أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - هويدا عطا والحيرة الوجودية عبرعذابات الغربة وتهاويم النفس .. في .. -وحيدة في العتمة .. أنام*- : أوجاع الحنين ومشاق الوجد بين غربة المكان والزمان واغتراب النفس ..















المزيد.....



هويدا عطا والحيرة الوجودية عبرعذابات الغربة وتهاويم النفس .. في .. -وحيدة في العتمة .. أنام*- : أوجاع الحنين ومشاق الوجد بين غربة المكان والزمان واغتراب النفس ..


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 19:01
المحور: الادب والفن
    


هويدا عطا والحيرة الوجودية عبرعذابات الغربة وتهاويم النفس .. في .. "وحيدة في العتمة .. أنام*" : أوجاع الحنين ومشاق الوجد بين غربة المكان والزمان واغتراب النفس ..


كأنني علي شفير القبر , وكأن بيني وبين جوف القبر هنيهة , أو أقل كثيراً , أنتظرني في استقبال أول خطواتي بإتجاه القبر , وتنتابني مشاعر الرهبة والمهابة , أو قل إن صدقت القول : أحاسيس الرعب والخوف والهلع , فأنا مازلت علي شفير القبر , أنتظر من يحملوني بين أياديهم , وأنا عاجز عن الحراك , أو أن أجعل جسدي الميت حال ميله بإتجاه اليسار بسيطاً , مما يسبب لي آلام شديدة بعظامي التي وهنت , وضعفت , وهذالميل يجعل جسدي يتألم ويتوجع من غير أن يستشعر من يحملوني هذا الألم الفظيع , والوجع المفرط , مازلت عاجز عن الإفصاح بذلك , أو تنبيه من يحملوني بأياديهم بإتجاه فتحة القبر المظلم , ليكون دخولي لفتحة القبر يبدأ بالقدمين , فمازلت أستشعر برودة الهواء القادم من فوهة القبر بإتجاه قدماي , مما أشعرني ببرودة شديدة , ومع دخولذ باقي جسدي تتسلل تلك البرودة حتي منتصف جسدي في لحظات سريعة , وكأنها ألف عام , واستشعر مدي الرعب ممن دخلت عليهم القبر ممن كان بيني وبينهم خصومات وعداوات , هؤلاء الأن بجواري , لقد وضعني حفار القبور بجوار أحدهم , وظل يرمقني بعينين خاويتين في حذر شديد , فأنا مازلت في عمر القوة والفتوة , ومازالت متماسك قواي , ولكن نظراته هذه لم تشكل لي أي أزمة , فأنا مازلت في عمر الشباب , ومن يرقدوا بجواري علي جوانبهم اليمني في إتجاه المشرق , ممن مازالوا في حالتهم قبل تفكك عظامهم وأوصالهم ليصيروا عظاماً مكومة في ركن من المقبرة , تجعلك تري أكثرهم وهم يرمقونك بأبصارهم الخاوية..
ماكان يشغلني وأهتم له , هو عتمة المكان وظلامه الحالك الذي لم أري مثله أبداً طوال حياتي , والعتمة الحالكة الشديدة الكلاحة والرعب والفظاظة, وبرودة المكان الشديدة , مع تناقص الهواء رويداً رويداًَ , ليتحول المكان إلي جو خانق مملوء برائحة الأكفان البالية , والعظام الناخرة , وقطرات الماء التي بدأت تتساقط علي كفني وتؤلمني هي الأخري , لتتغلب رائحة الأكفان القديمة والعظام الناخرة , والأجساد البالية , علي رائحة كفني الجديد المعطر براوائح كنت أكرهها وأنا علي سطح الأرض , لقد كان العديد من الأحياء يحملون بين طيات ملابسهم زجاجات المسك ‘بالبلية الدوارة ’, وكانت رائحتها مركزة , بل , شديدة التركيز , وكانت تسبب لي الصداع وآلام في الرأس , وكأنها ناتجة من ارتطام رأسي بصخرة ..
والأن وأنا ملفوف بكفني , ورائحة هذا المسك الشديدة التركيز تغلفني من رأسي حتي إخمص قدمي , وتسبب لي إختناق فوق إختناقي من عتمة القبر وبرودته وجوه الخانق الكئيب ..
ولكن .. معذرة .. ليس من هذا بد .. وليس من هذا القبر مهرب , أو فراراً .. لقد تركوني أعاني الإختناق .. وأعاني الوحدة والإغتراب , وأعاني صمت مرعب .. أكاد أسمع صوت الدود , وهو يأكل بشراهة في أبدان من ماتوا حديثاً ويرقدوا بجواري , وهذا إحساس مرعب ومخيف , لأن جسدي في إنتظار دوره إلي أن يأتيه الدود , ويبدأ في التوغل والهجوم علي جسدي , وأنا لا أستطيع أن أدفعه عني , فلا أملك قوة , ولا أمتلك حيلة تجاه هذا الدود اللعين الذي يستغل خوار قوتي , وانعدام قدرتي , وموت إرادتي ليبدأ رحلته المريرة مع جسدي المسكين , في بدايات تحوله من الحياة والحركة إلي رقدة السكون الأخيرة , لتبدأ أولي مراحل تحلله ليصير إلي مصائر كل الكائنات التي تمتعت بالحياة , ثم انتزعت منها بلا إرادة في الإنتزاع , وتحولها إلي كينونة أخري غير كينونتها السابقة..
وها أنا ذا ..
أراهم الأن , وقد رصوا قطعاً من الحجارة والطوب علي فوهة القبر , وأحكموا غلقه , وبدأوا يهيلوا التراب , ومازالت روحي معلقة بمن خارج القبر , وأنظر من خلال بعض الشقوق البسيطة التي يبدو منها الضوء بوهن , فمازلت أسمع نحيب إبنتي الصغيرة , الواهن الضعيف , وبكائها الذي لايكاد يعلو للصراخ , وهي تنادي علي بما امتلكت من قوة , وبكاؤها يغلب عليه نواحها , ودموعها الهادرة مختلطة بغبارالمقابر , وهذا شقيقها , لايكاد ينتبه إليها , ويبتغي فقط إبعادهاعن مشاهد الدفن الأخيرة , هو يغار علي شقيقته من المشيعين , ولا يريد لها أن تخالطهم في مراسم الدفن , وهذه أمي أسمع صوتها من بعيد , فقد حجبتها عني في اللحظة الأخيرة تلك الأعراف التي تفرق بين النساء والرجال , فكنت أتمني أن أراها , أو أري ملامحها من بين الشقوق الصغيرة بين الطوب الذي يواري فتحة القبر , كنت أتمني أن أشم رائحة ثياب أمي , وأحتفظ بها في وحدتي الدائمة المستمرة , وكأنها بلا نهاية , مازالت روحي متعلقة بأمي , وذكرياتي معها , منذ ولادتي وحتي لحظتي الراهنة بآلام أمي الممتد بلانهايات , فكانت هي الحياة بإمتدادتها لي , وكانت هي الروح ومصدر القوة في الحياة , فكانت تواسيني , وتشعرني بالأمان حين الخطوب والرزايا والمحن , والأن سأتوحد في قبري , وأترك أمي للحزن وآلام وأوجاع الفقد والفراق الأبدي ..

أواه .. بدأت الشقوق التي كنت أري منها شعاع ضعيف هزيل متهافت من الضوء , تتواري خلف التراب المهال علي القبر , وبدأ التراب يسدها شقاً بعد شق , ويصير القبر محكم الإظلام , وشديد العتمة , وأصير متوحد مع العتمة والصمت والسكون اللانهائي ..
وهنا .. بدأت أدرك أنني وحدي .. وحدي وفقط ..
... ... ...

الوقت يمضي
وأنا أتناقص
كجبل من الرمل يفنى بلا أثر
الوقت يمضي

... ... ...

يمر الوقت ثقيلاً , كأنني أحمل علي كاهلي جبل من الحجارة السوداء الثقيلة , وإرادة الوقت ليست معي , الوقت هنا يساوي " صفر " , يساوي العدم في مواجهة الوجود خارج القبر , فالموتي ليست لهم إرادة في تعجيل الوقت أو تأخيره , فهنا , المسافات لاتقاس , والزمن لاتوجد له آلة لقياسه , أو معرفته , فأنا لأعرف تاريخ وفاتي , ولاأعرف بدايته , والغريب كذلك أنني لا أعرف تاريخ ميلادي , ولا أعرف بدايته , فأنا أسير الميلاد , وأسير الوفاة , فقط علمت بميلادي حينما بدأ إدراكي لمعني الميلاد , وعرفته أكثر عبر وثيقة ميلاد رسمية مستخرجة من سجلات السلطة , ومختومة بخاتم السلطة , لتشهد بصحة ميلادي ..
وها أنا ذا .. أغادر الحياة , ولم أشهد شهادة وفاتي عبر وثيقة شهادة الوفاة الرسمية المستخرجة من السلطة , والمختومة بخاتم السلطة , مازلت أنا بين شهادتين لم أراهما , وليس لي إرادة في بعثي للحياة أو خروجي منها ,, إلا أنني .. وأنا في القبر , كنت أفكر في طريقة أخري للإنتقال إلي الحياة الأخري بطريقة أخري تليق بي كإنسان مصاب برهاب الأماكن المغلقة , وياللحظ السيء , حين أصاب في الحياة , برهاب الظلام والرعب من الأماكن المظلمة , وليتها كذلك وفقط .. بل .. ينعدم فيها الشهيق , رويداً رويداً , ويمتليء القبر بالزفير , مع ارتفاع بخار الماء المتساقطة قطراته علي الأكفان البالية وعلي الدود الذي تنزلق من علي جسده الناعم تلك القطرات بسهولة ويسر .. أه .. ثم آه .. ثم آه .. لقد قلت بسهولة ويسر .. وهذا في القبر ,, وهل في القبور سهولة ويسر إلا سقوط قطرات الماء وانزلاقها بسهولة ويسر من علي جسد الدود , وتشرب الأكفان البالية تلك القطرات البائسة الحزينة .. أمر غريب يبعث علي الدهشة مع الوحدة والسكون والصمت والإغتراب .. !!

... ... ...

مازالت رأسي تراودها طوفان من الأفكار , والهلاوس , والرؤي والتصورات الخائرة الضعيفة الواهنة كجسدي , ها أنا ذا : مازلت في رعب من القادم بإتجاه ميتتي , وجثتي , مازلت أفكر لحد الهلوسة والتشنج , مازال النشيج الممزوج بالدموع عبر أنفي وفمي يجعلاني في عجز وقصور عن إستبيان الكلام ونطقه بطريقة صحيحة ,فماذا يفيد الكلام , ولا أحد يسمعه , ولا يسمع له صدي في صمت رهيب ممسوس بالوحدة والإغتراب الأبدي , مازالت مخارج الخروف مختلطة بالنشيج الساخن المختلط بحروفي التي تتساقط مع دموعي , دمعة بعد أخري , تبلل كفني , وكأنني أتلصص علي النهاية المحتومة التي تنتظرني في سرداب عميق بارد ومظلم بعتامة قاتمة كئيبة مرعبة, وأفكر في كل ما ارتكبته من صنائع وخطايا.. فياعجباً !! .. كل الصنائع الطيبة تبخرت من رأسي , لم أعد أتذكرها , وكأنها كانت بقايا ماء علي سطح ساخن تبخرت وصعدت في السماء , ياليت جسدي هو الأخر كان بمثابة تلك القطرات التي تبخرت وصعدت إلي السماء , إلي أعلي , بدلاً من الوحدة والسكون والعتامة والبرودة الخانقة , سينفجر رأسي من صعوبة إستحضار أعمالي الطيبة التي كنت أصنعها لأجل الإنسان , والطير والحيوان , حتي كانت لأجل الطبيعة والكون والجمادات , أين ذهبت تلك الذاكرة التي تستحضر تلك الذكريات الطيبة الجميلة !؟

.. يالهفي .. يالهفي .. ماهذا الإرتعاب من ذكريات أفعال ارتكبتها , لم أقصد بها أن أتسبب في إيذاء أحد , لقد كنت أتوق إلي السعادة , والفرح , والحب , والخير , والجمال , كنت أتمني أن يكون لي رفيق في حياتي يشبه أبي في رجولته , وأمي في طيبتها وحنوها وفطرتها السوية السليمة , كنت أتمني أن يكون لي زوج صديق وعشيق , كم كانت تراودني تلك الفكرة الأمل , أو الأمل الذي كنت أصوغه في فكرة تراودني منذ الطفولة , منذ أن كنت أصنع عروسة من طمي النيل , وأصنع عريساً من ذات الطمي , وكنت أصنع لهما دائرة واسعة , وأكنسها وأرشها بالماء , لتكون علي هيئة قصر واسع فسيح مملوء بالحب والفرح والسعادة , كم كنت أنتظر الأعياد حتي تشتري لي أمي فستان أبيض , وطرحة بيضاء , لأبدو كعروس في ليلة زفافها , وكم كنت أتوق لشراء عروسة المولد , والعريس الذي يمتطي حصاناً من حلاوة المولد .. أواه .. أواه .. أواه ..
ماهذه الذكريات التي تلح علي خاطري الأن , ولماذا أتذكرها الأن , والأن تحديداً .. أراني قلت الأن .. !! واعجباً .. !! أنا مازلت في معزل عن الزمن .. عن الحياة .. لامواقيت تجدي نفعاً .. فالزمن هنا يساوي صفر .. نعم يساوي صفر .. وحتي الذكريات هنا .. مجرد عذابات أتعذب بها وأشقي بذكراها , وكأنها ستكون هي العذاب الحقيقي بالنسبة لي .. ولي وحدي ..
الأن وقد أصبحت نسياً منسياً لدي الكثيرين , ممن كانوا لي في الحياة يبدون , وكأنهم أصدقاء وصديقات حميمين , فكانوا يترددوا عليَ في سكني بإستمرار , ولم تنقطع إتصالاتهم بي بدواعي ظاهرها الإطمئنان , وحتي الجيران والأقارب , وزملاء العمل , مازلت أتذكرهم , وأتذكر تقاسيم وجوههم حينما كانوا في إقبال علي , وحينما أدير لهم ظهري , كانت تقاسيم وجوههم تتبدل , وكأنها ليست وجوههم ..
مازالت ذنوبي الصغيرة .. نعم الصغيرة , والصغيرة جداً .. مازالت تتهافت علي عقلي , وتلح عليه في إصرار مريب لتبدو وكأنها تحمل عصا اللوم والملامة , وهي بسيطة حد البساطة , ولم تؤذي أحد , فكلها كانت إختلاسات للنظر لمن كنت أحب وأهوي , لمن كنت أتمناه الزوج والصديق والعشيق , وكانت هذه النظرات تؤدي إلي إختلاجات مشاعري , ويقظة أحاسيسي , فقد كنت أتمني أن تلمس أناملي الصغيرة , أنامله , وأن تقع يدي في يده , واشعر بحنوها ورقتها تجاهي , فكم كنت أتمني أن تتشابك اصابع يدينا ببعض , لتضغط الأصابع علي بعضها ضغطات لطيفة تنقل كهرباء الأحاسيس الجميلة التي تسري في الجسد فتشعر القلب بالدفء والإطمئنان والسعادة .. كنت أتمني أن أقبله , وكنت أحدث نفسي وأتمني أن يباغتني ويرسم قبلة علي جبيني , وكان يذداد بي الشوق , ويعلو معي مؤشر الأمنيات , وأتمني أن يباغتني بقبلة مرسومة علي شفاهي , ويداه مرسومتان علي خدي , آه .. ثم آه .. ثم آه .. هذه هي جرائمي .. وهذه هي ذنوبي .. وهذه هي الصنائع التي كنت أتمناها , وقد حدثت مرات ومرات حينما كان الشوق والحنين يصلا بي إلي الحلقوم , فكنت أظن أن هذه القبلات , واللمسات فيها بعث جديد لحياتي الجافة الباردة ..

مازالت هذه الذكريات تلح علي خاطري, وكأنها تريد أن تزيد من شقائي ووحدتي وصمتي وعذابي ,, ولم لا .. مادمت أريد أن أتخلص من هذه العذابات , سأعترف بها لنفسي , بالرغم من أن هذه الذنوب حسب مايراها البعض تمثل ذنوب صغيرة , ولم أتسبب بها في أذي لأي إنسان , وكانت تحدث في الخفاء والسر , وأحياناً كنت أجهر بها لبعض من صديقاتي اللواتي كن لي حسب ما اعتقدت أنهن حميمات , ولكني الأن وأنا أعبر جسر التراب الذي يشق طريقه بوهدة الصمت , ورعب السكات , بين نارين , نار الدنيا التي تألمت فيها كثيراً , وعانيت الحرمان من الفرح والحب والسعادة , حتي أن نصف حياتي الأول عانيت فيه من الفقر والجوع والحرمان , وحينما حان النصف الثاني الذي كنت أدخر فيه مخافة الفقر والحرمان , لقد واتتني الأمراض , وأصبحت الحياة ونعيمها من طعام وشراب صارت محرمة عليَ بالعديد من الأمراض التي حذرني الأطباء فيها من ألوان من الأطعمة والمشروبات التي كانت تهفو لها نفسي وتتوق في النصف الأول من حياتي وكنت لا أستطيع أن أشتريها , والأن .. وقد صارت لدي المقدرة علي شرائها , فقد صارت محرمة عليَ بأمر الأطباء ..
لايهمني كثيراً أن أدلي بهذه التفاصيل , بل وأدق التفاصيل التي حدثت لي في حياتي , سواء من كانت بفعل الإرادة الواعية , أو بفعل الإرادة الغائبة , أو بفعل نزواتي وشهواتي وغرائزي التي كانت تتغلب علي العقل , وتعلو عليه , وتهزم الإرادة , فليس لدي الأن من محيص للهروب أو أمل في العودة إلي حياة الناس مرة أخري , فالأن أتذكر سكرات الموت حينما تناسلت حولي , كبوم أسود يتطاير فوق رأسي ويتحين اللحظة المناسبة لخطف روحي والهروب بها بعيداً عن جسدي في مشهد مأساوي لئيم تلفه سحابات من الكآبة والحزن والملل الرهيب بتعاسته المنشودة , لجسد ينتظر مصير مازال مجهولاً , وكأنه والعدم سواء بسواء ..

... ... ...

وأنا..
أتلصص على نهاياتي
وأتهيأ لأصبح شيئاً منسياً
أفكر في ذنوبي الصغيرة
تلك التي اقترفتها بلا حذر
وأنا أعبر الجسر الترابي
ما بين النار والنار
إذن..
سأدلي بشهادتي
لحظة تلعب سكرات الموت برأسي

... ... ...

مايؤلمني الأن فراق أمي , فقد تركتها وحيدة مع حزنها المكتوم بين ضلوعها , والأنين الذي يتشتت بين حنايا قلبها الذي يكاد يتمزع نياطه من فرط اللهفة والأسي , وأراها الأن , وهي تشهق شهقة أليمة مغموسة بالحزن اللانهائي , والقهر الممتد عبر شرايينها التي تكاد تنفجر من قوة وطغيان هديره العاتي , وعينيها اللتان تكادان تنفجران من الكمد وكبت الصراخ والعويل , بعد أن صارتا كقطعتين من الجمر الملتهب علي فراقي ووداعي وفقدي للأبد ..
أمي هي التي أراها الأن شاهدة علي فراقي بحزنها المتشعب والساري في روحها وجسدها كله , ثيابها السوداء التي لم تفارقها منذ لحظة وفاة أبي , وحتي وفاتي , فياليتني كانت المقادير بيدي , فقد كنت الأن أتمني أن تموت أمي قبلي حتي لا أشاهد أنفطار قلبها , وتمزع نياط قلبها المحزون , وحزنها وكمدها علي الأن .. فقد كانت تدعو لي بفطرية وعفوية بسيطة " يجعل يومي قبل يومك يابنتي " , حتي لاتحزن علي أثناء وفاتي , وكأن القدر لم يستجب لأمي دعاء , وكأنه إستمر علي هذه الحال طوال حياتي وطوال حياة أبي , ويبدو أن أمي لن يستجاب لها دعاء , لأنني مت قبل أمي , وحزنت أمي علي حزناً فظيعاً , ليس لوصفه حد , في الكمد الأسي الممتد والموصول باليأس السرمدي ..

والأن وقد تجمعت النساء اللابسات للسواد , والمتشحات بالحزن , واللواتي يعلو عويلهن وبكائهن فوق رأسي , وكأني أريد منهن أن يغسلوني بحفاوة وهوادة , من غير أن يتلامزوا , ويتهامسوا كعادتهن اللئيمة الباهتة في الهمز واللمز , وذكر السيء من الأعمال والأفعال المصطنعة والمكذوبة للتشفي من عجزهن وقصورهن , وقلة حيلتهن في الدنيا , والأن لو أقدر أن أسمعهم صوتي والتماساتي لهن بأن يلبسنني الأبيض من الثياب , وينزعن عني ثوب الحياة بحياء ورفق ولين , وأن لاينظرن إلي عوراتي , ولا يذكرنها بعد دفني وقبري , وأن يكثروا من العطر المحبب لي في الدنيا .. ياليتني كنت كتبت في وصيتي ذلك .. ياليتني كنت أخترت من تقوم علي أمر تغسيلي وتكفيني .. ياليتني كنت كتبت في تلك الوصية وصف القبر الذي سأدفن فه وأُقبر !!.. لو كنت أعلم .. لصنعت لنفسي قبراً ترتاح ميتتي فيه .. ولكن هيهات هيهات للندم الأن !!
ولكن ما أرجوه بسيط .. أن تغمضن جفوني بلين , ولا تجاهرن إلا بأعمالي الحسنة الطيبة .. وأن تتبتل علي روحي بطلب الرحمة والسماح والعفو والغفران .. فهل هذا صعب المنال ؟!
ليتني أقدر أن أسمعهن ما أريد ..!!

... ... ...

أيها الباكيات فوقي
يا نساء السواد والعويل
من منكن تسلبني ثوب الحياة ؟
وتلفني بالبياض والعطر ؟
من منكن تغمض جفوني باكية ؟
من تقرأ القرآن خاشعة
وتجاهر بمحاسن ما فعلت ؟

... ... ...

ويأتي وقت الرجاء .. أقصد حين الرجاء .. فلا وقت يجدي , ولا مقايسس الوقت تنفع , فأنا الأن علي شفير الآخرة , وإقبال منها , وإدبار من الدنيا ومغادرة لها مغادرة نهائية ولا عودة إليها مرة أخري , فهذا يشبه المستحيل , فقد تركتها , وتركت أحزانها , وودعتها وودعت أفراحها ومباهجها , ولا أستطيع أن أكذب عليكم , وأنا الأن في رحلة رحيل دائم عنكم , لأنني كنت أحب الحياة , وأعشقها , وكنت أحب الصباحات الندية , وأيام الربيع حين يتزين الكون , ويرتدي أجمل وأبهي الثياب , وتتزواج الطيور وتتناسل لتزداد أعدادها وتملأ الكون الخاص بي بأصواتها التي تصنع سيمفونية موسيقية كونية مختلطة بعطر الربيع , وعطر أشجار البرتقال المنبعث من زهور أشجار الليمون والنارنج وزهور البرتقال التي تملء الكون بعطرها مع جو من الألفة مع الطبيعة والسعادة المنفرطة في حنايا الحياة والكون , والتشوق الحار لرؤية من كنت أحبه وأهواه , وأترقب وصوله ورؤيته بعد فترة غيابه ,, كنت أحب السهر علي النيل مع الأهل والأقارب والجيران .. أواه .. وماذا يجدي الحديث الأن .. ماذا يجدي ؟! مجرد ذكريات .. تتشابه مع الهلاوس , ومجرد وهم مازلت أعيشه وأنا علي شفير القبر , وفي إنتظار الإقامة الدائمة فيه , حيث التراب والدود , ورائحة الأكفان , والوحدة والسكون والصمت المرعب المهيب الممزوج بإنتظار العذابات التي كنا نسمعها من رجال الدين في الخطب والمناسبات , وما أقساها من خطب مرعبة مخيفة , والأن أخشي الثعبان الشجاع الأقرع , الذي كان يحدثنا عنه الشيخ الذي كان يخطب فينا , ويعلمنا مباديء الدين , ومازلت مرتعبة من إنتظار هذا الثعبان الشجاع الأقرع .. وماذا سأصنع معه حينما سيأتيني ؟! , وماذا سأقول له .. وكيف أدفعه عن نفسي ؟! .. وكيف أهرب منه ؟! وأنا في القبر المحدود الضيق .. !! مازلت أخشي أن يضربني أحد الملائكة بمقمع من حديد فيختفي جسدي الضعيف الواهن في سابع أرضين , والذي مازلت أخشاه وأرتعب منه , ويزيد من موتي فوق موتي وأشد وأقسي , أن يتحول القبر إلي جمرة كبيرة من جمرات النار الرهيبة , وأنا وحيدة في قبري مع وهدة الصمت المرعب والسكون المهيب .. ولكني مازلت أتذكر آيات الرحمة , وأحاديث الغفران , ومأثورات الشفاعة , وكأنني قد خلق لي العذاب وحدي , وكأنه لم تكفيني عذابات وشقاوات الدنيا وحرمانها وفقرها وأمراضها والآلام والأوجاع التي عشتها , وعاشت معي حتي أنتظر عذابات أشد واقسي في الأخرة .. وليتها في الآخرة وفقط .. ولكنها في مرحلة البرزخ .. مابين الدنيا والأخرة , مرحلة القبر وما أدراكم ماهو القبر.. صدقوني فيما رأيته في قبري وأقصصه عليكم .. فمهما قصصت فلن تصل إليكم رسالة القبر إلا إذا وصلتم لتلك المرحلة وعاينتوها بأعينكم وأرواحكم و.... !!

أراني الأن وقد كنت أهرب من الغبار , مجرد الغبار , وأكره الأتربة , فكيف بي والتراب يواريني من كل جانب ويحيط بي .. فهل أنا أستطيع أن يكون لدي رجاء لدي حفار القبور , وأخبره أن عيناي تكرهان التراب ؟! ماذا يجدي هذا الرجاء ؟!
ومع ذلك .. هل أستطيع أن أطلب منه أن يتمهل قليلاً , ولا يتعجل مسرعاً في موارة جسدي التراب , حتي أري الحضور الذين أتوا لتشييع جثتي إلي القبر ؟!
مازلت شغوفة برؤية هؤلاء الحمقي المنافقين الذين يتحدثوا بأحاديث جانبية عن ذكراي , وسيرتي أثناء حياتي , , مايلفت انتبهاي أن البعض يضحك خفية , ويعلن إرادة السعادة بموتي في داخله , والغريب في الأمر أن من بين المشيعيين من كانوا طوال حياتهم في حالة خصومة مستمرة معي , بالرغم من أنني لم أسيء إلي أحد منهم بأي إساءة تذكر .. يالهم من حمقي أغبياء .. مالي أراهم الأن وقد انبسطت اساريرهم , واتسعت مساحة الحبور في وجوههم , وزادت تقاسيم السعادة لدرجة إحمرار وجناتهم , وزوال عبوسهم .. أإلي هذا الحد كانت حياتي بينهم سبب لعبوسهم وكراهيتهم وأحقادهم وغلولهم وحسدهم مني وعلي .. ولماذا !؟ بصراحة لا أجد مبرراً أبداً , وعلي الإطلاق !! .. وهل في الموت والفقد شماتة وتشفي ؟!
لايهم .. فكلهم إلي زوال .. وكلهم سيلقون هذا المصير إن قريباً أو بعيداً .. المهم مايشغلني الأن , ويشغل كياني وتفكيري المكدود , أن يتلطف حفار القبور معي , ويسند رأسي بعناية ولطف ولين .. ولماذا أقول هذا .. وكأن حفار القبور ينتظر من أبي جزاء , وهو جزء من الحصاد ..
ولماذا أقول هذا .. أواه .. لقد نسيت أن أبي هو الأخر قد مات .. يالهفي علي عقلي وذكرياتي المريرة الأليمة .. فمعذرة لي .. ومعذرة لكم !!

... ... ...


أيها الرجل الترابي
يا حفار القبور الصغيرة
تمهل قليلاً
عيناي تكرهان التراب
لا تتعجل ..
دعني أرى الحاضرين أمام باب المقبرة
دعني أكتشف أصدقاء الغياب
وأولئك الحمقى الذين يضحكون في السر
انتظر أيها الترابي..
كلما كنت طيباً ورقيقاً معي
إذا أسندت رأسي بعناية ولطف
سيعطيك أبي ما تشاء من الحصاد

... ... ...

لاتنزعجوا مني .. أرجوكم .. حين أقص عليكم مايدور بنفسي , وماينشغل به فؤادي , ومايعتمل بعقلي من أفكار ,, فمعذرة ,, لأنها قد تقترب من الوهم .. أو تتلامس مع حدود التوهم .. فقد كانت أثناء حياتي تنتابني حالة تكتبني , وتكتب مايدور بي من هلاوس أو أمراض , أو حتي مركبات النقص التي كنت دوماً أعتقد أنني اتخلص منها بإصطناع حالة من حالات الرضا , أو إلتماس حد من حدود القناعة القهرية , لتبدو وكأنها حالة رضاء بما أنا عليه في حياتي , أنا وأسرتي , وكنت حينما تكتبني الكتابة أبدو في جميع حالاتي , بداية من اليأس أو الإحباط والقنوط , مروراً بالسعادة والفرح ولحظات الحبور ,, كانت الكتابة تكتب نزواتي أحياناً , وتكتب نزقي واحتياطاتي وحذري الدائم المخيف من أن يكتنه سري أحد , فقد كنت اخاف أن أتحدث عما يدور بنفسي , وأخشي أن أبوح بما تحتويه سريرتي , ومشاعري كانت وكأنها في جب عميق , وأحاسيسي كانت في أسر دائم , كانت العادات والأعراف والتقاليد أقوي من الدين , كنت أؤمن بأن الآلهة تعفو وتغفر وتسامح , وكنت أؤمن كذلك بأن المجتمع لايعرف العفو أو الغفران والتسامح , وكأن مايبدو للمجتمع والناس من أخطاء أو خطايا في الليل , سيكون مكتوب علي جدران البيوت والمنازل مع مطلع أول ضوء للنهار ..
عفواً .. مايحزنني الأن أثناء موتي .. أن الكتابة لاتستطيع أن تكتبني .. ولا أستطيع أن أسجل هفواني وآمالي وأحلامي وطموحاتي التي استمرت طوال حياتي مشلولة علي عتبات الإنتظار , ودرجات الأمل البائس ..
لو كان بمكنتي أن أتذكر قبل موتتي , أن أكتب في وصيتي , أن يتركوا في قبري العديد من الأوراق الملونة , والكراسات والكشاكيل , مع مجموعات متعددة من الأقلام بألوانها المختلفة .. ياليتني تذكرت ذلك , وكتبته في وصيتي .. ولكن .. منذ متي ووصايا النساء تنفذ , أو يعتد بها ..

ولكن مازالت أمامي فرصة أخيرة لو يسمعها حفار القبور , ويأخذ بها , ويجعلها محط إهتمامه ويوليها رعايته, وينفذها .. فربما يأتيني شيطان الكتابة ويأتي علي هيئة طائر حزين .. فأكتب ماتريدني الكتابة أن أكتبه , عن حياتي , وعن أخطائي , وخطراتي وعبراتي وحسراتي وآمالي وطموحاتي وأفراحي وأتراحي , وعن سبب وجودي في الحياة ,, بل .. وسبب موتي , وانتقالي إلي ما أنا فيه الأن , حتي أصف لمن يأتوا بعدي تلك الحالة التي أمر بها في صدق سرمدي , وحقيقة أبدية , ووعي كامل بالمطلق اللامحدود ..
فهل سيستجيب حفار القبور لكوب ماء , وأوراق وأقلام ملونة ليضعهم معي في قبري ؟!
... ... ...

هل تستطيع إذن
أن تترك بجواري كراسة
وقلماً ملوناً وكوب ماء
ربما يزحف شيطان الكتابة هنا
ربما يجيء على هيئة طائر حزين


... ... ...


أواه .. ماهذه الحالة التي يبدوا عليها هؤلاء الناس من مشيعي موتتي , والقائهم النظرة الأخيرة علي جثماني المسجي علي خشبة , لقد كانوا يتمنوا أن ألقاهم , وأن أتحدث معهم , وأنا التي كنت أتحفهم بالهدايا , وأستضيفهم للطعام والشراب والفواكه وأنواع الشيكولاتة الفاخرة التي مُنعت عني بأمر الطبيب , وكنت أصر علي شرائها لهم , وكنت لا أؤخر لأحد منهم طلب , أو رجاء , فقد كان رجاؤهم وكأنهم أمراً لي أخذه علي محمل الجد والإهتمام والرعاية , وكأنت طلباتهم أتقبلها منهم بلطف وسرور , وأنفذها لهم , وكنت أعود مريضهم , واسهر معه , وألطف عنه مرضه , وأواسيهم في أحزانهم , وأشاركهم في أفراحهم , وكأن فرحهم فرحي , ومسراتهم مسراتي , فلماذا يظهروا بتلك الصورة القبيحة المتأففة من بقائهم علي شفير قبري دقائق معدودة , وأنا التي ضيعت عمري معهم وعليهم .. !؟
لماذا يبدون وكأنهم تعبوا من إنتظار دفني , وكأنهم يتعجلوا دخولي القبر بسرعة , وإهالة التراب علي جسدي , لماذا يظهروا بصورة متململة , وكأنهم هم من يحملوا جثتي علي أكتافهم, وكأنها ثقيلة عليهم لايستطيعوا حملها , !؟
ولماذا هي هيئتهم المتأففة , ليس حزناً لوفاتي وفراقي , ولكنهم كحمالين أجولة ثقيلة في الأسواق ويصعب عليهم حملها , وكأنهم سيسقطوا بها علي الأرض مللاً وضعفاً وكأن قواهم قد خارت ..
ألهذا الحد كنت أهون عليهم , وكان فراقي لهم أمراً ميسوراً , وفقدانهم لي وكأنه أمراً لايبعث علي ألم الفراق والفقد والرحيل الدائم ..
ليتهم ما أتوا لتشييع جثتي .. ليتهم ما كانوا من الموجودين .. لو كانوا من المفقودين في جنازتي كان أسهل وأهون علي نفسي المتألمة بمشاهدتهم .. ولكن .. لا مجال للحزن .. والأسي .. لا مجال مطلقاً لأي أهتمام بهم .. فهم كالوهم سواء .. وما هي إلا لحظات ,, وسيتركوني وحيدة أنام في العتمة وحدي , وكأن عتمة الدنيا لم تكفي حتي أواجه مصيري مع العتمة الأبدية , ولا يمكنني إلا أن أقول .. وداعاً للغش والكذب والنفاق .. وقبل أن أقول وداعاً للمرة الأخيرة .. لي طلب أخير من حفار القبور:
أن يغلق باب المقبرة الطيني ببطء وهدوء , وأن يعود بعد ذلك إلي زوجته وأطفاله المُتعبين والمهدودين من الملل والرعب والخوف , ويأخذ زبائن الملل والرتابة من مشعين جثتي , ممن ظننتهم أصدقاء أوفياء , وخلان أصدقاء , وهم علي خلاف ماظننت ..
والأن .. سيتركني وحيدة في العتمة .. أنام مع السكون ووهدة الصمت المطلق بلانهائيته المطلقة ..
... ... ...

أعرف أيها الحفار
أعرف أن كثيرين تعبوا من الانتظار
هاهم يتململون كالحمالين في الأسواق
أسرع كما تشاء
أغلق الباب الطيني خلفك ببطء
ضع التراب على التراب
خذ زبائن الملل والرتابة
عد لزوجتك وأطفالك المتعبين بالخوف
دعني هكذا
وحيدة في العتمة أنام

... ... ...


قراءة وترجمة : محمود الزهيري
[email protected]

الشاعرة هويدا عطا _ ديوان"الطرف الاخر من العتمة"*_ المكتب المصرى للمطبوعات _ الطبعة الاولى 2005 _ الصفحات 15 و16 و17 و18 و19 و20 و12_ مصر







#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسم الوطن
- الشاعرة هويدا عطا والإنتحار بالحنين .. في .. صباحات القش * ( ...
- هويدا عطا .. في : مستعصية* .. و .. الماسك بالوهم* مطارحات وم ...
- الحاجز البارد * و.. التحرر من الأسر ! قراءة في نص من نصوص ال ...
- في .. زمن الملح * : الحياء والكبرياء والحيرة الوجودية ( دراس ...
- حديث الأرصفة * جحيم الحقيقة و.. قراءة مراواغات الكذب والنفاق
- قهوة برائحة المطر الاول *
- الهروب من .. -أتكيء إلي لاشيء - * ..
- ناقوس الأحزان
- هي ..
- وحيد !
- زهرة برية !
- غريب !
- الوطن والدين .. و.. عبوة زيت أو كيس سكر
- السيسي وصباحي .. ومسرحية كرسي الرئاسة
- أبولهب وأم جميل.. هل سيبعثا من جديد ؟!
- آمنة باوزير .. والقتل بالترك تحت شعار الإختلاط ممنوع
- تحالف مدنس !!
- طلاق
- حينها تبكي الملائكة !


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - هويدا عطا والحيرة الوجودية عبرعذابات الغربة وتهاويم النفس .. في .. -وحيدة في العتمة .. أنام*- : أوجاع الحنين ومشاق الوجد بين غربة المكان والزمان واغتراب النفس ..