أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟














المزيد.....

قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الكيان السياسي لكردستان ان يظهر للوجود لولا قيام الحكومة العراقية سابقا باتخاذ قرار عقوبة تاريخي بسحب دوائر الدولة العراقية من محافظات كردستان في العام 1991م.

ولم يكن رهان الرئيس الاسبق صدام حسين من ذلك القرار، حول انهيار المنطقة، قليل الحنكة، فقط، وانما كان العامل الحاسم في اظهار الكيان السياسي الكردستاني للوجود. فهو لم يترك للقيادة الكردستانية انذاك من اجل سد الفراغ الحاصل سوى تنظيم عملها الاداري. فاسست حكومة ووزارات واجرت انتخابات بالامكانات البسيطة المتاحة في ذلك الضرف.

تبعات ذلك القرار الصدامي هي ان الحكومة الكردستانية قد قطعت شوطا كبيرا في اكتسابها الخبرة الادارية والدبلوماسية اللازمة لادارة دولة متكاملة، ابتدأت من امكانات ذاتية محدودة لا تكاد توازن بين ميزانية الوزارات الخدمية والانتاجية، حتى حققت نجاحات في تبني سياسة جذب الاستثمار بالشكل الذي فشلت الدولة العراقية نفسها في تنفيذه. كل ذلك كان في اجواء اقليمية معادية، استطاعت ان تغيرها بشكل ملفت لتحيل ببراعة الاعداء التقليدين مثل تركيا وايران الى حلفاء تقليديين.

وقرار السيد المالكي الاخير بقطع رواتب الموظفين في اقليم كردستان لا يقل اهمية عن قرار صدام حسين التاريخي بسحب مؤسسات الدولة العراقية، فالقرار الاخير يضع القيادة الكردستانية اليوم امام خيارات لا تختلف كثيرا عن تلك التي جابهتها في العام 1991.

فكردستان اليوم تجد نفسها امام حاجة لاستقلال مالي عن العراق، بحاجة لبنك مركزي قد يقوم بطبع عملة محلية من اجل دفع رواتب موظفيها بعيدا عن تقلب الاجواء السياسية وتقلبات الشد الانتخابي الذي يحكم علاقتها ببغداد.

وخطوة مثل هذه سوف تساهم بالتاكيد بدفع اقليم كردستان بعيدا عن العراق بخطوات اخرى بحيث تزيد من مصاعب اندماج الاقليم في مؤسسات الدولة العراقية، وهي الخطوة المنتظرة منذ فترة طويلة على طريق اعلان الاستقلال "غير المعلن" عن العراق، او ان يكون ذلك تحصيل حاصل.

بالتاكيد فان السيد رئيس الوزراء سوف يكسب الكثير من قرار قطع رواتب الموظفين في اقليم كردستان، واول مكاسبه واهمها هو زخم التاييد الجماهيري في الوسط والجنوب، في الانتخابات القادمة، اذ تقوم المؤسسة الاعلامية التابعة له، والتي تضم قنوات تواصل جماهيري ينخرط فيها نخبة من الكتاب والصحفيين، بالترويج الى حرص السيد المالكي على ثروات العراق (ونفط البصرة، الذي اصبح شعار هذه الحملة).

والسيد المالكي لن يكون المستفيد الوحيد طبعا، فهنالك مزيد من شخصيات الصف الثاني التي تستغل هذا التوتر من اجل كسب نقاط انتخابية مثل الصيهود، الفتلاوي، نصيف، الخ. بغض النظر عن الابعاد السلبية لمثل هذه المزايدات، مثل تكريس الانقسام العرقي في العراق، او تعميق الشروخ المناطقية، ففي ايام الانتخابات كل الوسائل مباحة للسياسيين.

الا ان معسكر السيد المالكي لن يكون المستفيد الوحيد ايضا، فبالمقابل سيحصد السيد مسعود البارزاني، وتبعا الحزب الديمقراطي المزيد من النقاط المجانية في ساحته الانتخابية، وهي الشارع الكردستاني، بسبب تكريس صورة المدافع الاول، والمستهدف الرئيسي من سياسات المركز العنصرية.

كل هذه النجاحات للافراد قد تكون موقتة، وقد تزول بعد الانتخابات، اذ تعود المياه لمجاريها، ولكن المستفيد الدائمي من قرار السيد المالكي، والذي يعتبره خطوة تاريخية كانت منتظرة لوقت طويل، هو الكيان السياسي الكردستاني، الذي يتلهف لمثل هذا الوازع الاخلاقي، من اجل الابتعاد بالسياسة المالية الكردستانية اكثر، وهي الخطوة الاخيرة الباقية في عملية استقلال كردستان الفعلي عن العراق.
فمن هو المتضرر الحقيقي اذا؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان سرقت اسرق سوبر موشاك.. فضيحة جديدة في صفقات التسلح العراق ...
- داعش الدجاجة التي تبيض ذهبا
- محافظة للكرد الفيلية، بحاجة لتوقيع لينين
- مولد بلا حمص
- الخطوة التالية.. كبش فداء شيعي
- الارهاب اندحر الى غير رجعة
- الطائفية، حاضنة فكرية للارهاب
- ما بين فيروز وحسن نصرالله
- بوشار الاسد .. فرقعة شعارات
- فتوى الكنيسة: الشيوعية كفر والحاد
- غازات سامة ليس لها صاحب
- السوريون بانتظار رامبو
- عيد اسود على الاخوة في المنطقة الخضراء
- هل اصوم من اجل ارضاء الاصدقاء؟
- ملعب الشعب وتصدير الكهرباء
- سوات وجه المالكي
- قراءة في تهديدات السيد الشهرستاني لاسرائيل
- المالكي واجواء حرب الكويت
- للاردن.. نفط وفوقه بوسه!
- لا للحرب في كردستان


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - قطع رواتب الاقليم.. من هو المتضرر الحقيقي؟