كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4391 - 2014 / 3 / 12 - 14:44
المحور:
الادب والفن
لم تكن مسألة فقري تُحيّرني من قبل كثيرا فقد كنت أحلم بمستقبل أفضل و أبذل في الدراسة مجهودا خرافيا بل أني كنت أحب الدراسة حبي لأمتع الهوايات و طالما أفرغت فيها شحنات غضبي و قلقي أما الآن فان قلبي قد انكسر بسبب الفقر و ما عاد شيئا كما كان من قبل... إنه لم يحبها إلاّ لأنها غنية فلم تكن ذات جمال و من هذه الناحية فإنني أفوقها جمالا لولا أنني قليلة الاعتناء بنفسي و خاصة في فترة الامتحانات. و لكم أنّبت نفسي يومها حين أهملت الاعتناء بهيئتي كعادتي كلما اقترب موعد الامتحان حيث يكون كل همي الحصول على أعلى معدل حتى أني أنسى أن أنظر إلى نفسي في المرآة. أفكار عديدة كانت تؤلمني و تزيد حيرتي فهل لو كنت غنية كان سيفضلني عليها؟ و لماذا بدا لي ضعيفا أمامها هو الذي كنت أجده مثلا في قوة الشخصية؟ هل يحبها حقا أم يحب فيها ثراءها؟ و أنا ماذا أملك ليحبني أو ليفضلني عليها؟ و انتبهت إلى أنه هو من تقرب لي من أجل مساعدته في الدراسة. إذن أنا من هذا الجانب أملك ما لا تملكه هي. لكن هل يكون بحق رجل على هذه الدرجة من الانتهازية حتى يأخذ من كل امرأة شيئا ينقصه مستغلا ما وهبه الله من قبول لدى جنس النساء. و لكن ما حاجتي حقا لرجل لا يحبني بقلبه و روحه و إحساسه؟ ثم كيف لي أن أجعله يحبني و الحب أمر سماوي يلقيه الله في قلب من يشاء...
كانت هذه أسئلتي المريرة التي كنت أعذب بها نفسي يومها و كانت تنزل على رأسي كالسواطير و لكم عزّت علي الأجوبة حينها فلم يكن أدنى جواب في متناولي و لذلك بقيت أصارع بداخلي شيئا كما الموت و لو كان صرعني لأراحني و ما صرعني حقا و ما أبقاني كما كنت قبله حيّة.
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟