أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - نظرية المؤامرة في المجتمع العربي














المزيد.....

نظرية المؤامرة في المجتمع العربي


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4384 - 2014 / 3 / 5 - 08:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا تسيطر نظرية المؤامرة على تفكير الشعوب العربية وتصوراتها؟ تساؤل واضح لكل متابع لأراء الناس السياسية والدينية؟ بحيث تبدو المؤامرة كأنها المفتاح السحري لكل مشكلة أو نظرية كل شيء، بل هي ليست نظرية عندنا بل قانون؟ فكل شيء يصيب الشعوب العربية سببه بحسب هذا المنطق الاستعمار أو أمريكا أو إسرائيل أو أي عدو خارجي؟ كأننا مثاليون وكاملون بلا نقص أو عيب أو خطأ، والآخرين هم من يحاولون الإيقاع بنا؟ وهذا التفكير ما هو إلا آلية التبرير النفسية لفشلنا والتهرب من أخطائنا وإسقاطها إلى الخارج دون أن نحاول تصحيحها أو الاعتراف بها! ومعدومين الإرادة وعاجزون عن فهم أي مؤامرة أو الرد عليها أو إيقافها! ورغم أن اغلب هذه الإشاعات هي ضد مصلحة الناس إلا أنها تلقى عند الناس قبول كبير؟ بعد أن صارت عصاب جماعي في الوعي العربي المريض بالنرجسية التاريخية التي جعلته يعتقد انه أفضل امة؟ الحضارة الخاتمة الأسمى من كل الحضارات التي سبقته والتي لحقته! بعد أن سرقت علومه منه بعد مؤامرات ودسائس أدت إلى استعماره! لهذا لا يمكن لإنسان هذه الحضارة أن يخطأ أو يفشل إلا بمؤامرة! لأن إنسان كهذا مثالي، سوبرماني، حضارته نهاية التاريخ، لا ينظر أليه الآخرون إلا بحسد وغيرة وكره ويتحينون الفرص للإيقاع به! وكلما زاد تضخم الأنا الكلي القدرة عنده، زاد من تسفل الآخر له، لهذا من حقه بحسب هذا المنطق الأعور أن يفكر بنظرية المؤامرة، دون أن يفكر فعليا بالتقدم ودون أن يرى التقدم الذي حوله إلا بكونه علمه المسروق منه! ليعرف مدى تراجعه وتخلفه الكبير بالنسبة لخصمه المفترض! لهذا ليس له إلا العيش في الماضي والتغني ببطولات أمواته، ويتخذ من بلاغة الأجداد بديل عن الفعل والواقع! وانتظار المنقذ الذي سيعيد له أمجاده وكرامته (وهو اعتراف ضمني بعجزه) التي خسرها وفقدها، أو انتظار نهاية العالم التي ستنتهي لصالحه ودخوله الفردوس الأبدي الذي ُوعد به؟ ودخول خصومه الجحيم عقابا على عدم التبعية لحضارته ومحاربته لها والتآمر عليها! هذا الانتظار السلبي والنكوص نحو الماضي هو ما تسعى له السلطة قبل الخصوم لأنه منطق الصخرة التي لا حول لها ولا قوة إلا ما يحركها الآخرين؟ مع ذلك فالعربي يحسد الغربي على حريته وكرامته وحياته التي يعيشها، ويقلده في الموضة وفي استعمال التكنولوجيا واستهلاكها، ويتمنى أن يسافر للغرب و يحصل على الجنسية الأوربية، ويموت بعض الشباب في البحر أثناء محاولتهم للسفر بطرق غير قانونية؟ بسبب اغتراب العربي سياسيا وجنسيا واقتصاديا في الواقع! برغم أن هذا الغرب منحل وساقط أخلاقيا في المنظور العربي الأعور!.
أن نظرية المؤامرة هي الشكل الجديد للشيطان كلاهما فكرة سياسية الغرض منها تبرير فشلنا بعدو خارجي وجعله شماعة وتبرير للفشل وتنصل من المسؤولية وتبرئة الذات من كل هذه الشرور والعيوب والأخطاء، ونحن نرى أن هناك دول تسمى بالشيطان من ِقبل أعدائها، ونسمع نظرية المؤامرة في الجدل المذهبي الديني. أما السلطة الحاكمة فهي من تنمي هذه الأمراض، المؤامرة والشيطان، فهي مثل الفرد تبرر فسادها وفشلها في التقدم والعدالة والرفاهية والمساواة والحرية، بعدو خارجي أو داخلي تحمله مسؤولية هذا الخطأ وتدعو الناس لمحاربته حتى يتحقق المجتمع المثالي، لأنها سلطة مقدسة أو سماوية لا يمكن أن تخطئ أو تفشل!(1) لكن الحقيقة أن الفرد انعكاس للسلطة وليس العكس كما شبهة السلطة بالفرد، ولا شك أن هذا العدو يجب أن يكون قوي وذكي جدا يتحول ويتغير بخططه لا يمكن قهره بسهولة، وحتى لو قهر فانه يتجدد في قوته دائم الخطر! أي عدو ابدي! حتى يعطي فرصة للسلطة للاستمرار وتبرير فسادها الممنهج! وهكذا تستمر الشعوب تركض وراء الجزرة المتدلية من فوق ظهرها بصنارة دون الوصول إليها قط! وهذا سر نظرية المؤامرة عند السلطة.
هذا لا يعني أن نظرية المؤامرة غير موجودة فهي كأي نظرية وجدت لتفسير ظواهر سياسية، لكني أتحدث عنها حين تصبح أسطورة وهوس َمرضي تغذيه وتضخمه السلطة حتى تصبح مقاومة نفسية من الناس أنفسهم ضد تغييره.
ــــــــــــــــــ
1ـ أن ردود أفعال السلطات حول المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في البلدان العربية بأنها مؤامرة خارجية أو داخلية تؤكد ما أقول.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الموبايل في المجتمع العراقي
- نقد الفكر الطائفي السني الشيعي*
- مدخل نفسي وانثربولوجي لأسطورة الشيطان
- الطائفية الاجتماعية بالعراق*
- التحريف النفسي للاستبداد السياسي العربي*
- الطائفية الماسوشية بالعراق
- مدخل إلى علم اجتماع الشيعة
- متى يدخل إبليس الجنة؟
- فلسفة (بروس لي) وعبقريته
- فلسفة الإنسان
- مستقبل سوريا بعد الحرب
- (هذا أبو إسراء)!
- بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي
- مدخل اجتماعي ونفسي لظاهرة ألاعتقاد بالأشباح
- تسونامي الاحتلال الأمريكي للعراق
- ثقافة الخرافة في المجتمع العراقي
- ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا
- سلطة المرأة الظل في المجتمع العربي
- وسائل الاتصال الطائفية بالعراق
- مظاهرات الفلوجة بالعراق؟


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - نظرية المؤامرة في المجتمع العربي