أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي -10-














المزيد.....

لن أبيع لحمي -10-


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


و في يوم سيء كطالعي و قبل الامتحانات بفترة قصيرة بقيت بالمدرج بعد الدرس أتحدث إلى أستاذي الذي طلب مني تمكينه من مذكرات الدروس التي أملاها علينا حتى يقوم بطبعها لبقية الطلبة باعتباري الطالبة الأكثر مواظبة و تميزا دراسيا و عند خروجي من المدرج و قد كنت حينها في حالة من الإرهاق الشديد كعادتي في فترة الامتحانات و إذا بي أراه يقوم من على الكرسي الحجري الذي يجلس عليه هو و مجموعته في ساحة الكلية ليتقدم باتجاهي. لم أصدق نفسي حتى أنني التفتت ورائي لكنه بادرني بالقول : يا أهلا و يا سهلا بأحسن معدل في الجامعة. ابتسمت له و أنا مذهولة أريد أن أفرك عيني لأتأكد أنني لا أحلم أو أتخيل أن هذا الذي يتحدث إلي الآن هو من يسكن قلبي و بالي منذ شهور.
واصل حديثه قائلا لي:- هل تتكرمي يا أنجب طالبة و تساعدي طالبا كسولا أضاع أكثر عامه في اللهو و النوم...
أجبته دون تردد و بتماسك مصطنع: "باهي" و لكن كيف تريدها هذه المساعدة؟
قال لي: نراجع معا في مكتبة الكلية ساعة أو ساعتين في اليوم خلال أسبوع المراجعة هذا إلى غاية يوم الامتحان.
و كدت أفقد توازني من شدة الفرحة و الذهول... أحقا سأجلس إلى جانبه و سنراجع الدروس معا...أحقا ما سمعت أم أنه محض تخيلي و لم أكن لأطلب من ربي أكثر من هذا فقد كان هذا منتهى أملي و أحسست لحظتها أن الله قد استجاب أخيرا لدعائي و حقق لي أغلى أمنية تسكن قلبي منذ أن احتله كأقوى ما يكون الاحتلال عشق هذا الرجل الذي لم أرى مثله في الرجال.
قلت له في الحين:" هل تريد أن نذهب الآن إلى المكتبة؟ لقد كنت في طريقي إليها" لكنه استوقفني بابتسامة آسرة و بنظرة لم أرى أروع منها أو أجمل و قال:" لا لا أرجوك ليس الآن... لنبدأ في تطبيق البرنامج غدا صباحا، و أرجو أن تترفقي بي فلست على قدر نسقك في المراجعة..." قالها برقة و عذوبة حتى كدت أن أقول له: بل رفقك أنت بي سيدي! إنني أضعف من أن أتحمل كل هذا السحر الذي و ضعه الله في رجل واحد!
و لأني أردت لهذه اللحظة أن تدوم دهرا فاني لم أشأ أن أتركه يتركني بسرعة رغم أن موعدنا هو غدا، و غدا فقط. و رغم أن ما سمعت و ما رأيت منه اللحظة يمكن أن يجعلني أعيش على حلاوة ذكراه لأيام و ليال لا بل لأعوام قادمة.
قلت و أنا أنتحي به جانبا لنقف تحت ظل شجرة قريبة:"الشمس حارقة هذا اليوم ورأسي لا يتحمل الحرارة كثيرا"
أجابني بلؤم محبب:" اللطف عليك يا "للاّ" و على راسك..." ثم واصل بثقة و كأنه يعرفني منذ زمان بعيد :" اسمعي سيدتي، أنا أقبل كل شيء إلا أن تلعبي برأسك، و خاصة في هذه الفترة التي نحن في حاجة إليه و لذا فاحذري أن أراك بعد الآن تمشين تحت الشمس دون مظلة و إلا...فسوف أعاقبك عقابا شديدا" و ضحك لي ضحكة و لا أجمل فكما لو أنه كان يؤدي دورا تمثيليا يتنقل فيه بيسر و سلاسة ما بين الجدية و المزاح حتى بدا لي أداءه في منتهى البراعة لا بل في منتهى الحب أو هكذا تخيلت...
لم أدري هل أفرح بكلامه أم أغضب، و هل كان كل ما يعنيه أن أساعده في المراجعة، غير أنه لم يكن أمامي من خيار سوى أن أفرح...لقد كان قلبي بكلامه سعيدا فما حاجتي الآن بالتفكير و التأويل.
واصل كلامه:
لقد سمعت الأستاذ يطلب منك مدّه بمذكراتك كما أن الجميع أثنوا على معدلك القياسي... يبدو أن مكانك ليس في هذه الكلية التي لا يدخلها عادة إلا "الكركاره"( الكسالى).
قاطعته قائلة و أنا أفتح حقيبتي و أبحث في مجموعة من الأوراق بجدية مصطنعة كما لأبهره:" سأعطيك الآن بعض التمارين لتطّلع عليها اليوم و سنصلحها معا غدا و سأقول لك سرا إياك أن تقوله لأحد: لقد قال لي الأستاذ منذ قليل أن الموضوع سيكون في هذا المحور بالذات."
في الحقيقة لم يقل لي الأستاذ شيئا من هذا القبيل لكنني أردت أن أبدو على درجة من الأهمية أمامه بحيث أجعله يغير رأيه و يقرر أن نبدأ المراجعة الآن و ليس غدا.
-يتبع-



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و لن أجيبك
- و لكنّه الغدر...
- بلعيد هو أنا
- و الرصاص و ما جنى
- لن أبيع لحمي -9-
- و خلف الشفاه...
- دعاء الإنتقام
- لن أبيع لحمي -8-
- لن أبيع لحمي -7-
- لن أبيع لحمي -6-
- لن أبيع لحمي -5-
- لن أبيع لحمي -4-
- إذا مات القلب جوعا...
- لن أبيع لحمي -3-
- لن أبيع لحمي -2-
- لن أبيع لحمي -1-
- بدم النساء
- أيدُ الجراح كيَدُ الإلاه؟!
- دنياك ليست في الحواسيب
- ألا فاهدأ...


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريمة مكي - لن أبيع لحمي -10-