أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة للطبيعة















المزيد.....

سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة للطبيعة


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


قبل الولوج في حيثيات وتفاصيل سينما الخيال العلمي لا بد من فكّ الاشتباك الحاصل بين الخيال العلمي كنوع أدبي معروف له اشتراطاته وأصوله وبين الفنتازيا كنوع أدبي آخر له مواصفاته الخاصة به. فالخيال العلمي يقوم في جوهره على نظريات علمية وفيزيائية وبيولوجية، ويتعداها في بعض الأحيان إلى النظريات الفلسفية التي تتعاطى مع النظم الاجتماعية والسياسية والثقافية الجديدة مثل الدايستوبيا أو "العالم الخبيث" وما إلى ذلك. أما الفانتازيا فهي نوع أدبي أيضاً، لكنها تعتمد على السحر والعناصر الخارقة للطبيعة، وتختلف عن الخيال العلمي في خلوها من العلم على الرغم من أن كليهما نابع من الخيال التأملي، ومتفرّع عنه.
ثمة معطيات أساسية بارزة تميّز أفلام الخيال العلمي عن سواها من الأفلام الروائية أو الوثائقية تنحصر في الوحدات الأرسطية الثلاث "الزمان والمكان والحدث"، هذا إضافة إلى الشخصيات التي تشكِّل وحدة رابعة من وجهة نظرنا. ففي الإطار الزمني يغوص فلم الخيال العلمي صوب المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد كما هو الحال في فيلم "فهرنهايت 451" لفرانسوا تروفو الذي يصوِّر قصة نظام شمولي يقوم بغزو العالم في المستقبل ويقْدم على حرق الكتب بدرجة حرارة 451 فهرنهايت، غير أنّ رجل الإطفاء "مونتاج" يقوم بمطاردة فتاة تُدعى كلاريس، لكنها تغريه بقراءة رواية جميلة فتُوقعه بحب التراث الإنساني العريق. ثمة أفلام كثيرة تدور في هذا الإطار نذكر منها "متروبوليس" لفريتس لانغ، و "كوكب القرود" لفرانكلين. ج. شافر، و "ماتريكس" لأندي ولاري داكوسكي. إن الإطار الزمني الذاهب صوب المستقبل القريب أو البعيد لا يمنع مخرجي أفلام الخيال العلمي من النكوص إلى الوراء في إستعادات ذهنية كما هو الحال في فيلم "تأثير الفراشة" لأريك بريس حيث يعود إيفان إلى طفولته حينما يقرأ اليوميات التي كتبتها أمه قبل فقدانه للوعي، وما أن يشرع بقراءة اليوميات حتى يكتشف قدرته على العودة إلى الماضي البعيد والتحكّم به بشكل من الأشكال.
أما الإطار المكاني لسينما الخيال العلمي برمتها فهي تفضّل أن يكون فضاءها المكاني في أحد الكواكب السيّارة أو في اماكن خيالية كالأبعاد المتوازية ولا تجد حرجاً في أن تكون الأرض مسرحاً لحوادثها. وقد ينوّع مخرجو سينما الخيال العلمي في مواقعهم فبعضهم يختار باطن الأرض أو أنفاقها أو سراديبها، بينما يختار البعض الآخر غاباتها الشائكة الملتفة الأشجار، في حين يذهب آخرون إلى مقابرها ومعابدها وأهراماتها بحسب الثيمات التي يعالجونها ويتعاطون معها، كما في فيلم "اليوم الذي استقرت فيه الأرض" لسكوت دريكسون، فحينما يلمس متسلّق الجبال كيانو ريفز كرة مرمية بين الثلوج يغيب عن الوعي، وحينما يستفيق يجد أن الكرة قد اختفت وأن هناك علامة على يده. وفي الإطار ذاته لابد من الإشارة إلى فيلم "يوم الاستقلال" لرونالد إيميريش حيث تهاجم سفن فضائية قادمة من كواكب أخرى، لكن القوات الأميركية تعطِّلها بأحد الفايروسات وتُسقطها جميعاً وتُنقذ الأرض من دمار مُحقق.
ثمة أفلام أخرى تتخذ من الفضاء الخارجي مسرحاً كاملاً لأحداثها كما هو الحال في فيلم "2001: أوديسا الفضاء" لستانلي كوبريك حيث تتعامل القصة السينمائية مع سلسلة من المواجهات بين البشر وكتل سوداء غامضة تؤثر على تطور الإنسان. ينقسم هذا الفيلم إلى أربعة أقسام تبدأ بـ "فجر البشرية" وتنتهي بـ "ما وراء الأبدية" أما الفضاء الوسطي فيتأثث بالرحلة إلى المشتري حينما تتحول العظْمة إلى مركبة فضائية عملاقة ويتم اكتشاف النُصب الكبير الغامض، ويبدأ الصراع بين الحاسوب الآلي والعقل البشري الذي ينتصر في خاتمة المطاف على العقل الإليكتروني على الرغم من ضعف الكائن البشري أمام أسرار الحياة والموت.
تتنوع شخصيات أفلام الخيال العلمي لكن غالبيتها تتكوّن من الغرباء "Aliens" القادمين من الفضاء الخارجي، أو الروبوتات أو الكائنات الأوتوماتيكية "Androids" أو المسوخ والكائنات الغريبة التي تبدو مشوّهة وربما لا تتوافق مع توقعات الكائن البشري الأرضي.
إن ما يلفت النظر في سينما الخيال العلمي هو التكنولوجيا المستعملة التي تبدأ بالليزر وأجهزة الكومبيوتر المتطورة ولا تنتهي بالمركبات الفضائية والصحون الطائرة وأحدث المدافع والطيارات والقاصفات والراجمات ويكفي أن نشير هنا إلى فيلم "أفتار" لجيمس كاميرون الذي دارت أحداثه في كوكب "باندورا" حيث تعيش كائنات "النافي" الزرقاء المسالمة قبل وصول البشر الباحثين عن معدن ثمين.
لا تقتصر أفلام الخيال العلمي على الموضوعات آنفة الذكر، وإنما تتعداها إلى رصد القدرات الخارقة مثل السيطرة على العقل البشري، والتخاطر، وتحريك الأشياء بواسطة النظر أو التركيز الذهني، والتواجد في مكانين في آنٍ واحد، والسفر بين الكواكب والمجرات، هذا إضافة إلى حرب النجوم، وغزو الفضاء الخارجي، والرحيل عبر الزمن، والانتقال بأسرع من سرعة الضوء وغيرها من الأمور التي تبدو عجائبية ولا نريدها أن تختلط بالفنتازيا التي تعتمد على قوى سحرية أو فوق طبيعية.
ربما يكون الديجا فو هو أحد الموضوعات الشيقة التي يتعاطى معها مخرجو سينما الخيال العلمي، وربما يكون فيلم "ديجا فو" نفسه هو خير مثال لما نذهب إليه في هذا المضمار، إذ بذل المخرج توني سكوت جهداً كبيراً في التركيز على هذه الثيمة الذهنية والنفسية في آنٍ معا، فثمة أشياء كانت تبدو لبطل الفيلم دنزل واشنطن وكأنه رآها أو شعر بها سابقاً أو زارها من قبل. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى بعض الأفلام السايكودرامية مثل فيلم "سولاريس" لأندريه تاركوفسكي الذي يتحدث عن الفقد والذاكرة والتوق، فرائد الفضاء الذي فقد زوجته يجدها على الكوكب الذي أُرسل إليه من قبل وكالة الفضاء للتحقيق في حوادث غامضة.
وفي الختام لا بد من التنويه بأن غالبية أفلام الخيال العلمي تركز على موضوعات عديدة تشغل بال الكائن البشري من بينها أن الكرة الأرضية قد تتعرض إلى غزو فضائي يدمر كل الكائنات البشرية الموجودة على سطحها، لكن الحياة سوف تنبعث من جديد ويكفي أن نشير هنا إلى فيلمي "العنصر الخامس" للوك بيسون و "بلَيد رانر" لريدلي سكوت حيث يلاحق الشرطة هذه الكائنات الفضائية الغازية لكي ينقذون الأرض من شرورهم العظيمة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد الثلوج. . . تُحفة كاواباتا الأدبية
- الدكتور لؤلؤة يترجم -غنائيات- شكسبير ويعزّزها بشروح مستفيضة
- المناهج البحثية عند الدكتور علي الوردي
- رؤىً مستقبلية للنظام الصحي في العراق
- الأفلام المجسّمة وتعزيز الوهم البصري العميق
- بؤر المهمشين والخارجين على القانون والحالمين بمستقبل أفضل في ...
- الآمال الكبيرة لكيوان مجيدي
- قراءة نقدية في فلم -رمضان في الأطراف- لفتحي الجوادي
- البنية المجازية في فلم -فتاة عُرضة للخطأ- لكونراد كلارك
- السينما العالمية من منظور ناقد عربي (3-3)
- دليل السينما العربية والعالمية 2013 (2-3)
- قراءة نقدية لدليل السينما العربية والعالمية 2013 لمحمد رضا ( ...
- العدالة الانتقالية وآليات تطبيقها
- سطوة الواقع وسحر الخيال العلمي المجنّح
- معرض استعادي في -بيت السلام- للفنان شاكر حسن آل سعيد
- د. علي علاوي يستقرئ العلاقة بين مفهومي الأخلاق والسياسة
- السيد مضر الحلو وقراءته الجديدة للتراث
- سماحة السيد حسين إسماعيل الصدر ومفهوم المساواة بين الناس (2)
- سماحة السيد حسين إسماعيل الصدر ومفهوم الحوار مع الآخر (1)
- مهرجان الظفرة السابع يحظى باهتمام إعلامي عالمي


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - سينما الخيال العلمي: من رصانة العلم إلى دهشة القوى الخارقة للطبيعة