أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة ..1991..18














المزيد.....

اوراق على رصيف الذاكرة ..1991..18


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ..18

بدأ قصف المدينة ليلا .. لقد جائوا !!.. كنت اذهب الى البيت ليلا لكي اتابع الاخبار ..احمل معي بطارية سيارة بعد ان اشحنها في المستشفى نهارا وهناك اربط الراديو عليها .!! اتابع اخبار الوطن الذي كان ولا يزال ساحة نزال الغرباء ووقود تلك النزالات ابناء العراق .. تصارع الاسكندر المقدوني مع ملك الفرس هنا... تركت قريش المدينة واقتتل أبناؤها هنا في الجمل وصفين والكوفة بعد حين .. تنازل بني العباس وبني أمية هنا.واستبدلت  مملكة أمية بمملكة العباس هنا ... في سلمان باك سقطت مملكة بني عثمان على يد طاوزند وألقت الحرب الكونية الاولى أوزارها هنا ...حراس البوابة الشرقية يذبحون نيابة عن اهل الودج والبعر والبعران في القادسية الثانية هنا وثمن كل رأس من اولاد الخايبة عشرة الاف دينار يدفعها شيوخ النفط ثم يكتشف رئيسنا الغالي في رسالته الشهيرة الى  الشيخ رف سنجاني بانهم قد خدعوا ودفعهم الاعداء الى نلك الحرب العبثية ..!! وسوف يغزو العم سام وبني صهيون ارض الرافدين انطلاقا من ارض نجد وقطر ولاحقا من الكويت وقطر مرورا بأجواء الجمهورية الاسلامية وعمان الهاشمية  وارض الكنانة وديار بكر العثمانية !!! 
ظلت المدفعية طول الليل تدك بقذائفها المدينة .. كنت واطفالي ننتظر الساعة التي تقع فيها احدى تلك القذائف على رؤوسنا .. تملكنا الرعب مع كل قذيفة تسقط وتهز جدران المنزل .. راحت اصوات تكسر زجاج النوافذ وتساقط آنية المطبخ  تترادف مع كل قذيفة تسقط حول بيتنا ومن كل الاتجاهات ! ثم رحنا شيئا فشيئا نعتاد بعد ان دب اليأس والاطمئنان القسري الى نفوسنا !! تصورت غداً حين يأتون يفتشون البيوت .. اه ... المذكرات !! منذ ( يوم النداء) .. توقعت حينها ان ناقوس النهاية قد بدأ !! وبدأ معه العد التنازلي للخراب !! أخذت اسجل لقائات ومؤتمرات السيد الرئيس وزياراته للمحافظة التاسعة عشر على أشرطة الفديو..!! وفي الراديو -المسجل كان الكاسيت حاضرا .. اخبار وتعليقات مونتكارلو والبي بي سي وصوت امريكا ... سجلت اغرب مقابلة مضحكة مبكية للعقيد القذافي حين صرح بأن ( الجماهير العربية ) سوف تهب و تحرق الدنيا ان حدث اعتداء على العراق!! .. أغاني واناشيد إذاعة صوت العراق الحر وتباشير فارسها ابراهيم الزبيدي وهو ينصح صدام بجمع حقائبه والرحيل ويبشر بعراق ديموقراطي حر سوف يلقي بكل كتب ماركس وعفلق في مزبلة التاريخ ...وسوف لن يقف العراقيون طوابيرا امام دوائر الأمن للحصول على جواز سفر انما ( وحسب ما قال الزبيدي ) سوف يأتيهم الجواز بالبريد المستعجل !!!.كتبت مذكراتي ساعة بساعة في الدفاتر وعلى أغلفة الاشعة البرتقالية بل حتى على علب سجائري حين لا تكون في اللحظة اوراق تحت اليد !! .. في تلك الليلة تخيلت ان الجنود سوف يجدونها ويغلفونني معها في زيارة أبدية لاحدى منتجعات الأمن العامة...!!  لم اعد اهتم بصوت القنابل !! حين اكملت حرقها خفت ان يجدوا مخلفات الحرق فيتهموني !! جمعت اعز ما املك من المذكرات المحروقة التي كانت ملؤها الشتائم والأشعار والتبشير بعالم جديد!!! وفتحت غطاء حوض المجاري والقيتها به ثم اعدت الغطاء ..تذكرت ...عام 1979.. قضاء الميمونة !!حين انفرطت الجبهة الوطنية وبدأت عمليات القنص الأمني !! لدى عودتي من المستشفى المجاور لبيتي الحكومي ،شاهدت دخانا يتصاعد من البيت صعدت مسرعا الى السطح ... عادت أمي تحرق كتبي !! ... كانت قد عودتني على تلك الفعالية حين تشعر بالخطر على ابنها الوحيد ..وكنت اناكدها مازحا وناسيا المي بفقدان كتبي واوراقي !! عام 1970 وفي احدى فورات السلطة  وغضبها على مناوئيها التقليدييين ، استغلت وجودي في الكلية حيث كنت طالبا ، عمدت المرحومة الى حفر حفرة في فناء منزلنا الحكومي في قضاء الحي ودفنت كل كتبي فيها بدون علمي وحين جئت في العطلة الربيعية وجدت ان الكتب قد أكلتها الارض !!.والآن قامت باحراقها : قلت لها مناكدا : سوف يرى جارنا ( ابو عماد ) الدخان ويعرف !! اصفر وجهها ثم قالت : لا يمه هذا حوش رجال وصديقك !! لكنها تناولت إبريقا وأطفأت النار .. في اليوم التالي اكتشفت انها أتت على كل كتبي ومجلاتي واوراقي وقامت بتقطيعها ثم خلطتها مع تراب سطح الدار الذي لم يكن مكسوا وعجنته بالماء ثم ساوته مع كساء السطح الطيني ..!!! انه الخوف المزمن !!

يتبع



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة اذار 1991 ..17
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة اذار 1991..16
- عشك السواجي
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ..15
- اوراق على رصيف الذاكرة .انتفاضة آذار 1991 14
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991 ..13
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..12
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..11
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991.. 10
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991. ..9
- اوراق على رصيف الذاكرة..1991..8
- اوراق على رصيف الذاكرة..انتفاضة آذار 1991..7
- خاطرة
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ..6
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 .. 5
- اوراق على رصيف الذاكرة .. انتفاضة آذار 1991 ...4
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 ...3
- اوراق على رصيف الذاكرة انتفاضة آذار 2
- اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991
- بلا عنوان


المزيد.....




- -لحظة نادرة وغير متوقعة-.. حديقة حيوان أمريكية ترحب بصغير “ا ...
- شاهد غرق جزيرة بورتوريكو في ظلام دامس
- الكشف عن سبب الوفاة الغامضة لميشيل تراختنبرغ بطلة مسلسل Goss ...
- قطاع غزة.. اندلاع حريق هائل في خان يونس
- موسكو تحذر طوكيو من عواقب خططها إجراء تدريبات عسكرية قرب الح ...
- الصين تسدّد ضربة موجِعة للولايات المتحدة عبر استخدام سلاح ال ...
- ميلوني تسافر إلى واشنطن - ما الذي يمكن أن تحققه من لقاء ترام ...
- ماذا قال زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي عن غزة ولبنان وسور ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 165 جنديا ودبابتين في كورسك خل ...
- فلاديمير بوتين يمنح عدة أوسمة لشخصيات سياسية وإعلامية روسية ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الجليلي - اوراق على رصيف الذاكرة ..1991..18