جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 21:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بدون اسم
اراد ان يتكلم و لكنه لم يستطع التحكم بشفتيه من الرجفة. كانت الرجفة تخوفه الاكثر و عيون الناس الواسعة التي لا ترحم تركز عليه و كانما تقول له انت لا شيء - لا قيمة لك. كان يعلم انه ليس خجولا و لكن لماذا اذن هذه الرجفة اللعينة؟ سلبته الرجفة الضحك كليا لان الضحك كان يشد عضلات وجه بشدة و يرهقها و يشوش تقاسيم وجهه ايضا. كان يلعن الضحك رغم انه كان بحاجة اليه. لماذا اذن لم يمتنع عن الضحك؟ بصراحة لانه كان يعتقد ان عليك على الاقل ان تبتسم اذا التقيت بشخص تعرفه. أليس كذلك؟ لم يكن يخاف من الغريب او جمهور من الناس الغرباء بل كان يخاف من الناس التي تعرفه خاصة اذا التقى بها بعد غياب.
اراد ان يهرب او يختفي في الارض و هو لا يعلم اين الخلاص. سمع بان هناك حفلات تلبس الناس فيها اقنعة و هو يتمني ان يستطيع لبس القناع دائما لكي لا يرى احد وجهه و يتحرر تحته. ساعدته الكحول وقتيا و تحول الكحول الى قناع يخفيه. هناك ايضا الخلاص في الظلام و لكن اليوم و بسبب اكتشاف الكهرباء اللعين ليس هناك ظلام. ماذا يبقى غير العذاب اذن؟ نعم الحرج الكبير و اخيرا استطاع ان يخرج صوت مؤلم ضعيف من اعماقه بصعوبة: اعذرني لا استطيع التكلم. في داخلي شعور بعدم الارتياح يصعد الى الاعلى ليمتلكني الى الابد.
قلت لا تهتم انت معي لوحدك. لسنا بشخصين.
قال: ارجوك صدقني فانا لست مجنونا او مؤمنا و لا من الذين يتبعون العلم و المنطق. لا ادري لربما مريت انت بخبرة مماثلة.
قلت: طيب لا تهتم ما تقوله الناس - سري سرك.
ثم بدأ بدون توقف: هناك شيء لا استطيع وصفه لانه بدون اسم. ليس هو احساس او شعور و ليس شيئا غيبيا او علميا بل لحظة قصيرة لربما لثانية لا اكثر تنبأ بحدوث حادث جذري يحدث عادة في غضون فترة اطولها سنة لذا فاني اعتقد ان هناك اشياء لا يمكن تفسيرها علميا. هي ظاهرة تأتي و تذهب و اني لا اتكلم عنها لو لم تتكرر لذا احتمال الصدفة يقع خارج القوس.
قبل فترة لا تتعدى بضع سنوات ظهرت في اللحظة التي رأيته فيها يحمل الوالدة من السيارة الى داخل البيت. لقد صدرت منها و منه رسالة خاصة تنبأت بفاجعة و مصيبة كبيرة لا تطاق. و لكن دعنى ارجع الى الماضي بعض الوقت حين صدرت منها هي الاخرى بريق صوبي و هي لم تتعدى 56 سنة اظهرها ناعمة سالمة عكس عاداتها لتفقد حياتها بمرض مفاجيء بعد اقل من اسبوعين و لكني لا اقصد فقط المصائب بل اعني كل التغيرات الجذرية التي لا تحدث الا في فترات بعيدة. كنت في مقهى في عطلة على جزيرة بعيدة عندما بشر البريق بفرحة في الدقيقة التي دخلت فيها مع صديقتها و لكن البريق اللعين صدر من وجهها قبل فترة قصيرة و اني الان في قلق ان يحدث لها مكروه. ماذا اعمل بدونها؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟