابعها الغضة الناعمة الطويلة مطبوعة على بقع شتى من لوحة جسدي .. ترشّح او تنضح بتلك الرائحة العذبة الأليفة ، الحميمة ... ومازالت آثار ملمس ثغرها مطبوعة على شفتيّ تضوع بتلك الرغبة ............. لا ادري كيف اضحى كل ذلك التوق والحبّ واللهفة إلى محض ذكرى ! ..ذكرى مخيفة تحولت إلى كراهية مدهشة ! صارت وباء تفشى في كامل مساحة قلبي ..وباء يتنامى مسرعا بصمت قاهر وكافر .. حتى غزت وجهي صفرة الموت .... وبت لا اقوى على الأتيان بأيما فعل من شأنه انّ ركودي وتحللي !.... امسكت عن اجترار طيفها عبر ذاكرتي المسكونة بها ..وجعلت ا تطلّع للخارج متأملا عبر النافذة ... الخارج الذي لم انغمر في نوره .لم اغرق في فيوضاته المتموجة المضيئة ، مذ جيء بي معاقا من الحرب .......... كان الهواء يهب من وراء الأشجار ، عبر النافذة فيغمر وجهي بنسائم رطبة وكلما يزداد هبوبه اجدني مشدودا إلى امتلاء الخارج المتنامي خارج النافذة ..فتتفجر في داخلي رغبة جامحة لمعانقة جمال الوجود النابض في قلب الخارج البهيج ..... بيد إني كلما ادنو الكرسي المتحرك ..اشعر بقوّة من الأنهاك ترتد بي ..تجرنى الى موضعي كما لو اني مربوط إلى قوّة غامضة تعوم في فضاء الغرفة ... فيخامرني إحساس باللاجدوى والأحباط واليأس...فاجدني تلقائيا اعاين السماء فتقع عيناي على الطيور وهي تغزل الهواء خافقة باجنحتها ... ثم اذهب بعيدا محمولا على ذاكرتي ، إلى تلك الايام الخوالي البعيدة .وغالبا ما أراه يعوم في النهر ، او يركض تحت المطر او اراه يدرج في زقاق ...ومن بعيد اراه يتطلع ناحية أمّه التي تنتظر عند الباب . كانت رائحتها تأتي اليه نفاذّة عبر المسافة الموحلة الذائبة في نكهة الطين والريح والمطر فيجري صوبها ملهوفا ..ويندفع الى حجرها باركا متمرغا بفيضان من الدفء والحنان فتروح تمسح براحتها على رأسه المفروش على حجرها وتربت على كتفه الضامر وهي وهي تغط في مجرى من النحيب الفاتر الخفيض المكلّل بالذكريات والدموع والوجع المزمن فيجد نفسه تلقائيا يجاريها ..ويتسلقا معا سفحا شاهقا من البكاء المر ..وينحدرا بعيدا في متاهة من اللوعة ..فينجذب اليها بكامل عذاباته الصغيرة ..ينجذب إلى حزنها الامومي المترع بالغصّات والشجن وذلك الحنان الأليف ..فيهجس بلوعة بكر تتنامى في اقصى اعماقه النابضة بالحنين والشقاء ... كان يرنو الى عينيها المغرورقتين بفصوص كبيرة لامعة من الدموع المندلقة على خديّها في انحدار متوال....فيمسح باطراف اصابعه الفصوص المائية المحتشدة عند المساحات الطرّية المتغّضنة الممعن في الرقة والملتمة في انكماشات مجعّدة على جانبيّ انفها ... وعلى غير توقّع يسألها عن سر غياب والده ..فتعتكر ملامحها وتغدو اشد انكماشا وتغضّنا من ذي قبل ..وتغزو سحنتها المشّربة بالانيميامسحة ألم تتداخل مع الغيمة الصفراء التي نشفت دمها منذ غياب الأب ...... فترمقه بنظرة حزينة طويلة ..لم يستطع حينها ان يفك رموزها .. فيبقى اسير إجابات وهمية لا تقوى على تبديد الظنون المواّرة في داخله ... لا يتذكّر متى قال له ابوه __ : ما الذي تفعله أمّكَ إبّان غيابي .. قال __ : انها هناك دائما هناك ..في الحجرة فيلوح لعينيّ __ كحلم تلاشى ...__ ذلك الطفل القديم الذي كنته ذات . وقت ما ,..أراه عبر تلك المدّيات الزمنية المسرفة في البعد ..ابصره يتسلق الاشجار ... وغالبا ما اراه يعوم في النهر .إنّها هناك دائما هناك في الحجرة ..لم يعلّق بشيء..مكث يرمقه او يرمقني لا فرق ..بعينين متوهجتين ترسلان بريقا مشّعا مخيفا قبل ان يغرز اصابعه الطويلة في عينيّ الطفل الذي كنته ..يشيح بوجهه صارخا ... فتهب أمّه مذعورة من نومها ..فتجري مرعوبة بخطوات متلاحقة ..فتحضن الطفل متلهفة عبر ذراعيها الشائختين قبل فوات الآوان...تمسك بيديه المتدليتين في الفراغ ... تلك هي الرعشة الأولى الطافحة بالوجل والرعب ...رعشة الخوف والفقر التي جعلته ينحدر إلى قاع اليأس في وقت مبكّر ... لا يتذكّر يومها ، ماذا حدث بعد ذلك ؟ ... إلا إنّ اغماضة عيناه اللتان اطبقتا فغشاهما ظلام ..فلم يعد يرى شيئا ، حتى ملامح والده ..ثم استغرق في نوم طويل مضطرب ..لم يصحُ منه إلا على نواح أمّه ... تلك اللحظة واللحظات الاخرى اللاحقه المشحونة ..النابضة بالاسى والتي استمرت تتصدى له .. جعلته لا يقوى على دحر قوى اليأس والخيبة ... كما كان لا يستطيع فك اشتباك قلقه وخوفه المستمر مع قوى خفيّى ، تحيله في اوقات متباعدة إلى الأنزواء ..والبحث عما يخمد موقد الألم الذي أججّه ابوه .. كان يرى إلى طيفه المخيف في المنام ..فيفيق فزعا.. في الاوقات النادره التي يكون فيها والده قد أوى إلى صومعته العتيده مغمورا بالظلام لائذا بصمته المنبىء عن غياب آخر ...سكونه الذي يشير الى رحلة من الغياب الجديد ... لا احد يعرف إلى اين سيقوده .. كان دائم الهروب ولكن في اوقات غير معلومة ..غير انه غالبا ما يُكتشف غيابه او اختفاءه عند الهزيع الاخير من الليل او عند انبجاس نور الفجر .. كان منجذبا لشيء ما .. لا يعرفه احد سواه .كان منجذبا لشيء ما ، لا يعرفه احد سواه ..متعلقا او مسحورا باوهامه التي لم يتردد في البوح بها ... يتدفق بالكلام كالمجنون عن تلك المرأة التي سحرته واحالت حياتنا الى جحيم ... احالت حياة الطفل الذي كنته إلى حلقات من العذابات المتوالية ..وجعلتهم في متناول يد العوز والحرمان .... كان يرى إلى أبيه وهو في ذروة ثمالته ..يطلق ضحكا طويلا صاخبا يكشف عبره عن قدوم مصائب لا تزال في الطريق ستورثهم مكابدات ونكد وقهر ..فيلمحه __ في المرات النادره التي يراه فيها في البيت __ يرفع طرف ردائه الابيض كاشفا عن ساقيّه الضامرتين ، ليمسح دموعه ويلطم جبينه بيده المضمومة المكوّرة وهو ينتحب ويرسل نظراته المخذولة الى البعيد المجهول ..فتهيج في روحه رغبات محمومة يؤجج شعلتها طيف المرأة التي سرقت أباه من وسط الحضن العائلي الحميم ... كانت أمّه تنصت لأبيه وهو مستغرق في نوبات مريرة من الهذو والبكاء.... بكاء طافح بالشجن كان يلاحق روح الطفل الذي كنته ..فيفاقم قسوة الألم ويضاعف احزانه في تزايد مستمر ................ كان الطفل ينمو في قلب المحنة التي اسس لها او فجرّها ابوه ..وظلت تنمو في رأسه حتى باتت جزءا من تكوينه او تكوين العائلة النابضة بتوترات مستديمة ! سببه تلك المرأة التي اقترن بها ابوه و لا احد يعرف عنها شيئا .. غير ما كان يرد على لسان ابوه ..__كانت تلك المرأة تقطن في اطراف البلدة__ .. ابان نوبات الهذيان الطافح بالرجس ..هذيان يجعل أمّه الناقمة على حظها ..كتلة من عذاب ودموع ..كتلة تتفتّت على مهل ..كتلة من حرمان وحزن يدفعها للاستغراق في بكاء مديد . تقبع في الغرفة وتشرع في اطلاق نحيبا .تقبع في الحجرة وتشرع في إطلاق نحيبا حزينا..لاشك إنها كانت تندب عبر ذلك البكاء الحزين ، حظها العاثر او عمرها الذي ضاع او تبددّ في الريح مع أبي العاق .وانهيار عرشها حيال هجوم غريمتها ،الزاحف على اكتاف شاخت قبل الأوان ..كان نشيجها يشيع في فضاء الحجرة ارباكا وقلقا ، يحض ذلك الطفل الحزين الذي كنته للتساؤل عن جدوى بقائهم مكبلّين باغلال عذابات الأب الجاحد ... عبثا كانت تذهب تضرعات أمّه إلى أبيه بالكف عن مواصلة الهذيان وكرع الخمر ، والطيران في فضاء تلك المرأة او الذهاب اليها ..ولكنه كان منجذبا لتلك المرأة ، مشدودا اليها بكل جوارحه وبكل ما اوتي من توق ورغبة ولوعة وضّياع ! ، كان منساقا برمته لعشقه الذي اطاح بعرش العائلة ..لا يلتفت الى احد ظل ينحدر بجنونه وهيامه ولوعته التي ما تعطلت يوما ابدا ! ,, كان وحده من يقرّر ، متى تنتهي نوبة الهذيان ..كي يخلد الطفل الذي كنته للنوم مع اخوته الصغار الذين كانت تقتفي اثرهم الأمّ .تقتفي أثرهم الأمّ ..فيرتمون معا وسط حجرها .. مستودع احلامهم وهجوعهم ودموعهم ..لا احد منهم يرى ، كانوا مستغرقين في مجرى من الدموع اللاذعة ... كان الطفل الذي هو انا اكثر من ايّ شيء آخر ! يدرك مدى هول الورطه التي مابرحت تفتك بأبيه... والتي كانت تجرّهم بإناة صوب عتبة اليأس والعوز .. لا احد يعلم كيف ومتى صادفها او تعرّف اليها ..؟ وكيف اهتدى ! إلى عشقه المجنون العجيب ! ..لا احد يستطيع ان يؤكد ذلك ... جل ما يعرفونه إنّها تنتسب او تنتمي إلى إلى إحدى الأسر الغجرية وذات جمال مدهش لا يضاهى !! ّّ..هذا على حد زعم اغلب الرواة من معارف او ندماء والده او أبي لا فرق ، ممن كانوا يرونهم في تلك الأيام ..عدا ذلك لم يكونوا يعلمون شيئا ..حتى كان يوم اكتشفوا فيه غيابه الطويل ..... كانت هذه هي المرة الأولى التي طال فيها غيابه ...فلم يعد يراه الطفل الذي هو انا !!! او يسمع عنه . غاب والطفل لم يبلغ الحلم ..فاطاح الغياب المروع بكامل اركان احلام العائلة التي شرعت نوافذها على الفور لرياح العوز ..كان الطفل الذي كنته بالكاد يتسلّق جدار المراهقة الأولى لما فوجىء بافواه [ اخوانه ] الصغار مفتوحة على سعتها على افق قاتم مقفر من العوز والوجع والبكاء ..يتمرغون باوحال الخوف واليأس ...فاشتغل الطفل حمالا في علوة الخضار .. بات ينؤ عوده الطري في وقت مبكّر باثقال من الخيبات والأوجاع والأحمال .. حالما يعود في أول المساء يهج عليه الصغار مسلّحين بالفاقه والأنتظار ..يهجمون بكامل جوعهم وصراخهم لأحراز ما تجود به يد الطفل الذي كنته ..والذي بات مراهقا في أيامه الأولى ... كانوا يصرخون بأيديهم المشرعه في الهواء والفراغ ..يشكون بدموعهم واحشائهم الخاوية ..والطفل او المراهق او انا لا فرق فجميعهم سيشكّلون لاحقا ملامح الجندي المعاق ..او يمشون في الطريق اليه ..،كان يردّد ساخطا متبرما : بماذا املاء احشائهم يا إلهي ... كانوا عبارة عن بطون خاوية . كانوا عبارة عن بطون فارغة خاوية يشغلها الفراغ والماء والوجع ..الفراغ الذي حشاه بعجين النخالة والتمر الرخيص والماء والهواء .. بيد انهم ما انفكوا يصرخون يطالبون بالمزيد ...فبماذا احشو بطونهم ..أأحشوها بالشتائم والصفعات والبكاء ...؟
***** ***** ***** *****
كانت صورة الجندي المعاق او زوجي لا فرق على الحائط .. تمسك بالغبار بالغبار الملتم عند اطرافها ..كما لو تتهيأ للأنطمار والنسيان ...كان بموازاة الصورة ، تحتها من الجهة المقابلة يقف [ م ] يتفرس الصورة...فخامرها احساس مبهم ، كأن الجندي المعطوب المعاق سيخرج من اعماق الصورة بكامل قدميّه بكامل ساقيّه .. ! خيّل اليها أنّ الحنديّ يتحدث اليها من تحت المرتفعات الثلجية ينظر عبر الضباب المنكمش عند اطراف القمم البيض المحاذية لإطار الصورة ................... ترى كم من الجنود تركوا وجوههم معلّقة في الصورة ورحلوا بقسوة وصمت ...... بماذا كان يفكّر الجندي لحظة التصوير ...... اللحظة المجتزءة من زمن سوف يتجمد على الحيطان .. يتحنّط في الورق ..هل كان الجندي المعاق يبتسم للكاميرا ..قبل ان تلتقط العدسة وجهه ..لتطبعه فيما بعد على جدار الزمن ............... كان [ م ] قد اشاح نظره ناحيتي .. لمحت في عينيه نداء مكبوت يشّع من الفصين السوداوين .. نداء ينضح شبقا ورغبة موارّة راحت تنتشر على وجهه ........... ولكن صوتا ضعيفا كان ينبجس من الصورة ..!! فيقمع تلك الرغبة !! او هكذا يخيّل ليّ .. كنت واقفة جوار [ م ] امسك بيده السائبة الرخية ..وهو يلتفت .وهو يلتفت بين آن وأخر إلى الجنديّ الداخل في الصورة ........فأضحى تنفسه ثقيلا ، احس زفيره حارا يلفح يدي عبر هواء لزج ....كما لو انّه يخوض اشتباك عاصف مع الجندي ..فأنزلقت يدي برفق وطوحت في الفراغ ..ووجدتني كأنني انهار ..اتدهور على مهل ..وانا ارى إلى زوجي يمرّ عبر الصورة ..يخطو بكامل قدميّه ..كأنه يخرج من الصوره ماشيا ..فاسمع وقع اقدامه يرج اركان الغرفة ... فكأن الحرب لم تمرّر خرابها على قدميّه ! ..... كأنّه يمرّ بمحاذاة [ م ] بكامل خطواته الرشيقة ......... يعبر بها جسورا من الخراب ..الخراب الذي ألّم به ......... كان [ م ] قد اندمج مع الصورة في انجذاب متوال..وعبر المرتفعات الثلجية وسبر حياة الجندي القديمة خلال ذهنه ..كما لو ان الخيط الراعش في مخيّلتي __ خيط التخيّل __ أنسل الى مخيلّته ............ قلت اخاطب [ م ] __ : الا تحتاج شيئا ساخنا ...ساعد لك شايا ..، قال __ : كلا ..لست بحاجة لشيء ..واضاف : أ تتألمين من أجله ..قلت __ : منْ ... زوجي ...ظننت إنك غادرت تلك الأسئلة ..واضفت : زوجي بات محض حطام ...او اقرب ما يكون الى شيء تالف ..معطوب ... لم اعد اكترث به ... قال __ : وهل يعلم بما يدور او يحدث بيننا ..قلت __ : كيف لا يعلم ..! انه يعرف ادق التفاصيل ! عن ما يجري بيننا على السرير !! بيد انّه لا يستطيع انّ يفعل شيئا .. أ تعرف لماذا ؟ لأنّه بحاجة إلى مكان يأويه على الأقل ..قال __: الا يشعر بالقرف ...الغضب ..الكرامة..وهو يرى إلى كل ذلك او يعرف كل ذلك ......... قلت __ : كلا ...ليس لديه خيار سوى الصمت ..أتعرف لماذا ؟ ..حتى لا يفقد الحجرة التي تأويه ! قال __ : وإلى متى ..... ونحن ماذا عنا ...أ نبقى معلقيّن نتأرجح على حبل الجندي ..على مصيره المجهول ..واضاف ، متى نتزوج ؟ قلت __ : وهل لديّ حلم آخر غير الأقتران بك .. قال __ : ولكن متى ..قلت __ : ألم تسمع ما قالت أمّي ..سوف تكنسه كما تفعل ذلك بالنفايات النفايات ..انه صار محض نفاية ..أمّي قالت سأكنسه مثلما اكنس الغبار والأشياء التافهة .أمّي قالت ، سأكنسه مثلما اكنس الغبار والأشياء التالفة ...قال __ : وماذا تنتظر ...لماذا لا تفعل ذلك الآن ..؟ .... احطت رأسه بذراعيّ .. قال __ : أين خالتي ..؟ ... قلت __ : ذهبت تستلم راتبها التقاعدي...، ثم جعلت اضغط خلال ذراعيّ على كتفه وعلى عنقه ... كان الضوء ينزلق ساطعا عبر النافذة المشرعة ، وانا اضغط خلال ثدييّ الطريّين على صدره ..فمال برأسه وطبع قبلّة طويلة امتص عبرها رحيق الشبق من شفتيّ ، وهو يمشط شعري باصابعه ويضغط على شفتيّ المطبقتين على فمه بشراهة ونهم وجوع ينضح شبقا مواّرا للغاية .. ثم جعل يمسح خلال شفتيّه على خديّ وعينيّ وينزلق متباطئا لاهثا اسفل عنقي فاحس بحرارة شفتيه وهما تلعقان حلمتيّ ............ وانا ارنو لأعلى ..ارتطمت عيناي بوجه زوجي ..كان يعاين عبر الصورة ، يرمقني بصمت لاذع عبر الصورة ...... فيما كانت يد [ م ] تندس برفق تحت ثيابي اعلى الصدر ..تطبق اصابعه على ثدي الرجراج اللينّ النافر ، يهصره في اطباقة حارة راعشة ...فاحس بتنمل يسري في بدني ..يتناسل إلى ارتعاشات تتوالى ........ فاتراجع ساندة رأسي الى الجدار ..قبالة الصورة تماما ..كلا ليس تماما ..فتتسعا عينا الجندي ..تنبثقا من الجدار ..تطلاّن من من اسفل المرتفعات الشاهقة ..من اسفل الثلوج ..من اسفل القمم ..تلوحان مشّعتين ..فأميل برأسي فيهوي الى الفراغ ...وقبالتي يقف الجندي المعاق او زوجي ..يقف في الصورة ..التي شغل مساحتها برمتها نور متألق ، ينفذ عبر النافذة المفتوح ..فيزداد لمعان عينيّه بريقا ..فاشعر باليد المدحوسة تحت ثيابي تزداد زحفا .... فتمرّ عبر ذاكرتي يد الجندي القديمة . فاشعر كما لو إنها هي التي تتحسس ثدييّ الآن ... فأرتد وانا اشعر على نحو غامض ..كأن تلك اليد جزءا حميما من ثدييّ . كأن تلك اليد جزءا حميما من ثدييّ...ولما اميل برأسي في استدارة كاملة ..اشعر برأس الجندي يدور او يستدير معي ... كأنه يخرج من متاهة ... وفم [م ] مازال يضغط ويرتشف من الواحة او الينابيع المتدفقة من مساحات ريانة من بدنّي ..يمرّر عطشه او فمه على النبع ..وسط ثدييّ فيلثمه ، فتمس بدني رعشة قديمة ..... تخترق حاجز ذكريات مكتظة بفيضان عارم من الشبق ..ذكريات تنبثق الآن من اعماق ظلام مساءات غاربة وتنشر رائحتها في فضاء الغرفة .... كأنها تتدفق من الحيطان او من اليد المتوارية في الصورة والتي راحت تغور في الشعر المسفوح تجوس كتفيّ ..كأنّها تتلمس آثارها الغاربة التي تركتها مطبوعة على اللحم الذي ما زال يخفق في ارتعاشات متصلة خفيّة .... ارتعاشات تنبجس من حرارة ملمس اليد الغائبة في الصورة ........ ومن العينين القديمتيّن الصارختين بذلك النداء الصاخب المفعم بالرغبة المتفجرة في التماعات الشفاه الرخيه ، ........... كانت يد [ م ] لما تزل تجوس المساحة الرجراجة ، اسفل ثدييّ . كأنها ذات اليد القديمة .. يد الجنديّ النابضة باللهفة والتي اتعّفر بحرارة ملمسها .. فيشتد التحامها باللحم اللدن ..لم تكن هناك مساحة لم تجوسها ..كانت ملتحمة في اتصال حميم بثدييّ... كأنها جزء من تكوين الثديين ............ فتندمجا يد الجندي ويد [ م ] في اشتباك ملتبس غامض .. فاترك رأسي يستكين بكامل احلامي الى الجدار ... حتى اجدني لم اعد اقوى على الوقوف ........ فافرش بدني على الارض اسفل الصورة ... اسفل العينين .... اسفل المرتفعات الثلجية ... فاحس بظلوعي تؤلمني
#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصل الرابع عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثالث عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثاني عشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الحادي عشر . من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل العاشر من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل التاسع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثامن من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل السابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل السادس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الخامس من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الرابع من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثالث من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الثاني من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
الفصل الاوّل من رواية مخطوطة : بقايا الجندي الطائر
-
محض رأي عابر
-
منظر من زاوية حادة
-
مراثي الامهات
-
في تلك الايام .. / مقطع
-
معا .. ومعا تماما في المعبد الحرام
-
إنهم يقتلون كلّ شيئ
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|