أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الاشتراكية القومية واثارها على مستقبل الأمة العربية














المزيد.....

الاشتراكية القومية واثارها على مستقبل الأمة العربية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4372 - 2014 / 2 / 21 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع انتهاء الحرب العالمية الأولى انهارت الأمبراطورية العثمانية, وتم توقيع اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 بين فرنسا وبريطانيا على اقتسام الدول العربية الواقعة شرقي المتوسط, ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية تم احتلال القسم الأكبرمن فلسطين عام 1948 وبعد نكبة الشعب الفلسطيني وطرده من ارضه ظهرت بعض الأحزاب القومية وأعتبرت ايديولوجيتها هي الأكثر شيوعا في الوطن العربي, وخصوصا في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي, وقد تميزت بالتجربة الوحدوية بين مصر وسوريه عام 1958 وبعد ما يقارب الثلاث سنوات حصل الانفصال الذي أودى بالأوضاع العربية إلى ما آلت إليه الشعوب العربية من خيبة الأمل, وقد كان الانفصال من اسباب نكسة عام 1967, وعلى الرغم من عدم نجاح الوحدة بين مصر وسوريه لفترة طويلة يختلف الباحثون والنقاد في تقييم تلك المرحلة وتتباين آرائهم .
يتحدث بعضهم عن المنجزات الاقتصادية والبعض الآخر يقول أن عبد الناصر قام بإلغاء كافة الأحزاب السياسية ومارس الغاء الآخر, بالإضافة إلى التأميم الذي شمل الطبقة الوسطى في سوريا ,واليوم تمر الأقطار العربية بالتجربة القاسية, رغم التفاوت النسبي فيما بينها سواء في الحياة الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية, ولقد وصلت الأحزاب القومية إلى الحكم عن طريق الانقلابات في كل من مصر وسوريا والعراق والسودان واليمن الشمالي وليبيا, تسعة انقلابات عسكرية في سورية من عام 1949 حتى عام 1970.
على امتداد ما يزيد عن نصف قرن فشلت الأحزاب القومية في تحقيق برامجها ونهجها والشعارات التي رفعتها ولم يكن لدى الأحزاب والحكومات العربية سوى الخطابات والوعود الكاذبة التي لم يتحقق منها شيء, وقد اقتصر الفكر التنموي العربي على مفهوم التطور البطيء من اجل تنمية الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة معتمدين على تصدير موارد البلاد واستيراد التكنولوجيا والمواد الاستهلاكية, وفي هذه الحالة يتم ابعاد الشعب عن المشاركة في كافة القرارات, ويتمثل هذا النموذج بالأنظمة العربية التقليدية (دول النفط) وبالرغم من المستوى العالي لناتجها القومي لا يلغي ذلك تبعيتها ونزعتها الاستهلاكية.
اعتمدت بعض الدول العربية على مايميزها عن الاشتراكية العلمية الماركسية بتأكيد حق الملكية الخاصة, والحرص على الدين, وتمتاز هذه الدول بحكم الفرد المطلق دون اشراك الحزب والجماهير في التنمية والقرارات السياسية والاقتصادية, وقد فشلت في استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي طرد من ارضه ودياره عام 1948, وهزمت في حرب الخامس من حزيران عام 1967, فالواقع العربي المتردي اليوم يرفضه أبناء الأمة العربية المحكومين, وقد انتشر بين هذه الأقطار الخلافات والتشتت والتنافر, ولحق بها العديد من المآسي والنكسات, وفي مقدمتها الاحتلال الأمريكي للعراق ونتائجه على الشعب العراقي والشعوب العربية, وكذلك الاعتداءات المستمرة على كل من الفلسطينيين في الضفة والقطاع وعلى اللبنانيين, ومع ذلك لم تتمكن الأحزاب العربية وحكوماتها بالخروج من هذه الدوامة.
في السنوات الثلاثة الأخيرة وفي ظل ثورات الربيع العربي حدثت ثورات مضادة مدعمة من قوى اقليمية ودولية, وقد خلفت الأحزاب القومية العربية نكبات جديدة اقرب إلى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 لقد تجاوزت في سياساتها وممارساتها ابشع ما يمكن أن يتصوره العقل, وتحول العديد من هذه الأحزاب لدعم الأنظمة الديكتاتورية المستبدة.
إن تحقيق تطور التنمية الشاملة يقتضي فك الارتباط والتبعية بالنظام العالمي الجديد والتحرر من السلفية التي ترفض التجديد والتطور, ويبدو أن مشكلة المجتمعات العربية مشكلة الثقافة والنظام السياسي, وقد وصل العديد منها لانتهاج سياسة التوريث, واليوم تقوم هذه الأنظمة بالحرب على الشعب نيابة عن اعداء الشعب.
إذا أرادت الدول العربية أن تجري تغيرات من شأنها معالجة النتائج التي أفرزتها السياسات الماضية في شتى الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية, ويحتاج ذلك إلى جهد كبير وهائل في التوعية الفكرية والسياسية, وفي النضال العملي المنظم, ويستلزم هذا تحرير الفكر العربي من عقاله, وتحرير الجماهير العربية من القيود التي ترزح تحتها, وفتح الباب واسعا للديمقراطية وللحريات ولحقوق الإنسان وللتعددية الحزبية والانتخابات الحرة النزيهة, وإلغاء سياسة التوريث والنضال من أجل الوصول إلى اتحاد عربي .



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية
- أحكام النزاعات المسلحة في الإسلام
- الأسس الفلسفية للقومية العربية
- خصوصية الثقافة العربية
- الحرية بين الحضارة الغربية والإسلامية
- دور النفط في الصراعات السياسية
- ابرز مشكلات العالم الثالث السياسية
- الأسرى في القانون الدولي الإنساني
- إرهاب الدولة بين حزبية النظام وعسكرته
- أفكار وآراء نيكولا ماكيافيلي عن الدبلوماسية
- الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي
- الترابط ما بين العلاقات الدولية والسياسة الخارجية والسياسة ا ...
- الحرب العادلة
- أين دور الأمم المتحدة من الأسلحة المحظورة دوليا
- أنا في التيه منفرد
- المشاكل التي تثير قلق الانسان في عالمنا العاصر؟
- السمات المشتركة للنظم السياسية العربية
- الوضع الاقتصادي في المجتمعات العربية
- خصائص الأحزاب العربية
- الأحزاب السياسية في العالم العربي


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الاشتراكية القومية واثارها على مستقبل الأمة العربية