طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيد : اشوكت يعون؟
لم أكن أعي السياسة ودرابينها ولم أكن أعرف بعد فن الغمز واللمز والهمز ولم أسمع بها سوى حين يتلو والدي في صلاته في ( ويل لكل همزة لمزه..كان يتلوها هكذا)..لكنني كنت أقف حائرا أمام تصرف ( المعاون) والذي كان يطلق عليه هكذا؛ علما أنه كان برتبة ملازم أول شرطه..كان المعاون يستل الورقة بعنف ليستبدلها بأخرى يرميها بضيق على البطانية وهو يخاطب والدي بصوت مرتجف: سيد !! اشوكت يعون ؟!!(بفتح الواو)...كان المعاون جارنا وكانوا يجلسون في كل ليلة في بيته يقضون ليل الشتاء بلعبة الورق ( كونكان ) وهم يتراهنون على كيلو برتقال يدفع ثمنه من الجميع حسب ما اشترطه عليهم السيد حتى لا يدخل في باب القمار والأزلام والعياذ بالله..كانوا ثلاثة ورابعهم كلبهم!! وكلبهم هذا كان يعظ في الخفاء !! ويعمل كاتبا وسمسارا في المحكمة لكنه تبين بعد ( الثورة) أنه حزبي مرموق!! وقد استحوذ على بيت من بيوت الحكومة المجاورة..علما انه كان شيوعيا ثم صار في الاتحاد الاشتراكي الناصري..ولو عاش لما بعد الاحتلال لاجزمت بأنه لن يترك إصبعا واحدا من أصابعه بلا خاتم..! كان كثير الاعتراض إثناء اللعب ويصر على أن الورق مؤشر كلما خسر الدور علما أن اللعب لن يكن فيه خاسرا في النهاية لأن الكل كان يدفع ثمن البرتقال كما اشترط السيد..لكنني لم أفهم مغزى كلام المعاون حين يسأل السيد في كل مرة يشاكسه فيها الكاتب...
وفي أحدى الليالي لدى عودة أبي حكي لي القصة ومغزى تساؤل المعاون الحذر...
قال السيد: كان الحارس الليلي يجلس بقربي على أحد تخوت المقهى وكان يلي الشارع الذي تطل عليه المقهى بستان كبير..ذهبنا إنا والحارس لنؤدي صلاة المغرب في الجامع المجاور ولدى عودتنا شاهدنا مجموعة كبيرة من الكلاب السائبة وقد تجمعت في البستان وأخذت تعوي عواء مزعجا ومتواصلا!! حينها صفق الحارس بيديه وقال باستغراب وخوف : بويه عون!!!وبعد استفهامي منه قال وهو يلف سيجارته ويتحسر : يا سيدنا ماتصدك إذا حجيتلك السالفة..هذني الجلاب عون في ليلة وكان الانقلاب على الملك في اليوم التالي..وتجمعن وعون في ليلة أخرى فكان الانقلاب على الزعيم..ثم عون وكان انقلاب سلام عارف ثم عون فكان احتراق سلام عارف وهاهن يعون مرة أخرى والله اليستر !!! ويضيف السيد ( وكما أخبر المعاون والذي كان من بقايا النظام السابق..أقصد العارفي!!): وقد عون فكان انقلاب 17 تموز ...!!
قال الشيخ شنان وهو يكاد أن يهوى بعصاه على رأسي : ها بويه شنهي غصدك بويه بس لا اتريدهن يعون هلنوب على الديموغراطية التحررية التوافغيه ويردنا للدكتاتورية
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟