أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - هندي مجنون في الجبايش














المزيد.....

هندي مجنون في الجبايش


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 07:06
المحور: كتابات ساخرة
    


سأكون سلفيا وابن 60 سلفي هذا اليوم، فقد مللت الحاضر وليس لي ثقة بالمستقبل المشبع بقصور واموال طائلة تنهمر مثل المطر على اخواننا الطائفيين اعزهم واكرمهم واسكنهم فسيح جناته بعيدا عنّا نحن اولاد الملحة.
كان ياماكان في الناصرية ايام زمان فندق سياحي يقف على اعمدة خشبية ليست مسننة بينما تلعب الاسماك الملونة حوله.
ملعون بعض انواع السمك الذي كان يأكل الاسماك الصغيرة رغم انها من نفس "الصنف".
كان ذلك في منتصف السبعينات حينما كنت مدمنا على زيارة اهوار الجبايش.رايت هذا السمك الملعون وزعلت كثيرا وكان عزائي اني رايت المرأة هناك تعمل 18 ساعة وزوجها يلعب"دومنة" في احد المقاهي.
رأيت احد المعلمين الاشاوس يرحل اينما رحلت القبائل وحين تحط رحالها كان هو يحط صفه ليعلمهم بعد ان يأخذوا مكانهم في صفوفهم،صفوف محو الامية،.
كان هذا المعلم رجلا لايعرفه حتى مدير اي مدرسة بالناصرية ولا حتى وزير التربية آنذاك،والذين يعرفوه هم طلابه الذين يتغدى ويتعشى معهم وبين الوجبتين كان يعلمهم بعض الحروف.
ولو عرف به الان السيد نايف سامر مدير التخطيط في وزارة التربية(قدس) لهاج وماج وطلب منه الاستقالة فورا لأنه ليس على الملاك الدائم في الوزارة.
كان مجنونا بحبه للناس، ومن سوء حظي انتقلت عدواه الي ،زادها الما ذلك الهندي اللعين الذي يعمل في خدمة الغرف في ذلك الفندق السياحي.
ولأني كنت كثير الترحال الى ذلك الفندق فقد توطدت معرفتي بذلك المضيف الهندي والذي عرفت انه خريج قارىء كف من احد المعاهد المتخصصة في الهند.
وهذا يطول شرحه الان..
قال لي ذات يوم وهو يكاد يرقص من الفرح:دعني اريك استاذ صور لقطعة الارض التي اشتريتها في قريتي، وسأبني عليها بيتا صغيرا يضمني وزوجتي مستقبلا، واريد منك ان تبدي لي رأيك في هذا الديكور الذي وضعته لهيكل البيت وصالونه وغرفتي النوم فيه.
ولأني كنت سخيفا في تلك الايام فقد ادعيت معرفتي بالديكورات الحديثة لا بل بالهندسة المدنية من عاليها الى سافلها ولم اعرف اني كنت امام هندي "غلبان" لاحول له ولاقوة.
في ذلك الوقت لم اكن قد تشربت غذاء المهاتما غاندي ولا العبقري كراشنا ولا عهد الراهماشاريا ولا حتى الساتياجراها التي تقدم للانسان كل الحلول التي يريدها لمشاكله.
نصحته في ذلك الوقت ان ينقل الصالون الى مكان آخر اما غرف النوم ،وهما اثنتان فقط، فقد اشدت بموقعهما رغم شعوري باني كاذب أشر.
وبما انه لم يبق لي من العمر الا اقله هذه الايام فاني ادعو بحرارة كل من يدلني على هذا الهندي لأعترف امامه بكل اخطائي وكبريائي المزيفة.
ساقول له:معذرة "رفيك" فان بلادكم هي منبت الاشعاع في الديمقراطية التي استنسخها اولاد(..) بكل قحة وشوهوها .. سأقول له انكم منبع الثقافة الجنسية الحقة في هذا العالم والذي لايصدق ليرى فيلم"سيامترا" بالابيض والاسود.
ساقول له.. كنت عراقيا مغرورا ،قرأت عدة كتب ادبية لأقنع نفسي باني اصبحت كاتبا يشار له بالبنان.
كنت ساقول له: سامحني ايها الهندي الضعيف فانا اضعف منك بمئات المرات،لأنك حين تشعر بالضعف تلتجىء الى غاندي اما انا فلمن التجأ.. هل التجأ الى هؤلاء الذين بنوا قصورهم على جثثنا.." هل ساقول لك تعال معي لزيارة قصر مها الدوري او اسامة النجفي او قصر السيد العقيد او مدير عام وزارة التخطيط بوزارة تحمل نفس الاسم؟هل اقول لك تعال لنزور الاعظمية لنراها مقطعة الاوصال بين هذا الطائفي وذاك المدعي وهذا الذي لم يكن يعرف ماهي السكسوكة قبل سنتين؟.
هل اقول لك تعال الى سلمان باك لترى داعش والغبراء وبينهما الفلوجة والموصل وديالى وخانقين وسيد دخيل وسوق الشيوخ يلحقه سوق الهنود بعد ان رحلت عنه سينمات الاطلسي والرشيد والوطني واصبحت دكاكين لبيع الفلافل وصمون الجيش؟.
يقولون عني مجنون ايها الهندي العذب فهل انا كذلك ام تراني بغير هذه الصورة؟.
لا أدري اين حل بك الدهر ولكن الذي ادريه انك علمتني كيف اتخلص من سخفي رغم فوات الاوان.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة مخرف قبل الموت
- شنسوي بالجامعات..شنسوي بالتعيين
- بيوت بدون سرقفلية..هلهولة
- عاد عفتان الى الكلام الخرفان
- في العراق شيزوفرينيا اخلاقية
- ملعون داعش هو السبب في البطالة
- انياب الجشعمي الطائفية
- عقولهم توزن ذهب
- أشواك من الاسئلة تقول الله لايحير عبده
- أهذه أمة نفتخر بها؟.
- 38 علة في مؤخراتكم
- الداعشيون يحتفلون في عيد الحب
- العراقيون لايغارون من مادلين مطر
- برقيات غير صالحة للارسال
- لكم الله يا اهالي الفلوجة
- الله بين داعش وهتلر وموسوليني وناظم كزار
- ناس جوعانة وناس بطرانة
- مقلب انثوي بغدادي اصيل
- ياوردة الريحان حني على الحيران
- عن محكان الجبوري


المزيد.....




- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - هندي مجنون في الجبايش