أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فريد جلّو - شهادات














المزيد.....

شهادات


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 22:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما التقيت قبل بضعة سنين بأم الشهيد نافع الحيدر أول ما تبادر إلى ذهني أن اسألها عن أهم ما مر بها في حياتها من أحداث وكان الجواب سريعا ......
الحديث للراحلة أم الشهيد : كان زوجي الراحل عبد الرزاق الحيدر متعاطفا مع الحزب الشيوعي منذ عرفته كما هو حال اغلب أبناء الطائفة المندائية التي ننتمي لها ، وقد عاد من عمله في يوم من الأيام يحمل من الغضب ما تنحني تحت ثقله حتى الجبال ، وكنَا آنذاك نسكن مدينة الفلوجة ، لم أشأ أن اسأله عن سبب ذلك الغضب ، ولكن عندما قدمت له الطعام طلب أن ارفعه لأنه لا يشتهي أن يأكل ، أحسست أن خطبا ما جلل قد حصل أو هو قادم ، بعد فترة وجيزة بدأ يتقاطر على دارنا عددا من الرجال ليدخلوا إلى غرفة الاستقبال ( الديوانية ) ويغلق الباب ويطلب عبد الرزاق القهوة للحضور ، وأناوله دلال القهوة بصمت واحدا بعد الآخر وبعد ذلك استمع لأحاديث من وراء الباب هامسة تتحدث عن إعدام شخص اسمه فهد بأصوات متهدجة ، سبق لي أن سمعت عن هذا الاسم ولكني لا اعرف تفاصيل عنه ، استمروا إلى ما بعد منتصف الليل واتفقوا أن يأخذوا قسطا من النوم ولكني اعتقد لم ينم احد منهم ، وقبل بزوغ الشمس كانوا قد تهيؤا للخروج ، فقط تناول كل منهم فنجان قهوة ، سألت أبو الشهيد : ما الأمر وأين انتم ذاهبون ؟ أجاب باقتضاب : يقال سيتم اليوم إعدام رئيس الحزب الشيوعي فهد واثنين من رفاقه ونحن ذاهبون إلى بغداد لاستطلاع الأمر وربما نحاول إيقافه عبر الاحتجاجات وإقامة المظاهرات ، توقفت أم الشهيد عن الكلام للحظات وكفكفت دموع نزلت من عينين لم تر النور منذ زمن ، فقد استشهد ابنها نافع في أقبية النظام المقبور بعد أن اعتقل عام 1980 وانقطعت أخباره ثم جاءوها الأمن بشهادة وفاته ، استدركت الموقف أم الشهيد ثم عادت لتواصل رواية تلك الملحمة ، عاد عبد الرزاق مساء ذلك اليوم وغضبه قد زاد وشعرت انه لا يريد أن يكلم احد ، جاءه بعض المعارف و اختلوا في تلك الغرفة وسمعت من وراء الباب انه يحكي لهم أن الحدث الجلل قد وقع ، فقد اعدم النظام العميل فهد ورفاقه ولم نستطع أن نخرج بمظاهرة لعدم استعداد الجماهير لذلك ولكن يبدو إن الشيوعيين يهيئون لشيء ما لا اعرفه .
والآن لي أن أكمل الحكاية ، لقد هيأ الشيوعيون ومعهم كل الديمقراطيين آنذاك لإسقاط نظام الحكم الملكي الرجعي عبر خوض نضالات متعددة مثل الإضرابات والمظاهرات وتشكيل تحالفات وصولا إلى انتفاضة عام 1956 التي كانت تمرينا أخيرا للجماهير وقواها الوطنية لإسقاط ذلك النظام المتخلف العميل واستبداله بجمهورية ديمقراطية وكان للحزب وللقوى الديمقراطية ذلك من خلال الضغط على الضباط الوطنيين وعلى رأسهم الزعيم الشهيد عبد الكريم لتقديم انجازات ثورية مما جعل الانقلاب ثورة بحق وفق المفاهيم الثورية .
رحلت تلك المرأة العظيمة عام 2002 ومعها حسرات عديدة ملئت صدرها ، فاصغر أبنائها سلام ما زال بالمنفى ولم تراه منذ عام 1977 وعدم استلام جثة الشهيد نافع وإقامة مراسيم العزاء حسرة أخرى وإحساسها بقرب مغادرتها هذه الحياة دون أن ترى نهاية هذا النظام الفاشي كان آخر الحسرات إذن فهي تستحق بجدارة لقب أما للمناضلين .
1- الشهيد نافع الحيدر مدرس جغرافية ، عمل في التدريس وكان عضوا في صفوف الحزب الشيوعي وكان كادرا متقدما ، وبعد الهجمة الفاشية على الحزب عام 1978 لم يغادر العراق وظل يعمل ضمن نطاق محلية الكرخ لإعادة بناء المنظمات حتى اعتقاله عام 1980 وتمت تصفيته داخل أقبية النظام وكل المؤشرات تقول إن الذين صمدوا ولم يعترفوا أو يبيعوا مبادئهم تمت تصفيتهم ولم تسلم رفاته إلى عائلته .
2- سلام عبد الرزاق صكر الحيدر شقيق الراحل نافع وهو أيضا ابن عم الشهيد ستار خضير ، عمل ضمن تنظيمات اتحاد الطلبة منذ بداية السبعينات ، ثم انتمى للحزب الشيوعي وأرسل في بعثة إلى الاتحاد السوفيتي لدراسة الطب ، قطع دراسته والتحق بقوات الأنصار ليقدم ما لديه من خبرة طبية للرفاق خصوصا إن قوات الأنصار كانت بأمس الحاجة لمثل هذه الخبرات ، عاد للاتحاد السوفيتي بعد حل قوات الأنصار ، استمر بالعمل ضمن تنظيمات الحزب هناك ثم هاجر إلى ألمانيا وتوفي هناك عام 2004 نتيجة مرض عضال .



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثأثأة السياسية مرة ثانية
- بين نصب الحرية وتمثال الحرية
- الشيخ تهامة صاحب الجهامة
- أسئلة لكل عراقي ونحن على أبواب الانتخابات
- اخبار وكالات الانباء
- سارق الاكفان
- مصير غراب
- لماذا قانون رقم 150 لسنة 1987 السيئ الصيت لماذا ؟
- نشوء العشيرة ووظيفتها الحالية
- العولمة الأمريكية على طاولة البحث
- أهل الكهف في القرن الواحد والعشرين
- -- أخبار الوكالات --
- -- زوجتي وجهاز كشف المتفجرات --
- نظرية المؤامرة
- -- الجسور والحاكم --
- -- المغانم في المكارم --
- -- في الذكرى الخامسة عشر لرحيل المربي والرفيق الشيوعي خيري ي ...
- ازدواجية الرجل في قضية المرأة
- للتذكير فقط .........الموت
- -- بغداد وجسورها والصور --


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فريد جلّو - شهادات