|
الدولار: حان الوقت لنسف البقرة الخضراء المقدسة
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 20:06
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
هل آن الأوان لنسف البقرة الخضراء المقدسة وهي في حقيقتها غير مقدسة علي الإطلاق، المعروفة باسم الدولار الأميركي؟
الإجابة - بالإيجاب وفورا - حملتها العديد من التقارير وآراء الخبراء الاقتصاديين من كافة أنحاء العالم، خاصة هؤلاء المتحررين أو الذين يحاولون التحرر من ربقة العبودية للإله الأميركي الملعون.
في ذلك يقول محمد أبو جاسم - الخبير الاقتصادي - أن الدولار الأمريكي، أصبح بوضعيته الراهنة، كسفينة عملاقة يعرف الكثير من ركابها، أنها ستغرق يوما وحتى أنهم يتداولون حول غرقها ولكنهم، لن يجرؤوا علي مغادرتها، ربما من منطلق استسلامهم لشعور زائف بأنها سيتم إنقاذها في أخر لحظة، كما حدث من قبل، وربما يقول كل منهم، أنها إن أوشكت على الغرق، فسوف يهرع إلى قارب النجاة، المشكلة، أن إذا حلت الكارثة وغرقت سفينة الدولار إلي الأبد، لن تكون هناك قوارب نجاة تكفي لإنقاذ الجميع.
وأضاف أن الولايات المتحدة مدينة للصين بنحو ثلاثة تريليون دولاراً، ومدينة بمبالغ أخري طائلة لأغلب دول الغرب، وحتى اليابان، وحتي روسيا، وبالمقابل يعيش الشعب الأميريكي وهم الرفاهية في حين أن حكومته قد ورطته في الديون حتي آذانه، وبحيث أصبح الأمل مفقودا في قدرة الحكومة الأميركية علي السداد بشكل شبه نهائي.
ألف دولار ميلادية
وفي إيضاح تمثيلي، لكي يدرك القارئ قيمة مبلغ "ترليون دولار" في وقتنا الحالي، بأنه يساوي إضافة ألف دولار مقابل كل دقيقة منذ ميلاد السيد المسيح عليه السلام وحتي الآن.
وبالتالي فإن دين أمريكا، البالغ الآن 17 ترليون، يعني أنه يساوي ما قيمته 268 دولارا لكل ثانية منذ ميلاد المسيح عليه السلام، ومن ثم فهم - أي الأميركيين - يحتاجون إلى مسيح ثان، لقضاء هذا القدر من الديون أو وإن لم يتوفر لهم مسيح آخر، فليعلنوا إفلاسهم، و يبدأوا من جديد، أي من نقطة الصفر!!
وحذر من أن هناك الكثير من الناس والدول، لازالوا يراهنون على الإقتصاد الأمريكي، رغما من كل ذلك والدليل أنه إلى حتي الآن، تستطيع الخزانة الفدرالية الأميركية أن تبيع سندات دولارية بقيمة مليارات الدولارات، بشكل يومي و مستمر، وبفائدة هزيلة.
البقرة الخضراء المقدسة
يأتي هذا في الوقت الذي تتواتر تقارير تشير إلي أن الولايات المتحدة لم تعد تملك حاليا إلا ما يساوي 500 مليار دولار من الذهب في خزانة البنك الفدرالي الأميركي، أي أن قيمة الذهب المخزن في "فورت نوكس" لا تساوي أكثر من 2.8 في المائة من الدين الأميركي، فيم تشير تقارير أخري إلي خوائها تماما من الذهب، هذا في الوقت الذي تجاوزت فيه قيمة الدين الأميركي 16 تريليونا، أي أن كل ما يقال أن أمريكا لا تزال تمتلكه من احتياطي ذهبي يعد تقريبا بلا قيمة، ومن ثم فمن الممكن أن يسقط الإقتصاد الأميركي ميتا بالسكتة الدولارية في أي لحظة....... وتساءل "أبو جاسم" : تري هل من الحصافة أن نسمح له بأن يجرنا جميعا معه إلى الهاوية؟
وواصل تساؤله الذي يجيب نفسه بنفسه ضمنا: ألا ترى معي ضرورة تجميع الجهود العربية من أجل توعية دولنا ورجال أعمالنا بالخطر المتمثل في الإعتماد على الدولار كعملة احتياط وعملة مبادلات وعملة لتقييم الإقتصاد في وقت نعلم فيه علم اليقين أن هذا الدولار لا قيمة له إلا تأليه الناس له وكأنه بقرة خضراء مقدسة؟
وفي تعليق منه علي مدي خطورة ارتباط انهيار سعر الدولار بالارتفاع الملحوظ أخيرا في أسعار الذهب المتواصل بقوة حاليا، قال أن أونصة الذهب تساوي الآن أقل من 2100 دولار، وإذا بلغت قيمتها 2500 دولارا للأونصة، فسيسقط الدولار في الهاوية، و لن يمكن لأحد إنقاذه، وإلي هذا الحين المرتقب سيستمر بالإنهيار لمدة سنة أو سنتين، وقد يصل سعره 5000 أو حتى 10000 مقابل أونصة الذهب، ما يعني أن الإنهيار الكامل سيكون من المرجح وقوعه عام 2015 أو قبلها بقليل - أي العام الحالي، ولكن الدولار لن ينهار وحده، بل سيجر معه كل العملات الأوروبية والخليجية وحتى الين الياباني.
أميركا .. ومن بعدها الطوفان
وفجر "أبو جاسم مفاجأة كبري، بتحذيره من إقدام الولايات المتحدة - انطلاقا من ثقتها في سقوط عملتها لا محالة - علي أن تقوم ببيع ما تبقي لديها من ذهب بأسعار عالية، ثم تتعمد العمل علي الهبط ببورصة الذهب الى مستوى سحيق، ثم تعود وتشتري الذهب بالسعر الهابط، وتستغل فوارق الأرباحها في سداد ديونها فتنجو هي ويغرق العالم أجمع!
ونصح "أبو جاسم" القائمين علي الاقتصاد في دول العالم ومواطني هذه الدول، بالتخلص مما في حوزتهم من دولار، واستبدال قيمته بالذهب والفضة، وخاصة الفضة لما لها من إستعمالات صناعية أكبر بكثير من الذهب، مشيرا إلي أن أسعار الفضة قد ترتفع نسبيا أكثر من الذهب إن حصل الإزدهار الإقتصادي في العالم وذلك علي الرغم من أن العكس - أي الانهيار الاقتصادي - هو الأرجح بشدة، خلال 3 سنوات علي الأكثر، وفي تلك اللحظة - لحظة سقوط الدولار إلي الأبد - سيكون الذهب أكثر إغراءً من الفضة.
** جدير بالذكر أن الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" كان قد كتب مقالا قبل سنوات قلائل، بعنوان "نهاية الدولار"، توقع فيه انهيار الدولار في مطلع 2018، مؤكدا أن قضية استبدال الدولار كعملة احتياط نقدي عالمي أصبحت تناقش علنا في اجتماعات الدول الثماني الكبرى ومجموعة العشرين الاقتصادية.
كما ذكر فيه أن دول مجلس التعاون الخليجي سبق وأن أجرت مباحثات سرية مع روسيا والصين واليابان وفرنسا لاستبدال الدولار بسلة عملات مكونة من الين واليوان واليورو وربما الدولار الكندي والفرنك السويسري في تسعير النفط، ما يعني محاولة الهروب من سجن "البترودولار"، وهي المحاولة التي راح ضحيتها "صدام حسين" حينما حاول اتخاذ ذات القرار منفردا فراح ضحية هذا القرار، ولو كان صدام حاكما عادلا وليس ديكتاتورا عادلا كما كان كغيره من الطغاة "الوطنيين"، فلربما كان قد تمكن - يدا بيد مع شعبه - من مواجهة طوفان الغضب الماسوني، أو عاصفة الصحراء الأميركية، التي أعادت العراق إلي العصور الوسطي....... (فهل من متعظ؟؟؟).
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 9 )
-
حسن حمدي “من” وزير دفاع الأهلي “إلي” متهم بسرقة الأهرام ..(2
...
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 8 )
-
صفعة راهبات معلولا لعبيد الاتحاد الأوروبي ودعاة النيتو
-
العدو يدس السم في -إشادة- موسادية بالجيش المصري
-
الربيع الكاذب ...... بالفيديو
-
هل يرد السيسي الجميل لبوتين؟
-
حسن حمدي -من- وزير دفاع الأهلي -إلي- متهم بسرقة الأهرام
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 7 )
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 6 )
-
واحد سحلب علي حساب المعلم محلب!!!
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 5 )
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 4 )
-
صندوق النقد الصهيوماسوني سيفتقد الببلاوي!
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 3 )
-
عمرو عبد الرحمن ل-النيل الدولية-: انتصرنا علي أمريكا في معرك
...
-
رسالة إلي امرأة قبطية
-
المخابرات الماسونية قتلت رضا هلال
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 2 )
-
السيسي: الشهيد الحي ... ( 1 )
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|