أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - حجارة حمدين صبّاحي وبيته الزجاجي














المزيد.....

حجارة حمدين صبّاحي وبيته الزجاجي


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 - 01:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت انتقاد حمدين صبّاحي، الناصري حتى النخاع، لسجل المشير عبد الفتاح السيسي في مجال حقوق الإنسان، واتهامه إياه بالمسئولية المباشرة أو غير المباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي قال صبّاحي أنها ارتكبت بعد عزل محمد مرسي من رئاسة الجمهورية. لم يكتف صبّاحي بانتقاداته واتهاماته الخطيرة، لكنه شكك أيضاً، في تصريحات نشرتها وكالة رويترز، في أن المشير السيسي سيطبق الديمقراطية في مصر إذا تولى رئاسة البلاد بعد الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في مصر هذا الربيع، والتي ينتظر أن يترشح فيها السيسي، ويتوقع على نطاق واسع أن يكتسح فيها صبّاحي وكل من يترشح أمامه. قال صبّاحي ان النظام الذي أفضت له ثورة الثلاثين من يونيو لم يكن ديمقراطياً، ولم يحترم قيم ومباديء التعددية، ولم يعط المصريين الحرية التي يستحقونها، بل وخالف الدستور في الأسلوب الذي تعامل به مع معارضيه. وزعم صبّاحي ان نظام مبارك القمعي الفاسد الذي ثار ضده المصريون قبل ثلاث سنوات لا يزال موجودا ولا يزال يحكم مصر. وحذر الرجل من أن أهداف الثورة لن تتحقق ما لم يتولى القائمون بها السلطة. ولم يغفل صبّاحي بالطبع التذكير بأنه الممثل الشرعي للثورة.

لا شك في أن اتهامات صبّاحي للسيسي تحمل طابعاً انتخابياً حين تشكك في قدرة وربما رغبة السيسي في تطبيق الديمقراطية في مصر. لكن تصريحات صبّاحي، في الوقت نفسه، تحمل طابعاً خطيراً لأنها تحّمل القائد العام للقوات المسلحة مسئولية الدماء التي سفكت في الشهور الثمانية الماضية. تحميل السيسي مسئولية الدماء لا تحمل طابعاً سياسياً فحسب، وإنما تعني أيضاً طابعاً جنائياً لا ينبغي غض الطرف عنه. اكتفى صبّاحي باتهام السيسي وأغفل تحميل الجانب الذي لجأ للعنف أية مسئولية عن الدماء التي سفكت ولا تزال تسفك، وهي بالمناسبة ليست دماء طرف واحد، لكنها دماء كافة اطراف وأطياف المجتمع المصري.

لم تكن تصريحات صبّاحي، في الحقيقة، مفاجئة، فصبّاحي يحب السباحة عكس التيار.لا يعبأ الرجل إن كان التيار الذي يسبح ضده جيداً أم فاسداً. هو فقط يريد السباحة عكس التيار السائد. ولأن السيسي هو رجل المرحلة الذي يريده المصريون، فصبّاحي لا يجد غضاضة في رفضه وشن الهجوم عليه بسبب أو بدون سبب، عن حق أو عن باطل. كعادته لم يحلل صبّاحي الموقف الجاري في مصر بدقة. وكعادته أيضاً تنّكر للحقائق التي تحمّل مسئولية عدم الاستقرار والإرهاب وسقوط ضحايا لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وشركائها في الجرائم اليومية التي ترتكب في مصر. وكعادته مرة أخرى ساند صبّاحي الباطل حين زعم أن النظام الحالي استبعد بعض فصائل المجتمع ولم يشركها في العملية السياسية. ولعلي لست في حاجة للتأكيد على أن جماعة الإخوان المسلمين، الفصيل الوحيد الذي لا يشارك في العملية السياسية حالياً، هي من رفضت المرحلة الانتقالية وهي من تتحمل مسئولية عدم اشتراكها الحياة العامة.

إذا وضعنا جانباً اتهامات صبّاحي للسيسي ودفاعه عن الإخوان المسلمين وانتقلنا لمزاعمه، التي لا يمل ولا يكل من تكرارها، بالإيمان بالديمقراطية. يبشر الرجل المصريين بتطبيقه مباديء الديمقراطية في مصر إذا ما وصل إلى سدة الحكم، لكنه لا يعطي دليلاً على إيمانه الحقيقي بالديمقراطية. السؤال الذي يلح عليّ كثيراً هو كيف يظن صبّاحي أن المصريين سيصدقون أن من يرى في نفسه الوريث الشرعي لنظام عبد الناصر يؤمن بالديمقراطية؟ لم يؤمن عبد الناصر بالحرية ولا بالديمقراطية ولم يعط المصريين فرصة تذوق أي من المباديء التي يتشدق بها صبّاحي اليوم. كان نظام عبد الناصر قمعياً وتسلّطياً من الطراز الأول. لم تعرف الصحافة طعم الحرية طوال السنوات التي قضاها عبد الناصر في الحكم، ولم يقبل النظام عندها بوجود أحزاب معارضة ولو صورية كما فعل السادات. كان مصير كل من اعترض على سياسات عبد الناصر معروفاً وهو غياهب السجون التي شهدت عندها إهانات لا مثيل لها لكرامة وحقوق الإنسان.

فليتوقف حمدين صبّاحي عن إلقاء الحجارة على السيسي. صباحي يسكن بيتاً من زجاج ولا يحق له قذف الأخرين بالحجارة. بيت صبّاحي من زجاج لأنه ناصري يمجد نظام جمال عبد الناصر الذي لم يحترم أبداً مباديء حقوق الإنسان. يتشدق صبّاحي بالديمقراطية والحرية وهو بعيد عن السلطة، لكنه لا يؤمن حقيقة بها كمثله الأعلى عبد الناصر. ربما ارتكب النظام الحالي بعض الأخطاء في التعاطي الاستثنائي مع الأزمة التي تمر بها مصر، ولكن المسئولية هنا لا تقع على السيسي، المسئولية تقع على من رفع السلاح ضد مصر وشعبها وجيشها وشرطتها. الدفاع عن المجرمين والهجوم على السلطات هنا سياسة حمقاء يدفع ثمنها الأبرياء. لقد جرى العرف أن تتبنى الدول سياسات إضطرارية مؤقتة في أوقات الحروب أو الأزمات، كما حدث في الغرب بعد جرائم الحادي عشر من سبتمبر. لم يعن هذا أن الدول الغربية التي تبنت إجراءات استثنائية لا تحترم حقوق الإنسان.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور سياسي لفيروس -سي- في مصر!
- حمدين صباحي والبلالية وانتخابات الرئاسة المصرية
- المثقفون والسيسي بين الرفض المنطقي والأيديولوجيات الجوفاء
- ترشيح السيسي: يوم حداد على المجتمع المدني في مصر
- لماذا لا يجب أن نعبأ بغياب الشباب عن الاستفتاء في مصر؟
- مرسي -يتابع- مجازر الأقباط
- عمر البشير وموعد مهم مع العدالة
- محاكمة اليوم الواحد تخذل مباديء ثورة الياسمين
- رفيق حيبيب وتجميل وجه حزب الإخوان
- وهم دولة الإسلاميين المدنية
- أزمة إمبابة بين عجز وفشل المجلس العسكري وإرهاب وكذب السلفيين
- صول-أطفيح وشرع الله ومصر المأسوف عليها
- القوات المسلحة وشرعية الميدان وهيبة الدولة المصرية
- لماذا استبعدت جورجيت قليني من التعديل الوزاري؟
- العمرانية... الشرارة الأولى لثورة شباب مصر
- مذبحة كنيسة القديسين طائفية جذورها داخلية
- آلام مسيحيي العراق في عيد الميلاد
- مأساة العمرانية دليل إدانة للحكومة المصرية
- الجريمة في مصر والضحايا في العراق
- لماذا تنكر الحكومة المصرية مذبحة نجع حمادي الطائفية؟


المزيد.....




- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-
- ثوران بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية (فيديو + صور)
- جي دي فانس: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور شرط ...
- هيئة الأركان الأوكرانية تعترف بتوتر الوضع بالنسبة لقواتها عل ...
- جنرال بولندي يتوقع حربا وشيكة بين أعضاء الناتو
- والز يعلن استعداده للمناظرة مع فانس
- ديمقراطيو كاليفورنيا يدعون إدارة بايدن إلى تجنب -دوامة الموت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - حجارة حمدين صبّاحي وبيته الزجاجي