أيلول ألأيوبي
الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:36
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
من ألقائد ألشهيد ( فرج ألله ألحلو ) مرورا" بألقائد ألنقابي ألناصري ( معروف سعد ) ومن ثم اغتيال ألقائد ألتقدمي وألوطني ألمعلم ( كمال جنبلاط ) و ( سهيل ألطويل ) و ( مهدي عامل ) و ( حسين مروة ) و ( سمير قصير) وأليوم اغتيال ألرفيق ألمناضل ألأمين ألعام ألأسبق للحزب ألشيوعي اللبناني , رجل ألحوار وألعطاء وألقيادة , رجل ألقرارات وألعمل وألنضال في أصعب الظروف , رجل ألعلاقات ألدولية بأمتياز , مطلق ألمقاومة الوطنية ضد ألأحتلال الصهيوني , ألمشاكس ألأول للأنظمة ألتاليتارية وألقمعية وألحالم بألديمقراطية والحرية وألعدالة وألمساواة وألتقدم ( جورج حاوي ) وبعد كل جريمة كان ألسؤال نفسه يتردد لماذا أغتالوك ؟
ألقائمة طويلة وقد لا تنتهي الا مع أغتيال جميع مثقفي ألوطن ورجاله ألبراغماتيين ألذين يتمتعون بكريزما ألقيادة وعملانية رجل ألدولة ألحقيقي وألتغيري بأمتياز .
( جورج حاوي ) واحد من هؤلاء ألذين طبعوا في ذاكرة ألوطن بذخيرة من العطاء ألآ متناهي وبصور من ذاكرة ألمقاومة وألمقاومين ضد ألأحتلال واعوانه ألماجورين حيث يكثر تواجدهم أليوم في سلطة فاقدة لرشدها وفي زعامة ألعمامات وألطرابيش واللحي ألمتراخية على وجوه تعبر عن شخصية أصحابها ألمريضة بألطائفية والمصابة بعوارض ألمذهبية ألقاتلة وبآثام ألأنانية ألتي أغتسلت بدماء طاهرة وتلطخت أثوابها به , دلالة على تورطها عن سابق قصد وترصد . انها جريمة اغتيال ألوطن وألحلم وألديمقراطية وألعدالة ألتي طالما حلم بها شهداؤنا ألأبرار وقاتلوا من أجلها وماتوا في سبيلها كألمغاوير . شهداء رحلوا بألجسد وبقيت نفوسهم ألعظيمة لتذكر أليد ألأثمة بما قد اقترفت أو سهلت .
( جورج حاوي ) وألبقية تأتي . تأتي لتزيد وتعمق ألجراح , تأتي لتقتل ألنفس بألنفس , أو بوسيلة ابتدعتها عقول مخترعة للتكنلوجية ألغادرة ألقاتلة لا تلك ألخيرة المصنوعة من اجل التطور وألأختراق وألسرعة وألنمو . لقد أخترعوها من اجل ألأنسان فتاجر بها بعض عديمي ألضمير لكي تستخدم كوسيلة لقتل ألأنسان وألقيم وألأوطان .
جاؤوا مخترقين جسد ألأمة عبر نقاط ضعفها , جاؤوا من حيث أجهزة فصلت على مقياس طائفة ولون ومذهب , جاؤوا فأخترقوا اجهزة كانت معدة لحماية ألوطن وألمواطن ولصون ألأستقلال وتحصين ألكيان وآمنه وللحفاظ على مكاسب ألتحرير ورجالاته , فحولوها سلعة في آياديهم ألقذرة وألمعتادة على ألآثم وألأجرام ومن تاريخهم ألمتناقض وألدموي وألمليئ برموز القتل صبغوها , ومن خططهم ألجهنمية أكسبوها وتلمذوها , فأصبحت تخدم ألمصالح ألشخصية وألأنانية للحكام في قهر ألشعوب وقتل ألوطن .
أخترقوا هذه ألأجهزة عندما أدخلوا عليها كما" من زبائن ألحرب وبعضا" من ألمخربين وحملة سلاح مأجور لقضايا عدة كلها في ظاهرها ألنبل وألأندفاع أللبناني تارة وألقومي طورا" وفي باطنها تسكن آبالسة ألسياسة ألمآجورة وألمنطوية على ألمكر وألفساد وعصابات ألمال ألمسلح بسلاح أميريكي وصهيوني حينا" وسلاح عربي وحدوي حينا" آخر .
عندما وقف هؤلاء ألأبطال ليقولوا نعم للثورة وألتغيير , ليعملوا ألسيف على أيدي ألمختلسين وألسارقين , ليغيروا ما في ألنفوس من ألشحن ألطائفي , لينيروا ألعقول بألثقافات ألوطنية وألقومية وألأممية ألعادلة , وليجعلوا ألأنتماء للقضية وألوطن مذهبا" بدلا" عن المذاهب ألمريضة وألبالية ! أغتالوهم .
عندما ثارا هؤلاء ضد طبيعة هذه ألأنظمة ألخالعة من لباس ألضمير وألمتخلعة في مراقص ألسياسة ألأمبريالية وألصهيونية وألمروجة ألأولى للمخدر ألذي خدر ألعقول ومسح ذاكرة ألمواطن ألتي أصبحت مريضة بمرض ألنسيان وألخرف كألعجزة ألذين يتذكرون كل ألماضي ولا يدركون حاضرهم ! أغتالوهم .
عندما ثاروا ضد ألأنظمة ألمتهالكة على مغريات ألسلطة وجناتها ألتي وصلوا اليها اما بألخديعة وألمكر ألذي تعلموه من سياسة ألجاسوسية ألعالمية أو من مواخير ألسياسة الصهيونية ألتي تعود ألشباب على الفرح يوم ألموت وألقتل بدلا" عن ألفرح في يوم النصر ألحقيقي لا تلك ألأنتصارات ألوهمية ألتي تعيشها ألشعوب ألعربية التي ما اعتادت الديمقراطية وألحرية الحقيقية كسلاح تواجه به ألغطرسة ألأميريكية ! أغتالوهم .
ونسأل بعد لماذا أغتالوك يا ( جورج ) ؟ ألم تكن من هؤلاء ألظافرين في وجه ألصهيونية المعقدة ؟ ألم تكن من ألمناضلين ألأمميين ألذين تخطت أحلامهم حدود ألوطن وهذا ما يرعبهم ؟
ألم تكن من المثقفين وألمنورين وألعارفين بمعنى ألتحرر وألأشتراكية وألمنادي بألديمقراطية كوسيلة ونوع فتاك من ألسلاح في مواجهة ألأمبريالية ؟
ألم تكن أنت وألمعلم ( كمال جنبلاط ) ضد سياسة ألغدر ألأخوي ؟ ألم تكن أنت وألرفاق ألمناضلين مع ألأخوة ألفلسطينين يدا" واحدة ضد ألأمبريالية وألأستعمار ألصهيوني للفكر وألثقافة العالمية وألعربية قبل ألأرض وألتراب ؟ ألم تكن تجسد شخصية ألقائد ألفذ وألمحاور ألمنفتح في آن معا" ؟ ألم تكن شيوعيا" في ألفكر وألممارسة ولبنانيا" في ألسياسة وألمحاورة وعربيا" في ألمقاومة وألتصدي , وماركسيا" غيفاريا" في ألنضال وألأممية ؟
وكيف لا يغتالونك خوفا" على انفسهم من شخص يتمتع بكل هذه ألميزات في آن معا" ؟
كيف لا يخشونك وأنت من تريد فضح حججهم وتثقيف شعبك ألأممي على طريقتك ألماركسية بأمتياز يا رفيق ( جورج ) ؟
كيف لا يخشونك وأمثالك وأنت كاشف عري سياستهم وعهر مخططاتهم وفقدانهم للمصداقية ؟
كيف لا يرتعبون منك وأمثالك وأنت فاضح مؤامراتهم ومقاوم جحافلهم ومسقط أسطورتهم ؟
كيف لا يحاولون قتلك عند كل فرصة سانحة ؟ وأنت وألرجال من قضيتم مضاجعهم وحرمتم عليهم ألرقاد وألنوم بعد تخمة من ألأنتصارات ألوهمية ألتي حققوها على حساب تفككنا وبسبب أنظمتنا ألبائسة وجيوشنا ألمصابة بألكسل كألهر ألأليف ألذي لا يصطاد كون طعامه سيصله لفمه . يبدو أن هذه ألجيوش قد أنشأت لحماية ألسلطات ولتكون وسيلة مخابرات على ألمواطن لخدمة سيدي ألرئيس أو جلالة الملك وصاحب ألسمو .
كيف لا يغتالونك وأمثالك ؟ وأنت من فتح أعين ألشباب وثقفها سياسيا" كي تكون ألمقاومة في وجه ألطائفية ألبغيضة والنضال في وجه ألرجعية ألمتحكمة في أوطاننا وأنت وامثالك من رفعتم لهم ألمعنويات وعلمتموهم ألصبر والجلد وكل سبل ألكفاح في سبيل رفعة ألأوطان وأعلاء شأن ألأمم وسعادة ألشعوب .
لم يعتادوا ألحق كونهم مواربة , لم يعتادوا ألصوت الحر كونهم ألموصى عليهم , لم يعرفوا ألحب كونهم ألضغينة ولم يمارسوا يوما" ألنقد ألذاتي كون لا ذات لهم .
( جورج حاوي ) لماذا أغتالوك ؟
اغتالوك كونك صوت ألوطن ألكبير ليس بألحجم بل بألأعمال .
اغتالوك كونك كنت لهم وأمثالك الفعل بعدما تعودوا أن نكون ردة الفعل .
اغتالوك كونك من مدرسة ألأبطال ألتي ما انفكت يوما" عن تخريج أشبال ألوطن وفرسان ألقضية وأنت في طليعتهم . أونسأل بعد كل ما بيناه سابقا" لماذا أغتالوك ؟
اذا كانت هذه حالنا فمن ألعجب أن لا يغتالوك أنت وأمثالك .
#أيلول_ألأيوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟