هنية ناجيم
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 07:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تعد أخبار الانفجارات المختلفة، هنا وهناك، تثير دهشة المتلقي. ولم تعد مشهدا مرعبا ومرهبا للمشاهد. ولم تعد صرخات الأطفال والنساء والرجال تقلق مضجع المجتمع المدني العالمي، ولم تعد تشكل ماء وجه لمنجزات والضرورة من وجود منظمة الأمم المتحدة، وما يتفرع عنها من مؤسسات قضائية وأمنية..
وممارسة الاجرام والابادة (..) لم تعد مرتبطة بأخلاقيات المبادئ الإنسانية، بل أضحت مُسَلَّمَة - غير قابلة لأي تعديل، بين يدي راهنية المصلحة الخاصة للأقوى في ممارستهما على المستوى الدولي.
وأضحى مبدأ الثقة في هذه المنظمة غير قابل للتجدد، لأنه قد استنزف كل إمكانيات الثقة به لدى شعوب العالم الأنقياء...
فكل هذا الانهيار الذي تعاني منه الإنسانية، قد كشف عن تورط وتخاذل دولي، وعرى ستار السلام المزعوم من قبل أغلب الأنظمة العالمية المتقدمة وكذلك أغلب الأنظمة السائرة في طريق النمو التي ترتبط في علاقة تبعية مصلحية مع هذه الأخيرة - إن بالسلب أو بالإيجاب، نظرا لواقع التخريب الذي طالته مبادئ التعايش والسلم البشري.
وأجزم أن النظام القانوني للمجتمع الدولي هو قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، وبالتالي إشاعة الفوضى التي ستؤدي إلى الدمار الشامل، والسبب يكمن في كون كل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والعلائقية والبيئية (..) مرتبطة بالمصلحة الخاصة التي هي محدودة الرؤى، وبالتالي محدودة المنفعة والنتائج، مما سبب إستنزاف أخلاقي ومادي، هَمَّ كل مجالات الحياة الإنسانية واستدامتها على وجه الأرض.
إن كلمة واحدة، في إعتقادي وإيماني الراسخ، ممكن أن توقف النزيف وتنعش آخر نبضة متبقية لسلم العالم المحتضر، ألا وهي: الإلتزام. الإلتزام العاجل بمبادئ السلم والمصلحة العالمية الموحدة، ثم إقرار فوري لسياسة العقاب؛ عقاب المذنب دوليا، والذي يتورط في مساهمة أو تحريض أو ممارسة القتل أو التخريب.. فمصير الوجود البشري، قطعا، بين شمولية كل من الدمار أو الالتزام الدوليين، على صعيد كل المجالات الحياتية للإنسان، دون قيد أو شرط. وأن يتم تبني مفهوم المواطن الدولي، عوض مواطن دولة معينة، ووحدة الجنسية العالمية، لأن المصالح المفتتة هي ما أدت إلى التناحر والتمييز بين صالح كل شعوب الأرض، الذي هو بالنهاية مصلحة موحدة ومشتركة ومصيرية لكل الوجود الإنساني.
#هنية_ناجيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟