أسبوع الآم الثقافه المصريه .

احمد العتر

الحوار المتمدن-العدد: 4394 - 2014 / 3 / 15 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تلقت الثقافه المصريه هذا الاسبوع ثلاث ضربات فى جدار حريه الفن والابداع واستقلالهما ... ذلك الجدار الذى شيد منذ ان بدأ المصري بالتعبير عن رايه بالكتابه واستمر حتى اليوم بالدم والعرق والسجن والتنكيل ..حتى قامت ثوره يناير المجيده وتوابعها واتى دستور 2014 المعدل ليقنن ما حاربت اجيال من اجله بمنع عقوبات الحبس فى قضايا الرأى ومنع المصادره الا بحكم قضائى وغيرها من مواد الحريه فى الابداع اللتى اكتشفنا للاسف انها لازالت مجرد حبر على ورق ...
بدأنا هذا الاسبوع الحزين على الفن والثقافه المصريه بخبر تاييد الحكم بالحبس 5 سنوات على القاص كرم صابر بسبب ماعتبرته المحكمه تجديفا وتساولات غير مبرره وردت على لسان ابطال مجموعته القصصيه( اين الله ) !!
انا مع حق كل مبدع فى ممارسه ابداعه بحريه تامه ولجماهير المتلقيين الحكم على الابداع وليس للقضاء او لمحاكم التفتيش على النوايا ومبدا الحسبه المقيت الذى اظننا انه انتهى بصدور الدستور الذى يعتبر القانون الاعلى للبلاد ...
واعترض وبشده على حكم الحبس المشدد والمبالغ فيه اذ قارناه باحكام صدرت فى حق بعض الاخوان الارهابيين اللذذين تورطوا فى جرائم حرق وارهاب وو نرى ان الحبس والمنع والمصادره يقوى الفكره ويعمل على زياده انتشارها ولا يكون الحكم فى هذه الحاله الا عارا على دوله قيدت حريه كاتب الا انها ساهمت بتعنتها على نشر فكره التى ارتات انه خطر على المجتمع فاذا بها تنشره لكل المجتمع بمبدأ (الممنوع مرغوب ) ونربأ على الدوله التى تريد ان تقوم على مبادىء الثوره ان تقوم على نسف احد مبادئها وهو الحريه .
وماكاد الكاتب يستقر بسجنه حتى فوجئنا بقرار الازهر والكنيسه بمنع عرض فيلم نوح فى مصر رغم موافقه الرقابه عليه ورغم سوابق فى عرض افلام ومسلسسلات تتحدث عن الانبياء والصحابه وتم تصويرهم فيها كافلام الام المسيح وابن الله ومسلسلات يوسف الصديق وعمر بن الخطاب ..
انها ليست مساله منع تجسيد الانبياء او للصحابه ولكنها مساله (كيف يظهراليهود فى الفيلم ) فان ظهروا بمظهر قتله الانبياء كما فى فيلم الام المسيح اذن ليعرض الفيلم اما لو لم يكن لهم وجود كما فى فيلم نوح فيمنع الفيلم بدعاوى عفا عليها الزمن وانتهت بوجود مواقع الكترونيه ستجعل كل متلقى يشاهد الفيلم ونحب ان ننوه ان القادم ايضا هو فيلم (موسي ) وسيعرض قريباوسنشاهده ايضا رغم انف المتشددين فى الازهر والكنيسه ...
ان المنع اثر جدا فى صوره مصر السيئه اصلا فى مجال احترام حقوق الفن والابداع وكرس دورا للازهر والكنيسه يشبه ان لم يكن يطابق محاكم التفتيش فى اسبانيا ...وترك الازهر والكنيسه مهمتهما الاساسيه فى نشر الدين السمح ومواجهه افكار التطرف والارهاب لمواجهه المبدعين والابداع فى فشل واضح منها فى مواجه الارهاب وهروب من واقع فشلهم الى الاستقواء على المبدعين اللذين لايملكون الا افكارهم وتركوا من يعيثون فى البلاد فسادا باسلحتهم !!!
وبالامس وبعد ان قررت الدوله بعد توقف 33 عاما ان تحتفل بعيد الفن ارتكبت اكبر جريمه فى حق الفن والفنانين والجمهور بمنعها للمطرب الرائع محمد محسن صوت شباب الثوره ومغنى معظم اغانيها واغانى التراث الجميله بالكلمه القبيحه التى تعيدنا لعقود كنا نظن انها انتهت ...منع محمد محسن (لاسباب امنيه )
محمد محسن الذى غنا للثوره وللشهداء ومن تراثنا اجمل الاغنيات تم منعه لاسباب امنيه !!
انها ليست مخاوف من عوده الدوله الامنيه البوليسيه ... لقد عادت فعلا ...
ولا يوجد حل لدى مثقفى مصر ومبدعيها الا ان يتفقوا على مواجهه هذه الرده على الحريه باسم الدين مره وباسم الامن القومى مره وانا اقدم بعض الاقتراحات ككاتب ومثقف مصرى وكعضو فى لجنه ثقافه الشباب التابعه للمجلس الاعلى للثقافه وهى :
1_ العفو بقرار رئاسي عن القاص كرم جابر وتطبيق الدستور الذى تم الاستفتاء عليه بالغاء عقوبات الحبس فى قضايا الراى ...وهو حق يتمتع به المستشار الجليل رئيس الجمهوريه المؤقت فى العفو عن القوبه .
2_منع تدخل الازهر والكنيسه فى الامور الابداعيه التى لاتفقه فيها المؤسستان شيئا والغاء قضايا الحسبه والكف عن تنصيب نفسها كوصي على المصريين وندعوهما لممارسه دورهما فى مواجهه الفكر الدينى المتطرف ورفع ايديهم عن الفن والمبدعين كما يليق بدوله مدنيه حديثه كما وصفت مصر فى ديباجه الدستور ..
3_توضيح من الرئاسه وامنها ... ومن القائمين على حفل عيد الفن فى دار الاوبرا عن الاسباب الامنيه التى استدعت منع محمد محسن من الغناء ..واجراء تحقيق رسمي فى هذه الواقعه يتبعه اعتذار رسمى للفنان الموهوب محمد محسن ولجمهوره العريض
ارفعوا ايديكم عن الفن والابداع فمثقفى اليوم لن يرضوا ابدا بالتبعيه او دخول حظيره الامن ولن تعود الامور كما كانت ابدا فالطبيعى ان المجتمعات تتطور للامام وللمستقبل ولن نسمح لها ابدا بالعوده للوراء كما كانت قبل ثوره يناير المجيده وتوابعها المتلاحقه .. والثقافه والفن هما مراه تقدم ورقى اى دوله تحترم مواطنيها ... وفى حاله تجاهل مطالب المثقفين المشروعه فان لنا الحق فى التصعيد بكافه الطرق الديمقراطيه من تظاهر واعتصام واضراب ولجوؤ للقضاء لتطبيق الدستور وجعل حريه الابداع واقعا نحياه فى مصر الثوره وليس مجرد حير على ورق كما يريدون للثوره ان تبقى ...
مصر الثوره والفن والابداع ستبقى رغم انف كل الانظمه والاستبداد .

#احمد_العتر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات