أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - لن يغتالوا محمود درويش ..!














المزيد.....

لن يغتالوا محمود درويش ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 16:46
المحور: الادب والفن
    



أقدمت لجنة المطبوعات في معرض الرياض الدولي للكتاب على سحب جميع أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل ، عاشق فلسطين وبلبلها الغريد ، محمود درويش ، من جناح دار" الريس " وإيقاف بيعها بعد اعتراض عدد من الشباب المحتسبين على ما وصفوه بعبارات كفرية في ثنايا نصوصه ، واعتبارها من مصنفات ما يسمى "الإلحاد الفكري " ..!
ومن المفارقات أن يأتي هذا المنع في ذكرى ميلاد شاعر الأرض والوطن والثورة والإنسان ، ونبي الغضب والرفض والتراب الفلسطيني محمود درويش ، التي تصادف مع تفتح اللوز في آذار .
إن منع أعمال درويش يمس بحرية الفكر والتعبير والإبداع ، وهي خطوة ظلامية قمعية تشكل تقليصاً لهامش الحرية ، وتعيد إلى أذهاننا عصور الإظلام الشديدة في التاريخ العربي الإسلامي وحرق كتب الفيلسوف القرطبي ابن رشد ، وتذكرنا بمحاكم التفتيش وممارسات الكبت والقمع ضد العلم والتقدم وثقافة الإصلاح والتنوير والعقل ومحاكمات المفكرين والعلماء واتهامهم بالهرطقة .
لا جدال أن المنع هي حالة وظاهرة قائمة في المجتمعات الثقافية ، ومسلسل مصادرة الكتب وروائع الفكر والأدب لم يصل إلى نهايته ، وبين حين وآخر تفاجأ الأوساط الأدبية والثقافية بمصادرة أو منع كتاب تنويري أو رواية ذات بعد عقلاني وتوجه تنويري تقدمي . ولم يتوقف الأمر على المصادرة كما حدث مع كتاب "الشعر الجاهلي" لعميد الأدب العربي طه حسين ، ورواية الكاتب السوري حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر " والأعمال الكاملة للشاعر إبراهيم نصراللـه وديوان "شجري أعلى أوراق" للشاعر الاردني موسى حوامدة وسواها الكثير ، بل وصل الأمر إلى حد إحراق الكتب كما فعل الناشر المصري المعروف محمد مدبولي مع كتب الطبيبة المصرية د. نوال السعداوي .
لا يمكن قتل الأفكار وحجب الأشعار بالقمع ، ولا تستطيع أي مؤسسة رقابية المساس بحرية الفكر ، ومصادرة حق الإنسان الطبيعي في التفكير ، وتحويل مخزونه العقلي إلى مخزون ورقي في متناول بين أيدي الناس . فالكبت والمنع لا يمكن أن يصادر الرأي والموقف ويغتال الإبداع الراقي الأصيل والحقيقي ، بل يزيده قوة وعنفواناً وانتشاراً واسعاً .
إننا أمام سابقة خطيرة وعودة حقيقية لمحاكم التفتيش ، وهذا بالضبط ما يجب أن يقلقنا ، وعلينا كمبدعين ومفكرين ومثقفين رفض الوصاية التي تمارس على عقولنا وأذهاننا باسم الدين والمحرّم . ومع استنكارنا وإدانتنا الشديدة لقرار منع أعمال درويش في معرض الكتاب في الرياض ورفضنا له ، والذي يلقى موجة من الاستنكار والغضب في الوسط الثقافي والشعبي العربي ، فإن المثقفين مطالبون بالتصدي ومواجهة جميع أنواع وأشكال الحجب والمصادرة بكل الطرق والوسائل ، ويجب أن تلغى جميع أشكال الرقابة على الفكر والأدب والتعبير ، والرد على الفكر بالفكر ، والبرهان بالبرهان ، وليس بالمصادرة والسحب والمنع ، فكرامة الإنسان هي في حرية فكره وموقفه ، وكفى تكميماً للأفواه وتسيداً لأفكار الجهل والظلام والتكفير . إن هذه الممارسات هي اهانة لثقافتنا ورموزها ، وتكرس إفلاسنا الثقافي والحضاري في عالم لا تنهض فيه المجتمعات إلا بالحرية والديمقراطية ، وإن الإصرار على فرض الرقابة المستبدة لا يمنحنا سوى المزيد من التخلف المعرفي والاجتماعي .
وإذا كانوا منعوا وسحبوا أعمال وروائع درويش من أجنحة المعرض ، فلا يمكنهم محاصرة مصادرة صوت نقي وروح صافية وإبداع ثوري كصوته وروحه وقصيدته ، وسيبقى درويش الشاعر المضيء ، وزارع الأمل والتفاؤل الثوري في قلوب المقاتلين المنافحين والمدافعين عن قضايا الوطن والحرية والعروبة والإنسان الفلسطيني ، وسنظل نردد ونهتف معه :
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ، وانصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على صدوركم باقون
- إصدار العدد (12) من مجلة الإصلاح الثقافية
- سحب السفراء والصراع بين السعودية وقطر
- رشيد حاج عبد على دروب الشعر/ قراءة في ديوانه الأول -حلم ليلة ...
- نظرة في السياسة الإسرائيلية تجاه المسألة الفلسطينية وعبثية ا ...
- يحاكمون الشيح رائد صلاح من جديد ..!
- مرحباً بأيقونة النضال جميلة بوحيرد
- -أبو عرب- صوت الثورة وشاعر المخيم والحنين الفلسطيني يرحل عنا ...
- ليس رداً على بيان الجركة الإسلامية ضد -الشبيحة-..!
- الانتخابات البرلمانية العراقية والبديل القادم
- بقعة ضوء على قانون فصل المسيحيين ..!
- الدور الروسي الجديد في الشرق الأوسط
- المصالحة الوطنية الفلسطينية هل هي حقيقة أم سراب..؟!
- الراهن الفلسطيني والتحدي المطلوب
- - حادي المسيرة - كراس لذكرى المناضل الراحل محمد عبد الكريم م ...
- هل تراجع السيسي فعلاً عن الترشح للرئاسة ..؟!
- السؤال الآن : ماذا بعد جنيف (2) ..؟!
- الإرهاب التكفيري في لبنان
- احتفالية الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى التأسيس ، ودور مجلة - ...
- الشاعر صادق صبيحات في ديوانه -الأخوين الشهيدين باسم وحسين صب ...


المزيد.....




- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - لن يغتالوا محمود درويش ..!