أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - رفقا بجيشنا!















المزيد.....

رفقا بجيشنا!


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يستطيع كائن أن يزايد على حب المصريين لجيشهم واحترامهم له منذ عهد أحمس طارد الهكسوس.. وحرصهم عليه باعتباره الأمل في حماية البلاد من أطماع داخلية وإقلية ودولية.. وأغبى ما يفعله طبالو كل مرحلة أن يشهروا سيف الإرهاب الفكري، في وجه من يتبنى رأيًا معارضًا، أو ينتقد قصورا أو فسادا في هذه المرحلة، بتهمة جاهزة تصمه بأنه كاره لجيش بلاه ويريد هدمه!!
وكالعادة يتصرف هؤلاء الطبالون بنفس منطق الدبة التي قتلت صاحبها.. فهم لا ينتبهون إلى أن هذا الاتهام يكشف أنهم ـ من داخلهم ـ يعتقدون أن الجيش هو الذي يحكم البلاد فعليا، ويكرس في وجدان الجميع في الداخل والخارج هذا الاعتقاد، وهو ما يصب في خانة من يرددون تهمة الانقلاب العسكري، ويقوي من حججهم!
وتكشف المشاهد الجارية ، كل يوم، أن هؤلاء الطبالين يعملون ـ في الواقع ـ ضد مصلحة وسمعة ومكانة جيشنا العظيم، ويسيئون إليه، ولا أستبعد ان يكون بعضهم عامدًا! فما أن تم الإعلان عن جهاز قيل أنه "يعالج" مرضى الإيدز وفايرس سي "في أيام"!!، حتى انطلقت الأبواق والطبول من أشخاص لا علاقة لهم بالعلم ولا بالطب؛ في حين لم يصدر عن أي مؤسسة طبية أو كليات الطب، أو أي مؤسس علمية تحترم مصاقيتها أي رد فعل لا سلبا ولا إيجابا! ولما كنت من أبعد الناس عن فهم العلوم الطبيعية ـ مثلي في ذلك مثل كثيرين لم يتورعوا عن التهليل والإدلاء بدلوهم، كما لو كانوا قد أجروا بأنفسهم التجارب على الجهاز وتأكدوا من فعاليته ـ فقد اخترت أن أنتظر الكلمة الفاصلة من مؤسسات علمية ذات مصداقية؛ فاختراع من هذا النوع ـ إن صح ماقيل عنه ـ سوف يمثل ثورة علمية هائلة تنتظرها البشرية جمعاء، وينقل أساليب العلاج نقلة نوعية تعطي املا في الحياة لملايين من المرضى وذويهم.. ولا شك أن اختراع هذا العلاج على أيدي مصرية، تستحق نوبل عل أقل تقدير، يعني فخرا نتمناه جميعا ليعيد لنا أمجاد أم الدنيا وأفضالها على الدنيا!
وعلى الرغم من انتقادات كثير من المختصين استبعد بعضهم جدية الاختراع أصلا، ورأى آخرون أنه ـ في أحسن الأحوال ـ مازال قيد البحث ومازال أمامه المزيد من التجارب للتأكد، وإن إعلانه بهذه الطريقة لا يليق بكشف علمي له أهميته، خاصة وأن هناك تقاليد وإجراءات متعارف عليها للإعلان اختراع بهذا الحجم! غير أن المهللين، ومعظمهم أصلا غير متخصصين، سرعان ما انهالوا سبابا واتهاما على المشككين ـ حتى لو كانوا متخصصين ـ بل، وعلى أمثالنا من ارتأوا الانتظار حتى تثبت صحة الاختراع، ووقتها يكون للاحتفال معنى ! واعتبروا ان مجرد التأني والتريث، وعدم المشاركة في هوجة التهليل بلا فهم، يعني كراهية الجيش وعدم تمني الخير للوطن!
وهنا يكمن الخطر!، فقد تبين بعد ذلك أن مخترع الجهاز ليس طبيبا وإنما كيميائيا عرف عنه العلاج بالأعشاب، كما تبين أنه ليس له علاقة بالعسكرية أصلا ، سوى أنه حاصل على رتبة شرفية! وهو ما يدعم حجة أمثالنا ممن طالبوا بتخفيض نغمة التهليل قليلا حتى يتبين الخطي الأبيض من الأسود، حرصا على سمعة جيشنا ومصداقيته! ويؤكد أن حرص هؤلاء المهللين ـ بلا فهم ولا تخصص ـ على سمعة الجيش، ليس فوق مستوى الشبهات!
أضف إلى ذلك الإفراط في الظهور الإعلامي لقيادات عسكرية، الأمر الذي أتمنى أن يتم تداركه حفاظا على هيبة جيشنا.. فربما كان القائد العسكري حجة في تخصصه، ومقاتلا لا يشق له غبار في ساحة الوغى أو قامة لا تطاول في العلوم العسكرية؛ لكنه غيرمتخصص في مخاطبة الجماهير!! ومع إصرار المهللين على اسباغ القداسة على أي فرد يرتدي الزي العسكري، صار من الجائز أن ينسب تعبير غير موفق إلى المؤسسة بكاملها..ومازلنا نتذكر الضجة التي أحدثها تصريح قاض عسكري بأن العامل في "بنزينة" تابعة للجيش يماثل الجندي فوق دبابته، ومن ثم فمن يختلف مع عامل في "بنزينة" تابعة للجيش سوف يقدم لمحاكمة عسكرية!
ومنذ أيام، صرح لواء عسكري في مقابلة تليفزيونية أن لدينا ما يثبت ملكيتنا لثلث أثيوبيا، وإننا يمكن أن نرفع دعوى لاستعادتها! وهو كلام لا يختلف في تأثيره عن الاجتماع السري الشهير لمناقشة سد النهضة في عهد مرسي، لن يجلب علينا سوى السخرية! ولا يليق أن ينسب هذا الكلام للمؤسسة العسكرية، حتى لو كان ما يقوله سيادة اللواء من باب "التهويش"، فهذا ليس تخصصه، وكان يكفي أن يسند هذا الكلام لأشخاص، يجيدون القيام بهذه المهمة، وما أكثرهم في وسائل إعلامنا! لكن أن يصدر عن لواء في الجيش فهذا ما لا ينبغي له، ولا ينبغي أن ينبري "المبرراتية" لتبريره .. ففي هذه الحالة على الجميع أن يلتزم الصمت أملا في أن يمر الكلام مرور الكرام.. ولكن للأسف لدينا كثيرون ممن يعانون إفراط في إفرازات غدتي التبريروالنفاق. وهم ـ بنفس منطق الدبة ـ يكرسون الفكرة وينشرونها عبر تبريرها والدفاع عنها، بدلا من تجاهلها.
ولعل أخطر ما يفعله هؤلاء، أنهم يقلبون الحقائق رأسا إلى عقب.. فقد صاروا ينسبون جيشنا إلى أشخاص!! مثلما كانوا يقولون من قبل "مصر مبارك"!! وبحت أصواتنا ونحن نقول إن الوطن لا ينسب لأشخاص، وإنما ينسب إليه مواطنيه!! وكذلك المؤسسة العسكرية المصرية، بما لها من مكانة عظيمة وتاريخ عريق، لا يمكن نسبتها لأفراد، بحيث إذا ثبت على هؤلاء الأفراد خطأ أو فساد ينسب للجيش كله!! وإلا كانت خطايا الانفتاح والفساد في عصر السادات تنسب ـ لا سمح الله ـ لجيشنا باعتبار السادات قائده الأعلى، وكانت خطايا النهب واستغلال النفوذ من عصابة مبارك تنسب لجيشنا، باعتبار المخلوع "صاحب الضربة الجوية".. ولا شك أن اعتبار أي نقد يوجه لفرد من أفراد القوات المسلحة إهانة للقوات المسلحة بأكملها، جريمة أخشى أن ندفع ثمنها جميعا، لأنها تقلل من شأن المؤسسة العسكرية وتجعل سمعتها ومكانتها مرهونة بأفراد منها!! فماذا، لو ـ لا قدر الله ـ اتضح في نهاية المطاف أن سيادة اللواء الذي أعلن عن اختراع الجهاز العلاجي تسرع في إعلانه، وإنه كان يتعين عليه أن يتأنى حتى تظهر نتائج التجارب والاختبارات على النحو المعتاد في هذه الأمور؟ وماذا لو تسببت تصريحات السيد اللواء عن اثيوبيا ـ التي تعتمد على وثائق تاريخية ـ في ارتفاع أصوات تطالب بعودة السيطرة المصرية على الأراضي التي كانت تحت حكم رمسيس الثاني، أو المطالبة باسترداد الأندلس؟
أرجوكم، ابعدوا هذيانكم عن جيشنا ـ فالناقد لأخطاء أفراده، يكون غالبا أكثر حرصا على كرامة الجيش من المهللين ـ واتركوا لنا آخر مؤسسة عشنا نحترمها، رغم جرائم أفراد انتسبوا إليها، وهي لا تنتسب إلى أفراد وإنما يشرف بالانتساب إليها كل مصري.






#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن شرطتنا
- مطلوب ثورة!
- حصنوا أبناءنا
- اختيار رباني!
- السحر والساحر
- العصفورة.. والدروع البشرية
- بين الهيبة والخيبة
- المخلوع شامتًا!
- مؤامرة على الإسلام
- هذا الرجل نحبه
- أمهات السادة الضباط!
- القصاص القادم ممن؟
- شافيز..زعيم تحبه الشعوب
- تأدبوا في حضرة الشعب!
- هتك عرض الدولة
- أهنتم أمهاتكم!
- ارحل ومعك أبو الفتوح
- بفلوسنا!
- دروس وبشاير يناير
- الجماهير هي الحل


المزيد.....




- بـ10 نقاط.. خلاصة مناظرة بايدن وترامب على CNN
- رغم إلغاء مشروع القانون المثير للجدل.. الكينيون يطلبون العدا ...
- ما هي المدينة الأكثر ملاءمة للعيش لعام 2024؟
- لا بايدن ولا ترامب.. ماسك يكشف عن -الرابح الأكبر- في المناظر ...
- 19 طالبا من جامعة ملبورن يواجهون التهديد بالفصل بعد مشاركته ...
- مقتل أربعة أشخاص بسبب اصطدام قطار بحافلة في سلوفاكيا
- شاهد: باندا تايوان الوحيدة تحتفل بعيد ميلادها الرابع: حلوة و ...
- أبرز لحظات المناظرة الرئاسية بين ترامب وبايدن
- 110 سنوات على مقتل ولي عهد النمسا، أو أشهر اغتيال في التاريخ ...
- الانتخابات الأمريكية والشرق الأوسط: تاريخ من الاستثناءات


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - رفقا بجيشنا!