سعدي عباس العبد
الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 14:52
المحور:
الادب والفن
3
* لم افقه منه شيئا الا في وقت متأخر ..بيد اني كنت اشك في الأمر فحسب ...محض ظنون كانت تساورني ، واهجس أنّ ثمة شيئا يحاك في الظلام ينمو في الظلام غامضا ولا سبيل لفك رموزه .. كنت في الأيام الأولى من فجر المحنة انصت لذاك الهمس المحوم في الهواء النامي في دوامة صمت لزج ، تخلخله نبرات راعشة مهموسة ..همس مفعم برائحة فضائح ينسل عبر الهواء متدفق من لسان أمّها ، همس يشي بالضّياع والخوف وبحصار ضاغط يكرهني على الخروج من الحاضنة العائلية التي كانت تغمرني بالدفء ..والأستكانة إلى طمأنينة عذبة..فشعرت بروحي تتفتّت كوني زوج غير مرغوب فيه ..كنت انصت وانا ارتعد ولا استطيع الأمساك بالنوايا المريبة التي سلبتني طمأنينتي وفاقمت شعوري باللاجدوى والقنوط والأندحار ..كنت انصت بكامل مشاعر الخوف والقلق لذلك الهمس وهو يتسع ويتصاعد في طور النمو ، ويحلّق ويحوم في رفيف متصل ...
كان جل ما يشغلني في ذلك الوقت العصيب هو بماذا كانت تفكّر زوجتي ..اي مشاعر مخيفة تساورها ..ماذا يدور بخلدها ...لم اكن اعلم في ذلك الوقت الذي كانت تتنامى فيه أوّلى براعم اليأس ، انها كانت تغزل في نول قلبها نسيج الكراهية التي ما زالت في اول النمو تحبو على مساحة ما زالت غضة لم تحرثها مخالب أمّها وتسّودها بنثار من النميمة والحقد الأصم ...لم اكن اعرف مدى عمق الكراهية التي تكنها ليّ أمّها ...
كنت اعرف ان سلوك زوجتي حيالي قد شابه تبدل او طرء عليه تغير غير واضح تماما ..ما زال مبكرا لم تتضح معالمه بعد ..رغم الجفاء الطفيف الذي كان يشوبه ..الا ان صورته لم تأخذ مداها الكامل في ذهني ..ولكن بكر الوقت اتضحت بعض معالمه ..سلوك راح يتسم بالصدود والجفاء / مقطع من رواية مخطوطة / بقايا الجندي الطائر /3
#سعدي_عباس_العبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟