سعدي عباس العبد
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 14:52
المحور:
الادب والفن
2
_____________** اسمع الهمس السري يأتي من وراء الجدران ..جدران الصمت الوهمي ومن وراء الحواجز التي انشأتها زوجتي على مهل وفي حياء في بادىء الأمر ، ثم ما لبثت ان اشتدت وتصاعدت واخذت __ تلك الحواجز _ تتسع وباتت تحجب عني بمرور الوقت العصيب سماع الأسرار التي لم تطفو على السطح بعد ..جدران وهمية تصدني عنجس ليونة وطراوة الجسد المشتعل بحريق اللذائذ ..والتي لم اعد قادرا على الأمساك بفورانها المتأجج على الدوام ! ..تلاشت تلك الرغبات الهائجة واستقر بدلا عنها خواء مخيف يعرش في مفاصلي ...
كان الأمر في أوّله أشبه بالسر الذي لايمكن البوح به ..ولكن لما امتد الوقت وتمدد الزمن النفسي ! تحت شعاع النميمة والنشوة ! كاشفا عن عجزي الذي بات يقارب الفضيحة التي تأباها ذكورتي ..تدفق سيل الأسئلة يجرف عبر جريانه العديد من الظنون ..
أرى امّها __ معين الاسئلة الذي لا ينضب __ فأطلب اليها ان تفصح عما تريد ..ولكنها كانت بمنأى عني مستغرقة في إشاعة النكد والنميمة ..مشغولة بإدامة الكراهية وإنشاء جسورا من المودة بين ابنتها [ زوجتي ] وابن خالتها [ م ] ..الذي طفق يتردد على عتبة داري ..لا احد بوسعه ان يكتشف ما يعتمل في دخيلة الآخر او اعماقه ، تلك الأعماق الغامضة التي تنطوي على اسرار دفينة حميمة مسرفة في السرية ..لا احد يستطيع ان يضع يده عليها ...لم اشعر بالفزع كما اشعر به الآن ..فقد بدأت اشم رائحة غريبة تضوع من اعماق الصمت المريب المليء بالهواجس والتوجسات والأنغلاق ...كنت اسمع كل ذلك الهمس ياتي فاترا مجفّرا ..واعترف إني لم افقه منه شيئا إلا في وقت متأخر / مقطع من رواية / بقايا الجندي الطائر / مخطوطة / 2
#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟