أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - أخوان بالرضاعة














المزيد.....

أخوان بالرضاعة


رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 00:59
المحور: كتابات ساخرة
    


اخوان بالرضاعة
عندما كان طلابا في الكلية الطبية في ثمانينات القرن الماضي كان لدينا طالبا يعيش قصص الحب من طرف واحد دوما عندما تبتسم له احدى الطالبات للمجاملة او اثناء النقاش في الدروس العملية فيبدا يحفظ اغاني ام كلثوم وميادة الحناوي ونجاة الصغيرة وكان يحب ان يسمع جيرانه صوت المسجل كاسيت وقتها فكنا دائما نطالبه بتخفيض الصوت وكنت دائما اهديه سماعات خاصة للاذن حتى يستمع للاغاني لوحده تخفيفا لحدة المشاكل بين الطالب.....
في احدى الاماسي كنت عائدا من جولتي المسائية في اربيل حول القلعة وكان عشائي وقتها كص بقري طيب المذاق قرب سينما سيروان المهملة حاليا قرب القلعة فناداني رافد تعال خوش جاي يفوتك بعرس امك ماشاربه مهيل واداعة امرؤ القيس وقيس ابن الملوح.......
فاستجبت لطلبه وبدا يقص لي قصة حبه لاحدى زميلاتنا وانا اعرفها هي بعيدا عن الحب وايامه لانها طالبة مجدة ومتفرغة لتحقيق حلم والداتها الارملة التي عكفت على تربيتها بعد استشهاد والدها في حرب 1967حزيران عندما قاتل الجيش العراقي على الجبهة الاردنية والسورية وهي رافقتني في احدى المرات في رحلة من اربيل لبغداد بعجلات النيسان لنقل المسافرين المكيفة المريحة التابعة للمجلس التنفيذي لاقليم كردستان وقتها عندما كنا نسترق الخميس والجمعة للنزول لرؤية بغداد واهالينا وقصت لي قصة كفاح والدتها واحلامها في التفوق حتى تستطيع رد جميل امها لها وتعويضها عن صبرها المهم وانا استلذ بالشاي اللذيذ الذي يصدق مقولتي ان العشاق وحدهم هم يجيدون عمل الشاي اللذيذ اخبرني بانها في درس التشريح وهم يشرحون القلب من قبل استاذنا صاحب النكته واللطائف الجميلة الدكتور السباعي وهو يشرح لهم غرف القلب والصمامات قال لهم ان القلب يختزن ذاكرة غير مرئية للعشق وقتها هي ضحكت في وجه صديقي المتيم الولهان فاصابته بمقتل وجعلته يحلم مع اغنية نجاة الصغيرة ساكن قصادي بقصص غرامية ولقطات تخيلية وجعلته يهتم بمظهره واناقته وحفظه للاغاني وقصائد العشاق........
وبعد ان طلبت منه كوبا ثانيا من الشاي قلت له ياصديقي وهل صارحتها بمشاعرك واحلامك......
اطرق خجلا وقال اصبت بالجبن والخجل والخوف من الرفض وتطير احلامي مع الرياح او تنفجر بالونة احلامي المحملة بالاشواق والاماني......
قلت له الحب لايعرف الجبناء والخائفين وان العشق هو ديدن الشجعان فكن ياصديقي شجاعا واطرق طلبك بصيغة جميلة وواضحة لها فهي تليق باي فارس واي رجل لجمال اخلاقها ونبل تعاملها ولطف مظهرها........
واستئذنت منه لاذهب لاكمل مراجعتي لدروسي وتركته يعيش استحضارات اللحظة المرتقبة للمصارحة وهو يعيش دوامت تحبني لا ماتحبني.....تقبلني.....ترفضني.......
المهم في اليوم التالي وفي طريقنا للكلية حيث كنا نسير مشيا على الاقدام للكلية لقربها من القسم الداخلي الواقع في تيراوة على الشارع الستيني ونحن نتمشى على الشارع الستيني ونشاهد جامع مسكوفتي سبي (الجامع الابيض) ورجال الكرد يلعبون من صباح الله الباكر الدومينو والطاولي والصكلة قال لي انه يوم المواجهة نعم انه يوم المواجهة .....
ودلفنا الى قاعة الدرس النظري وبعدها الى الدروس العملية واتفقنا ان نلتقي في النادي الساعة الواحدة ظهر وقت استراحتنا قبل الدروس العملية المسائية.......
في النادي افتقدت صديقي ونسيت اخباره لانشغالي بمراجعة المحاضرات وتصليحها وبعض القصص مع زملائنا الاخرين.......
وعند القلعة التقيت بصديقي شاحبا حزيننا وهو جالس في مقهى حجي صابر في محلة عرب فدنوت منه وقلت ما اخبار عاشقنا الولهان.......
قال لي كلها منك لقد فلشت احلامي وفجرت بالوني فقد صدتني صدا جميلا واخجلتني والزمتني الحجة........
قلت له كيف يا ولهاننا الجميل........
قال قالت لي هل ارضعتك امك ام رضعت حليب النيدو او الكيكوز....
ضحكت انا وقلت له وماذا قلت لها.............
قال قلت لها لا نعم ان امي ارضعتني حليب البلاركون .......
فقال من حسن المصادفة ان امها ارضعتها من نفس الحليب......فا اجابتني يا اخي نحن اخوين في الرضاعة فلايصح بيننا العشق.....
قلت له وانا اصفق بيدي والقهوة كلها تلتفت الى تصفيقي حتى الطرشان والخرسان (الصم البكم ) الذين يتخذون زاوية من زوايا المقهى.......قلت له حقا انتم اخوين بالرضاعة وهذا سيحملك واجبا اضافيا ان تهتم بها اكثر كأخ وزميل وزهو اعلى مرتبة من العشق .....صديقي يقى يلعن اليوم الذي ارضعته امه حليب البلاركون دوننا من باقي ماركات الحليب وهو الان من اطباء الصحة العامة والنشطين جدا حول المناداة بضرورة الرضاعة الطبيعية التي حرمته من قصة حبه الاول واجهضتها في مكانها.......
رباط السالفة لعد شبيهم الشركاء في الوطن اذا ماغزر بيهم ماي دجلة والفرات على اقل تقدير هم اخون بالرضاعة الاصطناعية وهاي هم مسؤولية تجعل لهم واجبات وحقوق بالاخوة للحفاظ على وحدة الوطن..
الدكتور رافد علاء الخزاعي



#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر..........التحدي الاكبر لنشؤ الديمقراطية
- المسار الديمقراطي هو الطريق الوحيد للتنمية المستدامة
- دور مفوضية الانتخابات في التغيير الديمقراطي
- صناعة الانسان في زمن العولمة
- لو
- قوس قزح بلون الدم
- حجي دوائك الزواج.........
- سكرة عاشق
- زوج راس كوب
- بياع كلام فئة 56
- تلوث بيئي جسدي
- مرضى الوهم
- سر من اجل الزواج
- اطفالنا بين الموت بطعم السمك او الجنون بطعم الباذنجان
- الامن يشترى
- عندما يغني الطبيب
- الموت بالبسكويت
- الاصرار المعجوني
- وتستمر الحكايا
- كابوس موت الغربة


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رافد علاء الخزاعي - أخوان بالرضاعة