أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - تيمور ...ذاكرة الطمر البشري














المزيد.....

تيمور ...ذاكرة الطمر البشري


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 4370 - 2014 / 2 / 19 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وجه جميل محمل بأسى ،هو عراقي كردي من قرية كوله جو في كلار، ليس صاحب صوت في برنامج ذا فويس حتى يختاره القيصر او شيرين اوصابر ،ولا هو محترف في كرة القدم ليقتنصه أحد الاندية القطرية .. في العام 1988 وهو ابن ست سنوات اختير ليموت واختير ليحيا في آن واحد ، وكان اصراره على البقاء اشد عزيمة من الموت طمرا في بادية السماوة هو وعائلته ،ففي الحفرة السوداء تجندل الاهالي نساء رجال اطفال من مختلف الاعمار فانهالت بنادق البعث الفاشستي بنيرانها على اجسادهم الغضةلم تكن جريرتهم سوى كرديتهم المجردة والعالم ساعتها يقف بقوته وباجمعه مع البعث ليقذف الكورد والشيعة الى الجحيم، الرصاصة التي اخترقت صدره حادت عن القلب فسقط مغشيا عليه حتى اذا سكتت امطار الجحيم احس بأنه يطوف في بركة من الدم واللحم النيء،أسكت انينه وألمه وقذف في قلبه حب الحياة ،فداس روعه وارتجافاته تحت قدميه ،يدري انهم اهله هؤلاء الذين ناموا الى الابد بعيدا عن المنازل والربوع،لكنه سار بحشمة الملائكة على قدس مصارعهم وتسلق جدار الحفرة دون ان يدركه سواقو الشفلات الذين يوارون التراب على جرائم البعث ،لقد حبته الاتربة المتصاعدة بوقاء الامان فخرج الى صحراء الله يلاوي مصيرا أظلما مجهولا ، مابين ذئب وضبع وضب وحنش، طفل في ربيعه السادس مصاب برصاصة في الصدر ،قتل اهله واحدا واحدا والاف غيرهم ليدسون من غير غسل وكفن في مقبرة جماعية ،الى أين يسير والعالم كل العالم ضده ،حتى اللغة فهو لايعرف ان يتحدث بشيء من عربية ،لكن الحياة كانت تعشق هذا الجسد المظنى فكانت تحرسه وتؤمن طريقه نحو السلام لتجد فيه مستقرا ،نبحته كلاب البدو الضالعين بالرحلات نحو الكلأ والماء والمحرومين من ريح البترول الهادر تحت اقدامهم ،صاح عبد الولي بجمع الكلاب فصمتت فتبين الملاك المدمى كأنما نرجسة جريحة يطلب بلغة لايفقهونها اسعافا لأصابته ،الحياة هي الحدس الاوفى والتجربة الاوفر في معرفة كيف تتجدد فقد قادته الى خيمة عبدالولي، وهو الاعرف بطب الصحراء ،واستحضار اعشابها مراهما للشفاء والعافية،لكنه كيف يدسه بعيدا عن اعين العالم الذي يتعقبه ،لم يتردد ضميره لحظة في ان يعتبره ابنه ،فابتكر دهاءالابوة ألف طريقة للنجاة واضفى عليه اسما رمزيا محملا بدلالة ممطرة بالحنين التاريخي فاسماه (علي عبد الله) نعم لقد كان عليا عبدا لله ومن خيرعباده ،فحقق عبد الولي فرصته في التدوير الاسمي ،كما يبدو من ظاهر النص ولكن للحياة رغبتها الشديدة في الايحاء ،وبعد ستة اعوام ليكون تيمور في الاثني عشر عاما هذا العدد المقدس في الوركاء حيث تتشابك قصة تيمور مع رمال الذاكرة في تصاعد اثني عشري وضاء، الكورد صاروا أكثر بهجة وامانا في العام1994 وحازوا لهم مربعا آمنا ، استقلا من كراج النهضة سيارة ووصلا الى قرية تيمور ،كوله جو في كلار، لكن ما النفع ،فليس من احد سلم الانفال ، ليس من احد يخلع من الذاكرة هول الطمر ،فقد أحتل الطمر مساحة الذاكرة باجمعها ،ليس من احد يقدر على الدخول اليها حتى ولو كوله جو نفسها ،فهاجر الى اميركا يبحث عن النسيان لكنه كيف ينسى وقد عاد هذا العام 2014 الى الوركاء الى عالم عبد الولي فهو ماتبقى له من رائحة الاهل والتربية والاحضان الطاهرة الدافئة ،قصة مؤلمة ،ما أردت سردها ، الا تذكيرا بأمرين:
1- التنبه من خطورة الطغيان السياسي.
2- ارشاد الغاوين الى وحدة الانسان العراقي.




#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا سيد
- صورة الشيطان الجديد القوة الباعثة للخراب في اودية الرافدين
- التطبيقات القياسية للمفاهيم وانعكاسات الخطأ والصواب في التجر ...
- الايجاز في صناعة الاعجاز - الثروة النفطية مسار الاحتكار ورؤي ...
- الاساءة الى المقدس و ابجديات التخطيط المنهجي في تفكيك الشرق ...
- ثلاث قصص قصيرة جدا..............2
- التوازن العضوي بين المثقف والسلطة – الكف وتبادل المؤثرات
- الازمة السورية..افتقار الموقف الرسمي العراقي لقراءة المتغيرا ...
- ثلاث قصص قصيرة...1
- المعوقات الموضوعية في بناء التجربة الديمقراطية في الشرق الاو ...
- عودة الروح..والضياع الافتراضي
- السرير-قصة قصيرة جدا
- كذبة صحفية-قصة قصيرة جدا
- البدون-قصة قصيرة جدا
- الطوفان -قصة قصيرة جدا
- اشتغالات انطباعية- قصة قصيرة
- احلام متبادلة –قصة قصيرة جدا
- نومي بصرة -قصة قصيرة
- حداء الكلك - قصة قصيرة
- الدستور دليل عمل دائم وليس شاهد حسب المزاج. قراءة في اختراقا ...


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - تيمور ...ذاكرة الطمر البشري