صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:19
المحور:
الادب والفن
26
... ... ... .....
ينمو
وتنمو معه بذورُ الفسادِ
يلتقطُ من قاعِ الأرضِ
ترَّهاتِ الحياةِ
تاركاً كرمَ الأرضِ
خيراتِ الأرضِ
كنوزَ الأرضِ
متشبِّثاً بقشورِ الأرضِ
المغلَّفةِ بالغبارِ
متشبِّثاً بإيديولوجياتٍ
معفَّرةٍ بالدمِّ
بعيدٌ بُعدَ الأرضِ عنِ السَّماءِ
عن جوهرِ الأرضِ
عن مغزى الحياةِ
عن شهقةِ الصَّباحِ
يموتُ الإنسانُ فتحتضنُهُ الأرضُ
احتضاناً سرمديّاً
تستوعبُ الأرضُ قباحاتِ الإنسانِ
لا تميّزُ الأرضُ الأشرارَ عَنِ الأخيارِ
تحتضنُهم جميعاً عبرَ رحيلِهُم الأبديِّ
الأرضُ تحملُ بينَ أحضانِهَا
أريجَ القداسةِ
ترشرشُ بركاتَها عبرَ زخَّاتِ المطرِ
عبرَ أمواجِ البحارِ
شتَّانَ ما بينَ الأرضِ والإنسانِ
بحارٌ من الفسادِ تترعرعُ
بينَ أجنحةِ الإنسانِ
بحارٌ مِنَ الخيراتِ
تولدُ يوميّاً
من أحشاءِ الأرضِ
يغمسُ الإنسانُ لقمَتَهُ
في دنيا الرَّذائل
لا يتركُ رقعةً من وهادِ الكونِ
إلا مرشرشاً فوقَهَا
كلّ أنواعِ الوباءِ
ناسياً حدائقَ المحبّةِ
ناسياً هديلَ الحمائمِ
غائصاً في دنيا من رماد!
...... ..... .... يُتْبَعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من أنشودةِ الحياة!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟