رعد اطياف
الحوار المتمدن-العدد: 4371 - 2014 / 2 / 20 - 00:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العقيدة حسب السائد والمطروح
دعونا نفهم العقيدة حسب السائد والمطروح : إنهاذلك الحكم المشروط بمخزن الذاكرة ، ولا يعدو ان يكون صورة مفترضة مسبقاً ، متأثرةً بمناخها الثقافي المعاش . ولعل الله لا يرتضي بهذه الأحكام المشروطة لكونها تخالف حقيقته المطلقة " كل يوم هو في شأن". وماهي الوثنية ؟: هي حينما نؤطر تلك الحقيقة اللانهائية بصورة عقلية خاضعة لأشراطات اللحظة التي انبثق منها الحكم ، وتغدو بمرور الزمن حقيقة مطلقة . وبذلك يمكن الاستنتاج : إن كل صورة عقلية تؤَطر بمضامين ضيقة لا تقيم وزناً للحظتها الآنية وتدعي تحليقها فوق سلطة الزمان والمكان - ماهي إلّا وثن ميت . إن الأحكام ولادات آنيةمرتبطة بلحظة صدورها ولا يمكنها الصمود أمام تيار الصيرورة اللانهائي . ومن هنا كان الإنسان هو الكائن الوحيد المعلّق على مذبح الحقيقة ، وعلى مايبدو لم تستهويه تلك الحقائق السيالة التي لا تعرف السكون ، فما عليه إلا ان يبتكر أطر ثابتة يسعى إلى تنميطها فتغدو احكام مطلقة لا يجب المساس بها.
فلسفة الشرق
يقول نيتشة مامضمونه : أن الفلسفة الغربية وكل ماقدمته بخصوص نظرية المعرفة ، هو الإتكال على " الأفكار الفطرية" والحال إن هذا النسق من التفكير لايعدو ان يكون "تمثل" أي إننا نتصور الأشياء انطلاقاً من ذاكرتنا وانطباعاتنا المخزونة . هذا وقد قامت فلسفة مابعد الحداثة على هذا البناء النيتشوي الشامخ ، ذلك إن ماتقدمه لنا النظم الفكرية هو عبارة عن تمثلات أو افكار مسبقة، ومن هنا كانت مابعد الحداثة ثورة على النسق . أقول ، ان هذه الفكرة لم تكن غريبة على الفلسفة الشرقية - منذ ثلاثة ألآف سنة - متمثلة بالفلسفة الهندية ، والبوذية بالذات ، حينما قررت - تجريبياً- أن الكائن البشري يستمد معارفه من الخارج من خلال ما يرغب وليس ماتكون عليه الأشياء . أي نرى الاشياء برغبتنا الخاصة بمعزل عن حقيقة الشيئ كما هو بلا رتوش .
#رعد_اطياف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟