|
اوراق من المهجر 18
صلاح حسن رفو
(Salah)
الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 16:44
المحور:
كتابات ساخرة
اوراق من المهجر 18
استراحة مابين الشوطين
كانت توقعاتي لنتائج مباريات الدوري الالماني لكرة القدم في محلها وصحيحة في مقهى المراهنات في المدينة حتى نهاية الشوط الاول ، نشوة وفرحة الفوزالمؤقت دفعتني قبل الجلوس على الطاولة المقابلة لشاشات عرض المباريات الى طلب كأسا للبيرة . جالسني لحظتها شاب الماني لطيف الملامح وكان قد طلب المطلب ذاته ( بيرة نوعية فارشتاينه ) ، نظرته البريئة فضحته وكشفت بانه من النوع الفضولي ، وبالفعل قال على الفور بعد جلوسه بعدما ان راى شعري الاسود : اعتقد ان البيرة و" الدونر " تجعلان المرء سميناً . كلمة دونر تعني شاورما او الكص بالعراقي ويُعرف الاتراك في هذه البلاد بمحلاتهم الكثيرة للشاورما والفلافل ، والالمان يظنون للوهلة الاولى ان كل شخص ذو بشرة سمراء وشعر اسود بانه تركي لكون الاتراك كانوا من الاوائل الذين سكنوا هذه البلاد من الاجانب واكثرهم عددا الان . بكبرياء مفعم بالغرور اجبته : ياصديقي يجب ان تعرف بأن الشاورما اصلها عباسي واخذ العثمانيين الصنعة منهم ، والكباب كلمة ارامية قديمة ، والحالة ايضا مع الفلافل التي هي من المطبخ الفرعوني .
رد الشاب الالماني بأبتسامة : هذا يوضح بأنك لست تركياً ، فمن اية بلاد اتيت ؟
بحماسة مدعومة بالثقة _ نعم انا لست كذلك ، انا قادم من كوردستان ...هل تعرف شيء عن كوردستان ؟!
_في الحقيقة لا ، ولكن من اسمها اعتقد انها على حدود باكستان و افغانستان !!.
اشرب قليلا من البيرة مع خيبة امل : لا يا صديقي .. لم تصب الهدف ، انا من كوردستان العراق ...العراق …irak irak
_ اهااا ، انتم اصحاب حضارة عريقة ....ايران ...ايران ...iran …iran
لم اكن انوي ان اشرح له لحظتها عن حرب الثمانية سنوات وعمق الخلافات التي تفصلنا بطول الحدود الممتدة بيننا ، لذا نويت انا اوضح له بأختصار : نعم نحن اصحاب حضارة قديمة كجارتنا ايران ، لكن العراق دولة جارة لأيران وقد تكون الجيره هي السبب في التسمية المتشابهة لديكم .
_ اعتذر ياصديقي ان ازعجتك ، لكن الاغلبية هنا لا يفرقون بين الدولتين ، لكنني اعرف بعض التفاصيل الهامشية عن الدولتين ، مثالاً انا اعرف ان رئيسكم ملتحي .
_ اتفق معك... هذا صحيح ، ان رئيس حكومتنا لديه لحية خفيفة وهي علامة على الاسلام السياسي الذي يحكم البلاد بأنتخابات ديمقراطية .
_لا ...لا ياصديقي انا متأكد ان لديه لحية كثة وعمامة سوداء ، ولكن هل هو الرئيس الفعلي لبلادكم ام انه بروتوكولي كما هو حالة الرئيس لدينا ؟!.
تملكني اليأس تماما وحاولت ان انهي الحديث العقيم : اعتقد ان الشوط الثاني سيبدء ، دعنا نشاهد ما تبقى من المباراة . بعد انتهاء الشوط الثاني للمباريات كانت كل توقعاتي خاطئة وخاسرة ، سعيتُ للمغادرة وقد سارع شاب ذو بشرة سمراء داكنة وعضلات ذراعٍ ظاهرة ليجلس مكاني ، سأله الشاب الالماني على الفور : اعتقد ان عضلاتك ناتجة من كثرة ترويضك للاسود ( انهى الكلام بضحكة للملاطفة ).
_ لا ياهذا ، انا لست من افريقيا ، انا من البرازيل ...بلاد السامبا وكرة القدم .
_ اسف يا صديقي على الالتباس، البرازيل بلادٌ جميلة ونسائها فاتنات ، ولكن هل مازالت مشكلة جزرالفوكلاند بينكم وبين البريطانيين عالقة؟!.
لم اسمع رد الشاب البرازيلي لكوني كنت قد ابتعدت عن المقهى وجل تفكيري سؤال ٌواحدٌ يراودني : من هو ياترى الحاكم الفعلي لبلادي ؟! .
صلاح حسن رفو
#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)
Salah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خمسة قصص قصيرة جدا
-
اوراق من المهجر 17
-
اوراق من المهجر 16
-
اوراق من المهجر 15
-
اوراق من المهجر 14
-
اوراق من المهجر 13
-
اوراق من المهجر 12
-
حكايات من كري عزير
المزيد.....
-
رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 .
...
-
مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
-
“الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ
...
-
175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
-
عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط
...
-
-المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف
...
-
ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من
...
-
-رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
-
هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية
...
-
بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|