علي سيريني
الحوار المتمدن-العدد: 4396 - 2014 / 3 / 17 - 14:08
المحور:
الادب والفن
عملاقٌ نحيفٌ في دشداشة بيضاء
يستقبل ضيفه الصغير
على السجادة الحمراء
الضيف فأرٌ صغيرٌ في جيبه
يطلّ برأسه يميناً وشمالا
يخرج العملاقُ الفأرَ من جيبه
ماسكاً يده الصغيرة
يمشي معه
وقد أغدق عليه للإنقلاب مالا
يخجل الفأر
تستحي عيناه
لا يكاد يصدق حالا
يخطو الفأرُ مُـشـ "يرا"
آه مشيـــرا!
يزهو مبتسما في بزته العسكرية
منصوباً في بلاد النهر الطويل جنرالا
آه جنرالا!
يا جنرالا تعيش في الحُلم
منذ ربع قرنٍ
لكي تسطو على العرش
ولكي تزداد أكيالا
أدْخَلوا في "عقباك!" كل الجرائم
وأحمالاً أخرى ثقالا
لطـّـخوا يداك بالأحمر
حتى تكون مسئولاً عما اقترفه النذالى
سحبوك إلى أفخاخ الجرائم
وآلاف القطط خلفك تتوارى
لكي لا تُعرف غداً
حين تلد الثورة رجالا
حين يكون القضاء عدلا
والسياسة سجالا
وآلاف القوادين تهتف وراك:
"أنت الرئيس الأوحد
أنت المنقذ لا جدالا"!
تهتف بالوطنية
وجثث المواطنين تُجرف
من الميادين أزبالا
ستمرح في صناديق الذهب الخليجية بُرهةً
وستصبح رئيساً لا محالَ
تختفي في الجحور
تشكو انعزالا
قبل أن تقذفك القططُ جثةً
وقد أمسيت عليها وبالا
ستختمُ إن شاء اللهُ صفحتك
كما بدأت دجالا
17 مارس 2014
#علي_سيريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟