طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4392 - 2014 / 3 / 13 - 13:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اوراق على رصيف الذاكرة ..انتفاضة آذار 1991 .. ب14
أخذ عدد الجرحى يزداد ، وبدأ الخوف يتصاعد فكل جريح يرافقه عدد من المسلحين الغاضبين .. تنوع السلاح الوافد الى المستشفى ولم يعد يقتصر على المسدس والكلاشنكوف !! دخلت ال ر ب ج والقاذفة الأنبوبية ومعها الشرر المتطاير من العيون ! مواطنون عاديون وشباب منتفض ونساء تصرخ وأطفال ممزقين .. امتلأت صالة الطوارئ بالجرحى وعمت الفوضى وكاد الزمام ان يفلت من ايدينا !! رافق ذلك حالات سلب المستشفى! هوجمت دار سكن الاطباء من قبل الرعاع والسلابين .. بدأت عملية نهب لسيارات المستشفى الحكومية وتعدى ذلك الى سرقة سيارات منتسبي المستشفى.. جائت صيدلانية وهي مرعوبة : لقد سرقوا سيارتي .. حاولت ان أمنعهم لكنهم هددوني بالسلاح !! لم يكن لدينا حل ..
في كل حالة اختلال في السلطة وفقدان سيطرتها تعود العراقيون على التعرض لظاهرة ال ( الفرهود!!)..
في سابقة لم تمارسها اي دولة او نظام في التاريخ هي ان الفرهود تدعو له الدولة!! حدث هذا اثناء ( القادسية الثانية ) وقد قيد في سفرها .. ارادت السلطة ان تعاقب من تلاعب باسعار السوق فتفتقت فلسفتها الاقتصادية وتفكير قيادتها الفذة عن معاقبة التجار واصحاب المحلات المخالفين لنسعيرة المواد بأن يسمحوا علنا للناس ان ( يفرهدوا) وينهبوا محلاتهم .. !!! فتكالب الناس غير مصدقين وفرهدوا تلك المحال أمام مرأى أصحابها .. ثقافة الفرهود هذه تكاد ان تكون الجزء الغاطس من جبل الجليد ...!!! الأغرب والغريب هو ان من قام بسلب الدوائر الرسمية والشركات وباختيارات نوعية لما كانوا يفرهدون كان غالبيتهم من موظفي ورؤساء تلك الدوائر !!! بل تعدى ذلك ان البعض من أولئك الموظفون قاموا بسرقة ما تبقى وما استعيد من ممتلكات دوائرهم ومخازنهم بعد ان عادت الدولة واستقرت الامور وسجلت تلك السرقات الجديدة في حقل ( فقدت اثناء صفحة الخيانة والغدر !! )... وفي ظاهرة اخرى كانت اغرب من الخيال هي قيام ضباط الجيش العراقي الباسل والذي سوف يحرر المدينة بمصادرة المواد التي القى بها الشعب المفرهد في الشوارع من ثلاجات وتلفزيونات واجهزة طبية ثمينة جدا وأكياس الطحين والرز والأسلحة .. وحتى السيارات الحكومية المسروقة ومن ضمنها سيارة مدير عام صحة ميسان .. قاموا بمصادرة تلك المواد لحسابهم الخاص معتبرين إياها ( غنائم حرب) !!!
نفس الوصف التاريخي الذي اورده ابن خلدون في مقدمته : العرب قوم سلابون نهابون تحكمهم ثلاث قيم يسيرون وفقها : القبيلة والغنيمة والعقيدة !
يتبع
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟