أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الكاتب - جثة محروقة بخمسين الف دينار














المزيد.....

جثة محروقة بخمسين الف دينار


علي الكاتب

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حملت جوازها ومضت صوب قباب الكاظمية بغية إطلاق ما في رحالها من ابتهالات وأمنيات في فضاء السجين العلوي موسى بن جعفر عليه السلام , في دعوة ابلاغ واستئذان للحصول على التأشيرة الهاشمية من مرقد الحفيد لزيارة قبر منقذ البشرية وعراب الرسالة السماوية محمد(ص) ,غير انها لم يدر في خلدها انها تنهي مراسيم زيارتها الأخيرة في طقوس حياتها الدنيوية , بعد ان وضعها الإرهاب هدف له عبر سيارة مفخخة كانت على موعد معها لنقلها الى عالم الابدية , فأمست جثة محروقة الجسد ,نازفة الدماء كنزيف عمرها المسكوب على وجه الرصيف,لتصبح رقما في قيد الموت القسري الذي استباح الامتداد الطبيعي لخواتيم الرحيل لبني البشر في خارطة الحياة العراقية.
حقيقة ان ذلك ليس رواية لاحسان عبد القدوس او قصة لتولستوي بل انه مشهد من مأتم عزاء لصديق فقد والدته في حادث ارهابي , اخذ يسرد في تفاصيل الفاجعة وجوابنها التي لا تقل في مجرياتها عن وحشية ماجرى , وربما لأننا اعتدنا في عراق الموت على تكرار النسخ الدموية من صور للاشلاء المتناثرة في فضاءات الطرق , مما حدى بنا ان نغادر واقعة الاحتضار الى لقطة الاحتضان والتعامل الذي ترافق مع نقل الضحايا وكيف ان هذه المرأة بقيت تلفظ انفاسها الاخيرة بانتظار ان تنقل من احدى المستشفيات القريبة من موقع الحادث الى مستشفى اخر بغية اجراء مايستوجب اتخاذه من تدابير فورية لانقاذ الزائرة الشهيدة "ام كاظم" وهنا يقف القانون حاجزا بعنوان السياقات المتبعة في استقبال الحالات الطارئة مطالبين ذويها بورقة تحويل حتى تفتح لها الردهة ويهئ لها السرير, وبين نقاش طويل وصل الى حد الشجار وبعد اكثر من ساعتين تم فتح الباب الموصود الا ان ذلك لم يشفع لها بان تكون من ضمن المسجلين على قيد الحياة فقد استنزفت مابقي من وقتها وبات النقاش ينتقل من اجراءات الدخول والعلاج الى كيفية الوصول الى اطلاق السراح والحصول على شهادة وفاة, وبعد جهد جهيد وبفلسفة بيروقراطية حمقاء كتابنا وكتابكم, احيلت الاوراق للمصادقة عليها ليجد ان القائم بتصنيف الحادثة كونها من نوع ارهابي , يطالب "بأكرامية " لغرض انه وثق في سجلاته وقيد بحبر عزرائيل ان الضحية صعدت الى السماء بماكنة ارهاب.
صورة: ‏جثة محروقة بخمسين الف دينار علي الكاتب حملت جوازها ومضت صوب قباب الكاظمية بغية إطلاق ما في رحالها من ابتهالات وأمنيات في فضاء السجين العلوي موسى بن جعفر عليه السلام , في دعوة ابلاغ واستئذان للحصول على التأشيرة الهاشمية من مرقد الحفيد لزيارة قبر منقذ البشرية وعراب الرسالة السماوية محمد(ص) ,غير انها لم يدر في خلدها انها تنهي مراسيم زيارتها الأخيرة في طقوس حياتها الدنيوية , بعد ان وضعها الإرهاب هدف له عبر سيارة مفخخة كانت على موعد معها لنقلها الى عالم الابدية , فأمست جثة محروقة الجسد ,نازفة الدماء كنزيف عمرها المسكوب على وجه الرصيف,لتصبح رقما في قيد الموت القسري الذي استباح الامتداد الطبيعي لخواتيم الرحيل لبني البشر في خارطة الحياة العراقية. حقيقة ان ذلك ليس رواية لاحسان عبد القدوس او قصة لتولستوي بل انه مشهد من مأتم عزاء لصديق فقد والدته في حادث ارهابي , اخذ يسرد في تفاصيل الفاجعة وجوابنها التي لا تقل في مجرياتها عن وحشية ماجرى , وربما لأننا اعتدنا في عراق الموت على تكرار النسخ الدموية من صور للاشلاء المتناثرة في فضاءات الطرق , مما حدى بنا ان نغادر واقعة الاحتضار الى لقطة الاحتضان والتعامل الذي ترافق مع نقل الضحايا وكيف ان هذه المرأة بقيت تلفظ انفاسها الاخيرة بانتظار ان تنقل من احدى المستشفيات القريبة من موقع الحادث الى مستشفى اخر بغية اجراء مايستوجب اتخاذه من تدابير فورية لانقاذ الزائرة الشهيدة "ام كاظم" وهنا يقف القانون حاجزا بعنوان السياقات المتبعة في استقبال الحالات الطارئة مطالبين ذويها بورقة تحويل حتى تفتح لها الردهة ويهئ لها السرير, وبين نقاش طويل وصل الى حد الشجار وبعد اكثر من ساعتين تم فتح الباب الموصود الا ان ذلك لم يشفع لها بان تكون من ضمن المسجلين على قيد الحياة فقد استنزفت مابقي من وقتها وبات النقاش ينتقل من اجراءات الدخول والعلاج الى كيفية الوصول الى اطلاق السراح والحصول على شهادة وفاة, وبعد جهد جهيد وبفلسفة بيروقراطية حمقاء كتابنا وكتابكم, احيلت الاوراق للمصادقة عليها ليجد ان القائم بتصنيف الحادثة كونها من نوع ارهابي , يطالب "بأكرامية " لغرض انه وثق في سجلاته وقيد بحبر عزرائيل ان الضحية صعدت الى السماء بماكنة ارهاب.‏



#علي_الكاتب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الفكر والكفر السياسي ..التجربة العراقية انموذجا
- مقتدى الصدر.. بطاقة الاعتزال الثالثة ام الاخيرة
- ايران .. غفلة الزمن وصناعة الثورة
- حكاية من الارهاق
- العراق يسحق داعش اسيويا
- داعش.. اختبار بعد عشر سنوات
- العراق في مواجهة الصحراء
- العراق السياسي 2018
- قدوري دق بابنا ..فماذا وجد؟؟
- امنة الصدر وميسون الدملوجي في قاموس المتنبي
- ارقام السيارات ..كفر والحاد
- الرمز الوطني في قانون التقاعد
- مدافع اية الله
- خط الاستواء السياسي _سوريا عراق
- هل نجحت وصفة السيسي في العراق؟؟
- سوريا لن تضرب
- لماذا مرسي عام والمالكي اعوام؟؟؟
- حبيبتي ..حقوق الحب محفوظة
- خارطة الضياع
- مرسي ..فات المعاد


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الكاتب - جثة محروقة بخمسين الف دينار