خديجة بلوش
الحوار المتمدن-العدد: 4379 - 2014 / 2 / 28 - 02:39
المحور:
الادب والفن
أرتب ملابسا سقطت سهوا من يدي وأنا أفرغ غضبي بالدولاب،أحاول أن أهرب من شوقي لفنجان قهوة قاطعته منذ أسبوع
... _ما تاريخ الغد؟
_نفس تاريخ اليوم
_عجبا..كيف ذلك؟
_تتكرر أيامي كشريط كئيب...التاريخ لا يتغير
_ماذا ستفعلين غدا؟
_تتمة لما بدأته بالأمس وأواصله اليوم
_تبدين بحالة مزرية.. أواصل ترتيب أفكار نزقة تتسكع بفوضوية بداخلي..يهمس لي طيف تعود على الغياب "لا أشتاقك"..ما عساني أفعل بنرجسيتي وأنت تسكن فوهة العدم؟؟
_ ثمة صفحات تشكو من فراغ
_وأنا أشكو من ازدحامي بك
_حاولي أن تتجاوزي غيابي
.. _وحضورك؟
ـ ما عساني أفعل بحضورك الذي يقتلني؟ ينهار جدار بداخلي كنت قد بدأت بتشييده لمواجهة حالات من النفور قد تفاجئك وتفاجئني، عن نفسي سأعترف لك متى بدأت أشعر بتغير مذاق قبلتك على شفاهي،يقال أنها علامة على الإنسحاب من عشق ما
... _لم يسبق أن قبلتك
_بل فعلت...ملايين المرات
_كنت أظنها جرعات حياة
!!! _ هه... لئيم رائحة البن تجهز على آخر دفاعاتي..لن أقاوم أكثر..كم أشتهي دفئ الفنجان بين يدي.. _أريدها بدون سكر...صوته يأتي من بعيد..لا مجال لقتل طيفه العابر لطقوس لحظاتها الرتيبة
... _أشربها سكر زيادة _هل يعقل أن تعشق المرأة رجلا واحدا وتظلم كل من يأتي بعده؟؟
_بنظري جميل جدا لو خلقت المرأة بعدة فروع في القلب..تعشق كل من يدق بابها
.. _تسخرين حتما
.. _هي الحقيقة..أنتم تحبون كل امرأة بمجال رؤيتكم..ولافرق إن جرحتم قلوبا بذلك
_لاأوافقك...ربما للرجل ميل للجمال..يستحسنه في كل المخلوقات
_طيب...سأمنح كامل حبي لكل شيء أصادفه..قط الجيران يبدو جميلا..سمكة الزينة أيضا..وطفلهم يروقني بشدة...وجارنا الأرمل يحتاج حبا..وزوج الجارة يبدو محروما
... _توقفي يندلق فنجان القهوة على الشرشف ..جريمة بحق البياض..ما عساني أفعل لخيالاتي الجامحة...لا مجال لأمنح قلبي ..الحب كالموت..يخطف النبض مرة لا تعاد
#خديجة_بلوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟