أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - العراق يختار الخيار اللاخيار














المزيد.....

العراق يختار الخيار اللاخيار


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد فرض الفدرالية فوقيا و في غمضة عين دون التمهيد او ترسيخ الارضية لمشاركة و حتى تفهم ماهية الفدرالية و مضمونها و عدم ادراك الاغلبية الساحقة للشعب العراقي للمفهوم و الاعتراف به ذاتيا، و الادهى في الامر و التي افرزته هو الخراب و التدمير هو نتيجة الخلط بين ما تتطلبه الفدرالية و التمييز بينها و بين المركزية على ارض الواقع او الالتزام بالمركزية عقلا و فكرا و تطبيقا في نظام دستوره مزيج من البنود المتناقضة و ما يفرض الخلط بين الانظمة المتبعة عالميا على ارض تاريخه متميز ولها صفاتيمكن ان نقول شاذة الى حدما ، هذا ناهيك عن توريث القوانين المركزية و الدكتاتورية دون تغيير و الاعتماد عليها في زمن القانون الاساسي في البلد هو المنبثق عن الفدرالية وعدم الاخذ بنظر الاعتبار الخصوصيات و تاريخ العراق و الحقبة الدكتاتورية التي غيرت حتى نظرة الشعب العراقي عن بلدهم و كيانهم، و الاخطر هو اتباع الفدرالية نتيجة فرضها باسلوب التفكيك اي عكس الفدرالية بالضم، مما يصعب النجاح، و القوانين الاساسية المطلوبة التي تفرض نفسها و هي الاهم من النظام العام لازالت في رفوف البرلمان .
اليوم و بعد عقد و نيف من التغيير الجذري في تركيبةالسياسية للبلد فوقيا فقط، عند التمعن في الوضع العراقي العام سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا، نحتارفي كيفية ايجاد العلاج للامور المستعصية و ما افرزتها التغييرات السطحية و الفوقية، و الا هل يعقل ان يُنفذ قانون من زمن الدكتاتورية والقبضة الحديدية في نظام فدرالي فوقي تفكيكي، اليست العقلية ذاتها التي ادارت البلاد عقود او على الاقل تاثرت بها و دون ان تعلم تطبق ما فرضته الدكتاتورية و بالاسلوب ذاته ، وكماهو المعلوم ان الاسلوب الفدرالية بالتفكيك اصعب من الفدرالية بالضم لان القوانين ذانها لازالت سارية و العقليات كما هي و من المنبع ذاته، و المعلوم ان الفدرالية باسلوب التفكيك اصعب من عكسها لان المركزية في الحكم لها تاثيراتها المباشرة و غير المباشرة و لها ميراثها و تداعياتها و التي لا يمكن تجاوزها بسهولة او في لمحة بصر . فالفدرالية بالتفكيك تصنع الصراع القوي بين الحكم الذاتي للاقليم و الحكم المشترك للمركز كما هو حال العراق و فوق ذلك ان العقلية السائدة في منطقتنا تتمركز على التسلط او ما يفرضه الوضع الاجتماعي المؤثر على السياسة و السياسيين . فالصراع المحتدم اليوم بين المركز و اقليم كوردستان نتيجة حتمية لعدم وجود القوانين اللازمة و التي تتلائم مع الفدرالية على ارض الواقع و بما تناسب ظروف العراق من كافة النواحي من جهة، و الفدرالية التفكيكية في العراق لا تلائم العقلية المركزية التسلطية الحاضنة لصفات الدكتاتورية للفرد العراقي من جهة اخرى .
فوق كل ذلك، ان الاحزاب و ما تؤمن به من الاعتقادات و الايديولوجيات على نقيض ما تريده الفدرالية و مضمونها الحقيقي، و لذلك نلمس يوميا الحلول الخاطئة لاية مشكلة تحدث هنا و هناك مهما كانت صغيرة او كبيرة .
و عليه، رغم اقرار الفدرالية كنظام عام للبلد و الاستفتاء الشعبي المعلوم لدينا و كيف حصل، الا ان العراق لازال في طور يُراد به ان يتوالم او يتماهى مع مضمون الفدرالية و متطلباتها من العقلية الادارية و القوانين و الثقافات المطلوبة لنطبيقها وما يفيد في تسهيل نجاحها في مثل هذا البلد الخاص جدا من كافة النواحي .
و كما نحس ان الصراع الباطن و الظاهر احيانا و ما نلمسه اليوم هو بين محاولة تطبيق المركزية و محاولة التفكيك، و ليس تطبيق الفدرالية و رفضها كما يدعي القادة يوميا .
الحل مكنون في العقلية و الايمان بالنظام و تطبيق بنود الدستور و اقرار القوانين الاساسية التي تعتبر مساند و اعمدة قوية و لا يمكن نجاح النظام الفدارلي من دونها و خاصة ما تخص العلاقات بين المركز الذي يديره المركزيين في العقل و التطبيق و الاقاليم التي يديرها التفكيكيين في العقل و التطبيق ايضا، بعيدا عن ما هو النظام العراقي في الدستور و ما تتطلبه الفدرالية على ارض الواقع . و هنا نتاكد ان الفدرالية جاءت قبل موعد ولادتها و لم توفر الارضية اللازمة لها مما ولدت العنف و الصراعات و سهلت تدخل الاخرين في شؤون العراق بكافة الطرق و الوسائل . و لا يمكن القول بان العراق اليوم بلد فدرالي و ليس فيه الا اقليم واحد و هو ما فرضه الامر الواقع .
و لازال البلد محتار في اختياره لما يمكن ان يرسيه على شاطيء الامان و اي طريق يتبع و باي اسلوب و كيف يضمن مستقبله بعيدا عن العنف و الصراع الدموي . فالخيار اصبح لاخيارا و العقلية التي تديرها لازالت في زمن غير هذا الزمان و ما فيه، و عليه اختلطت الامور و يتطلب المعجزات للخروج من عنق الزجاجة بما موجود لدينا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحيح ان ما نعاني منه في منطقتنا من عمل يد امريكا فقط ؟؟
- هل مسعود البرزاني ارهابي حقا ؟
- الصدق مفتاح النجاح في الحياة الاجتماعية
- مسيرة الانسان بين الطموح و ما يفرضه الواقع
- هل حقا الصح في غير مكانه و زمانه خطأ ؟
- الكادحين و الحملة الانتخابية في العراق
- لماذا غض الطرف عن فساد رئاسة اقليم كوردستان ؟
- الحياة تستحق الحب و الانسانية
- ايهما المحق المالكي ام البرزاني
- طلب الاستئذان من ايران لتشكيل حكومة كوردستان
- طال الزمان بنا و لم نصل
- انقذوا خانقين قبل فوات الاوان
- هل السلطة الكوردستانية اهل لادارة الاقليم ؟
- هل من منقذ للوضع العراق الحالي ؟
- طبيعة العلاقات التركية مع اقليم كوردستان
- الغباء في ادارة اقليم كوردستان مترامي الاطراف
- هل شخصية المجتمع الكوردستاني تدعم تاسيس الدولة ؟
- سيطرة نفوذ تركيا و ايران على مناطق الحزبين في اقليم كوردستان
- اين وصلت الاخلاق و السياسة في اقليم كوردستان
- من المنفذ الحقيقي لاغتيال الصحفي كاوة كرمياني


المزيد.....




- أوكرانيا تقول إنها قبضت على صينيين يقاتلان لصالح روسيا.. وبك ...
- ماكرون يقول إن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو/ حزيران ...
- زعيم المعارضة التركية يتحدى أردوغان ويؤكد أن النضال -سيستمر ...
- تونس: صناعة الحصير التقليدي تواجه خطر الاندثار
- الحوثيون وسوريا.. روبيو يعلق بعد لقاء وزير خارجية السعودية ف ...
- خبير أمني يحذر.. هذه أهم علامات إصابة هاتفك بفيروس
- إيكواس تُعرب عن قلقها إزاء التصعيد في أفريقيا: ماذا يحدث بين ...
- تواصل الغارات الأمريكية في اليمن.. و-ملايين اليمنيين في خطر- ...
- B?n c? vua h?i t?c 789club – Cu?c s?n kho b?u trên bi?n c?c ...
- الاستخبارات الأمريكية تعلن عن عملية تبادل للسجناء مع روسيا ت ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - العراق يختار الخيار اللاخيار