|
على خطى سلفيه جمال وصدام المالكي يلوّح بصواريخ -ارض - ارض- لحسم الانتخابات
محمد العمشاني
الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 03:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إشاعة قطع الحصة التموينية، عمن لا ينتخب نوري المالكي، وأن البطاقة الإنتخابية ستضم الى رباعية صدام"هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن" في ترويج اية معاملة، ضغط على المواطن البسيط، لإرغامه على المشاركة، في انتخابات غير مقتنع بها؛ لأن كثيرين يرونها مجرد إضفاء شرعية على مجموعة من المفسدين، وأن الحكومة، المتمثلة بـ "دولة القانون" قادرة على تجيير اية بطاقة الكترونية، لصالحها، سواء شارك حاملها في الاقتراع ام لم يشارك، وسواء انتخب المالكي أم لم ينتخبه... ... يعني نية التزوير موجودة، على أهبة التنفيذ، فقط مطلوب من المواطن استصدار بطاقة؛ لذا تنشر الاشاعات بشأن بيعها.. و"دولة القانون" تشتريها فعلا! زكمت انفاس المواطن العراقي، رائحة طبخة نتنة، تنضج على نار مستعرة، لا هدوء لها.. تلهب الشعب، حريقا لاحبا يندفع بهستيريا، صوب الفوز بالانتخابات، ولو أحرق العراق بنار، كما فعل سلفه الطاغية المقبور صدام حسين.. "لو أفوز لو..." وسواها صدام ترابا، قبله، مستميتا في التمسك بالسلطة التي ذاق حلاوتها.
المستمسك الخامس إشاعات تنشر من قبلهم، لكن إذا جوبه رئيس القائمة.. المالكي، بها تنصل؛ متنكرا لإتفاقه مع مطلقيها، مهما كانوا وثيقي الارتباط معه "منه وبه". تنشر عمدا، وسط البسطاء لإخافتهم؛ كي ينتخبوا المالكي مباشرة، او يشاركون في الاقتراع، لتزور النتائج مهما كان خيارهم، المهمش على حافة الديمقراطية. فاشاعة اعتماد البطاقة الانتخابية مستمسكا خامسا في مراجعة الدوائر الرسمية؛ تؤكد انها عملية استحواذ على صوت المواطن، سواء أشاء ان يشارك ام لم يشارك؛ المهم حشر عدد امام الرأي العام العالمي، كي لا يعرف ان الشعب العراقي محبط.. غير متحمس للمشاركة، في الاقتراع ضمن انتخابات تضع ثرواته تحت تصرف مفسدين.
تلك هي العلة هذه الاشاعات، وسواها، تسعى لحث المواطن على كسر القطيعة؛ للمشاركة في الانتخابات، كنوع من تزكية لأداء الحكومة، خلال الدورتين السابقين، اللتين استنزفتا العراق مالا ودماء تفوقان عشرات الحروب. شعر المواطن بنفسه مستغفلا، منذ التصويت على الدستور، في العام 2005، الذي جاء بمثل هؤلاء، مرورا بدورتين يصر بعدهما المالكي على حشد أكبر ما يمكن الى صناديق الاقتراع؛ لأنه ضامن تزويرها، وبغير التزوير لن يفوز.. بل ولم يفز؛ لكنه أستأثر برئاسة الوزراء، من خلال أيقافه الحياة "لو ألعب لو أخرب الملعب" فـ "رق" اياد علاوي صاحب الاستحقاق الانتخابي، لحال الناس؛ متخليا عنه للمالكي، الذي جر على شعبه أزمات لا تقل عن سلفيه جمال عبد الناصر، في مصر، وصدام حسين في العراق.. تخبطات تقامر بمصير شعب، من اجل نزوة شخص، يوهن الشعب؛ كي يستقوي عليه.
لنكولن آثر علاوي الشعب على نفسه، وأحتكر المالكي رفاه الشعب لنفسه، فشتان ما بين وبين، من دون ان يبالي بغير "أنا ومن بعدي الطوفان" نظير قصص الايثار الكونية، ومنها ابراهام لنكولن، الذي حرر العبيد في امريكا، عام 1863 واوقف الحرب الاهلية، بين الشمال والجنوب، في العام التالي عليه، بعدها لم يرشح لولاية ثالثة، التزاما بحدود الدستور الامريكي، لكن الشعب، خط اسمه على الاستمارات؛ فطلع عليهم شاكر: "لا تدمروا دستورا كتبناه بدمائنا" خشية ان يستغل ذلك، من بعده، في صنع ديكتاتوريات، تتمسك بالحكم، إسوة به. اين المالكي من لنكولن، وهو يحول الممارسة الديمقراطية في تداول ادارة الدولة، الى سلطة بمعنى ديكتاتورية الديمقراطية الالزامية التي تجر الشعب من قرنيه، كالتيس، لانتخاب شخص واحد، من دون منافس مدى الحياة، في حلقات انتخابية كوميدية، حد الاسفاف المزري.. مهزلة تتكرر كل خمس او سبع سنوات؛ تنصب خلالها كرنفالات لأعادة انتخاب "القائد الضرورة".
بهاء مفقود كل ما لوح به المالكي من اعتماد البطاقة الالكترونية مستمسكا خامسا، وقطع الحصة، وسواها من اشاعات، لا يستطيع احد نسبتها اليه، مع علم الجميع، بان دهاته صانعوها؛ لشعب تعود على إرهاب الدولة، منذ صدام يوم خسر كل شيء، واستعاده بصواريخ "ارض – ارض" سحقت الجنوب والشمال، وفعلها جمال بشعبه ايضا، في اعقاب هزيمة 1967؛ ملزما المصريين بالتظاهر ملء الشوارع، مطالبين بمكوثه.. طاغية على عرش مهزوز امام العدو.. صلب بوجه الشعب الواهن القوى؛ جراء الحروب الجوع. التاريخ يعيد نفسه؛ فالمالكي يأتمر بما تقرره دول اقليمية، وأخرى تعامله باحتقار مهين.. يمسخ من ورائه هيبة العراق.. من الداخل والخارج، لا يعنيه الدمار الذي حاق بالوطن مهترئا، في ظل إهماله الدولة، وعنايته بالتستر على فساد "جماعته" وتلفيق تهم محبوكة، لمن يقول له : "على عينك حاجب". وهذا ما كان صدام وجمال يفعلانه.. العناية بالذات وإهمال الدولة ومن يدعوهما الى منطق العدل، يلفقان له قصة قاتلة، تضعه تحت طائلة حكم قانون يفترضانه، ويلزمان القضاء به، عنوة. وكلاهما جر على شعبه انهيارا، يحتاج عقودا من السنين، وجهودا مضنية، للتماسك بعده، مستعيدا بهاءه المفقود، الامر الذي يسير عليه المالكي ناحرا العراق قربانا لنزوات تشكل امتدادا لسلفيه الغابرين.. جمال وصدام.
#محمد_العمشاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانبار تنزف في مغارة المالكي كف إرهابك عن شعبك ثم أقم مؤتمر
...
-
ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم المالكي يغسل الفساد بدم الحسين
-
صدام دمر ثلث الدولة والمالكي أجهز على الثلثين المتبقيين
-
قلنا للمالكي ف -غلس- ونتمنى على علاوي الا...
-
قسمة غرماء.. ليت علاوي ما زال جادا 11 عاما ولم ترتوِ شهوة ال
...
-
الكهرباء لا تنقطع قبل الانتخابات بعدها يجف سريان التيار في ا
...
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|