|
معجزات الانبياء في ميزان العقل
أحمد القبانجي
الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 11:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قالوا وقلنا:..... . قال علماء الاسلام في بيان المعجزة: نعتقد انه تعالى اذ ينصب لخلقه هاديا ورسولا لابد ان يعرفهم بشخصه..وذلك منحصر بان ينصب على رسالته دليلا وحجة يقيمها لهم..وذلك الدليل لابد ان يكون من نوع لا يصدر الا من خالق الكائنات(اي فوق مستوى مقدور البشر)فيجريه على يدي ذلك الرسول الهادي ليكون معرفا به ومرشدا اليه وذلك الدليل هو المسمى بالمعجز او المعجزة(من كتاب عقائد الامامية للشيخ المظفر). . أقول: لنا على هذا الكلام عدة ملاحظات: 1-ان الدعوة الى الله متوافقة مع العقل والفطرة الانسانية حسب الفرض, ويكفي فيها تذكير الناس بمقتضيات العقل والفطرة من التوحيد ونبذ الشرك والدعوة الى مكارم الاخلاق ولا داعي لان يقوم الله بكسر قوانينه الطبيعية من اجل فئة لا تريد اتباع العقل والفطرة,والشاهد على ذلك ان جل الانبياء لم تكن لديهم معجزة كنوح ويحيى وزكريا ويوسف ويعقوب وهارون وو.. 2- ان النبي حتى لو جاء بمعجزة فهي عقلا لا تدل على انه رسول من الله,فلا يوجد ربط منطقي بينهما,فلعلها تعود لقدرة ذاتية نجهل اسبابها كما يحدث لبعض المرتاضين من خوارق العادة,مثلا عندما يدعي شخص بانه قادر على نقل جبل من مكانه الى مكان اخر فهذا يدل على امتلاكه لقدرة خارقة فقط ولا يعني ذلك انه مرسل من الله,اي لا ربط بين الدليل والمدعى.
3- قد يقال ان الله لا يسمح بمقتضى لطفه لمثل هؤلاء المدعين الكذبة في اظهار خوارق العادة على ايديهم لئلا يستغلوا اسمه في اضلال عباده ويسمح بذلك للصادقين فقط مما يدل على ان صاحب المعجزة رسول من الله.ولكن هذا واضح البطلان لاننا لا نرى الله منع يوما الانبياء الكذبة والاديان الباطلة من الظهور وقد اتبعهم ملايين الناس ولم يحرك الله ساكنا وانما ترك ذلك لعقل الناس وما أكثر من يتحدث باسمه على مر العصور من رجال الدين ويتبعهم جماعة من الناس فيضلونهم واخرها مشايخ التكفير والارهاب الذين يفتون بقتل الناس الابرياء باسم الله والله لا يحرك ساكنا.
4-ان مايلفت النظر ويجعلنا نشك في وقوع المعجزات انها وقعت جميعها في عصور غابرة كان الناس فيها يعيشون الاساطير والخرافات ولم تحدث في التاريخ القريب ولا المعاصر وحتى نبي الاسلام القريب من عصرنا رفض الاتيان باي معجزة من معاجز الانبياء مع مطالبة المشركين والحاحهم فتارة يعتذر لهم بحجة ان الاقوام السابقة لم يؤمنوا بها(وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها الاولون)الاسراء 59, واخرى بكونه بشرا(وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او......قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا)-الاسراء 91-وكلا الحجتين ضعيفتان,اما الاولى فتكذيب الاقوام السابقة ليس بعذر مقبول وخاصة لما ورد اعلاه في تعريف المعجزة وانها لاثبات ان المدعي رسول من الله اي ان المعجزة شهادة من الله لتصديقه فما علاقة ذلك بتكذيب الاولين؟,ولعل بعض المعاصرين للنبي يؤمن بها,اما الثانية فالنبي يقول لهم انه مجرد بشر ,والمشركون كانوا يعلمون بانه بشر ولكنهم يقولون بان الانبياء السابقين كانوا بشرا ايضا وقد ايدهم الله بالمعجزات فلماذا تمتنع عن الاتيان بها وتدعي مثلهم انك رسول من الله؟وبخاصة ان ينبوع الماء كان نافعا لهم في حياتهم وسيبقى دليلا حيا الى الاجيال اللاحقة. اما فيما يخص القران فقد اثبنا في الكتب والمحاضرات بطلان مايدعى من معجزات له فراجع والكلام الان في المعجزات المادية.
5- ان مشكلة المعجزات ليست في التشكيك بقدرة الله بقدر مافي ملازمات المعجزة والتي تتقاطع مع العقل,مثلا معجزة النبي سليمان في فهمه لكلام الحيوانات, فالقران يتحدث عن الهدهد وانه يفهم كلام البشر ايضا وان سليمان ارسله الى اليمن ليستمع اقوالهم ويرى ردود افعالهم على رسالته التي ارسلها اليهم فهل ان الهدهد نبي,وهل يعقل ان الحيوان يفهم كلام البشر ويعقل معتقداتهم ويرفض عبادتهم بل يعرف نواياهم بانهم يسجدون للشمس لا لله؟وهكذا الحال في النمل وسائر الحيوانات والحشرات وكاننا نشهد فلم كارتون.. او في عمر نوح وانه كان اكثر من الف سنة فالله قادر على ذلك ولكن هذا يستلزم ان يكون عمر زوجته الف سنه ايضا لانه تزوجها وهو في سن العشرين او الثلاثين ولا يعقل ان يعطيه الناس بنتهم وهو في سن ال900 سنة,وهكذا يكون عمر اولاده واحفاده فيكون له مئات الاحفاد وكذلك زوجاتهم وو..ولم يحدثنا التاريخ ان قوما من البشر كانوا يملكون مثل هذا العمر ولماذا اختص الله قوم نوح بهذه الخصوصية؟وهكذا الكلام في معجزة الطوفان وكيف استطاع نوح ان ياتي بزوجين من جميع الحيوانات والحشرات على الارض وقد يبلغ وزنهم ملايين الاطنان مما لا تستطيع اكبر باخرة حديثة حملهم وخاصة اذا اضفنا لهم طعامهم لمدة 40 يوما فستكون المسألة كارثية.!!!
6- ان مايدفعنا لرفض المعجزات وعدم التصديق بها ان مثل هذه المعتقدات تستخف بعقل الانسان وتعمل على تجميده وتكبيله وبالتالي يصدق بكل شئ ينسب الى الله مهما كان مخالفا للعقل والاخلاق مما يفسح المجال لسيطرة رجال الدين النفعيين على عقول الناس وتسييرهم كما يريدون منهم وقد يأمرونهم بارتكاب الجرائم او تحشيدهم ضد المصلحين وحركات الاصلاح باستغلال عواطفهم بعيدا عن العقل والتعقل.....اليس كذلك؟ وشكرا لكم.
#أحمد_القبانجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التمسك بالقران والسنة
-
التحريف الهرمنيوطيقي للقران
-
القصاص
-
المهدي المنتظر
-
المبشرون بالجنة
-
الفرقة الناجية
-
بين الشريعة والقانون
-
اجماع الامة
-
هل اليقين فضيلة؟
-
مصداقية القران
-
المتعة,,حلال ام حرام؟
-
الرب يستعرض عضلاته
-
ايهما الاصل ,الاسلام ام الانسان؟
-
الشريعة,,نعمة ام نقمة ؟
-
اللقطاء
-
هل النبي محمد صادق؟
-
الجنة والنار
-
نصيحة الى الشباب في الوقت الراهن
-
عمل المرأة داخل البيت!
-
الحديث مع الله
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|