|
العنف عند فرانز فانون
منصور بختي دحمور
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 00:13
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
ترجمة فرانز فانون: ولد فرانز فانون عام 1925، في فور-دو-فرانس، بالمارتينيك، وسط عائلة برجوازية صغيرة له العديد من الاخوة ، وترعرع في تلك المستوطنة، انخرط بداية شبابه في صفوف القوى الديغولية، في اطار الفيلق الخامس الذي ضم المتطوعين من البحر الكاريبي، وهناك تولدت لديه ثقافة المقاومة وخلالها شعر بالتمييز العنصري إثر تسريحه مزودا بوسام صليب الحرب، من طرف الجنرال سالان، وكان ذلك الشيء الوحيد الذي جمعهما. في عام 1945، عاد الى ارض الوطن حيث حصل على شهادة التعليم الثانوي وفيها أخذ يتردد على إيميه سيزير، الذي كان يكن له إعجابا شديدا وكان سيزير آنذاك ينظر إلى المارتينيك كمقاطعة فرنسية. عاد إلى فرنسا لإتمام دراسته في الطب وفيها انهمك في المطالعة التي شملت الفلسفة، الأنثروبولوجيا، المسرح والطب النفسي، ومع أنه لم يكن يعلن الولاء لحزب معين أو جهة معينة إلا أنه كان يشارك في كل الحركات المعادية للاستعمار ، وساهم بنشرة دورية باسم تام تام موجهة الى طلاب المستعمرات الوافدين هناك. تعرف فانون على فرانسوا توكيل، الطبيب الاسباني المعادي للجنرال فرانكو، فشكلت معرفته به تحولا حاسما في حياته، سواء فيما يخص الطب النفسي، أو ما يخص آراءه والتزاماته، وهنا اتضحت لديه نقطة التقاطع بين ما هو جسدي وما هو نفسي وما هو تاريخي، ثم أصدر "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" سنة 1953، أكمل اختصاصه الطبي وعين في مستشفى البليدة للأمراض العصبية . مع انطلاق الشرارة الاولى لثورة التحرير الجزائرية انظم فانون الى صفوف جبهة التحرير الوطني، وحتى مع عمله في السلك الطبي كان شديد الانظباط فيها منفذا جميع المهام الموكلة إليه على أتمها، وكان أن تعرض لحادث كاد يودي بحياته أثناء قيامه باحدى تلك المهام بالمغرب، كما شارك في عدة مؤتمرات دولية في تونس وكوناكري، أديس أبابا، ليوبولدفيل، أوكرا وغيرها، معرفا بقضية الكفاح الجزائري ومدافعا عن شرعيته. تابع فانون نشاطيه الطبي والسياسي في الجزائر، وأصبح عضوا في هيئة تحرير المجاهد، الصحيفة الناطقة بلسان جبهة التحرير الوطني، فساهم فيها بحل النزاعات القائمة داخل هيكل الثورة بين سياسييها وعسكرييها جاعلا طموحه الاستقلال فقط دون غيره، الامر الذي عممه على كافة دول إفريقيا، إذ أنه سفير متجول بين غانا والكمرون وأنغولا ومالي، وكان سباقا الى فكرة امكانية تكوين حدات تنشط عبر الصحراء الكبرى تساهم في النشاط الثوري دفاعا عن استرداد سيادة الدول ومناصرة القضايا العادلة . في ديسمبر 1960، وبينما هو في تونس اكتشف فانون إصابته بمرض اللوكيميا حيث لم يعمر بعده اكثر من سنة ، إذ في السادس من ديسمبر وبعد أيام قلائل من إصدار كتابه معذبو الأرض ، توفي فانون سنة 1961 عن عمر يناهر الواحد والستين سنة، وكان قد ترك رسالة الى أصدقائه يطلب منهم دفنه في الجزائر في مقبرة للشهداء ، فووري التراب يوم 12 ديسمبر 1961 بعد الظهر، ومن ضمن من دفنه وفد من الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان على رأسهم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وممثلة عن الصليب الاحمر الدولي والصحفيان اليوغزلافيان بيتشار و لابيدوفيتش، وكانت المراسيم في ظروف جد صعبة في مقبرة سيفانة حوالي 600متر في أرض الجزائر من الحدود التونسية ثم أعيد دفنه في جوان 1965 بمقبرة الشهداء بعين الكرمة .
قراءة في مضمون الكتاب: تمحور الكتاب حول فكرة الثورة فكان فرانز فانون أن لخص مضمونه في الفصل الاول المعنون بـ في العنف، حيث راى أن محو الاستعمار عملية تاريخية فهو لا يتضح الا عند إدراك الحركة الصانعة للتاريخ التي كان يقول فانون عنها أنها تهب له شكله ومضمونه . من الواضح ان فرانز فانون قد أقام نظريته على بعض معطيات الوجودية والاشتراكية مع بعض النقد اذ وافق على أجزاء من هاتين الفلسفتين وخالف في كثير، ذلك انه اتخذ منهما منهجا اوصله الى نتائج معينة يرى من حلالها حقيقة الاستعمار ويفسر الكثير من الظواهر باتخاذ علم النفس العيادي آلية لتوضيح بعض المعالم، الا أنه اصطدم ببعض الرؤى الاشتراكية التي رآها قاصرة عن تفسير الواقع الاستعماري بحكم ما رآه ميدانيا في الجزائر، التي استشهد بها كثيرا وجعلها نموذجا حيا مقنعا وتجربة صادقة وحجة دامغة لبناء نظريته. ليس هناك من ينكر تأثر فرانز بالاشتراكية أو الماركسية إن صح التعبير خصوصا أن تلك الافكار كانت المسيطرة في ذلك العهد نتيجة القطبية الثنائية والصراع السياسي الخفي بين أكبر قوتين تحكمان العالم، وان تفسير فانون لعيناته التي اعتمدها في بناء نظريته جعلت منه يعتمد الفكر الاشتراكي، ليعطي تلك النظرية شرعية، كما يمكن أن نقول ان الفكر الاشتراكي المتمثل في نصرة القضايا العادلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها ودعم الطبقة العمالية البسيطة جعل فانون يفتح أمامه باب تفسير ظاهرة الاستعمار كما جعل من الاشتراكية ملاذا يتشبث به كل مقهور عانى ويلات الاستعمار. لقد فسر ماركس الظواهر الاجتماعية بالصراع الطبقي والمتمعن في نظرة فرانز فانون يرى أنه سار على درب مارس بعض الشيء فان تفسير الظاهرة الكولونيالية بجعلها صراعا طبقيا الا أنه ليس بالمفهوم الماركسي، ففانون استخدم مصطلحات أكثر دقة لتفسير الكولونيالية وراى من خلال ماركس الخطوط العريضة وخالفه في التفسير عند التعمق في القضايا ومن هنا راى فانون ان الماركسية لا تفسر الظاهرة الكولونيالية من كل زواياها كما ان مصطلحات ماركس قاصرة على أن تطال الدراسات النفسية للاستعمار وبهذا رأى أن النظرة الطبقية عند ماركس كانت اجتماعية اقتصادية عند الاشتراكية، وان مجال تمثلها هي ثنائية العبد والسيد، بينما الطبقية عند فانون كانت نفسية وفي بعض الأحيان اجتماعية تمثلها ثنائية المستعمِر والمستعمَر. يرى فانون أن محور الاستعمار عملية تاريخية لا يمكن أن يفهم أو يعقل أو يتضح الا بمقدار الحركة الصانعة للتاريخ لأن هذه الحركة هي التي تهب له شكله ومضمونه ومحور محو الاستعمار إنما يكون بين قوتين متعارضتين نتيجة ظرف معين يؤدي الى عنف تساعد في اشتعاله أدوات الهجوم والدفاع ، ويرى مالك بن نبي أن هناك كثيرين من فسروا هذه الظاهرة بصور مختلفة وعلى سبيل المثال هيجل الذي كان سباقا الى تفسير الظاهرة الاستعمارية حيث أرجع الاسباب التي تحكم كل حركة تاريخية او تغيير الى مبدأ التعارض الذي يتكون من قضية ونقيضها "فحينما تنشأ الحركة طبقا لهذه الاسباب المتعارضة فان غايتها تتمثل أمامه في صورة اندماج وتركيب محتوم" ، بينما الفكرة الماركسية فترجع طبيعة التعارض الى أسباب ذات طابع اقتصادي بحت وهذا ما جعل الماركسية قاصرة عن تفسير الظاهرة الكولونيالية. إن مفهوم محو الاستعمار هو تغيير للوجود وبذلك فهو من الامور التي تجعل من المتفرجين المسحوقين والمغلوبين على امورهم يعانون من فقدان ماهية هذا الوجود ومنه يتحولون الى "عناصر فعالة متميزة تدخل تيار التاريخ دخولا رائعا" وعلى هذه الاسباب ينتج ما يسميه فانون بالعنف الذي يرى من خلاله انه لا طريقة الى تحقيق محو الاستعمار بدونها. ويوضح سارتر راي فانون بقوله:"إنهم مرعبون، نعم ذلك لان الاعتداء الاستعماري في هذا الوقت الجديد يستبطن رعبا لدى المستعمرين ولا اريد بهذا الاشارة الى الخوف الذي يشعرون به امام وسائلنا الاضطهادية التي لا تنفذ فحسب بل كذالك الخوف الذي ياتيهم من هيجانه ، انهم محصورون بين سلاحنا المصوب نحوهم وتلك الدوافع المخيفة ورغبات القتل التي تتصاعد من اعماق القلوب وهم لا يستطيعون التعرف عليها لانها ليست في البداية عنفهم، بل عنفنا المنقلب الذي ينمو ويمزقهم" . ان العلاقة بين المستعمر والمستعمر لعاقة استغلال واهانة وازدراء وليس هناك تفاعل انساني انما علاقات السيطرة والخضوع وهي العلاقة التي جعلها سيزير تخضع لمعادلة: استدمار = تشييء . وان صح التعبير باستبدال مصطلح محو الاستعمار بمصطلح الثورة كون الثورة احدى السبل المؤدية الى محو الاستعمار فهي من وجهة نظر الانسان بذاته وبوضعه في مرحلة اجتماعية معينة يدرك فيها ان انسانيته مسحوقة مسلوبة وان ظروف المجتمع تمثل شكلا من اشكال الوضع اللاإنساني الذي يعيشه المجتمع ، فهذا يكون التمرد على الواقع المر الذي يفرض الحياة السحيقة، هذا ما يشكل لدى الفرد وعيا جماعيا يجعل منه فردا ذا اوضاع مماثلة لبني جنسه أو بيئته قد ترجع عواملها الى البنيان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي السائد"وهكذا تكون الثورة الاجتماعية نتيجة المنطقية لوعي الانسان ، وتحول ثورته الذاتية الى ثورة اجتماعية" . يرى فانون أن ما يجعل الطبقية بين المستعمر والمستعمر هو العسكري او المؤسسة العسكرية اذ يقف حائلا عن التواصل بين هذين الطرفين اللذين لن يتواصلا أبدا على حد رأي سارتر لاسباب عديدة اتفق عليها جملة دارسي الظاهرة الكولونيالية. يمثل العسكري (بمفهومه العام) سياج الامان بالنسبة للمستعمر بينما يمثل نظام الاضطهاد والمرجع القيم الذي يرجع اليه المستعمَر، ويذهب بنا فانون الى فكرة أخرى توضح تأثره بماركس ولو بنسبة ضئيلة كون أنه يرى في المجتمعات التي تنتمي الى الطراز الرأسمالي أن التعليم سواء كان دينيا أم علمانيا وتكوين المنعكسات الاخلاقية التي يأخذها الأبناء عن الآباء الشرف المثالي الذي يسند الى عمال يُمنحون الاوسمة بعد خمسين عاما أنفقوها في القيام بخدمات مخلصة ، وتشجيع حب الاتزان والتعقل، هذه الاشكال الجمالية لاحترام النظام القائم، تخلق حول المستغَل جوا من الخضوع والكبح يخففان عبء قوى الامن وهو يرى ان فئة ليست قليلة من أساتذة الاخلاق والموجهين والمظللين حسب راي فانون تقف حائلا بين المستغل والسلطة الحاكمة وهنا يظهر الفرق جليا فالمستعمر ينصح بالعصا حتى صار المستعمِر يحمل العنف الى بيت المستعمَر .
الخلفية الإيديولوجية لفرانز فانون: يجب الا ننسى أن فرانز فانون من جيل الخمسينات والستينات ومن بيئة مستعمرة عانت الظلم والعنصرية بجميع أنواعها، وكان لزاما على إنسان تلك الحقبة – بفعل ظروف المعيشة- أن يكون إنسانا ثوريا وهي النتيجة الحتمية التي لا هروب منها. إن الفكر الثوري ليس بجديد على جيل عانى ما عاناه جيل فانون ولا نقول هذا على ما يحصل في المارتينيك أو الجزائر فحسب بل يتعدى هذا الحدود الجغرافية إلى ما وراء الحدود الزمانية وهي –أي فكرة الثورة- القابلة للتبلور في أي حقبة كانت فيها الأسباب والظروف نفسها وبهذا كانت الثورة هي:"العلم الذي يوضع في الممارسة والتطبيق من أجل تغيير المجتمع تغييرا جذريا وشاملا، والانتقال به من مرحلة تطورية معينة إلى أخرى أكثر تقدما، الامر الذي يتيح للقوى الاجتماعية في هذا المجتمع أن تأخذ بيدها مقاليد الامور فتصنع الحياة الاكثر ملائمة وتمكينا لسعادة الانسان ورفاهيته، محققة بذلك خطوة على درب التقدم الانساني نحو مثله العليا التي ستظل دائما وأبدا زاخرة بالجديد الذي يغري بالتقدم ويستعصى على النفاد والتحقيق" . لقد كان تحليل فرانز فانون للمجتمع من خلال تحليل كتبه النظر إلى الواقع من حيث الحياة الاجتماعية التي رسمت طبقتين ألفت الثنائية (فوقي/دوني) والتي كانت واضحة المعالم من خلال "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" وكيف كان الزواج –على سبيل المثال لا الحصر- بالجنس الأبيض طموحا عند الإنسان الأسود ومن خلالها شرح العلاقة بين من شعر بالدونية ومن شعر بالفوقية وتوصل إلى أن المستعمِر – وعلى الرغم من كونه أقليا – لا يشعر مطلقا بالدونية. من المعروف أن إفريقية كانت ولازالت محل صراع الدول المتكالبة عليها من أوربا ومن خلال "بشرة سوداء أقنعة بيضاء" تتبين العلاقة بين مجتمعين يختلفان ثقافة وجنسا ما كون عند فانون ثنائية (الابيض/الاسود) التي لها علاقة مباشرة بثنائية (فوقي/دوني) حيث بين وأجاد في عرض القضية والتفصيل فيها في كتابه فأوضح بذلك مدى معاناة الإنسان الاسود من التمييز العنصري القائم في المستعمرات خصوصا وأن جزءا كبيرا من إفريقيا زنوج سود البشرة كما لا ننسى ان فانون من بلد ذي عرق زنجي وبهذا كان كتابه يعالج وقبل كل شيء مسألة بالغة الاهمية كانت بارزة في المارتينيك البلد الذي ينتمي إليه هذا المفكر وعليه فقد كان استخدام هذه الثنائية من منظور نفسي بحت. في الواقع لم تكن افريقيا تحوي العرق الزنجي فقط، فقد كان تعدد الاعراق فيها امرا بارزا خصوصا لما تحمله من خصائص مناخية وتضاريس عدة تستدعي تعدد العقليات والاعراق وأن عملية الاستعمار لم تكن على السود من افريقيا فحسب بل طالت البيض منها ، كما لم تقتصر على افريقيا فقط بل طالت امريكا وآسيا وهو الامر الذي تعدى ذلك إلى رؤية انسانية، حيث ان الاستعمار مسألة عالمية وعليه انتج فانون بذلك ثنائيبة (المستعمِر/المستعمَر) وهو ماتجلى في كتابه "معذبو الارض" حيث اوضح علاقة المستعمر بالمستعمر من منظور سياسي . هناك علاقة وثيقة بين هذه الثنائيات التي تمثل واقعا ثنائي المعالم اذ أن أوربا على سبيل المثال أو الانسان الاوربي مريض بفوقيته كونه مستعمرا أبيض وهو ما يوافق عند ماركس ما أسماه سيّدا والافريقي على سبيل المثال أو الانسان المغلوب على أمره مريض بدونيته التي تمثلت في سواده وضعفه الذي استدعى استعماره والسيطرة عليه وهو ما أسماه ماركس عبد، وهذا الامر هو الذي كون ثنائية (سيد/عبد) لنخرج بما يلي: - (سيد/عبد) = (الابيض/الاسود) = (المستعمِر/المستعمَر) ومن هنا كان من نظريات ماركس أن جُعلت أرضا خصبة للفكر الفانوني مع ان الماركسية قاصرة عن تفسير الظاهرة الكولونيالية خصوصا باعتبارها كون الانسان حيوانا اقتصاديا أكثر منه سياسيا . لقد كان الفكر الماركسي فكرا ثوريا بامتياز وقد قال أنجلز في ماركس:"كان ماركس ثوريا قبل اي شيء آخر...وكان الكفاح عنصره وقد كافح باندفاع واصرار ونجاح لا ينافسه في ذلك الا قليل" ، ثم سار على آثار كل الشيوعيين اذ يوصي ليوشاوتشي مناضلي حزبه فيقول:"من المهم جدا بالنسبة إلينا الا ننفصل أبدا عن النضال الثوري الجاري للجماهير، بل علينا أن نندمج فيه لندرس ونستجمع ونطبق الخبرة الثورية السالفة وهذا يعني انه علينا تثقيف انفسنا وتصليبها خلال النشاط العملي الثوري ذاك ان تثقيفنا الذاتي وتصليب انفسنا نقوم بهما في النهاية من اجل الشعب والنشاط العملي الثوري فقط" ، ومن هنا كان فانون ثوريا ماركسيا في شخصيته من خلال معذبو الارض حتى يعطي لثورته شرعية إديولوجية خصوصا لما عرف عن الماركسية من مناصرة القضايا العادلة وتبنيها حركات التحرر وحق تقرير مصائر الشعوب وبهذا نستطيع القول ان فانون وجد في الماركسية متنفسا يعبر فيه عن قضيته. خاتمة على الرغم من الظروف التي لن تكون مواتية للكثير منا استطاع فرانز فانون أن يجعل من الواقع مخبرا ومن الجزائريين والفرنسيين عينة لإثبات نظريته التي خرج بها عن التفسير التقليدي للظواهر الكولونيالية وتشخيص الحالة المرضية لكلا المستعمر والمستعمر مبينا بذلك عقدة كل طرف منهما وموضحا السبيل الحتمي الذي يسلكه المستعمر المغلوب على أمره لاسترجاع كرامته ورد اعتباره فيرى فانون أن العنف حتمية تاريخية لا مناص من الهروب منها ، وهي بذلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المـصــادر والمـراجــع 1. فرانز فانون، معذبو الأرض، ترجمة : سامي الدروبي وجمال الاتاسي، منشورات A N E P، الجزائر، ط.01، 2004 2. فرانز فانون، بشرة سوداء أقنعة بيضاء، تر.خليل أحمد خليل، منشورات A N E P، الجزائر،دط 3. الشاذلي بن جديد، مذكرات، دار القصبة، الجزائر، 2011، ج.01. 4. ليو شاو شي، المؤلفات المختارة، ترجمة: حنا عبود، دار دمشق للطباعة والنشر، دمشق،1975. 5. فاروق سعد، تراث الفكر السياسي قبل الأمير وبعده، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط.23، 1999. 6. محمد عمارة، الإسلام والثورة، دار الشروق، مصر، ط. 04، 2006. 7. مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، تر.عبد الصبور شاهين، دار الفكر، دمشق،ط.06، 2006 . 8. جون بول سارتر، أصوات مناهضة للاستعمار،تر.محمد معراجي، منشورات ANEP، الجزائر، دط،2007. 9. إيميه سيزير، خطاب حول الاستدمار،تر.ميشال سطوف، منشورات ANEP، الجزائر، دط،2007. 10. طيبة عبد الله، نظرية الثورة من ابن خلدون الى ماركس،المؤسسة الوطنية للدراسات والنشر، الطبعةالاولى ،بيروت، ط.01، 1979.
#منصور_بختي_دحمور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا أريدك
-
سأكتبك
-
قبر قصائدي
-
غدر القوافي
-
ما قولك يا أنا؟
-
في يومك الأول
-
إلى أستاذة
-
-دموع قافية-
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|