|
- أبطال - الساحة السياسية اليوم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 13:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستة أسابيع فقط ، تفصلنا عن الإنتخابات البرلمانية العراقية .. وهي الثالثة في العراق ( الديمقراطي ) الجديد !! . وعلامات التعجُب ضرورية ، لأن لا أحد فينا في الحقيقة ، مُقتنعٌ بهذا الشكل المُشّوَه للعملية السياسية الجارية منذ أحد عشر عاماً ، ولا الطريقة التي تُدار بها الأمور ، تحت يافطة " الديمقراطية " . فالطبقة المُهيمنة ، على السلطة ، فشلتْ في وضع لَبنات دولة مُؤسسات ، تنتهج فعلاً الطريق الديمقراطي الصحيح . لنُلقي نظرة على اللوحة السياسية العراقية ، منذ منتصف 2003 ، لمعرفة مَنْ كانَ في الواجهة حينذاك ، ومَنْ غاب ومَنْ صَمدَ ومَنْ من المتوقع ، ان يستمر في المرحلة القادمة : * الإحتلال الأمريكي ، مُمَثَلاً ب " بول بريمر " ومُستشاريهِ ، [[ عّينَ ]] في 13/7/2003 ، أعضاء مجلس الحُكم . من خمسة وعشرين شخصية ، تَمَ إختيارهم ، وِفق نصائح وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والدوائر الأمريكية المعنِية الأخرى . على أساس تمثيلهم لمُختلف مكونات الشعب العراقي ، قومياً ودينياً ومذهبياً وعشائرياً ومن ثُم سياسياً ! . على أمل أن يقود هؤلاء الخمسة والعشرين ، المرحلة الجديدة في العراق . والذين هُم : الشيعة : إبراهيم الجعفري / أحمد الجلبي / أحمد شياع / أياد علاوي / حميد مجيد / رجاء الخزاعي / عزالدين سالم / عبد العزيز الحكيم / عبد الكريم المحمداوي / محمد بحر العلوم / موفق الربيعي / وائل عبد اللطيف / عقيلة الهاشمي . السُنة : سمير الصميدعي / عدنان الباججي / غازي إلياور / محسن عبد الحميد / نصير الجادرجي . الكُرد : جلال الطالباني / دارا نور الدين / محمود عثمان / مسعود البارزاني / صلاح الدين محمد بهاء الدين . تركمان : سونكول جبوك مسيحيين " يونادم كنا وإذا كان " الشيعة " 13 عضواً ، فأن سبعةٌ منهم فقط ، كانوا منتمينَ صراحةً لأحزاب الإسلام السياسي الشيعية . بينما نستطيع القول ان أربعة آخرين ، يُمثلون بدرجةٍ أو بأخرى ، التيارات المدنية : حميد مجيد / شيوعي . أياد علاوي / حركة الوفاق . أحمد الجلبي / المؤتمر الوطني . وائل عبد اللطيف / مُستقل . وإمرأتَين : رجاء الخزاعي وعقيلة الهاشمي / قريبتان من الأحزاب الشيعية . بينما " السُنّة " ، أربعة أعضاء من التيارات المدنية إذا جازَ التعبير ، وعضو واحد / الحزب الإسلامي العراقي . كما " الكُرد " ، أربعة أعضاء مدنيين ، وعضو واحد / الإتحاد الإسلامي الكردستاني . أي ان الأمريكان ، إختاروا الأعضاء الخمسة والعشرين ، كما يلي : ثلاثة نساء أي 12% فقط . 13 شيعة أي 52% . 5 سُنة أي 20% . 5 كُرد أي 20% . تسعة أعضاء من الإسلام السياسي ( 7 شيعة / 1 سُني / 1 كردي سُني ) ، أي 36% . عضو مسيحي ، أي 4% . عضو تركماني ، أي 4% . .................................. * " عبد الزهرة عثمان ، المُلقَب ب عز الدين سالم ، أُغتيلَ حين كان رئيساً دَورِياً لمجلس الحُكم في 17/4/2004 . تحوم شكوكٌ ، حول مقتَل عزالدين سالم ، بإعتبار ذلك جزء من الصراعات الداخلية الشيعية ، حيث كان شخصية قوية ، ومُرشحاً مُحتملاً للعب أدوار هامة . * " عبد الكريم المحمداوي " ، الشهير ب ( أمير الأهوار ) .. والذي كانَ أسمه معروفاً على نطاقٍ واسع خلال الفترة الأولى من الإحتلال .. إلا أنه ثبت بعد ذلك ، انه مُجّرد فُقاعة ، تبخرتْ بلا ضجيج سريعاً ! . * " عقيلة الهاشمي " كانتْ إمرأة مُتمكنة ، ومشروعاً لقيادية مُحتَمَلة . إلا أنها أُغتيلتْ في 20/9/2003 . .................................. الخُلاصة : 1- أبرز شخصيتَين من الإسلام السياسي الشيعي ، في 2003 ، كانتا : عبدالعزيز الحكيم " بعد إغتيال شقيقه محمد باقر الحكيم " ، وإبراهيم الجعفري . وكانا يمثلان الخط الأول من القادة الشيعة . بينما ، لم يَكُن أسم ( نوري المالكي ) مُتداولاً في أوساط بريمر ومُستشاريه المُكلفين بتعيين أعضاء المجلس . إبراهيم الجعفري ، لم ينجح في إستثمار إختياره كرئيس للوزراء ، بعد الإنتخابات الأولى ، فبعد سنة واحدة ، لم يستطع السيطرة على الأوضاع وإهتزتْ صورته ، فإضطر للتنازل عن منصبه ل " نوري المالكي " . والمالكي أثبت خلال السنوات اللاحقة ، أنه أقوى وأكثر دهاءاً وقُدرةً على التعامُل مع الأزمات ، وبالتالي الإحتفاظ بالسُلطة ، حتى باللجوء الى وسائل غير ديمقراطية وعبر طُرقٍ مُلتوية . أما ( عبد العزيز الحكيم ) ، فبالإضافة الى مُعاناتهِ من الأمراض ، فأنه عجز عن مُجاراة ، غريمه " نوري المالكي " وخسرَ بعض مواقعهِ لصالح حزب الدعوة ، بل ان الذراع المُسلح السابق للمجلس الأعلى المتمثل بفيلق بدر ، وبعد ان تحَول الى مُنظمة ، إبتعد ، وصارَ أقرب الى المالكي منه الى المجلس الأعلى . واليوم يُحاول " عمار الحكيم " أن يُصلح ما أفسدهُ الدهر ، ومُحاولة خطف منصب رئاسة الوزراء من المالكي ، بعد الإنتخابات القادمة . أعتقد ان التيار الصدري ، ما زال يُعاني من التخبُط وإنتهازية مواقفه في السنوات الأخيرة ، وكذلك ، قلة تجربة زعيمه مقتدى الصدر ، العاجز عن مُجابهة أحابيل ومطبات فوضى السياسة العراقية . 2- في 2003 ، أقوى شخصيتَين شيعيتَين مدنيتَين ، كانتا : أحمد الجلبي وأياد علاوي . وكانتْ التوقعات ، أن يكون للجلبي دور رئيسي في العملية السياسية الجديدة . غير ان الأيام أثبتَتْ ، خطأ هذه التوقعات .. وان الرجُل وحزبه أي المؤتمر الوطني ، ليستْ لهم شعبية حقيقية في الشارع ، فإضمحلتْ آماله تدريجياً ، بحيث هرع الى طهران والى المراجع في النجف ، من أجل تبييض صفحتهِ وكسب التأييد .. لكن حتى هذه الخطوات ، لم تنقذه من مصير ( التهميش ) الذي وقع فيه ! . أما " أياد علاوي " ، فلم يفلح أيضاً ، في السنة التي كُلِفَ فيها برئاسة الوزارة ، في قراءة اللوحة السياسية ، أقليمياً ومحلياً ، بصورةٍ دقيقة .. فدفع ثمنَ ذلك غالياً فيما بعد .. فحتى بعد فوز إئتلافه بالأغلبية في 2010 ، إلا أنه لم يستطع تشكيل الحكومة .. حيث أنه كما يبدو ، كان يقود كياناً شاذاً : جسدٌ سُنّي برأسٍ شيعي ! . فعلى الرغم من ( مدنيتهِ وعلمانيته ) المُفترَضة ، فأنه لم يلقَ تأييداً حقيقياً من السُنّة ، وبالطبع رُفِضَ من الشيعة أيضاً . لقد فقد علاوي وحزبه الوفاق ، الكثير من قوته وشعبيته ، منذ 2003 لحد اليوم ، بحيث لم يبقَ له إلا القليل . 3- كانتْ العديد من التوقعات في 2003 ، تُشير الى ان الحزب الشيوعي العراقي ، سوف يكون له موقعٌ مهم في العراق الجديد ، بما يمتلك من تأريخ نضالي طويل ، وشعبية واسعة في معظم مناطق العراق . هذه التوقعات المتفائلة ، أثبتتْ عدم دقتها . فبالكاد إستطاع الحصول على مقعدَين في مجلس النواب في إنتخابات 2005 ، خسرهما في 2010 ، كما لم يحصل على أي وزارة في حكومة المالكي الثانية . 4- لو لم تنتكس صحة " جلال الطالباني " ، لكانَ الكُرد هُم الوحيدون ، المحتفظون بنفس القادة منذ 2003 . لكن غياب الطالباني عن الساحة ، جعلَ " مسعود البارزاني " ، ينفرد بهذه الصفة ! . فيكاد يكون الوحيد ، من القادة البارزين في مجلس الحُكم في 2003 ، وما زالَ في الخط الاول من الطبقة السياسية الحاكمة في العراق . 5- رغم إبتعاد السُنّة عموماً ، عن المُشاركة في العملية السياسية ، في البداية . إلا أنهم مُثِلوا في مجلس الحُكم ، بأربعة شخصيات مدنية : عدنان الباججي / حيث سبقتْهُ شهرته الدبلوماسية السابقة ، وكانَ يُؤمَل ان يكون لهُ دور كبير في العراق الجديد . إلا انه لم يحظَ بتأييدٍ كافٍ من أيٍ من الأطراف وحتى السُنيةِ منها ، فهُمِشَ الى ان غاب عن الساحة . نصير الجادرجي / الحامل لتأريخٍ سياسي ، حيث هو نجل كامل الجادرجي ، لكنه لم يفلح أيضاً ، في لم المؤيدين حوله ، وسط أجواء الفوضى والشَد الطائفي . غازي إلياور / من شيوخ العشائر من الصف الثاني ، قادتْه الصُدَف ان يكون في مجلس الحكم ، ومن ثُم رئيس جمهورية في الفترة الإنتقالية . غابَ بعد ذلك ، وكأنه لم يكن ! . سمير الصميدعي / مُنتهى طموحه كان ، ان يبتعد ويعمل في الخارج ، فأصبح سفيراً في الولايات المتحدة .. ثم إضمحلَ بعد ذلك . وعضو آخر / محسن عبد الحميد / رئيس الحزب الإسلامي العراقي . الذي أُسيئَتْ مُعاملته من بعض جنود الإحتلال الأمريكي ، في أواخر أيام مجلس الحُكم . إبتعد بعدها عن مواقع المسؤولية . 6- ظهرتْ شخصيات " سُنّية " عديدة ، منذ أواخر 2003 ، على الساحة السياسية العراقية ، مثل ، عدنان الدليمي / حاجم الحسني / خلف العليان / طارق الهاشمي / صالح المطلك / محمود المشهداني / أياد السامرائي / سليم الجبوري / رافع العيساوي ... وغيرهم . وسطعَ نجم العديد منهم ، ولكنه كانَ بريقاً مُؤقتاً ، سُرعان ما خبا وخفت . وفي المُقابِل .. ظهرَ " أسامة النجيفي " ، في 2004 ، من خلال فعاليات ومؤتمرات عشائرية في الموصل ، وكذلك إتصالاته مع بعض الأوساط التركية من خلال زياراته المتكررة .. فأصبح وزيراً للصناعة في الحكومة الإنتقالية .. وفي هذه الأثناء ، توثقتْ صلاته مع السفارة الأمريكية وكذلك مع تركيا والسعودية ، فشكلَ كياناً سياسيا للمشاركة في الإنتخابات .. وصعدتْ أسهمه تدريجياً ، من 2005 لغاية 2010 كناطِقٍ بإسم المُناهضين لتجربة وسياسة أقليم كردستان والمناوئين للفيدرالية . لكنهُ نُصِحَ كما يبدو ، مِنْ قِبَل أوساط تركية وأمريكية ، ان يتصالح مع الكُرد ويتفق معهم إستراتيجياً .. وبالمُقابِل سيُهَيأ ليكون أبرز مُمثلي السُنة في المرحلة المُقبلة ! . وبالفعل ، فمن المُرجح ، إذا جرتْ الإنتخابات في موعدها ، ان يكون النُجيفي ، أكبر الفائزين السُنّة ، ورُبما أقوى المُرشحين لمنصب رئيس الجمهورية القادم ! . ................................. يمكن القول ، ان أقوى الشحصيات الفاعلة على الساحة السياسية العراقية اليوم ، أي ( أبطال الساحة السياسية ) ، هُم : شيعياً : نوري المالكي . سُنِياً : أسامة النجيفي . كردياً : مسعود البارزاني . ويمكن القول أيضاً ، ان التأثيرات الخارجية على العملية السياسية وعلى نتائج الإنتخابات القادمة ، مازالتْ قوية الى درجة كبيرة .. وبالتسلسل وحسب درجة التأثير : إيرانياً / تُركياً / أمريكياً .
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة البارزاني الى ( وان ) ، بين مُؤيِدٍ ومُعارِض
-
أُذُن الحِمار
-
ماذا يفعلونَ في بغداد ؟
-
سيدتي .. لا أملكُ غير كلمات
-
إنتبهوا الى فَرق التوقيت
-
رُبَّ ضّارةٍ .. نافعة
-
إنترنيت يشتغل ب - الكباب - !
-
أحد أسباب أزمتنا المالية
-
- كِذبَة نيسان - والدعاية الإنتخابية
-
لا حَميرَ في أقليم كُردستان
-
أزمَة الرواتب في أقليم كردستان
-
قَبْلَ ... وبَعدَ
-
الإنتخابات .. إذا جَرَتْ
-
على هامش الأزمة المالية في الأقليم
-
همومٌ كُردستانية
-
أوضاعنا المُتأزمة
-
مَنْ س ( يلوكِلْنا ) بعد إنتخابات نيسان 2014 ؟
-
- لعبة - تشكيل حكومة الأقليم
-
- حركة التغيير - بحاجة الى بعض التغيير
-
أينَ حّقي ؟
المزيد.....
-
حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة -
...
-
-بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج
...
-
ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
-
الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة
...
-
أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك
...
-
في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف
...
-
الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية
...
-
ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
-
الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى
...
-
-الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|