|
أنقذوا شارع المتنبي في بغداد قبل ان يتحول الى سوق عكاظ جديد
عبد الحسن حسين يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 22:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التاريخ الحديث لشارع المتنبي في بغداد مليء بالتآمر على هذا الشارع ودائما يكون هذا التآمر من القوى المعادية للثقافة والكتاب وبالذات الثقافة التقدمية وقد ارتدى هذا العداء أردية مختلفة وقد كانت السلطات المتعاقبة الرجعية دائما تتبنى مختلف اساليب العداء منها العداء البوليسي والامني المعلن بزرع هذا الشارع بقوى الامن التي تراقب بائع الكتاب والمشتري او اغراق السوق بكتب تافهة مثل كتب السحر والشعوذة والكتب المعادية للفكر التقدمي وكانت قمة معاداة شارع المتنبي تبناها النظام ألصدامي عندما زرع جواسيسه في كل منعطف في هذا الشارع سواء كان هذا الجاسوس بائع كتاب او من الذين يدعون الثقافة بأسئلتهم عن كتب معينه بهدف كشف من يبيع الكتاب الممنوع ومن يريد شراء هذا الكتاب وأيضا اغرق المكتبات في هذا الشارع بأشخاص سلفيين طارئين على الشارع وبإمكانياتهم المادية الضخمة استطاعوا شراء كثير من المكتبات من أهلها الذين عضهم فقر الحصار وجور المراقبة المستمرة والاستدعاء المستمر من قبل الامن حتى حول هؤلاء السلفيين ( القيصرية ) الملحقة في الشارع الى جامع سلفي يعج باصحاب ((الدشاديش)) القصيريه وبلحاهم الكثة القذرة وكتب طائفية متخلفة تمجد بن تيميه وحثالات السلفيين الاخرين اضافة الى انتشار الكتب الهابطة وكان هؤلا ء السلفين بمثابة مركز شرطة امن في هذا الشارع يرفعون التقارير اليومية عن رواد هذا الشارع وباعته النجباء وعن طريق تقاريرهم فقد كثير من الباعة
ارزاقهم بترك الشارع والبحث عن مهن اخرى وبعضهم تم اعتقاله وغيبته سجون صدام سنيين طويله وربما بعضهم فقد حياته من جراء تقارير اصحاب ((الدشاديش القصيرة)) ولكن رغم اجرائات الامن الصدامي وتسلطهم لم يستطيعوا الغاء الطابع التقدمي لهذا الشارع واستطعنا قراءة كل الكتب التي تكشف وجه النظام الصدامي البشع وتداولنا كتب حنا بطاطو وهادي العلوي واشعار احمد مطر ومضفر النواب وكثير من المجلات العربية التقدمية التي منع النضام الصدامي وصولها للعراق وصمد شارع المتنبي امام هذه الهجمة وبقي رغم صغره (جمهورية العراق الديمقراطية الشعبية ) ولم تستطع الرياح الصفراء ان تغير الوجه الحقيقي للشارع وبعد ان ولى هذا النظام البغيض على يد اسياده بعد ان اصبح غير ذي فائده لهم تنفس البائع والقاريء التقدمي شيء من هواء الحرية وامتلا الشارع بالكتب التقدمية وبالكتب التي كنا نقراها في السر ايام المجرم صدام وبدأ الاشخاص و الاحزاب والحركات التقدمية توزع وتنشر مطبوعاتها علنا في هذا الشارع وكثر رواده الذين كان صدام يرهبهم من الحضور علنا من خلال تخويفهم وامتلاء مقهى الشابندر بالرواد التقدميين وتحولت تخوت المقهى إلى حلقات نقاش يتبادل فيها رواده مختلف شؤون البلد واختفى اصحاب اللحى القذره والدشاديش القصيرة واغلقت مكتباتهم وكسدت بضاعتهم المتخلفة وعاد اصحاب المكتبات التقدمية مرة اخرى ولكن المتخلفين السلفيين لم ينكسوا راياتهم الا من اجل العدة للانتقام من هذا الشارع الذي لفضهم مثل ما لفض غيرهم من النفايات القديمة على مر السنين وكانت باكورة انتقامهم هو تفجير في 2005 احرق بعض المكتبات واستشهاد بعض
المارة وقد قيدت الحادثة باسم الفاعل (( قنينة غاز)) انفجرت بمحض الصدفة لان المواطن العراقي لم يتخيل ان المجرمين يصلون بجريمتهم الى هذا المستوى لانه حديث عهد بالارهاب ولكن الفاريء والبائع لم ينقطع من الشارع بل تحول يوم الجمعة فيه الى عرس لكل المثقفين باعة وقراء مما اعاض الإرهاب الامر الذي دفعه الى ان تكون جريمته هذ المرة اكبر من الاولى فقام بتفجير الشارع في سنة 2009 بسيارة مفخخة ذهب ضحيتها العشرات من الرواد والباعة واصحاب المكتبات قتلى وجرحا وكنت احد هؤلاء الجرحى الذين لا يزالون يحملون اثر جروحهم وتلكأ الشارع فترة من الوقت سرعان ما عاد الى سابق عهده وكثر رواده وعادت مقهاه العتيدة (الشابندر) الى سابق عهدها وطوى صاحبها (الحاج محمد ) جراحه وأحزانه رغم انه فقد ابناءه الأربعة و حفيده في هذا التفجير الاجرامي واضيفت اليها مقهى حافظ في القيصرية التي ليس لها رواد الا يوم الجمعة عندما يكون المصرف القريب منها مغلقا وبدأت الندوات وأصبحت حلقات المثقفين تزداد بوتيرة فاقت التصور الامر الذي دفع الرجعية الى تغيير خططها هذه المرة ولكن بطريقة تبدو فيها وكأنها تريد تطوير هذا الشارع وزيادة تقديم خدماتها له وتبنى هذا الدور ((التقدمي))محافظة بغداد ومحافظها صلاح عبد الرزاق فقام باصلاح بناية الفشله والمحكمة القديمة وبدل ان يسلم هذه البنايات لباعة الكتب الذين يفترشون الارض وفي العراء سلمها الى مجاميع ليس لها علاقة بالكتاب فعقدت في هذه البنايات ندوات لمعرفة (( الأنساب )) ومجاميع عشائرية تعقد مؤتمراتها لانتخاب (( شيخ جديد )) لعشيرتهم او لتأييد الحكومة في موقف طائفي ليس له علاقة بالكتاب وكافتريات عديدة هدفها جمع الشباب
والشابات وأهازيج هابطه وزاد الاستاذ المحافظ (( خدماته )) بان وفر سفينه تاخذ الشباب من شاطء دجلة في منطقة المتنبي الى اماكن اخرى مع الدفوف والاغاني ورغم ان رواد شارع المتنبي ليس ضد هكذا اعمال او غناء او سفن سياحيه جميله ولكن مكانها ليس في هذا الشارع الذي تحول الى سوق عكاظ جديد يجمع فيه بين بائع البعير او بائع الصوف وسوقا للجواري والعبيد والشاعر الذي يقول معلقته .اتمنى لكل من يريد تحويل زيارة شارع المتنبي الى نزهة وفرفشه ومواعيد لاغراض اخرى ليس لها علاقة بالكتاب ان يختار مكان آخر ويترك لروادالكتاب وبائعيه هذا الشارع الصغير والذي لا يتجاوز طوله 500 متر واقول لهؤلاء الذين خططوا لالغاء هذا الشارع الثقافي بطريقة خبيثه ستفشلون حتما كما فشل غيركم وسيبقى الشارع شارع الثقافة والكتاب وسيبقى شارعا تقدميا مهما حاول الاخرين مسخ الشارع وتوجيهه وجهة اخرى ليس لها علاقة بالكتاب وقرائه
#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيد سمير نوري وشهامته بالدفاع عن المحكومين بالإعدام في الع
...
-
ايتها الاحزاب الاسلامية العراقية(شفناكم فوك وشفناكم تحت)
-
رسالة الى رفيق بعيد
-
السليمانية مدينتين وليست مدينة واحده ايها الشرطي المتخلف
-
الديمقراطية البرجوازية بين الواقعية والتزييف
-
ليس الخلاف حول من يمثل الشعب العراقي بل الخلاف حول من يمثل ع
...
-
الانصار والسجناء والمعتقلين الشيوعيين العراقيين يتعرضون لنير
...
-
آني ما كلت ما تصير والي آني كلت ما تصير آدمي ............
-
الدفاع عن الينينية دفاعاً عن الشيوعية /الجزء الثاني / لينين
...
-
الدفاع عن اللينينية دفاعا عن الشيوعية (الجزء الاول)
-
رسالة تحية الى (( قامات العراق الباسقات )) السيد المالكي وال
...
-
قضية المرأة في المجتمع الرأسمالي ومشكلة تحررها
-
الدكتور جعفر المظفر البعثي الصفوي يحارب طواحين الهواء
-
عتوي الخليفة
-
ان شاء الله صخل
-
العلاقة بين الحكومة العراقية وحاتم الطائي
-
التي تحكمنا اليوم في العراق هي الملاية حمدية
-
رسالة الى صديقي الارهابي الكادح ع.ح مع التحية
-
الحزب الثوري وعلاقته بالبرجوازية في البلدان المتخلفة
-
الاحتلال الامريكي للعراق الاسباب والنتائج
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|