أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الإله بسكمار - فصل من رواية قيد الإنجاز - الكباحي -















المزيد.....

فصل من رواية قيد الإنجاز - الكباحي -


عبد الإله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 03:19
المحور: الادب والفن
    


بعد ابن سوسان وانتحار حكيم وانشقاق عبد الرزاق ، أصبحت سهامه موجهة نحو الطرابيش باعتبارهم مسؤولين عن مصائبه ومآسي العالم يصرخ بحقد ملتهب " الاستغلاليون ، سارقوالجلود والملاعق والتجزئات والأموال " ومن عجب أن ميلود لم ير إلا هؤلاء في الواجهة ومثله رفيق الدرب حقيقة ومجازا الشاب المتمرد عبد الرزاق بن الشريف الذي رافقه لفترة في فضاء ابن سوسان ثم حرض وصرخ وانسحب نهائيا من شبيبة الطرابيش ، بعد صدمة انتحار حكيم كما وجه سهامه لأبيه باعتباره صديقا حميما لزعيم حزب الطرابيش بالمدينة ، ينفجر كل التراكم الكمي والكيفي بالجامعة ، في خضم صراعات الجبهة التقدمية ضد النظام ، فتناغمت الأشياء والمواقف : صدمة في عمق الروح إلى تفاعل مع الأحداث. كثيرا ما عاينه عبد الهادي وهو يشرع جريدة الشباشب ويطالعها أمام الملأ في قلب قبة السوق ، عند مدخل باب الزيتونة ، عبر أدراج باب الجمعة ، بجانب أقواس أحراش .
القاعة شبه فارغة ، بضعة مناضلين ، والناس في الخارج بالكاد يتساءلون من هم هؤلاء الشباشب ، داهمه العجب من هذا الاندفاع المحموم نحو نظام تدبير مزرعة الحيوان ...الأمور بسيطة مبدئيا ، حساسيات ، ضغوط ، مظاهر حرمان ، لكن اللهيب توجه نحو الخارج ، نحو البلاد " حزب الطرابيش هو المسؤول عن مأساة مزرعة الحيوان" .
السياسة تمثل الوجه والقناع ، اكتشفها عبد الرزاق أولا صديق الدرب والعائلة ثم لاحت لعبد الهادي مؤخرا وبعد فوات الأوان .... " لا تنخدع فباسم الوطنية والنضال والشعب اقتنى أكثرهم الضياع والتجزئات واستفادوا من المأذونيات والصفقات بعد أن كان بعضهم لا يملك عشاء يومه ..." لم تختبر هذه الدنيا وهذا البشر بعد ياولدي ...كانت نظرة عميقة من الصديق تنطق بألف معنى....
هذه المرة يتقاطر الشباب من كل حدب وصوب على المقر وقاعة السينما ، سرعان ما انتعش الأمل بأن تمتلئ القاعة على عكس المرة السابقة : الشعارات واللافتات وفي الوسط علم أرض البرتقال الحزين تحفه صورة الشهيدين ونغمات الشيخ الضرير ، دخل الزعيم يلوح بيديه وعلامة النصر فاشتعلت القاعة صراخا وحماسا.
ينشغل بالتدبير العام ، بالأحداث والوقائع ، كما تنقلها نشرات الأخبار والجرائد المكتوبة وعدد قليل من مجلات الشرق ، ومثلما يتمثلها محيطه وأصدقاؤه ، يقض مضجعك في الحقيقة أنك تهرب من شيء ما ، لعله الجسد.. لعله الفراغ والحرمان ...التعثر في التمارين والأنشطة المدرسية... لو عاد إلى صالون السي عبد السلام بقبة السوق لاستمع لحكايات جديدة واستمتع بأخرى متجددة ... شيقة وساحرة كالعادة وقبل هذا وذاك ، الأنثى التي ظلت حلما قصيا وراء السحاب ، لعله المحيط نفسه ، لو تيسر له أن يعيش في مدينة أخرى أكبر وأوسع لكان حجم تجاوبه مع الزمن كبيرا وخلاقا ، رغم ذلك فخيط سري وأبدي يربطه بهذه الأم الرائعة : تازة وكيف يستسيغ الاختيار إياه والجميع حوله يهذي خوفا وتوجسا " أخطي رأسك من السياسة ...المخزن قاد بشغلو " لا تهزأ ياعبد الخالق ، لا تستخف ، كل إنسان لنفسه وهو أسير تجربته الخاصة التي لا تشبه غيرها ، لكن مع ذلك يمكن أن تنسخ ذات الصفحة بتعديل يختلف حجمه بين هذه الحالة وتلك ، ميلود ، عبد الرزاق المتمرد ، الراحل المنتحر حكيم، منصف المهاجر المتنصر ، ثم يأتي دوره مع أمثاله وأمثال أمثاله.
يشير الزعيم الشبشوبي بعلامة النصر " المستقبل للشباب لا الشيوخ ونحن حزب الشباب "،ألا ترى التقارب اللفظي بين الشباب والشباشب ؟ تكاد صورتا الشهيدين تنطقان بملامحهما " لقد نهبوا المزرعة ، قمعوا…. ، استغلوا ….وأفقروا الشع…." " الإرها... لا يرهبنا " نريد فتح صفحة جديدة مع أصحاب الشأن في هذا البلد بإطلاق سراح المدفونين تحت وفوق الأرض وعودة المنبوذين والكشف عن المختفين" " يامه ياع..ر.لا بد من الانتصار"" لا صحة لا تعليم ياتازة الله كريم "" مخلصون مخلصون لابن بر وابن جل" " عيش عيش يامسكين مطيشة ولات ستين"" التعليم الطبقي أولاد الشعب فالزناقي ""والشباب بطبيعته كان أميا أو مثقفا يرفض الغموض والتعقيد والالتواء ، ويطمح إلى فكرة شاملة ، لا تبرر الواقع والإخفاق وإنما تعبر عن الواقع..."، تصرخ القاعة " بالروح بالدم نفديك ياعم...."، يندغم صوت الزعيم مع صوت الشهيد مع صوت التقرير " جماعية علمية هي أساس التنمية " " ولا حرامين " أضاف عبد الهادي معلقا ......اللافتات تنطق أيضا على طول وعرض جنبات القاعة ، لو خاطوا نصفها لكسوا عراة دار الخيرية بكاملهم" الاتحاد الشبشوبي استمرار لحركة التحرير الشع...." " نريد ويريدون ...نريد حكما من الناس والى الناس ، مزرعة واحدة للجميع ويريد رموز الأقلية إبقاء ممثلي الأمة تحت الحجر" " يقولون إن الواحد الأحد لم يشرع للملكية الجماعية ونحن نقول إنه لم يشرع للصوصية في مزرعة الحيوان " شعار وصراخ وبين الصراخ والصراخ صراخ " .
تداعى كثير من الشباب واليافعين نحو الحركة الشبشوبية ، على نحو تلقائي غالبا ، أشياء عديدة كانت تشدهم إليه ...سحر اللغة والشعارات فهؤلاء يملكون الأفئدة بالفصاحة والمصطلحات المليئة بالنعوت والأحوال والصفات...يغريهم الشباب الناضج الذي التحق قبلهم ، ولا تنس ياعبد الهادي الشهيد الذي سقط مؤخرا مضرجا بدمه وسط البيضاء ، على يد عصابة ظلامية رجعية ، اتضح تورط الأجهزة في الجريمة ، حديث المدفونين والمنبوذين و المختفين يستطيع لوحده أن يشد بالتلابيب ، تفاعلت بدورك وفي داخلك ، لكنك لم تندفع ، ظللت تزور ابن سوسان وتنشط بناديه رغم كل شيء ، وترقيت في سلمه فأصبحت عريفا لطليعة ، يريد مزيدا من الاستفزاز والتحدي للطرف الآخر، وتصادف الاستمرار مع تزايد الضربات من طرف ميلود، فعاكسته على طرفي نقيض ، معاكسة معاندة لا غير ، بل شاركت في بعض تجمعات وأنشطة الطرابيش الانتخابية، لمجرد أن أخاك ميلود مع الشباشب وإلا فأية سلفية أو وطنية غابرة ستقنعك في ذلك الإطار الكهل المهترئ ، صرخ زعيم محلي للطرابيش " نحن من جاء باستقلال البلاد ، شعارنا هو الإسلام ولا شيء غيره ، كمثال في عهد عمر بن عبد العزيز ، لم يعثروا على من يعطوه الزكاة..." سمع عبد الهادي هذيان الرجل هتف في داخله " انك كاذب من سلالة كاذبة " ، نزل زعيم وطني للطرابيش إلى النادي وهو في نفس الوقت مقر تنظيمهم فتسلل إلى قاعة المحاضرة عدد من الشباشب ، لم يملكوا أن يمنعوهم ، نشبت المعركة ، كانت سجالا كلاميا حاميا ، أبلوا وأبلى البلاء الحسن ، تعنت وتعنتوا، لعب ولعبوا بالألفاظ والمفاهيم والمصطلحات، نهض أحد الطرابيش يهتف بالزعيم الراحل والحي معا ويدعو بالثبور والويل على الشباشب والمنفصلين يتامى الزعيم المختطف ، ثم صب جام غضبه على الملاحدة والأمميين أجمعين ، فرفع الطرابيش الحاضرون أكف الضراعة إلى العلي القدير مع فاتحة جماعية ضد هؤلاء ودعوا عليهم حيث تحولت الجلسة إلى مجمع مهيب "للطلبة" ....يتبع



#عبد_الإله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الجمعة او حدائق تازة المعلقة ..تناغم الزمان والمكان
- الاتحاد الاشتراكي وقواته الشعبية …..يسار مؤجل
- وداعا السي محمد
- المغرب وأخلاق الحالة المدنية
- وطن إسمه المغرب....
- زعماء في الدرجة الصفر
- الوحدة الوطنية : التباسات وأسئلة
- ضد الشعوبية الجديدة
- صناع الهزائم ....
- الرموز لا تموت .....
- رحل الفاجومي ..... لنقف من فضلكم
- التعليم بالمغرب والسور القصير
- ...ومن لهذا الشعب ؟؟
- بين الكائنات الورقية والبيولوجية
- ماذا تبقى من الحركة الوطنية ؟
- 20 يونيو.....ايقاع الذاكرة والعبرة
- النادي التازي للصحافة : دينامية نضالية في خدمة التنمية
- الخطاب العرقي ....الى أين ؟ ( 2 )
- جوانب من تاريخ المشروبات المسكرة بالمغرب الوسيط
- بعد هدوء العواصف المدمرة : الحصيلة والتساؤلات


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الإله بسكمار - فصل من رواية قيد الإنجاز - الكباحي -