أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - عبود ومولير .... الراين ودجلة , يوسف العاني وشجون الفن














المزيد.....


عبود ومولير .... الراين ودجلة , يوسف العاني وشجون الفن


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4374 - 2014 / 2 / 23 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


الفن رفيق الوجود الإنساني منذ أن وطأت قدماه الأرض ,جعل أول فنونه تشكيل الطين صار البعض من لبناته الأولى أرباب ,زوق هذه الأرباب وحاول أن يجعلها بأجمل الصور , ثم رتب مراتب لها حسب جمالها , لكنه أفرد للأنثى من هذه الأرباب صورة خاصة ومنزلة فريدة لأنه يرى في ألهته هذه جمال يضاجعه كل ليلة أو حلم بأن يضاجع كل الجمال المكنون في صورة الرب , كل هذا من الطين , رقص لها , عزف لها بالقصب الأول ثم طور آلاته , أنشد لها كل أغان الحب مصرا على أن الجمال أنثى لأن الجمال هو الحياة والأنثى سر الحياة , لذا عشق كل ما يذكره بها ,بنى أول مسرح في بيت الآلهة لينشد لها ويترنم بأحلى كلمات الحب والغزل ما لبث أن خرج بمسرحه في الهواء الطلق ليحكي للناس قصة عشقه للآلهة الأم الآلهة التي ذاب في حبها فعبدها حتى القداسة.
عندما وجد الفنان الأول أن الناس قد تفشى فيها الولع بحب الآلهة وأن مجرد الظهور على المسرح يعطي الأمل بالسلام والمحبة والحرية , أبتكر نمط أخر من الفنون أقرب لطبع الإنسان الفضولي بمعرفة الأسرار وتقصي الأخبار وتمثيل معطيات الذات من قبل الأخر أمامه صار محبا للمسرح وعاشقا للفن , فولدت قصة الفن المسرحي خليطا بين الغناء الديني ثم الوجداني مع الرقص مع الحكاية مع الشعر مع كل مفردات البوح الإنساني , عظم المسرح في واقع الإنسان وأصبح الفنان رسول الآلهة ونبي الجمال ليومنا هذا.
كما في باريس الحاضر الذي مضى عن قريب بعد روما وأثينا وبابل والإسكندرية وتدمر كان كبار أنبياء الفن وفناني الشعب مولير ,كان هنا على موعد مع دجلة وطينها والفرات وبغداد وألف ليلة وحاناتها الفقيرة ودروبها الضيقة عبود العربنجي فنان الشعب الذي جعل من مفردات الفن الشعبي بآلامه وأماله ومعانات الإنسان العراقي المستلب الكادح الباحث عن ذاته بتغييب وعيه عن إدراك حجم إشكالية وجوده مع التمايز الطبقي والقهر الاجتماعي مفردة يخشى طغاة الحكم وجلاوزة السلطة أن تتبلور وعيا جماهيريا يطيح بأسس الثقافة البرجوازية القائمة على التنكيل بالإنسان البسيط عبود العربنجي بثورته المعهودة على أبو جورج الذي يمثل المستغل لكل أماله وطموحاته.
يوسف الغاني الذي انحنت له قامات السياسيين ليس إذلالا وتقديرا وتعظيما لا لأنه يستحق الاحترام فقط ولكن لأنه يمثل جوهر الإنسان العراقي الذي لا تتوقع ثورته ولا ما يحمل من قهر طبقي واستلاب روحي متفجر قد لا يمكن أن يبوح أو يظهر كل هذا إلا عندما بفقد وعيه المصطنع من خلال خمرة الهروب من واقع مر إلى واقع أمر وقد لا يخسر فيه أكثر مما خسر في طول وعرض حياته لكن يوسف العاني وهو في نزاعه من أجل الحياة الخالدة الإنسانية بالعنوان رفض أن ينحني له تلامذته ومحبيه وعشاق الفن وطلابه برغم أننا جميعا نستحق أن نبقى في انحناءة تكريم له معلم الحب والسلام والحرية ونبي جمال هذا الزمن.
العاني يوسف قد أسدلت عليه التسمية من القديس يوسف هذه الروح المحبة للإنسان الساعية بلا هوادة من أجل الآخرين لا لشيء يبتغيه فمهما ملك ومهما صار في السلطة أو تنحاز له السلطة لا يرى في نفسه إلا ذاك المصلح البسيط في تعبيره في روحة المتواضعة برغم أنه عاني وعانى وعاش المعاناة فصار خبيرا بها ناقلا لنا بالفن والإحساس المرهف مستخدما كل فنون المسرح والسينما وعموم الدراما والكوميديا كيف تتحطم النفس الإنسانية عندما تواجه المعاناة وتخذلها الظروف كما أباح لنا في صور كثيرة أخرى كيف للمعاناة أن تنتصر عندما يجعل منها الإنسان صوتا للحياة وسوطا على الظالمين .
في هذه الذكرى قد لا أتمكن أنا ولا غيري أن نستقيم مع كلماتنا للتعبير عن روح المحبة لهذه القامة العراقية التي ولدت في شواطئ دجله وسكنها عفريت الحب لبغداد السلام بغداد ألف ليلة وليلة بغداد الكرخ التي نامت على نواعيرها وكراداتها لتستفيق على صوت صديقة الملاية وزكية جورج ومحمد القبانجي وعمالقة الفن ليعبر إلى رشيد العاصمة وسوق السراي وأكاديمية الفنون ومسارح بغداد ,معلما وتلميذا وواعظا وصديقا في محراب الفن المنحاز لقضية الإنسان , قضية الشعب الذي بم يمنح حقه كما ينبغي في الحياة وهو الذي قاد مسيرة البشر , يوسف العاني في وجه من وجوه فنه وحياته الواقعية يمثل كلكامش كما يمثل أبو ذر في غربته وصوت الحسين في كربلاءه من دون العبور لانتمائه إلا الالتصاق بدجله وطينها ونوارسها التي غنت , ((يا صياد السمج صدلي بنيه)).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدومينو والسياسة والبندقية _ قصة قصيرة
- القصاصة _ قصة قصيرة
- الرؤية الاقتصادية
- الرؤية السياسية في مشروعي الانتخابي
- التاريخية والحتمية التاريخية
- الفكر العربي ومسؤولية العقل
- التصنم الفكري... مغايرة ومعايرة
- التداولية الفكرية وعلاقة الزمن بالواقع العقلي
- أغنية العشق الذي لا ينام
- مسيلم عطال بطال _ قصة قصيرة جدا
- تساؤلات
- مخمرون ولسنا سكارى
- حلم تحت أشعة الشمس الحارقة _ قصة قصيرة
- الجهاد
- عينيك وأنا
- ماذا نريد من الفلسفة. ج1
- نظرية العدل ومقومات المجتمع العادل
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج1
- فلسفة ما بعد الفلسفة ج2
- تناقض الدين والتدين


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - عبود ومولير .... الراين ودجلة , يوسف العاني وشجون الفن